الثامن من اذار يوم الاحتجاج بوجه اللامساواة واضطهاد المرأة !
26/02/2019
يوم المرأة العالمي يوم اعلان تلك الحقيقة الواضحة وهي ان المرأة والرجل، وبغض النظر عن قوميتهم طبقتهم لونهم، عمرهم، ، دينهم، ، في اي بقعة من العالم ولدوا، وبغض النظر عن عقائدهم واهدافهم وميولهم المتنوعة هم اناس ومواطنون متساوون في الحقوق، بواجبات ومسؤوليات متساوية. بيد انه في الواقع يتم التنكر، وبصورة جلية، لهذه الحقيقة من اقصى اصقاع العالم الى اقصاها جراء اعمال وسياسات وافكار التبليه والاوهام الذي تقوم به على قدم وساق العقائد الرجعية المختلفة والدول والحكومات والطبقات الحاكمة التي تمثل عالم الرأسمال، عالم لا يستطيع ان يديم عمره دون فرض كل اشكال الاضطهاد القومي والديني والجنسي والعرقي. لقد جعل من المرأة في انحاء العالم قاطبة، وعلى جميع الاصعدة، كائناً دونياً، مواطن درجة ثانية وضحية التمييز الجنسي.انه لأمر مخجل وعار فعلاً ان نرى، ونحن في القرن 21 ، ان يمارس التمييز على قسم من البشر لا لشيء الا لتمايز بيولوجي ضئيل جدا ومحدود..! هل ثمة عالم مقلوب ومقرف اكثر من هذا؟!الثامن من اذار هو يوم رفع راية هذا الحق والمطلب العالمي بان المرأة والرجل احرار ومتساوين بدون اي قيد وشرط. انه يوم التعهد المشترك والعالمي من اجل ازالة كل العراقيل امام تحقيق هذه الحقيقة الواضحة في ارجاء العالم المختلفة. انه يوم الاحتجاج ضد التمييز الجنسي على المرأة.في العراق، وبسيادة حركة الاسلام السياسي واحزابها المعادية حتى النخاع للنساء وحقوقهن فان الثامن من اذار والسعي لاقرار الحقوق الانسانية للمرأة مرهون اكثر من اي وقت مضى بالخلاص من هذه السلطة الرجعية المليشياتية والمعادية للمرأة الجاثمة على قلوب الجماهير. ففي ظل حكم هذه الحركة واحزابها ومليشياتها، فرض تراجع قل نظيره على المرأة وحقوقها في العراق، أعيدت عقود مديدة للوراء، وتم الدوس على منجزاتها ومكتسباتها التي حققتها عبر نضالات وتضحيات بطولية رائعة لدعاة التحرر والمساواة والاشتراكيين من كلا الجنسين.العالم منقسم الى طبقات، ولكل سمة من سمات المجتمع المعاصر هناك مصلحة طبقية تكمن ورائها. الرأسمالية ذات مصلحة اساسية ومباشرة اقتصادية وسياسية في ظلم المرأة. انها اليوم هي اساس وداعم اضطهاد المرأة على صعيد العالم . بيد ان الرأسمالية المسلحة بسلاح الاسلام السياسي هي اخطر واشرس واكثر اشكال اضطهاد المرأة ارهاباً ورعباً، اذ تضيف لهذا الظلم والتمييز وانعدام الحقوق ابعاداً اخرى اكثر خطورة. من الرجم، الجلد، الحجاب، اغتصاب الاطفال والقاصرين، واختزال شخصية المرأة مادة “تلبية اشباع الرجل وغرائزه وتشويه العلاقات بين الجنسين من الطفولة وصياغة اكثر الاحاسيس والمشاعر المعادية للمرأة، تشويه شخصية الانسان المعاصر وتحطيمها. بوسع رؤية هذا باكثر الاشكال وضوحاً في تلك البلدان التي ترسف تحت سلطة تيار الاسلام السياسي ومليشياته، من ايران الى السعودية، ومن باكستان الى الصومال ومن العراق الى افغانستان .ان انهاء سلطة الاسلام السياسي، رمز اضطهاد المرأة، هو خطوة اساسية في مسار تحقيق المساواة التامة للمرأة والرجل. لا يمكن الحديث عن عالم اكثر انسانية وهذه السلطة القروسطية تجثم على صدور الجماهير والمجتمع.بوسع الثامن من اذار هذا العام ان يكون يوم دعاة المساواة بين البشر ومجمل الساخطين على الظلم والاضطهاد المفروضين على المرأة. بوسعه ان يكون يوم تسلط فيه الاضواء الكاشفة على كل زاوية واسس اللامساواة بين المراة والرجل على جميع الابعاد في كل مدينة ومحلة، في كل جامعة ومدرسة ومعمل، على كل منبر. بوسعه ان يكون يوم ادانة خالقي هذه الوضعية من شيوخ الدين والساسة البرجوازيين وطبولهم واقلامهم الاعلامية المأجورة والخانعة وصولاً الى البرلمان الطفيلي والحكومة سيئة الصيت. بوسع هذا اليوم ان يكون يوم جبهة صراع انساني، ميدان تحرر الانسان وخلاصه من الوحشية المعادية للمرأة.انه يوم التجمعات، باي شكل وفي اي مكان، وباي عدد كان. يوم الحديث عن حقوق المرأة، عن الابعاد الكبيرة للظلم على المرأة في المجتمع وفي العائلة، وعن ضرورة المساواة التامة بين الجنسين. ينبغي التوعية بهذا اليوم ومبرراته وابعاده وفضح كل القوى التي لها مصلحة في تأبيد هذا الظلم ! انه يوم تعرية كل القوانين الرجعية المعادية للمرأة، يوم ادانة وفضح التمييز والفصل الجنسي في المجتمع .عاش الثامن من اذار!عاشت المساواة التامة للمرأة والرجل!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
اواخر شباط- فبراير 2019