لا لـ”انتخاباتـ” هم ولا لـ”عمليتهم السياسية”، أزفت ساعة انهاء عمر سلطتهم الفاسدة! أزفت ساعة سلطة الجماهير
من أجل خداع الجماهير وجرّها إلى مستنقع العملية السياسية الفاشلة، تمضي الطبقة الحاكمة في العراق وكردستان بمجمل تياراتها القومية والطائفية وقواها المليشياتية، مرة اخرى، نحو سيناريو الانتخابات. ويأتي هذا في ظل أوضاع يغط فيه المجتمع في العراق بفوضى امنية، وتطال أيادي الارهاب والتفجير للجماعات المليشياتية والقوى الامنية بكل قواها حياة النساء والشباب المحتجين والناشطين السياسيين والجماهيريين. كما تأتي في ظل اوضاع لقوات امريكا وإيران وتدخل دول المنطقة والصراعات القائمة بينها دور مؤثر في تحديد مستقبل العراق.
بيد إن هذه الانتخابات التي من المقرر إجرائها في شهر اكتوبر- تشرين الأول لهي أساساً من أجل إفلات الطبقة الحاكمة وحكوماتها الفاشلة من الازمة السياسية والاقتصادية العميقة التي تدفع بالمجتمع في العراق والجماهير المحرومة صوب اوضاع غير آمنة وحروب وصراعات وارهاب واغتيالات وفقر وجوع وبطالة. وعبر هذه الانتخابات، تنشد الطبقة الحاكمة ومجمل التيارات المشاركة في العملية السياسية حرف الحركات الاحتجاجية للجماهير الكادحة وجرها للعملية السياسية عديمة القيمة التي اسموها “العملية الديمقراطية والانتخابات” من اجل انقاذ سلطتهم ومنظومتهم من تلك الازمة، وبالتالي، ليجعلوا من صوت المواطن المحتج بصمة نيلهم للشرعية. وفي خضم ذلك، يتقاسمون مرة اخرى كراسي السلطة ومصادر ثروات المجتمع، وليبقوا الجماهير الفقيرة والجائعة في العراق وكردستان لأربعة اعوام اخرى في مستنقع انعدام الامن والفساد والنهب وانعدام الخدمات والبطالة والجوع. هذا في وقت لا يعلم احد ما تخبئه هذه الانتخابات من صراعات وخلافات وحروب.
من جهة اخرى، يتم اللجوء الى الانتخابات في مرحلة سبقها نضال احتجاج الجماهير العمالية والكادحة، انتفاضة اكتوبر ونزولهم بجموع عظيمة في مراكز المدن بحيث تمكنت من الاطاحة بحكومة عادل عبد المهدي، ورمت الطبقة الحاكمة وسلطتها بأزمة حكومية وانعدام حيلة. ان هذه التحركات التي لازالت متواصلة وتمسك يوميا بخناق السلطة، وترفع في الوقت ذاته مطلب انهاء مجمل العملية السياسية والمنظومة التي هي مصدر الفساد والنهب وانعدام العدالة والفقر والبطالة، وتدور خارج حلقة الانتخابات وسيناريو السلطة وعائلة الطبقة البرجوازية، من اجل اجراء تغيير جذري وحرية مساواة ورفاه. وعلى هذا الاساس، فان السؤال الاساسي المطروح امام النضال الطبقي للعمال والجماهير الكادحة هو ليس المشاركة او عدم المشاركة في هذه الانتخابات الهزيلة والمخادعة، بل يتعلق السؤال بكيفية التمسك بأهداف ومطاليب انتفاضة اكتوبر والاحتجاجات القائمة صوب انهاء السلطة القائمة وارساء سلطة الجماهير المنظمة في مجالسها.
ايها العمال، الكادحون، والجماهير التحررية!
ان خيارنا نحن الجماهير المحتجة ليس الانتخابات، بل توسيع وتعميق احتجاجاتنا الجماهيرية الراهنة بوجه سيناريو انتخابات الفاسدين. نحن النساء والشباب والكادحون سواء في العراق او كردستان ننشد الامان، الحرية والسعادة والرفاه، ننشد نظاماً يحترم المساواة والحقوق الانسانية وحق المواطنة. ولهذا، فان ردنا على سيناريو الانتخابات الذي نظمته جماعات السلطة هو بذات الوقت تقوية لنضالنا واحتجاجنا من اجل الاطاحة بالسلطة وقلب منظومة الفساد والاضطهاد هذه، التي دمرت حياة اغلبية المجتمع. اذا كان من المقرر للطبقة الحاكمة التطبيل للديمقراطية والانتخابات من اجل اهدافها القبيحة للإبقاء علينا في مستنقع سلطتهم، علينا ان نحوّل ايام الانتخابات الى فرصة لجذب صف احتجاجنا على الاوضاع المأساوية الراهنة للميدان. علينا، وامتدادا لانتفاضة اكتوبر، ان نوسّع ونعمّق من حركاتنا الاحتجاجية من اجل الخبز والعمل والحرية والعدالة الاجتماعية، وعبر هذا السبيل، نلحق الهزيمة والفشل بسيناريو انتخاباتهم.
لقد بينت الديمقراطية والعملية السياسية والانتخابات وصناديق الاقتراع عن هزالتها وانعدام قيمتها، وحان اليوم دور انتزاع المجتمع على ايادي ممثلي الجماهير المنظمة في مجالسها الثورية.
إن أولئك الذي جعلوا من مقاطعة الانتخابات موقفهم، ودعوا ” الجماهير الى عدم المشاركة في الانتخابات”، فانهم في الوقت الذي يتخلون عن مرحلة من النضالات والاحتجاجات الجماهيرية ويقفزوا على انتفاضة اكتوبر واهدافها، يدعوننا، بهذا الشكل او ذاك، الى البقاء في اطار العملية السياسية لمنظومة الفساد والفشل ذاتها، وبالأخص ان الطبقة الحاكمة، بمجمل جماعاتها الإسلامية والقومية والطائفية وميليشياتهم، قررت على عدم احترام رأي اغلبية المواطنين وينظموا سلطتهم باقل نسبة مشاركة ويضفون عليها الشرعية. وعليه، لنجعل من يوم التصويت والانتخابات يوم ادامة احتجاجاتنا، يوم تنظيم الاجتماعات العامة وانتخاب ممثلينا، يوم التفاف حول الحرية والمساواة والرفاه، يوم للنضال من اجل انهاء عمر سلطة الفاسدين وارساء سلطتنا الجماهيرية.
يقف كلا حزبينا، الحزب الشيوعي العمالي العراقي والكردستاني، في مقدمة صفوف الجماهير للدفع بهذا المسعى والنضال، ويدعوا الطبقة العاملة وسائر محرومي وكادحي المجتمع للارتقاء بنضالهم والالتفاف حول هذه السياسة.
لا للانتخابات .. لا للعملية السياسية !
نعم لسلطة منبثقة بشكل مباشر من الجماهير!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحزب الشيوعي العمالي في كردستان
اوائل سبتمبر-ايلول 2021