حذر رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، السبت، من حالة الانهزام التي يحاول الاعلام الخارجي الترويج لها داخل المجتمع، فيما رأى أن استهداف المؤسسة الدينية ورجال الدين هو مخطط مكشوف وواضح الأهداف.. لم يقل المالكي من خطط لذلك وما هي الأهداف من ورائه ، لنرى لماذا يقول ذلك بعد اكثر من ١٦ عاما هو ورجاله ومؤسسته الدينية ومرجعيته في هرم السلطة السياسية في العراق.
لا شك في ان وصول المالكي وحزبه الدعوة ومرجعيته الدينية الى السلطة كان بدعم من أمريكا وبريطانيا والغرب بعد احتلال العراق، وكانوا يخططون في مؤتمر لندن عن كيفية استلام السلطة وجاؤوا على الدبابات الامريكية وبأموال امريكية وبسياسات أمريكية على الرغم انتمائهم وولائهم السياسي والديني لإيران.. وقد ساعدوا الأمريكان بأن يشيدوا اكبر سفارة لهم في الشرق الأوسط في قلب المنطقة الخضراء تحوى على خمسة آلاف من الأشخاص الدبلوماسيين والمخابراتيين و الخبراء العسكريين وعلى المعدات والأجهزة العسكرية والمخابراتية تفوق العقول ومكشوف للكل ! وفي جانب اخر وجود الجمهورية الإسلامية الإيرانية بقوة في جميع اجهزة الدولة العراقية بواسطة الأحزاب والمليشيات والشخصيات التابعة لإيران من منظمة بدر وحزب الدعوة وعصائب اهل الحق والصدريين ومرجعياتهم.. وهذا بات مكشوفا للكل أيضا.. إذن من هم المخططون الذين يكتشفهم السيد المالكي عدا الأمريكان والغرب والجمهورية الإسلامية الإيرانية ؟ وماذا يقصد بالمخطط الواضح والمكشوف؟ ان من يعيش في المريخ ربما يصدق السيد المالكي بأنه هناك مخطط يستهدف المؤسسات والسلطة الدينية ويريد ان يعطي الصورة الوحشية والسيئة عن المؤسسات ورجال الدين والسياسيين العراقيين بغير حق ويلصق التهم والكذب بحقهم ، حتى وان قسم من نوابهم ومدراءهم ووزرائهم عندما يكشفون عن جرائم القتل والتعذيب والفساد وعمليات النهب وسرقة الأموال العامة بدلائل واضحة واتهام بعضهم البعض بالفساد وسرقة المليارات من الدولارات من اموال النفط ، يعتبر مخططا مكشوفا من اجل بث الروح الانهزامية في المجتمع بحق المؤسسات الدينية، هكذا؟! ولماذا لم يقل السيد المالكي من هم المخططون وماذا في جعبة المخططين من اجل تشويه المؤسسات الدينية وكذلك لم يقل من هي القنوات الإعلامية التي تبث الروح الانهزامية في المجتمع العراقي؟ هل يقصد الاميركان الذين جاءوا الى الحكم بدباباتهم وبأموالهم ام ايران التي ترعرعوا في أحضانها والتي هم في الصراع السياسي في الوقت الحاضر بين ايران وأمريكا ولكن المؤسسات الدينية تستفاد من هذا الصراع و تستفيد من الطرفين..
ان حقيقة ما يقوله السيد المالكي بحق بوجود الروح الانهزامية من المؤسسات الدينية في المجتمع العراقي هو مخطط الشعب ومخطط الطبقة العاملة والجماهير الكادحة والفقراء والمعدومين من اجل الحاق الهزيمة بالمؤسسات الدينية وأحزابها ومرجعيتها وإزاحتها من فوق رؤوسهم تلك المؤسسات التي اصبح طفيليا مميتا تجتثم على اجاسدهم وعقولهم ومعيشتهم وحياتهم وأصبحت عبئا ثقيلا امام تطور المجتمع العراقي على الرغم من وجود الثروة الهائلة التي تكفي ان يعيش في ظلها المجتمع العراقي احسن العيش والرفاه .. ان السنوات ١٦ عشر من وجود سياسات السيد المالكي و العبادي والمهدي والصدر والحكيم والطالباني والبرزاني والجبوري والمطلك وعلاوي وغيرهم ووجود المرجعية ومؤسساتها الدينية الشيعية والسنية، تكفي ان تكون اكبر قدر من الكراهية لهم ووجود المعارضة والاحتجاجات والتظاهرات التي تقف بوجوههم جميعا وان تكره الجماهير ليس فقط السياسيين وانما جميع المؤسسات الدينية والمرجعية وان تصبح موضع السخرية حيث تكشفت حقائقهم ومناهضتهم لأبسط حقوق الانسان والتضاد بين مصالحهم و مصالح أكثرية المجتمع العراقي .. ان السخط الجماهيري وصل الى درجة الغليان ولكنه يقمع بطريقة اكثر وحشية عن طريق الاجهزة القمعية ومليشياتها العصاباتية وعن طريق الاعتقالات والتعذيب واغتيالات المخالفين وحرق بيوتهم.. ان وجود الاحتجاجات والتظاهرات على الرغم من كل هذه الاساليب القمعية هي الوجه الحقيقي والمخطط الذي يقصده السيد المالكي لبث الحقائق وفضح سياسات رجال الدين ومؤسساتهم ومرجعيتهم ومصالحهم والتي تعني من وجهة نظر المالكي بث الروح الانهزامية بحقهم وبحق المؤسسة الدينية..
ان وجود هذا الخوف من قبل السياسيين العراقيين ورجالات الدين ومؤسساتهم و خطر وجود عدم الاعتبار لمرجعياتهم الدينية هو الكابوس الذي يشغل بال المالكي وإمثاله في المؤسسات الدينية و الذي سيحدد مصيرهم السياسي عندما تكنس هبة الجماهير جميع مخلفاتهم وتضعها في مزبلة التاريخ. ان مدة بقاء السيد المالكي و رفاقه في الحزب والمؤسسات الدينية مرتبطة بوجود درجة من التنظيم الجماهيري المستقل ودرجة من الوعي السياسي لجماهير العمال والكادحين في النضال السياسي والطبقي ليس لكنس هؤلاء الذين جاءوا الى السلطة بواسطة الدبابات الامريكية ودمروا العراق وبمساعدة ايران الإسلامية وانما جميع من استفاد من تدمير العراق والاحتلال واضعف إرادة الجماهير الثورية ولهم المصلحة ببقاء مأساة ومعاناة الفقراء .. ان التنظيم السياسي والجماهيري المستقل عن طبقة الأغنياء وساسة البرجوازية العراقية من الإسلاميين والقوميين هو أداة خلاص الجماهير من هذه الوضعية المأساوية.. وان المجتمع العراقي كما اثبتت التجارب غريب عن جميع المؤسسات الدينية ورجالاتها وأحزابها وأثبت انه على الرغم من استيلاء هذه المؤسسة على جميع مصادر الثروة لكنها لن تخدع الجماهير اكثر ولن تستطيع المؤسسات الدينية ان تفعل اكثر مما فعلت من اجل خداع المجتمع ، بل وأصبحت جميع المؤسسات الدينية موضع السخرية والنقد اللاذع وأصبح واضحا للعيان نهبهم وسرقتهم وفسادهم عندما قالت الجماهير بحقهم شعار ” باسم الدين باگونا الحرامية” وان درجة عالية من التنظيم الجماهيري بإمكانها ان تقلب الأوضاع على رؤوسهم وانهاء سلطتهم السياسية