المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي ينهي أعماله بنجاح!
وسط أجواء حماسية وثورية وبحضور أغلبية الثلثين لمندوبي تنظيمات الحزب في داخل العراق وخارجه وعدد كبير من الضيوف ناشطي الحركة الاحتجاجية والحركة النسوية من خارج العراق والعديد من مسؤولي الحلقات الاشتراكية وبحضور وفد من المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي في كردستان برئاسة خسرو سايه، رئيس المكتب السياسي، انعقد المؤتمر السادس للحزب يومي 14-15 كانون الثاني 2022.
افتتح المؤتمر بعزف النشيد الأممي وبعد ذلك وقف الحاضرون دقيقة صمت اجلالا للمضحين على طريق الاشتراكية والحرية، ثم بدأ المؤتمر بإقرار قانونية الإنتخابات الخاصة بتحقق النصاب القانوني للمندوبين وصحة العملية الانتخابية، حيث قدم فارس محمود رئيس اللجنة المشرفة على الانتخابات تقريرا مفصلا حول آلية وعملية إنتخاب المندوبين ليتم بعدها التصويت بالإجماع على قانونية المندوبين والمؤتمر، ثم تم إقرار ضوابط تسيير وادارة اجتماعات المؤتمر وجدول أعماله والذي كان كالتالي:
١- التقرير السياسي لسكرتير اللجنة المركزية للمرحلة ما بين المؤتمرين الخامس و السادس.
٢- الوضع السياسي في العراق والسياسات العملية للحزب
٣- المؤتمر العام لممثلي مجالس الجماهير هو بديل السلطة المليشياتية الحاكمة.
٤- بصدد تحرر المرأة ومطاليبها الفورية.
٥- بصدد الحركة العمالية ومهام الحزب.
وفي خطابه الافتتاحي للمؤتمر تحدث سمير عادل عن أهمية ومكانة هذا المؤتمر في الأوضاع السياسية الحساسة التي يمر بها المجتمع في العراق، وعلى ضرورة أن تكون الشيوعية متدخلة من أجل خلاص المجتمع من الكابوس المظلم الذي فرضته التيارات والقوى البرجوازية القومية والدينية والطائفية على المجتمع. أكد برنامج عمل المؤتمر على مساعي الحزب للدفع بالحركة الجماهيرية والاحتجاجية لإنهاء هذه السلطة الحاكمة من القوى المليشاتية الإسلامية والقومية الفاسدة والمجرمة.
وتليت بعد ذلك قراءة رسائل الأحزاب والمنظمات الى المؤتمر. حيث القيت رسالة “الحركة الديمقراطية من اجل الاشتراكية” من اليابان، وكلمة الحزب الحكمتي،(الخط الرسمي)، كما القى ابو وطن رئيس الاتحاد العام لنقابات العاملين في العراق كلمة في هذه المناسبة، وقرأت برقية تهنئة من سعيد نعمة رئيس الاتحاد العام لنقابات عمال وموظفي العراق، وتحدث خسرو سايه رئيس المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي عن أهمية هذا المؤتمر والدور الذي بإمكانه ان يلعبه في الوضع الراهن.
لقد أكد المؤتمر وفي كافة النقاشات والقرارات التي اتخذت في جدول أعماله على قضية واحدة ألا وهي أن أي تحسن في حياة ومعيشة الجماهير وتحقيق مطاليب الجماهير كالعمال والنساء وسائر الجماهير مرهون فقط وفقط بكنس السلطة الحالية من حياة المجتمع.
قدم سمير عادل في فقرة التقرير السياسي لسكرتير اللجنة المركزية ما بين المؤتمرين، نظرة عامة وشاملة عن أعمال الحزب في الفترة المنصرمة. حيث تناول أبرز المراحل والمحطات التي مرَ بها الحزب مستعرضا مواقفه السياسية والعملية مؤكدا على مواقفنا وتعامل الحزب معها، مشيراً إلى نقاط قوة وضعف عمل الحزب في هذه الفترة.
في فقرة الوضع السياسي والسياسات العملية للحزب، تحدث سمير عادل عن الأوضاع والمسارات السياسية الراهنة في العراق وعن الطابع المتأزم للسلطة البرجوازية و”لعمليتها السياسية”، موضحا إنسداد آفاقها بشكل تام، وأوضح أنَّه وعلى الرغم من الصراعات والخلافات بين أطرافها، إلا انها تشترك في سياسة إفقار الطبقة العاملة وسائر الجماهير الكادحة والمحرومة، راسماً الخطوط العامة لسياسات الحزب ومهامه الفورية تجاه هذه الأوضاع.
أمّا فيما يخص بديل الحزب السياسي للسلطة السياسية القائمة، قدم فارس محمود القرار المقترح المقدم للمؤتمر تحت عنوان “المؤتمر العام لمجالس الجماهير هو بديل السلطة المليشياتية الحاكمة”. حيث أكد على ان الساعة قد أزفت لإنهاء عمر هذه السلطة، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة تدخل الجماهير المباشر وانتزاع مصيرها السياسي من أيدي هذه القوى المعادية للجماهير، وأن السبيل لذلك لا يكون إلا عبر إرساء حركة مجالسية عامة وواسعة تنتزع إدارة المجتمع من بين أيدي هذه القوى البرجوازية المليشياتية وتكون بديلاً سياسيا لهذه السلطة، ورسم الخطوط العامة لملامح هذه السلطة والمهام الفورية التي تقع على عاتقها. مؤكداً على أن أطراف السلطة السياسية الحاكمة هي من تؤكد على فشل سلطتها وحكمها وإفلاسها السياسي.
وفيما يخص وثيقة “بصدد تحرر المرأة ومطاليبها الفورية”، تحدثت نادية محمود عن وضع المرأة في العراق وضرورة تنظيم حركة نسوية واسعة بهدف إنهاء كل أشكال الظلم والاجحاف الذي يحيق بالمرأة، وأكدت على ضرورة أن يتحول هذا الميدان الى ميدان أساسي لعمل الحزب بهدف الارتقاء بأوضاع المرأة ونضالاتها، وأشارت إلى الخطوط الأساسية لمطاليب المرأة في الوضع الراهن.
وفي وثيقة “الحركة العمالية ومهام الحزب”، تحدث ابو وطن عن الأوضاع الراهنة للطبقة العاملة في العراق وعن الهجوم الشامل الذي تتعرض له الطبقة العاملة على جميع الاصعدة الاقتصادية والمعيشية والتنظيمية وغيرها وألقى نظرة عامة على ما ينبغي على الحزب القيام به من اجل الارتقاء بهذه الحركة وتطوير نضالاتها واقتدارها السياسي.
لقد نوقشت كل الفقرات الواردة على جدول أعمال المؤتمر من قبل المندوبين والضيوف بإسهاب و بروحية نضالية عالية تهدف الى الارتقاء بأداء عمل الحزب من أجل القيام بالمهام الملقاة على عاتقه بتغيير وضع المجتمع ودفعه نحو تحقيق البديل والثورة العمالية والاشتراكية.
وفي فقرة القرارات، تم اتخاذ القرارات اللازمة بشأن الوثائق المطروحة أمام المؤتمر، وتم التأكيد على الموافقة على أطرها العامة وإحالتها للجنة المركزية بهدف تدقيقها على ضوء مناقشات الحضور، كما تمت الموافقة بالإجماع على جملة من القرارات منها “بصدد الدفاع عن علمانية ومدنية المجتمع”، “بصدد الادمان”، “بصدد البيئة وتأثير المناخ على حياة البشر في العراق”، ” بصدد التغيير في الوثائق الأساسية للحزب”. كما أقر المؤتمر على إصدار بلاغات ونداءات الى جماهير العراق، الطبقة العاملة والنساء في العراق.
وفي فقرة الانتخابات تم انتخاب لجنة مركزية مكونة من 18 عضو وهم : توما حميد ، عمار شريف ، عادل احمد ، علي احمد ، ثائر سليم ، همام الهمام ، اسعد طالب ، خليل إبراهيم ، رزكار عبدالله ، سميرعادل ، عواد احمد ، فائز عبد الكريم ، نادية محمود، طالب محمد ، صبحي البدري ، قاسم هادي ، فارس محمود ، احمد عبد الستار.
وفي كلمة إختتام أعمال المؤتمر، عبر سمير عادل عن اشادته وسعادته بأجواء المؤتمر والروحية النضالية العالية التي أبداها الحضور ككل، شاكرا كل من أسهم في إنجاحه ومؤكدا ضرورة تحويل نتائج أعماله إلى ممارسة سياسية واسعة ونشطة من أجل تقوية الحركة الاحتجاجية الجماهيرية والعمالية والنسوية لإرساء مجتمع إنساني واشتراكي آخر.
وانهى المؤتمر أعماله بالنشيد الاممي.
وفي هذه الأجواء المفعمة بالأمل و الحماس والاستعداد في قاعة المؤتمر، أعلن عدد من الضيوف عن طلب العضوية في صفوف الحزب.
وعقدت اللجنة المركزية اجتماعها (38) وقد تم تضمن فقرتين: انتخابات سكرتير اللجنة المركزية ونائبه والمكتب السياسي، والقرارات. فيما يتعلق بالاخير تم اتخاذ مجموعة من القرارات السياسية والتنظيمية الفورية. وفي فقرة الانتخابات، تم انتخاب سمير عادل سكرتيراً للجنة المركزية وفارس محمود نائبا له، والرفاق “عمار شريف ، نادية محمود ، ثائر سليم ، فائز عبد الكريم ، وخليل ابراهيم ” كاعضاء للمكتب السياسي.
اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
16 كانون الثاني 2022