لا شرعية لكم ولا لانتخاباتكم ولا لعمليتكم السياسية برمتها..! بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي عن الانتخابات
(بصدد نتائج الانتخابات وأجواء التهديدات المتبادلة بين المليشيات جرائها)
لم تسفر النتائج المباشرة والأولية لما سمي بالانتخابات التي أعلن عنها يوم أمس الا بتعميق الازمة السياسية في العراق, إن هذا هو، ما توقعناه وأشرنا إليه وحذرنا من تداعيات نتائجها. فكذبة إجراء “الانتخابات المبكرة” لإخراج العراق من أزمته السياسية بعد هبوب رياح انتفاضة تشرين اكتوبر، كانت فبركة واضحة من التيار الذي مثله الكاظمي باسم انتفاضة اكتوبر لإنقاذ العملية السياسية والالتفاف على المطالب العادلة لجماهير العراق في تحقيق الحرية والمساواة والرفاه، وحسم الصراع على السلطة بين الموالين لإيران والموالين لأمريكا.
إن ما يطلق اليوم من تهديدات متبادلة بين تحالف مليشيات فتح والتيار الصدري، والتلاسن الإعلامي والسياسي حول نتائج الانتخابات والمزايدة فيما بينها تحت يافطات “المقاومة” و”حصر السلاح بيد الدولة” و”تزوير الانتخابات” ليس أكثر من إخفاء حقيقة الصراع الدائر على السلطة والنفوذ والامتيازات فيما بينهم. فكلا الطرفين، المليشيات الولائية ومليشيات التيار الصدري، متورطين بدماء جماهير العراق، متورطين بعمليات الاغتيالات واختطاف المتظاهرين وبشكل علني، واتفقت مصالحهم في قمع انتفاضة اكتوبر بشتى الوسائل من أجل استمرار العملية السياسية والنظام الفاسد الذي يتربعون على سدته.
إن التلويح بالنزول المسلح إلى الشارع سواءً من قبل المليشيات الولائية التي ترفض الانتخابات أو من قبل التهديدات المبطنة التي أطلقها مقتدى الصدر يوم أمس في كلمته احتفاءً بحصوله على نسبة أكبر من مقاعد البرلمان يكشف عن الماهية الحقيقية لهذه الجماعات، وتتخذ من نتائج الانتخابات عنوان لإشاعة الفوضى الأمنية وتهديد أمن وسلامة جماهير العراق بعد أن قاموا بنهبها وسرقتها منذ الغزو والاحتلال وتحويل حياتهم إلى بؤس ويأس بسبب ازدياد مديات الفقر والعوز وغياب الخدمات.
يا جماهير العراق.. إن الانتخابات التي تتبجح هذه الاطراف بإطلاق التهديدات بعد إعلان نتائجها ليس أكثر من مبررات لإعادة فرض هذه الجماعات سطوتها وسيطرتها على المجتمع والاستئثار بمقدراته، وإنكم رفضتم هذه الانتخابات من خلال عدم المشاركة بها، وافشلتم كل خطط هذه الطبقة البرجوازية الفاسدة مصاصة دماء عرق ودماء المحرومين بإعادة الهيبة والاعتبار للعملية السياسية ونظامهم البائس. وان كل محاولات الاطراف الحكومية حول الترويج لرفع نسب المشاركة في الانتخابات لا تلغي حقيقة ولا يمكن اخفاء رفض الاغلبية المطلقة لجماهير العراق لكل العملية السياسية. وبينت نتائج الانتخابات للمرة الخامسة على التوالي بأن من يحصد أغلبية المقاعد هو من يملك قوة ميلشياتية والمال السياسي الذي حصل عليه من السرقة والنهب، وايضا من يرفض نتائجها هو قوى ميلشياتية ايضا ولا تقبل بأقل من حصتها السابقة. وهذا يعني إن الانتخابات ليست إلا لعبة لتحسين الحظوظ والامتيازات بين تلك الأطراف لا علاقة لها من بعيد ولا من قريب بمصالح العمال و المحرومين والكادحين.
إن الطريق إلى الأمن والسلام لن يأتي عبر الخطاب المتهرئ للكاظمي والصدر وكل الطبقة البرجوازية الفاسدة بـ”حصر السلاح المنفلت”، فهم من شرعوا بالسلاح المنفلت، والكاظمي نفسه متورط بغض الطرف عن سلاح مليشيات التيار الصدري عندما قامت بقتل متظاهري ساحة الحبوبي والتحرير وغيرها.
إننا ندعو جماهير العراق التي عبرت عن وعيها ولم تسمح بان تنطلي عليها لعبة الانتخابات المبكرة، بأن ترص صفوفها مرة أخرى من أجل تحقيق أهدافها في الحرية والمساواة ونيل الحقوق، وتقوية والارتقاء بنضالاتها من اجل انهاء عمر هذه السلطة المليشياتية الطائفية-القومية، وفي هذا المسار والسياق التصدي لتهديدات هذه المليشيات ومحاولاتها العبث بأمن وسلامة المجتمع.
إن الحضور الجماهيري لقوى العمال والكادحين والمحرومين، وبصف مستقل وبشعار (لا لانتخاباتكم ونتائجها…لا لعمليتكم السياسية، ولا لوجودكم الميليشياتي) هو سبيل إحلال الأمن والسلام التام والشامل والدائم.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي.
١٢ تشرين الأول ٢٠٢١