لا ترموا أبنائنا في محرقة ادعاءاتكم الزائفة (بصدد تجنيد الشباب من قبل المليشيات بادعاء إرسالهم إلى فلسطين)
في محاولة سياسية زائفة ومخادعة للمليشيات الموالية للجمهورية الإسلامية في إيران، قامت بتجنيد مجموعة من الشباب بحجة إرسالهم إلى محرقة الحرب الدائرة التي تشنها إسرائيل على جماهير فلسطين، فتلك المليشيات قامت اليوم بتجهيز أكثر من (40) حافلة تحمل هؤلاء الشباب لهدف خادع هو إرسالهم إلى سورية للعبور إلى فلسطين، مستغلة الجرائم المروعة التي تقوم بها دولة إسرائيل الفاشية ضد الفلسطينيين في غزة والممارسات القمعية في بقية الأراضي الفلسطينية وعموم السكان العرب في دولة إسرائيل التي أثارت غضب العالم المتمدن بما فيها جماهير العراق.
إن هذه المليشيات التي قامت بسلسلة من عمليات القتل وارتكبت المجازر بحق الشباب في انتفاضة أكتوبر، وما زالت تقوم بالاغتيالات وآخرها كانت اغتيال إيهاب الوزني في مدينة كربلاء هي ابعد ما تكون عن الدفاع عن قضية عادلة مثل قضية فلسطين. إن هذه المساعي المشبوهة للمليشيات هي مساعي يائسة بغية تبييض ماء وجهها واسترداد زمام المبادرة وإعادة إنتاج نفسها وإنتاج اعتبارها ونفوذها السياسي والاجتماعي بعد أن حاصرتها انتفاضة أكتوبر والجماهير في العراق في زاوية لا تحسد عليها. إن هؤلاء المجرمين قادة المليشيات، والذي يجب أن يحاكموا بتهم قتل المتظاهرين وممارسة أعمال النهب والسرقة والفساد والتطهير الطائفي أسوة بدولة إسرائيل النازية التي تقوم بنفس السياسات تجاه الفلسطينيين، يحاولون اليوم أن يحلوا محل التيار القومي العروبي الذي مارس كل أشكال القمع وفرض الاستبداد والإفقار بحق الجماهير في البلدان التي حكمتها تحت عنوان كاذب ومزيف وهو تحرير فلسطين.
إن هؤلاء المجرمين في تلك المليشيات لم يكتفوا بكل أشكال التنكيل والقمع بحق جماهير العراق، ولم يكتفوا باستغلال عوز الشباب وسوقهم إلى الحرب والموت في سورية بعناوين طائفية، بل يحاولون اليوم تجنيد الشباب وإقناعهم كذباً بإرسالهم لتحرير فلسطين.
إننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي في الوقت الذي نفضح هذه السياسات والغايات التي تقف ورائها، وندين ما تقوم بها تلك المليشيات لأغراض دعائية وسياسية متهافتة، في نفس الوقت نحمل حكومة الكاظمي مسؤولية ما تقوم هذه المليشيات أمام أنظارها. ونعدّ خطوة هذه الجماعات مجرد عبارة عن حملة دعائية استعراضية رخيصة وفارغة المحتوى. كما نحمل حكومة الكاظمي المسؤولية الكاملة عن حياة هؤلاء الشباب، علماً بأنَّ كل هذه المساعي ليست من اجل إنهاء الظلم القومي على الشعب الفلسطيني، بل من اجل إدامة سلطة هذه المليشيات الفاسدة. وإننا في الوقت ذاته ندعو جماهير العراق بالوقوف بوجه هذه الدعايات والسياسات التي تقوم بها المليشيات تحت عناوين نصرة الشعب الفلسطيني الكاذبة والمغرضة، وندعوهم إلى عدم الخداع والتوهم وإرسال أبنائهم إلى محرقة المليشيات والتي تحاول عن طريق هذه الأعمال، تغيير هويتها من محور السراق والنهابين والفاسدين والقتلة إلى محور الممانعة والمقاومة.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
19 آيار ٢٠٢١