المثيولوجيا الجنسية في الاسلام
نشر هذا الموضوع في 20/1/2016 على موقع (الحوار المتمدن)
لا يسعنا الا ان نعبر عن تقديرنا لداعش لتحليّه بوحشية غير قابلة للوصف وجرائمه التي لا يمكن لاي شخص تخيلها ونحن في القرن الواحد والعشرين، فلو لا داعش واعماله لما سنحت لنا الفرصة لاعادة تصفح اوراق التاريخ الاسلامي ونفض غبار التزوير عنها من قبل المؤسسة الاسلامية الرسمية والمرتبطة عضويا بالانظمة السياسية الحاكمة والتي تغذي طلبة المدارس منذ نعومة اضفارهم بالكذب والتدليس والفبركة سواء كأيدلوجية او كدين وتصويره بأنه دين فريد عرفته البشرية وانهم لمحظوظين لوراثتهم هذا الدين عن ابائهم.
*****
ليس قليلاً عدد المقالات والدراسات والكتابات التي تحدثت عن “الحور العين” وعن الرجل المسلم الذي يفجر نفسه ليلتقي الحور ويضع نهاية لحياته من اجل لقائها. ونشرت العديد من القصص والروايات التي تحدثت عن رجالات المجاميع الاسلامية وخاصة في سوريا بوضع اغطية مضادة وواقية من الرصاص على اجهزتهم التناسلية عندما يدخلون المعارك خوفا من اصابتها وهم يرحلون للقاء “حور العين“. الا انني في هذا البحث سأركز على التخيل الجنسي وهلوساته بين الحياة الواقعية والحياة الخيالية في ادمغة وعقول منظري وفقهاء الاسلام وواضعي اسس الدين الاسلامي، الى حد خلق ميثولوجيا جنسية تعتريها الازدواجية والاغتراب حول الجنس ومكانته في المجتمع الاسلامي او المدينة الفاضلة المتمثلة في “الجنة” او في الحياة “الاخرة“.
******
حسناء آيت بولحسن، المرأة التي فجرت نفسها في بروكسل لافشال عملية دهم قامت بها الشرطة البلجيكية بعد “غزوة باريس في 13 تشرين الثاني من عام 2015″ وكان عنوان هجمة داعش البربرية الجديدة في باريس، وناشفين مالك التي قتلت مع زوجها رضوان فاروق 14 شخص في كاليفورنيا يوم 2 كانون الاول من عام 2015 ثم قٌتلت على يد الشرطة، تلك العمليتين، تثير العديد من الاسئلة الفقهية والتاريخية حول جدوى انتحار المرأة ومكانة الجنس في الاسلام بين حياة الدنيا وحياة “الآخرة – الجنة“.
السؤال الذي يتبادر الى الذهن هو اذا كان الانتحاري “الرجل المسلم” ينفذ عملية التفجير ليلتقي “حور العين” فماذا ستحصل عليه المرأة المسلمة من تنفيذ نفس العملية؟ اي ماذا سيكون المقابل، وخاصة ان مصيرها غير معلوم. فعلى سبيل المثال اذا كانت متزوجة ولا تريد ان ترى زوجها مجددا او تريد التخلص منه ولم تستطع فعل ذلك في الحياة “الدنيا“، فاذا بحظها العاثر يعيدها الى زوجها في “الجنة“، او انها في احسن الاحوال تتحول الى احدى الحوريات، لتحتل مكانة ادنى مما كانت عليها في “الدنيا” حيث نصيبها الانظمام الى احدى جواري “الشهيد” الرجل الانتحاري على الرغم من انه ليس هناك نص قرآني ولا حديث نبوي ولا قول يذكر لاحد الصحابة او مفسري الاسلام مثل الطبري وبن كثير والقرطبي وبن التيميه وبن الجوزي…. بأن المرأة “الشهيد” تتحول الى حورية او تنال حصة بالنهاية جراء عملها ولكن كحد ادنى تكون اقل من الرجل.
الالية في الاستعباد الجنسي للمرأة:
هناك نصوص حول المرأة التي تدخل الجنة دون اي عملية “استشهادية” وحيث يتفق جميع شيوخ الاسلام الحديث مثل بن الباز وبن عيثمين ومحمد العريفي ورجالات الازهر (( المرأة لا تخرج عن هذه الحالات في الدنيا فهي، إما أن تموت قبل أن تتزوج، اما أن تموت بعد طلاقها قبل أن تتزوج من آخر، إما أن تكون متزوجة ولكن لا يدخل زوجها معها الجنة، والعياذ بالله، إما أن تموت بعد زواجها، إما أن يموت زوجها وتبقى بعده بلا زوج حتى تموت، إما أن يموت زوجها فتتزوج بعده غير)). هذه حالات المرأة في الدنيا ولكل حالة ما يقابلها في الجنة: أما المرأة التي ماتت قبل أن تتزوج فهذه يزوجها الله– عزوجل – في الجنة من رجل من أهل الدنيا لقوله صلى الله عليه وسلم : « ما في الجنة أعزب–اخرجه مسلم–، ومثلها المرأة التي ماتت وهي مطلقة. يعني لا تكون لزوجها الذي طلقها. ومثلها المرأة التي لم يدخل زوجها الجنة. ))قال الشيخ ابن عثيمين(1): فالمرأة إذا كانت من أهل الجنة ولم تتزوج أو كان زوجها ليس من أهل الجنة فإنها إذا دخلت الجنة فهناك من أهل الجنة من لم يتزوجوا من الرجال. أي فيتزوجها أحدهم. وأما المرأة التي ماتت بعد زواجها فهي – في الجنة!– لزوجها الذي ماتت عنه. وأما المرأة التي مات عنها زوجها فبقيت بعده لم تتزوج حتى ماتت فهي زوجة له في الجنة. وأما المرأة التي مات عنها زوجها فتزوجت بعده فإنها تكون لآخر أزواجها مهما كثر ولقوله صلى الله عليه وسلم : « المرأة لآخر أزواجها – سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني– ولقول حذيفة لامرأته: إن شئت أن تكونى زوجتي في الجنة فلا تزوجي بعدي فإن المرأة في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا فلذلك حرم الله على أزواج النبي أن ينكحن بعده لأنهن أزواجه في الجنة. مسألة: قد يقول قائل: إنه قد ورد في الدعاء للجنازة أننا نقول، وأبدلها زوجا خيرا من زوجها، فإذا كانت متزوجة..فكيف ندعوا لها بهذا ونحن نعلم أن زوجها في الدنيا هو زوجها في الجنة وإذا كانت لم تتزوج فأين زوجها؟ والجواب انها ستكون لاحد رجال الجنة الذين لم يتزوجوا.(( بعبارة اخرى ((ولا يمكن أن تُزوَّج المرأة من الحور العين ؛ لأن الحور من النساء فكيف ستتزوج النساءُ النساءَ !؟ وهذا يدل على أن الأجر الوارد في الأحاديث هو للرجال أصالة ويدخل فيه النساء تبعاً لكن في بعض أفراده لا في كلها ، وإنما ذُكر الرجال في الأحاديث لأنهم هم المكلَّفون في الجهاد وهم الذين يخرجون إليه فكان المخاطب بالترغيب به هم دون النساء )) رواه “مسلم” (2) – وايضا ان المرأة الشهيدة تحصل مثل الشهيد على امتيازات مماثلة للشهيد الا في الجنس، ((عن المقدام بن معدي كرب قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” للشهيد عند الله ست خصال : يغفر له في أول دفعة ، ويرى مقعده من الجنة ، ويجار من عذاب القبر ، ويأمن من الفزع الأكبر ، ويوضع على رأسه تاج الوقار الياقوتة منها خير من الدنيا وما فيها ، ويزوج اثنتين وسبعين زوجة من الحور العين ، ويشفع في سبعين من أقاربه ” . رواه الترمذي وابن ماجه(3).
الا ان الشهيد المسلم الرجل لا يبالي بكل تلك الامتيازات سوى ممارسة الجنس مع “الحور العين” في حين ان المرأة الشهيدة المسلمة لا تحصل على امتيازات ممارسة الجنس مثل الرجل بالمبرر او الحجة التي يتفق عليها جميع شيوخ ومفسري القرآن ومنظري الفكر الاسلامي (( وليس للمرأة في الجنة إلا زوج واحد وهو يكفيها وتتنعم به ولا تحتاج إلى زيادة . والمرأة المسلمة – التي لم تتأثّر بدعاوى دعاة الإباحيّة وتعلم أنّها ليست مثل الرجل في خلقتها وتكوينها لأنّ الله جعلها هكذا – لا تعترض على أحكام الله ولا تسخط بل ترضى بما قضى الله لها ، وفطرتها السليمة تخبرها بأنها لا يُمكن أن تُعاشر أكثر من رجل في الوقت نفسه ، وما دام أنها إذا دخلت الجنة ستنال كل ما تشتهيه فهي لا تُجادل الآن في نعيمها وجزائها الذي اختاره ربها لها ولا يظلم ربك أحدا ، وهي إذا كانت من أهل الجنة فإنها داخلة ومعنية كالرجل بقوله تعالى : يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ(71) الزخرف 71 – بن عيثمين)).
وهكذا تبقى مسألة الجنس حكرا على الرجال في الجنة ايضا. وتظل الاحكام الاسلامية وقوانينها التي تمجد الذكورية الجنسية والمتعة الجنسية والخيال الجنسي سارية في “الآخرة–الجنة” مع تعديل بالمطلق. اي تكون اللذة مطلقة والمتعة مطلقة واللهو مطلق ودون اي رقيب او مؤسسة تحاكم او تحاسب كل من ينتهك القوانين والاعراف الجنسية كما هي الحال في حياة الدنيا والتي سنعرج عليها في هذا البحث.
تكريس العبودية الجنسية:
ان “الجنة” السماوية في المخيلة الاسلامية هي انعكاس لواقع الدنيا وليس هناك تغييرات في موضوع الممارسة الجنسية بالنسبة للرجل. اما بالنسبة للمرأة فأنها تتحول في “الجنة السماوية” الى انسان آلـي له وظيفة واحدة وهي الاداء الجنسي المطلق ولا غيره اذ سنتحدث عنه لاحقا. وعلاوة على ذلك فإن رجل “الجنة” له قوة مائة رجل “الدنيا” في ممارسة الجنس. ((عن أنس، عن النبي – – قال: يعطى المؤمن في الجنة قوة كذا من الجماع. قيل: يا رسول الله، أو يطيق ذلك؟ قال: يعطى قوة مائة رجل– رواه الترمذي)). اي انه كما كان الجنس ومازال في تصور الاسلام حكرا على الرجال، وانه متعة ذكورية مطلقة في الحياة الدنيا وستزيد من درجتها في “الجنة السماوية” دون تغيير يذكر.
وهذا يقودنا الى ان الذكورية–الجنس هي جزء من المنظومة الاجتماعية والعقلية للمجتمع ما قبل الاسلامي وما بعده. ان الاسلام وبعكس ما يقوله مفسري ومنظري وممجدي الاسلام، احدث تغييرات ثورية في البنية الاقتصادية والاجتماعية في المجتمع ما قبل الاسلامي. ان الاسلام نظم المجمتع الذي وجد نفسه فيه مع تشريع الاعراف والعادات الاجتماعية في قوانين واحلال بدائل بما يتناسب مع الاوضاع الجديدة، الا انه لم يمس صميم المجتمع ولا أسسه الاقتصادية ولا بنيته الاجتماعية. ولذلك فإن الذكورية الجنسية هي نتاج للمجتمع ما قبل الاسلامي الذي يسمونه بالجاهلية. فتعدد الزوجات وسبي النساء كانت ظاهرة سائدة في الجزيرة العربية. ويروي كتاب “الاغاني” لابي فرج الاصفهاني بأن المرأة كانت تتمتع بحق الطلاق، وذكر العديد من الامثلة بتطليق المرأة لزوجها. الا ان هذا الحق سلب في عصر الدولة الاسلامية. فالمجتمع الاسلامي قام على الحروب والغزوات والعبيد. وهو نفسه الذي كان عليه قبل الاسلام وقبل بناء دولته. و الفارق الوحيد هو ان محمد نظم المجتمع وفق قوانين ودستور ليقضي على التشرذم القبلي الذي كان قائم عليه مجتمع الجزيرة العربية انذاك. بالاضافة الى ذلك ظلت القبلية جزءا لا يتجزء من الاسلام بالرغم ان عدد ليس قليل من مؤرخي التاريخ الاسلامي زعموا بأن الاسلام قضى على العشيرة والانتماء العشائري والقبلي. فمثلا (ان الطالبيين والعباسيين وهم من سلالة محمد أُعـفـوا من الزكاة ومُنِحوا دخولٍ (أُعطيات) دون اي عمل يقومون به. وكذلك بالنسبة لزوجات محمد وعمه العباس الذين كانوا يُمنَحون 12 الف درهم، وبالنسبة للمشاركين في غزوة بدر 4 الاف درهم اما الانصار والمهاجرين فقد مُنِحوا 2000 درهم واهل مكة 800 درهم في حين لم يمنح العامة سوى (300-500 درهم) وقد بلغ اوج التفاوت في زمن خلافة عمر بن الخطاب–بو علي ياسين– (الثالوث المحرم)
ان قراءة تأريخية سريعة، وإن صحت الروايات التاريخية لوجود مجتمع مكة، فأن الطبقة الارستقراطية الى كانت قريش جزء منها، اغتنت وتراكم الرأسمال النقدي عندها عن طريق ممارسة مهنة التجارة انذاك. وعاشت قريش على هامش الامبرطوريتين، البيزنطية الرومانية والساسانية الفارسية والتي انقسم العالم بين نفوذهما انذاك. وقد كانت قريش تحصل على رزقها وقوتها في الحياة من فتات التجارة التي كانوا يمارسونها بين الشام صيفا واليمن شتاءا وبموافقة ورضى تلك الامبراطوريتين. ولم يكن لمحمد الذي جاء من قريش لتحقيق طموحه السياسي ان ينجح في نشر رسالته وبناء دولته عن طريق الحذو على خطى عشيرته قريش بالرضى على ما ترميها تلك الامبراطوريتين من فتات مائدتهما لها. فأذا كانت سمة تلك المرحلة هي الحروب والغزوات، فلابد ان تبنى الدولة الاسلامية الجديدة التي اتخذت “المدينة” مركزا لها على نمط الانتاج السائد في تلك المرحلة.
فعمليات الغزو والنهب التي وضعت لها عنوان جديد بأسم “الجهاد” أرست اسس الدولة الجديدة. وكما كان سائدا قبل الدولة الجديدة تعدد الزوجات وسبي النساء والحصول على العبيد، بقيت الحالة على ما هي عليها. وظلت العائلة “البطريركية” التي كان الرجل فيها هو سيد البيت والمرأة ملحقة الى جانب الزوجات والعبيد قائمة في الدولة الجديدة مع تنظيم العلاقة بين الرجل والعبيد والجواري بشكل قانوني. ولذلك لم يورد أي نص قرآني ولا حديث نبوي ولا قول لأحد اصحاب محمد ولا لأي من مفسري الاسلام يشير الى الغاء العبودية من المجتمع وخاصة في السور المدنيّة التي تميزت عن السور المكيّة بتشريعات دستورية تنظم الحياة الجديدة في دولة الخلافة الاسلامية التي كان مركزها “المدينة“. ان محمد نفسه اعتق عدد من العبيد كما كان يعتق أسياد كثيريين لعبيدهم طوال الازمنة السالفة مع فارق ان محمد استخدم وسيلة عـتـق العبيد لأسباب سياسية ومن اجل كسب أتباع جدد ودق اسفين بين العبيد ومالكيهم الذين لم يعترفوا بمحمد ولا برسالته التاريخية والايديولوجية الجديدة. ولكن محمد لم يمس عناصر البنية الاقتصادية للمجتمع الاسلامي الذي كان امتداد للمجتمع قبل تأسيس دولة الاسلام، اي بعدم تحريمه العبودية واقتناء الجواري مثلما فعل مع الخمر او توجيه عقوبة صارمة لمن يمتلك عبيد مثلما حدث مع الزنى او السرقة على سبيل المثال. ولم يكن محمد يستطيع فعل ذلك لان الاسس التي بنى عليها الدولة الاسلامية كانت ستنهار، واقصد هنا الاسس الاقتصادية القائمة على الحروب والغزو والنهب التي تدر الاموال وتنعش اسواق العبيد والجواري وكل الاشكال الاخرى من التجارة اضافة الى حصوله على الخمس وخراج الاراضي الزراعية التي يحتلها اضافة الى الجزية عن كل شخص. وليس هذا فحسب بل نظم العلاقة الجنسية بين المسلمين وبين العبيد وخاصة مع النساء اللواتي يحصل عليهن في الغزوات الحروب (( HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4010&idto=4010&bk_no=50&ID=4044” \l “docu” ياأيها النبي إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيت أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك …- سورة الاحزاب 50- مدنية)). اي حسب تفسير الطبري والقرطبي وبن كثير للآية المذكورة، بأن الله حلل السراري او النساء اللواتي حصل عليها محمد وأمته مطلقاً في الحروب والغزوات كمغانم. وفي آية اخرى تتحدث عن تنظيم العلاقة الجنسية بين الحر المسلم وغير الحرة (( HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=4&ayano=25” \l “docu” ومن لم يستطع منكم طولا أن ينكح المحصنات المؤمنات فمن ما ملكت أيمانكم من فتياتكم المؤمنات والله أعلم بإيمانكم بعضكم من بعض فانكحوهن بإذن أهلهن وآتوهن أجورهن بالمعروف محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان فإذا أحصن فإن أتين بفاحشة فعليهن نصف ما على المحصنات من العذاب ذلك لمن خشي العنت منكم وأن تصبروا خير لكم والله غفور رحيم -25-الاحزاب)). وعلى الرغم من إختلاف المفسرين للآية حول طبيعة العلاقة الجنسية والزواج وتفسير كل واحد منهم لها الا ان الجميع متفقين ان هناك امرأة عبدة او جارية يملكها مسلم او مسلمة ويمكن التصرف بها وينظم علاقته بها.
ان المجتمع القائم على الغزوات والحروب لا بد ان تكون العقلية الذكورية فيه جزء من البنية الفوقية للنظام السياسي–الاجتماعي. وتكون المرأة–الجنس هي سلعة رائجة ومتداولة في المجتمع. ولذلك لم يكن بأمكان محمد خلق نظام خارج الظروف التاريخية والموضوعية التي يعيش فيها. فمثلما كان المجتمع الروماني وقبله الاغريقي والبابلي والفرعوني والآشوري وغيرها قائم على الغزو والنهب واستعباد اقوام اخرى الى جانب سلب أراضيهم ونهب ممتلكاتهم، فان المجتمع الاسلامي هو الآخر قام على المنوال نفسه. ولم تكن المرأة في الامبراطوية الفارسية او البيزنطية التي كانت تتاخم حدود الدولة الجديدة في الجزيرة العربية بأفضل حالاً. فلقد كانت العائلة البطريركية هي الاخرى سائدة فيهما.
الا ان المرأة في دولة الخلافة الاسلامية الجديدة تحولت بشكل قانوني ورسمي الى جزء من الملكية الخاصة للرجل وحُطّـت من مكانتها التي لم تتجاوز الخيال الجنسي في المجتمع الاسلامي سواء كان في الحياة “الدنيا” او في الحياة “الآخرة–الجنة“. وهذا يفسر لماذا تتخذ التيارات الاسلامية بجميع تلاوينها من مسألة “المرأة” قضية جوهرية في عقيدتها، وتحاول بكل هوس إعادة المرأة الى البيت وابراز قضية “الحجاب” كجزء من هويتها السياسية والفكرية. ولان المرأة مرتبطة بالحالة الجنسية في الفكر الاسلامي فإن إزالة او محو صورة المرأة المرسومة في المخيلة الجنسية الاسلامية، اي مساواة المرأة مع الرجل في جميع الميادين، والتي ستجر المساواة بين المرأة والرجل الى الاعتراف بالغريزة والحاجة الجنسية عند المرأة مثلما هي عند الرجل. وتعني هذه المساواة بالتالي: محو الميثولوجيا الجنسية التي سنتحدث عنها والتي تعتبر احدى العناصر الرئيسية في الفكر الاسلامي، ويعني ايضا محو وجودهم الفيزيقي في الحياة الدنيا وفي الحياة الاخرة. وبالنتيجة يعني ستسلب او تلغى احدى المنح العظيمة التي تهبها الاله مقابل جهادهم وتفجيراتهم الارهابية. ونها يطرح سؤال بعد ذلك، وهو هل سيبقى اصرارهم على الجهاد مثل قبل الغاء المنحة المذكورة؟ سننتظر الجواب من امير القاعدة وداعش وشيوخ الاسلام في السعودية والازهر والجمهورية الاسلامية الايرانية.
تطور الخيال الجنسي في الاسلام الى ميثولوجيا جنسية فريدة:
ان الميثولوجيا الجنسية تبلغ أوجها في الفكر الاسلامي، وأن الخيال الجامح للاسلام على لسان مؤسيسه ومفكريه ومفسريه حول التخيل الجنسي اتجاه المرأة، فاتنة الاحلام لديهم، ادى الى ابتداع امرأة من وحي خيالهم سموها بـ” حور العين“. ولنتابع كيف يتمنوها وما هي اوصافها في الايات القرآنية (( HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1806&idto=1806&bk_no=49&ID=1864” \l “docu” وحور عين، HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1806&idto=1806&bk_no=49&ID=1864” \l “docu” كأمثال اللؤلؤ المكنون– الواقعة -22-23-مكية))، ( ) كذلك وزوجناهم بحور عين))- الدخان54-مكية، (( HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=3326&idto=3326&bk_no=48&ID=2776” \l “docu” إن المتقين في جنات ونعيم فاكهين بما آتاهم ربهم ووقاهم ربهم عذاب الجحيم كلوا واشربوا هنيئا بما كنتم تعملون متكئين على سرر مصفوفة وزوجناهم بحور عين –الطور19- -20-مكية)).
قبل تشريح الاوصاف التي نسجوها حول فاتنة الجنس في المخيلة الاسلامية، وكي نبين عمق الاغتراب الجنسي الذي يجسد ازدواجية التعامل مع العلاقات الجنسية بين الحياة “الدنيا” والحياة “الاخرة–الجنة” لابد من الاشارة الى مسألتين مهمتين حول المرأة–الجنس في المجتمع الاسلامي، كي نبين الترابط العضوي بين النظام القائم على العائلة البطريكية وبين قوانينه الفوقية تجاه الملكية الخاصة، وهي مسألة تنظيم العلاقة الجنسية وقضية الميراث. وكلا المسألتان توضحان ضمان اطلاق طموح وخيال الرجل الجامح حول المرأة–الجنس مع صيانة حقوق انتقال الملكية الخاصة نتيجة تلك العلاقة عبر المؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي. اي لا يمكن اطلاق العنان للغريزة الجنسية ومن ثم المخيلة الجنسية دون التفكير بتبعاتها الاقتصادية والاجتماعية ووضع النواظم لها.
ان سَنّ قانون العقوبات حول العلاقة الجنسية خارج مؤسسة الزواج الاسلام الرسمية هو من اجل الحفاظ على الملكية الخاصة وصيانتها وسبل انتقالها عبر المالك الاصلي وهو الرجل الذي يعتبر الاساس والعمود الفقري للعائلة في المجتمع الاسلامي الى الابناء. فالآية 2 ((الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِين. سورة النور–مدنية))، هي من اجل منع انجاب الابناء خارج المؤسسة الرسمية للزواج في الاسلام والتي بالتالي تكون المرأة وابنائها محرومين من الميراث، وسيضمن في نفس الوقت الميراث داخل المؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي وعبر الرجل الاب. وبغير ذلك يعتبر باطل وليس من حق الابناء من الذكور والاناث المطالبة بالميراث اذا لم يكونوا نتاج المؤسسة الاسلامية الشرعية للزواج. وعلى الرغم من أن هناك اختلاف حول نوع العقوبة سواء الاكتفاء بالجلد او تنفيذ عقوبة الرجم بالحجارة لمن يمارس الجنس خارج المؤسسة الرسمية، ألا ان العقوبتين المشار اليها تدلان على منع اي خرق للمؤسسة الرسمية المذكورة. وقد ورد ذكر “الرجم” في سورة الاحزاب قبل النسخ ((الشيخ والشيخة إذا زنيا فارجموهما البتة نكالاً من الله والله عزيز حكيم– 4-5- الاحزاب)). و يرى عدد من المفسرين ان الاية نسخت لكن حكمها ظل ساري المفعول، والطريف ان جدالات واختلافات الفقهاء من الخوارج واهل السنة وبعض الشيعة حول نوع العقوبة وانكار حالة الرجم لانها عقوبة قاسية مستدلين بآية النسخ تشبه كثيراً جدالات الدول الكبرى والحمقى من المسؤولين في الامم المتحدة والمنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الانسان حول حظر استخدام اسلحة الدمار الشامل في قتل البشر ولكن شرعنة قتلهم بالاسلحة التقليدية. اي اذا عدنا الى موضوعنا، فكلا العقوبتان يقضيان بشكل او بآخر جسدياً او معنويا” على حياة من يمارس الجنس خارج المؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي. ففي ايران الجمهورية الاسلامية وطالبان افغانستان وداعش الرقة والموصل واسلام النفط في السعودية يطبق الجميع عقوبة الرجم بحق من يمارس الجنس خارج المؤسسة الاسلامية للزواج. وهكذا فإن الصورة التي يحاول ان يتبناها المجتمع الاسلامي من خلال المؤسسة الرسمية لزواجه، هي “نقاء الدم” فلا ((الولد المتبنَّى، ولا ولد الزنى ، ولا المولود من نكاح باطل أو فاسد– له الحق في الميراث –النظام الاسلامي)) اضافة اليه فلا يمكن ان يورث العبد سيده، و الذي بالتالي يسهّـل انسيابية نقل الميراث من الاب الى الابناء وحسب القوانين الاسلامية وحيث للذكر ضعف نصيب الانثى ((وصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ– 11 النساء– سورة مدنية)) (( HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=4&ayano=12” \l “docu” ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أو دين وإن كان رجل يورث كلالة أو امرأة وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصى بها أو دين غير مضار وصية من الله والله عليم حليم– 12 النساء)) اي في جميع الحالات فأن للرجل نصيب اكبر من الميراث، ويكون للولد نصيب اذا كان من صلب الاب وليس هناك اي لغط حول نسبه كما يقول مفسري القرآن أمثال القطربي وبن مسعود والطبري وبن كثير…
ولقد سقنا كل هذه الادلة للتوضيح بأن البنية الاقتصادية للمجتمع الاسلامي استندت على النظام الابوي–البطريكي ويكون الرجل فيه هو السيد في البيت لان لديه ثروة حصل عليها خارج البيت –اصل العائلة والملكية الخاصة والدولة–فريدريك انجلز. وهناك اوجه تشابه عديدة بين المجتمع الاسلامي الجديد والمجتمعات التي ساد فيها النظام الابوي مثل المجتمعات الرومانية واليونانية والاغريقية والفارسية والهندية والمصرية ومجتمعات وادي الرافدين بدرجات متقاربة من حيث يكون الرجل سيد البيت والمرأة لها منزلة دونية في جميع الحقوق وحيث الميراث ينتقل الى الابناء الذكور ويستبعد منهم البنات.
بيد ان المرأة في الفكر الاسلامي تتحول كما كانت المجتمعات التي تسود فيها النظام العبودي الى جزء من الملكية الخاصة بشكل مطلق للرجل الزوج بعد انتقالها الى الاخرة–الجنة. وهنا يتقارب وضع المرأة في الميثولوجيا الجنسية الاسلامية مع الميثولوجيا الهندية، حيث عندما كانت تحرق جثة الرجل المتوفى، كانت المرأة تحرق وهي حية معه. يتبع
الخيال الجنسي والاغتراب الجنسي في الفكر الاسلامي:
احتلت موضوعة المرأة–الجنس مكانا بارزا ومتميزا في المجتمع الاسلامي، بحيت يصور للمتتبع لهذا المجتمع وتنظيراته الفقهية بأن الانشغال الجنسي يصل بالتفكير الى حد الهذيان والهلوسة الجنسية. ويعتقد عدد من المؤرخين بأن الظروف البيئية لمعيشة الانسان في الجزيرة العربية المنعزلة عن العالم، حتم عليه التفكير بالجنس الى هذه الدرجة، او ابتداع فاتنة الجنس “حور العين” التي ستصبح منال الرجل البطل المسلم في “الآخرة” وهدفه النهائي هو الحصول عليها. بيد ان كتب التاريخ تخبرنا بأن النساء انذاك لم يكن عددهن قليلات او جمالهن اقل من جمال “حور العين” الذي جاءت اوصافها في القرآن في آيات قرآنية عديدة. فالغزوات التي قام بها محمد واتباعه وسبي المئات من النساء من اليهود وقبائل اخرى وشراء الجواري عبر التجارة مع بلاد الشام واليمن.. وبعد ذلك اجتياح الجيوش الاسلامية لبلاد فارس وبلاد الروم…مكن رجل “الجزيرة العربية” من فك عزلته والتقاء عالم جديد فيها نساء لا يقل وصف جمالهن اذا لم نقل اكثر مما ورد في المخيلة الجنسية في الفكر الاسلامي. واضافة الى ذلك فإن المسلمين الاوائل الذين شكلوا الطبقة الارستقراطية وانبثقت منها فقهائها ومؤرخيها ومفكريها وامرائها وابطالها الفرسان، كان الواحد منهم يمتلك اربعة نساء على الاقل سواء على شكل زوجات او جواري حصلوا عليهن من الغزو والحروب، ومع هذا نجد حالة الاغتراب الجنسي ظالعة في مخيلة رجال المجتمع الاسلامي وخاصة لدى الطبقة الغنية بما فيها الطبقة المحاربة التي لها امتيازات كثيرة بفعل مشاركته في الغزوات والحروب. فأبتداع “حور العين” يعكس حالة الاغتراب الجنسي. فلا يعقل ابداً وليس من المنطقي ان يحصل الانسان على كل شيء ثم يحلق تفكيره بالخيال في عالم اخر وابتداع الاشياء ووضع اوصاف لها هي أصلاً في متناوله وبين يديه في العالم الواقعي.
اما الاعتقاد الاخر الذي يورده بعض المحللين وخاصة بعد تحول العمليات الانتحارية الى ظاهرة تُعّرَفْ بها الحركات الاسلامية منذ تفجيرات نيويورك ايلول في 2001، بأن الكبت الجنسي يدفع الشباب الى الانخراط في العمليات الانتحارية لالتقاء “حور العين” ويستدلون بأدلة عديدة وابرزها الاشارة ان أحد مفجري 11 ايلول، وهو عبد العزيز العمري، حيث أعلن في وصيته التي بثّها موقع “القاعدة“، وفيه حدد 15 بنداً للمنتحر يجب اتباعها لضمان الجنة، ولقاء “الحور العين“. وبعد تعداد الشروط، بشّر الانتحاري رفاقه بالنعيم بقوله: ((اعلموا أن الجنان قد تزينت لكم بأحلى ظلالها والحور تناديكم، وهي قد لبست أحلى حليّـها)). ففي الحقيقة فان هذا الاعتقاد هو ابتذال في التحليل وينتج عنه التنصل من المسؤولية في البحث والتعامي عن الاسباب الحقيقية وراء هذه الظاهرة ووضع اصابع اليد عليها وتشخيصها ومن ثم توجيه نصال نضال البشرية المتمدنة ضدها لاقتلاعها من جذورها. فمعظم الشباب الذين نفذوا العمليات الانتحارية في نيويورك وباريس ومدريد ولندن واخرها في كاليفورنيا، عاشوا في الغرب ولم يكن لديهم مشكلة الحصول على الجنس، اسوة بمؤسسين الدولة الاسلامية وواضعي ايديلوجيتها الذين كما اشرنا من قبل، لم يكن يعانون من القحط الجنسي.
*****
ان محمد لم يخلق او يصنع العبودية الجنسية للمرأة التي نتحدث عنها بل هي موجودة قبله في المجتمع ما قبل الاسلامي. والعبودية الجنسية للمرأة هي نتاج المجتمع القائم على التفاوت الطبقي وبحسب التطور التاريخي لعلاقات الانتاج الاقتصادية. الا ان المخيلة الجنسية حول المرأة–الجنس تطورت في المجتمع الاسلامي لتصبح هذه العبودية الجنسية مطلقة وجزء لا يتجزء من ميثولوجيا جنسية بدأت تتشكل في الفكر الاسلامي. فلنتمعن في ما يقوله اصحاب محمد احدهما أبو هريرة وعلى لسان محمد قال (( لِكُلِّ امْرِئٍ زَوْجَتَانِ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ يُرَى مُخُّ سُوقِهِنَّ مِنْ وَرَاءِ الْعَظْمِ وَاللَّحْمِ– رواه البخاري برقم 3014 )). ان المخيلة الجنسية بلغت لترى ما وراء مخ الساقين. ماذا يعني هذا؟ هل هناك اي اغراء جنسي في مخ الساقين، حيث لا ترى غير العظم والدم، او يقصد شيء اخر غير ما اشرنا اليه، ولكن لم نجد اي مفسر يشير اليه. وهكذا تستطرد تلك المخيلة لتصف نساء الجنة وحور العين منهن ((فيقول أنس : قال النبي: خلق الله الحور العين من الزعفران وقال خالد بن الوليد :سمعت النبي يقول:إن الرجل من أهل الجنة ليمسك التفاحة من تفاح الجنة فتنفلق في يده فتخرج منها حوراء لو نظرت للشمس لأخجلت الشمس من حسنها من غير أن ينقص من التفاحة فقال له رجل : يا أبا سليمان إن هذا لعجب ، ولا ينقص من التفاحة ؟ قال : نعم كالسراج الذي يوقد منه سراج آخر وسرج ولا ينقص ، والله على ما يشاء قدير . وروي عن ابن عباس عنهما أنه قال : خلق الله الحور العين ؛ من أصابع رجليها إلى ركبتيها من الزعفران ، ومن ركبتيها إلى ثدييها من المسك الأذفر، ومن ثدييها إلى عنقها من العنبر الأشهب ، ومن عنقها إلى رأسها من الكافور الأبيض، عليها سبعون ألف حلة مثل شقائق النعمان ، إذا أقبلت يتلألأ وجهها نورا ساطعا كما تتلألأ الشمس لأهل الدنيا، وإذا أدبرت يرى كبدها من رقة ثيابها وجلدها، في رأسها سبعون ألف ذؤابة من المسك الأذفر .. وهناك قول اخر لابي عباس ايضا، وهي (( HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=56&ayano=23” \l “docu” لو بزقت في بحر لجي لاصبح الماء عذبا)) مع اضافة مهمة جدا ان الحور العين عذراء ولم تمارس الجنس مع اي انس او جن.(( HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=55&ayano=56” \l “docu” فيهن قاصرات الطرف لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان ، HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=55&ayano=56” \l “docu” كأنهن الياقوت والمرجان -55 الرحمن-57)) فهي البيضاء وذات العيون السود، وهن ناعمات، أي ذوات أجساد أنثوية غاية في الإغراء، و إنهن “أتراب” HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=78&ayano=31” \l “docu” إن للمتقين مفازا ، HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=78&ayano=31” \l “docu” حدائق وأعنابا ، HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=49&surano=78&ayano=31” \l “docu” وكواعب أتراب– سورة النبأة-31-32)) والاتراب تعني اي في سن معينة وواحدة بين 30-33 سنة والكواعب تعني أي أنَّ نواهدهن لم يتدلَّين)) كما انهن مطهرات عما يعتري نساء الدنيا من الحيض والنفاس والمخاط والبول وما إلى ذلك(( ولهم فيها أزواج مطهرة وهم فيها خالدون–سورة البقرة-25)). ويتفق جميع صحابة محمد والمفسرين امثال بن كثير والقرطبي والطبري والبخاري والترمذي وبن ماجه على اوصاف حور العين تلك.
اما حصة كل رجل مسلم يدخل الجنة دون ان يكون “شهيدا” من الحوريات، فيؤكدان البخاري في صحيحه وبن قيم جوزية في كتابه “حادي الارواح الى بلاد الافراح” بأن له زوجتان من الحور العين، واذا ما طلب زيادة من الجواري فسيحصل عليها حسب منزلته في الجنة. اي ان التراتبية الاجتماعية تبقى موجودة في حياة الاخرة–الجنة. وهكذا يجامع الرجل في الجنة زوجاته من الحور وزوجاته من أهل الدنيا إذا دخلن معه الجنة ، ويعطى الرجل قوة مائة رجل في المطعم والمشرب والشهوة والجماع ، (( يُعْطَى الْمُؤْمِنُ فِي الْجَنَّةِ قُوَّةَ كَذَا وَكَذَا مِنْ الْجِمَاعِ قِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوَ يُطِيقُ ذَلِكَ قَالَ يُعْطَى قُوَّةَ مِائَةٍ – رواه الترمذي برقم 2459.))
ان المخيلة الجنسية في الاسلام تتفتق وتنتج ميثولوجيا او اسطورة جنسية خاصة قل نظيرها في الاديان والمجتمعات الاخرى. ان الاساطير البابلية والاغريقية والسومرية والرومانية والمصرية.. تخبرنا عن الحروب وابطالها وعن الوفاء والخلود وخلق الكون والتضحية ونكران الذات وحتى تتحدث عن العلاقات الجنسية بما فيها اللواط كما في الميثولوجيا اليونانية على سبيل المثال، كما تحدثنا ملحمة كلكامش السومرية: بأن كلكامش كان يمارس الجنس مع النساء قبل دخول ازواجهم عليهن، بيد ان انكيدو، عندما يسمع بذلك يقرر إرغام كلكامش على ترك هذه العادة السيئة، او في ملحمة الاوذيسة تتحدث عن وفاء زوجة البطل اوديسيوس وتصديها لمحاولات الاغراء اثناء غيابه لكنه يتزوج من امرأة اخرى…الخ.
الا ان المرأة–الجنس لم تدخل في ميثولوجيا العالم القديم ليكون ركن اساسي فيها وبهذا الخيال الواسع والجامح. ومن الاحاديث والايات والتفاسير التي قدمناها، فأن بطل الميثولوجيا الجنسية في الجنة اقرب الى صناعة السينما الامريكية او اذا صح التعبير ميثولوجيا السينما الامريكية، من ابطال اساطير العالم القديم. وكما البطل في سينما هوليود هو الرجل مثل “Spider Man, Iron Man, Bat man, Super Man…“ وله القوة الخارقة، فأن البطل المسلم الرجل في حياة الاخرة–الجنة هو ايضا له قوة خارقة، حيث قوته تعادل قوة مائة رجل في الاكل والطعام والشراب والمتاع واهمه في الجنس حيث شغله الشاغل فض غشاء أبكار النساء والتي سنورده بعد قليل. وليس في هذا اي شيء جديد أو غريب لان الاساطير بالنهاية هي انعكاس لتطور المجتمعات. و في الميثولوجيا الجنسية تكون مكافئة البطل المسلم الرجل هو منحة جنسية مطلقة. وجسد المرأة وهنا اشدد على جسد المرأة هو ثمن تلك المكافئة. وتصل المخيلة الجنسية الى درجة من تجريد المرأة من كل الصفات البايولوجية، فهي في الخدمة 24 ساعة، ونظيفة وليس لها غائط ولا حيض ومستلقية على الفراش تنتظر ان تقدم الخدمة المجانية دون مقابل الى البطل المسلم الرجل. نقول كل هذا ليس فيه اي شيء جديد ولا غريب ومن الممكن تحميله على العقل والمنطق اذا تعاملنا مع الميثولوجيا الجنسية في الاسلام على اساس بقية الاساطير مثل كلكامش الذي كان نصفه بشر والنصف الاخر اله، والالياذة والاوديسة وغيرها. ولكن اللامنطق والذي لا يمكن تحمله ولا تحميله على العقل هو تسويق الحركات الاسلامية لهذه الميثولوجيا المعادية حتى النخاع للماهية الانسانية، والترويج لها في الوقت الذي وصلنا فيه الى عالم الخلايا الجذعية واستنساخ الاجنة وصناعة طائرات اسرع من الصوت بـ 7 مرات كي تصبح المسافة بين لندن ونيويورك نصف ساعة.
المقارنة بين الجنس في الميثولوجيا الهندية والاسلامية:
كما تقول الميثولوجيا الهندية وفي الالف الثانية قبل الميلاد، ان “الجنس شيئ مقدس” الى حد عبادة العضو التناسلي الذكري “القضيب” والعضو التناسلي الانثوي “المهبل” وتشييد معابد وتماثيل لها وحيث تمثلان رمزا الاخصاب. وجاءت في الملاحم مهابهاراتا Mahabharata ورمايانا Ramayana – ويكبيديا– سلسلة من الروايات والحكايات تتحدث عن الجنس وعن الممارسة الجماعية وظهرت نقوش في مناطق عديدة في النيبال تجسد هذه العملية. وتتحدث نفس الميثولوجيا وعبر نفس الملحمتين عن الاله شيفا الذي مثل رمز الفحولة والدمار وتزوج من امرأة وهي الاله ايضا اسمها بارفاتي، وكان الاله شيفا يحب اللهو والعربدة والممارسة الجنسية المتعددة. وتقول الملاحم ايضا ان زوجات الحكماء وقعن في حب شيفا مما جعل الحكماء يرسلون لعناتهم الى عضوه الذكري. وفي يوم من الايام كان الاله شيفا وزوجته يمارسان الجنس في حضور ضيوف لهما مما اغضبهم ولعنوهم ثم ماتا فورا. وصنع لهما تمثال يجسد صورة بشرية خنثي لشيفا وبارفاتي. وقد مثل شيفا القضيب الذكري في الرسوم والنحوت الذي سمي باللينغا وبافراتي مثلت اليوني الذي يعني المهبل. واصبحا محل عبادة وحج حتى يومنا هذا في الجنوب الهندي. وكان للجنس والعبادة طقوسها في الحضارة الهندية القديمة كما تخبرنا الميثولوجيا الهندية. وتحدثت عن الشبق الجنسي للنساء والرجال، كما تحدثت عن عملية ترويضها. وكانت العبودية هي الاخرى سائدة في المجتمع ولذلك كان تعدد الزوجات شيئا مالوفا ومعمول به. وكانت المرأة تعامل كالعبيد ويقدمن كهبات الى الالهة ويعرضن على الضيوف لاشباع رغبات الاخير منهن. وتتحدث الميثولوجيا عن وجوب اخلاص النساء لازواجهم ولا يقبلن بأغراء الرجال الاخرين. وهذه النقطة التي تشترك مع الفكر الاسلامي مع فارق واحد هو ان الاخير يفرض عقوبات جسدية حتى الموت على من تمارس الجنس خارج المؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي. وكانت فكرة حرق الارامل بعد موت ازواجهن سائدة انذاك الى انها تعرضت الى نقد من قبل المفكرين والمثقفين الهند في القرون الماضية. ويجب ان تمتنع المرأة التي لا تحرق عن الزواج او الاتصال الجنسي والا اصابتها لعنة السماء من قبل زوجها. وحظر حرق الارامل مع دخول الاستعمار البريطاني الى الهند كما حظرت الممارسة الجنسية في المعابد حيث كانت تمارسه المرأة في البداية كجزء من طقوس العبادة ولكن تحولت مع مرور الوقت للكسب المالي. وهكذا عوملت المرأة كأداة جنسية محضة كما في الاسلام مع اختلاف جوهري هو ان الحضارة الهندية القديمة لم تمنع الاختلاط بين النساء والرجال. وجاءت فكرة عزل النساء عن الرجال ومسالة حجاب المرأة بعد غزوات الدولة الاسلامية لها. صحيح ان الميثولوجيا الهندية هي الاخرى خلدت العبودية الجنسية للمراة انما بشكل اقل قيودا في حياة الدنيا، و لم تنتقل الى حياة الاخرى–الجنة مثلما جاء في الفكر الاسلامي.
*****
ان الميثولوجيا الجنسية في الاسلام تخلد فحولة وذكورية البطل المسلم الرجل في مقابل ازلية العبودية الجنسية للمرأة، مثلما تخلد الميثولوجيا الاغريقية والرومانية والبابلية والمصرية والسومرية والاشورية، رجالاتها الابطال وآلهاتها.
وهذه الميثولوجيا تكشف عن التناقض بين حياة المرأة في حياة الدنيا وبين حياة المرأة في الاخرة–الجنة في الفكر والعقيدة الاسلامية. فاذا كان في حياتها الاولى تعامل من الدرجة الثانية، فإنها في الحياة الثانية تجرد من انسانيتها ومن اجهزتها الفسلجية ووظائفها البيولوجية باستثناء شكلها العضوي واجهزتها التناسلية لانه يجب ان تكون في خدمة البطل المسلم الرجل، وهنا يعاد طرح السؤال الذي اشرنا اليه في بداية هذا البحث: لماذا تفجر امرأة مثل حسناء آيت بولحسن نفسها او تقوم ناشفين مالك بعملية انتحارية؟ ما الهدف من ذلك؟. فلا يعقل انهما تريدان الجنة من اجل اشباع رغباتهما الجنسية. فكل كتب الاقدمين من مفسري القرآن واحاديث محمد واصحابه كما وردتنا تعلن ان العبودية الجنسية المطلقة بأنتظار النساء في الجنة وليس اقل من ذلك.
الا ان هذا ليس هو التناقض الوحيد بين الحياة الدنيا والاخرة–الجنة، فهناك الازدواجية بالتعامل مع العلاقات الجنسية بين الحياتين. فالاية التي تتحدث عن توجيه عقوبة الجلد او الرجم لمن يمارس الجنس خارج المؤسسة الاسلامية الرسمية للزواج، تتشكل على اساسها مؤسستين، احدهما ملحقة بالمؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي مثل زواج المتعة والمسيار والعرفي، والاخرى المؤسسة القمعية لملاحقة من يمارسون الجنس خارج تلك المؤسسات مثل شرطة الاداب ولجان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ولجان الحسبة..الخ. بينما نجد غياب المؤسستين كليا في الاخرة–الجنة. وليس هذا فحسب بل اطلاق العنان للممارسة الجنسية بشكل مطلق ودون اي حساب او كتاب، بل الادهى من ذلك تحدثنا الميثولوجيا الجنسية ان العمل الجوهري والاصلي في الاخرة–الجنة هو ممارسة الجنس وفقط الجنس. ففي الاية القرآنية (( HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4131&idto=4131&bk_no=50&ID=4168” \l “docu” إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون– يس55)) وتفسيره اذ (( قال عبد الله بن مسعود وابن عباس رضي الله عنهما وسعيد بن المسيب وعكرمة والحسن وقتادة والأعمش وسليمان التيمي والأوزاعي في قوله تبارك وتعالى : ( إن أصحاب الجنة اليوم في شغل فاكهون ) قالوا شغلهم افتضاض الأبكار وقال ابن عباس رضي الله عنهما في رواية عنه في شغل فاكهون أي بسماع الأوتار وقال أبو حاتم لعله غلط من المستمع وإنما هو افتضاض الأبكار ( ابن كثير 3/ ))564 ويتفق معه القرطبي والطبري والالوسي في تفسير الاية وابعد من ذلك((وفي الخبر عن HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44” أبي سعيد الخدري قال النبي – صلى الله عليه وسلم – : HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=36&ayano=55” \l “docu” إن أهل الجنة كلما جامعوا نساءهم عدن أبكارا . وقال ابن عباس : إن الرجل من أهل الجنة ليعانق الحوراء سبعين سنة ، لا يملها ولا تمله ، كلما أتاها وجدها بكرا ، وكلما رجع إليها عادت إليه شهوته ، فيجامعها بقوة سبعين رجلا ، لا يكون بينهما مني ، يأتي من غير مني منه ولا منه)) . يتبع
غشاء البكارى بين الذكورية السافرة والهوس الجنسي:
ان موضوعة “غشاء البكارى” تشكل هوسا جنسيا ذكوريا وفذلكة بهلوانية في المثيلوجيا الجنسية في الفكر الاسلامي. فاطلاق العنان للخيال الجنسي الذكوري بالاستمتاع بفض غشاء البكارى هو حلقة مهمة من حلقات المثيلوجيا الجنسية، ولا يعبر الا عن عقلية ذكورية خالية من اي حس انساني ومتخلفة من الناحية التاريخية، ولا ترى المرأة في اسوء صورها الانسانية كاملة من الناحية الجنسية الا بغشاء بكارتها. فبدون غشاء البكارى لا معنى للمرأة، وبدون فضها في كل مرة لا تكتمل مميزات ومواصفات “حور العين” ولا تكتمل المنحة الالهية للرجل المسلم البطل القادم من كوكب الارض. وسوف نجد في كل بدء عملية جنسية فض غشاء البكارى، وبأنتهائها تلتحم الغشاء لبدء عملية جنسية جديدة وهكذا دواليك.
ان المثيولوجيا الجنسية تصور الحالة الجنسية في الاسلام وفي حياة الاخرة–الجنة بأن المسلم الرجل له طاقات خارقة من حيث القوة الجنسية، ومن حيث التئام غشاء البكارى لنساء الجنة، مثلما تصور افلام هوليود المشاهد والابطال الخارقين سواء في شق البحار والجدار ثم التحامهما من جديد او في تدمير المدن او انقاذ الاحباب او القفز عبر البحار والابنية العالية او حمل السفن او الابنية على راحة اياديهم أو بأذرعهم…. وفي تلك الحياة الاخرة–الجنة ليس هناك اي رقيب ولا عقوبة ضد من يمارس الجنس، لان المرأة عبارة عن جهاز مثل اجهزة الانسان الالي الحديثة “الروبوت“، فهناك من تكشف الالغام، واخرى تتنقل الى القمر والكواكب الاخرى تنفذ المهام العلمية والاستكشافية، وهناك اختراعات جديدة لها بأن تمتهن فن الطبخ وان تكون مربية اطفال او استخدامها محل الجنود في المعارك والحروب لتفادي الخسائر البشرية..الخ.
وتخبرنا الميثولوجيا الاغريقية تبعاً للباحث HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1_%D8%A8%D9%88%D8%B1%D9%83%D8%B1%D8%AA” \o “والتر بوركرت” والتر بوركرت 1931 -2015 استاذ الميثولوجيا اليونانية في جامعة زيورخ الالمانية في كتابه “الميثولوجيا اليونانية” ، ((إن سلوك الآلهة اليونانية سلوك أشخاص عاديين. بغض النظر عن منظر الآلهة البشري، امتلكوا قدرات خاصة، كالمناعة من HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%85%D8%B1%D8%B6” \o “مرض” المرض HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AC%D8%B1%D8%AD” \o “جرح” والجروح HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B2%D9%85%D9%86” \o “زمن” والزمن، كما كان لهم القدرة لأن يصبحوا غير مرئيين، والسفر مسافات طويلة في لحظة. وكانت السمة التي تميز الآلهة عن غيرهم هي HYPERLINK “https://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%AE%D9%84%D9%88%D8%AF” \o “خلود” الخلود والشباب الدائم)).
اذن فحور العين او نساء الجنة مثل الانسان الالي او الالهة اليونانية المشار اليها، فأي شيء لا يؤثر بها ولا تتعب وليس لديها اية حاجة بيولوجية كما ذكرنا، وفي كل ممارسة جنسية تعود كما كانت في الاول اي عذراء ولا يمكن ان تكون حامل لانه ليس بينهما مني. فالمؤسستين التي اشرت اليها لا تحتاجها الحياة–الجنة لان الجنس شرعي ومتاح للرجال وفقط، فلا حاجة للرجل ان يزني فكل شيء امامه وفي متناول يده. اما النساء، فالمتزوجات منهم يعدن الى ازواجهن والاخريات ينظمن بشكل او بأخر الى جند الحوريات لتمتع الرجال الابطال القادمين من كوكب الارض. فبالنتيجة لا تسجل اي حالة زنى ضد الرجل او المرأة. من جهة اخرى ان الممارسة الجنسية في الجنة لا تنتج عنها حمل، وليس هناك ملكية لاي شيء بأستثناء ملكية جسد المرأة فهو ملك مطلق للبطل الرجل المسلم. اما الجنة كلها لديها صاحب واحد وهو الله وقد وزعها مجانا على المسلمين وفقط. فاذن لا داعي للمؤسسات القمعية المذكورة.
*****
ان المتتبع لمسلسل “حور العين” وهي فاتنة الجنس التي تجسد المنحة الالهية للبطل المسلم في حياة–الاخرة–الجنة، يجدها موجودة في السور المكيـّة، وهي الطور والدخان ويس والنبأ والواقعة، بأستثناء سورتي الرحمن والبقرة، فالاولى اختلف المفسرين والمفكرين الاسلاميين عن واقع تصنيفها في ماهي مكيّة او مدنيّة، اما الثانية فهي سورة مدنية ولكن لم تشر بدقة الى “حور العين” و يتم تفسيرها بأنها وصف لنساء الجنة.
بيد ان اغلب السوّر التي تتحدث عن فاتنة الجنس في الحياة الاخرة–الجنة هي مكيّة. وتعبر السور المكيّة عن مرحلة معينة من تطور الفكر الاسلامي الذي كان في بدايته. ويمكن هنا قبول التفسير الذي اشرنا اليه بأن الجزيرة العربية كانت منعزلة عن العالم وفي قلب الصحراء، وعبر الانسان الذي يعيش فيها عن هذه العزلة بتقبله فكرة “حور العين“. وحاول محمد عن طريق تقديم اغراءات معينة مثل “حور العين” وجنات تجري من تحتها الانهار والخمور..الخ لقبول تبني رسالته الايديولوجية. وكانت مكة اول مركز لنشر الفكر الاسلامي مقسمة الى طبقتين، واحدة ارستقراطية تتكون من التجار وسدنة الكعبة واصحاب المال الذين يقرضون بالربا وطبقة الصعاليك والفقراء والعبيد– بندلي جوزي–تاريخ الحركات الفكرية في الاسلام– وكانت افراد الطبقة الثانية هي التي انظمت الى الاسلام في فترته الاولى. اي كانت تلك الطبقة خارج تقسيم الثروات في المجتمع ومعدمة وليس لديها قدرة على اقتناء الجواري أو تعدد الزوجات بسبب ظروفهم الاقتصادية. وهنا يمكن العودة للاغتراب الجنسي الذي تحدثنا عنه سابقا. فالطبقة المعدمة لا يمكن لافرادها من الرجال الحصول على الجنس او الزواج، وغرائزهم محرومة لحد النخاع من كل شيء. وكانت ظروف الجزيرة العربية البيئية والمعيشية مهيئة لصياغة ميثولوجيا تعبر عن احلامهم وامانيهم كما كان حال ميثولوجيا الحضارات القديمة التي اشرنا اليها. بيد ان هذه الميثولوجيا استمرت بأنتاج نفسها بعد تأسيس دولة الخلافة الاسلامية، وتحويل المدينة بدل من مكة الى مركز لها والتي كانت معروفة ببساتينها وغناها الزراعي انذاك والتي تختلف طبيعتها الجغرافية من مناخ وتربة عن الطبيعة الجغرافية لمكة، ولم يطرأ اي تغيير على تلك المثيلوجيا. اي ان بتغيير الظروف الحياتية والمعيشية في المدينة وبتقوية شوكة محمد وانتشار رسالته الايديولوجية، لم يطرأ اي تغيير على حال الميثولوجيا الجنسية في القرآن. لان الحروب والغزوات التي سميت بـ“الفتوحات” لترسيخ اسس الدولة الاسلامية الجديدة احتاجت الى تضحيات بشرية كبيرة. وتلك التضحيات كي تستمر كانت بحاجة الى مكافئة دنيوية عبر الحصول على الجواري والغنائم او في الاخرة حيث “حور العين” وانهار من الخمور دون رقابة، وقوة جنسية خارقة لا تنضب. ولذلك سعى منظري الفكر الاسلامي بشكل حثيث في الحقبة الجديدة في مركز الخلافة وهو“المدينة” للحفاظ على الميثولوجيا الجنسية وتطويرها عبر احاديث محمد وتفسيرات اصحابه ورفاقه كما ذكرنا، وتسويقه عبر السلطة السياسية حيث كانت تملك المال والقوة وتعتبر الاسلام ايديولوجية دولتها حتى تاريخ سقوط دولة الخلافة العثمانية عام 1924.
ان الاغتراب صفة ملازمة للمجتمع الطبقي، وان درجة اشتداده مقترن بدرجة تطور علاقات الانتاج الاقتصادية والتي تصل الى اعلى مدياته وبطور جديد في المجتمع القائم على العلاقات الانتاج الراسمالية. ان الفكر الاسلامي هو ايديولوجية للطبقة المُستثمِرة او المستغِلة (بكسر الغين)، وكي تستمر هذه الطبقة في السلطة والسيطرة فهي بحاجة الى تخدير الطبقات المسحوقة او التي تستثمرها وتستغلها وتمارس الظلم عليها. ولذلك ان تقوية صبر المسلمين المعدمين في دولة الخلافة الاسلامية عن طريق تضليلهم وزرع الاوهام في ادمغتهم، بأن حياة الدنيا زائلة بينما حياة الاخرة ابدية، وهناك النساء الجميلات وحور العين بأنتظارهم، يخلق حالة الاغتراب الجنسي الذي يعيشه الرجل المسلم المعدم والتي عكسها القرآن، ولم يجر على اياته واقصد هنا ايات “حور العين” في السور المكية اي نسخ لها. ان عدم نسخ تلك الايات هي سياسة ذكية بسبب الحاجة لها كما تحدثنا، سواء من قبل محمد او الذين جاءوا بعده وخاصة الخليفة عثمان بن عفان الذي جمع الايات القرآنية وابقى على مصفح واحد وحرق بقية المصاحف– الشخصية المحمدية–معروف الرصافي“.
ان احدى الدعامات الرئيسية للفكر الاسلامي هي الميثولوجيا الجنسية، وبنسف تلك الدعامة لا يبقى اي معنى للجهاد ولا “للجنة“…ان قيام النساء بعمليات انتحارية وهن قليلات سواء على مدى التاريخ الاسلامي او في العمليات الانتحارية الحديثة، لان احتكار امتيازات“الجنة” مرهون بالرجال، ولان الجهاد خص به الرجال كما اشرنا من قبل، لا يفسره الا الجهل بمصير المرأة في حياة الاخرة–الجنة، وهي اقرب الى عدم الادراك والجهل بقدر ما يشكل جزء من حماقة بشرية.
نقد الدين اساس اي نقد:
ان الازدواجية في التعامل مع الجنس بشكله المجرد عند الاسلاميين الى حد الرياء واحيانا الديماغوجية اذا صح وصفها، لم تأت من الفراغ بل تستند على القرآن ومفسريه واحاديث محمد. فالاسلامييون الذين يتهمون الدولة غير الاسلامية بالكافرة والفاسقة، وينعتون كل امرأة غير محجبة بالعاهرة ومأواها النار، يبغون من وراء هذه الموضوعة أعادة انتاج وتكريس عبودية المرأة الجنسية وفرضها على المجتمع في الوقت الحاضر. وفي نفس الوقت وبموازاة ذلك، وجدوا لانفسهم المخرج لترويض رغباتهم الجنسية عبر التنظير لإنشاء مؤسسات منبثقة من المؤسسة الرسمية للزواج الاسلامي مثلما ذكرنا وهي المتعة والمسيار والعرفي. وفي الحياة الاخرة–الجنة فكل شيء مباح، حيث العلاقات الجنسية وتناول الخمور وجميع متع الدنيا التي كانت ممنوعة في كوكب الارض. لان “الجنة” عبارة عن دولة اسلامية خالصة بعد تصفية الاشرار من الكفار عبر غربال خاص، وارسالهم الى “نار جهنم” وابقاء الاخيار وهم المسلمين وبعثهم الى “الجنة“.
ان وجود الميثولوجيا في حياة الانسان لا يعني الا حالة من حالات الاغتراب والاستلاب الذي يعيشه. ان الانسان القديم ابتكر الاله لانقاذه من الطبيعة المتوحشة، وبعد تطور المجتمعات قل اعتماد الانسان على الالهة ليضع البشر الى جانبهم، وفي مرحلة متقدمة اخرى ضعفت مكانة الالهة ليظهر عصر الابطال الذي كان مزيج من البشر والاله لكنه فانٍ، وكانت كل قبيلة في الحضارة الاغريقية تعيد انتاج بطلها من الموتى. وبعد ظهور الفلسفة قلت مكانة الميثولوجيا ووجّه نقد لها من قبل قدماء فلاسفة اليونان الى حد السخرية منها. واستمر تطور نقد الميثولوجيا حتى العصر الروماني لتصف بالخرافات الى حد دافعت الدولة عن الميثولوجيا. الا انه في الميثولوجيا الجنسية في الفكر الاسلامي وبالرغم من تطور المجتمع البشري والانساني، ظلت له فعاليته الكبيرة بسبب الظلم الاقتصادي والاجتماعي والسياسي الذي يسود في الشرق الاوسط والدول التي تسمى نفسها بالاسلامية. ولا يخفى الدعم الحكومي السياسي والاعلامي التي تقدمها الغرب لانظمة معروفة للجميع بأستبداديتها ورجعيتها ومعاداته حتى النخاع للانسان وحقوقه الأساسية، وتطبيقها لاكثر القوانين تخلفا. اي بعبارة اخرى ان السياسات التي تمارسها الدول الغربية في العالم من افقار المجتمع والهيمنة على مقدراته عبر مؤسساتها المالية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي وصندوق التنمية الامريكي وبنك باريس … واشعال الحروب ومساندة حكومات المنطقة التي ذكرناها والغارقة بالفساد المالي والاداري والسياسي، واطلاق اعلام رجعي بأمتياز عبر الترويج لتقسيم الانسان على اساس قومي وديني وطائفي، كل هذه العوامل خلقت الارضية لتقوية الفكر الاسلامي الذي يستند على ميثولوجيا في عالم وصل العلم فيه الى استنساخ الاجنة.
واخيرا وخلال الحرب الباردة التي كان يٌحارب الفكر التقدمي والتحرري والعلماني تحت عنوان تقويض الشيوعية، كان الاسلام كتأريخ وايديولوجية ومنظومة قواعد اجتماعية قد تحصن جيدا وحافظ على مكانته ورسخ نفسه تحت مظلة غياب اي نقد جذري للاسلام كتاريخ وفلسفة وايدلوجية مثلما حصل للمسيحية في اوربا. ونختم كلامنا بما قاله ماركس في نقد فلسفة الحق عند هيجل (( ان نقد الدين اساس اي نقد…..ان أساس النقد غير الديني هو : ان الإنسان يصنع الدين، وليس الدين هو الذي يصنع الإنسان. يقينا ان الدين هو وعي الذات والشعور بالذات لدى الإنسان الذي لم يجد بعد ذاته، او الذي فقدها. لكن الإنسان ليس كائنا مجردا جاثما في مكان ما خارج العالم. الإنسان هو عالم الإنسان، الدولة، المجتمع. وهذه الدولة وهذا المجتمع ينتجان الدين، الوعي المقلوب للعالم، لأنهما بالذات عالم مقلوب. الدين هو النظرية العامة لهذا العالم، خلاصته الموسوعية، منطقه في صيغته الشعبية، موضع اعتزازه الروحي، حماسته، تكريسه الأخلاقي، تكملته الاحتفالية، عزاؤه وتبريره الشاملان. انه التحقيق الوهمي للكائن الإنساني، لان الكائن الإنساني لا يملك واقعا حقيقيا. إذن فالصراع ضد الدين هو بصورة غير مباشرة صراع ضد العالم الذي يؤلف الدين نكهته الروحية. ان التعاسة الدينية هي، في شطر منها، تعبير عن التعاسة الواقعية، وهي من جهة أخرى احتجاج على التعاسة الواقعية. الدين زفرة الإنسان المسحوق، روح عالم لا قلب له، كما انه روح الظروف الاجتماعية التي طرد منها الروح. انه أفيون الشعب.)). انتهى
المصادر:
بن عيثمين – احد المراجع الدينية في السعودية مثل العريفي وبن الباز، ومن شيوخ الفتاوى الوهابية.
2 –صحيح مسلم – أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم بن ورد بن كوشاذ القشيري النيسابوري –تولد 206 هجرية
سنن الترمذي– محمد بن عيسى بن سورة بن موسى بن الضحاك
209-279 هجرية
4 – كتاب السنن – الحافظ الكبير أبو عبد الله محمد بن يزيد بن ماجه الربعي القَزْوِينِيُّ
هجرية.
تفسير الطبري– HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=4131&idto=4131&bk_no=50&ID=4168” محمد بن جرير الطبري– دار المعارف
تفسير ابن كثير– HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?idfrom=1563&idto=1563&bk_no=49&ID=1601” إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي –دار طيبة.
تفسير القرطبي– HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=48&surano=36&ayano=54” محمد بن أحمد الأنصاري القرطبي–دار الفكر
تفسير الألوسي– HYPERLINK “http://library.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=201&surano=36&ayano=55” شهاب الدين السيد محمود الألوسي– دار إحياء التراث العربي
الجنس في اديان العالم– جيفري باردنر.