في الذكرى الثلاثين لتأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي تشديد النضال في طريق الحرية والمساواة
من حق الشيوعين العماليين، حملة راية ماركس، حملة راية البيان الشيوعي، راية النضال ضد عبودية العمل المأجور ورأس المال، وإرساء أسس مجتمع تسوده المساواة المطلقة بين البشر وانهاء كل اشكال التفرقة الطبقية والقومية والجنسية والعرقية والدينية والطائفية، ان يفخروا ويحتفلوا بتأسيس حزبهم، الحزب الذي لم يساوم أبدا منذ اليوم الأول لإعلان وجوده أمام النظام الرأسمالي واحزابه البرجوازية، لتقديم الطبقة العاملة وعموم الجماهير المحرومة قرابين على مذبحها، تحت عناوين “اسقاط الدكتاتورية” أو “محاربة الامبريالية” أو “الدفاع عن الوطن” ، ولم يطأطأ رأسه للسياسات الامريكية بحجة التخلص من صدام حسين ونظامه البعثي الفاشي.
ثلاثون عام من النضال الضروس ضد محو الشيوعية، في ذهن الطبقة العاملة والبشرية التواقة للحرية والمساواة، وتصوير الرأسمالية التي تقوم على أساس استلاب العامل واغترابه عن ثمرة ونتاج عمله بأنه نظام أبدي ولا مناص غير القبول والعيش تحت ظلمها وتحمل كل سياستها من التقشف والحرمان والحروب واللجوء والتمييز بكل اشكالها.
ثلاثون عام من النضال ضد الوهم والاكاذيب والدعاية الامريكية بموت الاشتراكية، وإعلان نظامها العالمي الجديد الذي طرز بالدم، وبزوغ شمس الديمقراطية الغربية والليبرالية على العالم وخاصة في منطقتنا الذي سموه بمشروع الشرق الأوسط الجديد، وكان العراق أحد مختبراها.
وثلاثون عام من النضال ضد كل السياسات الامريكية من الحروب والحصار الاقتصادي وغزو واحتلال العراق، و كان المالكي واياد علاوي والعبادي والحكيم والفياض وكل من لف لفهم الذين يزعقون اليوم على المنابر الإعلامية حول سيادة العراق واستقلاله، يرفعون قبعاتهم لقوات المارينز الأمريكي وهي تسحق بدبابتها، مدنية وحضارة المجتمع العراقي وتطحن عظام الأطفال والنساء والشيوخ والشباب، لتتويجهم سلاطين على جماجم جماهير العراق، وحاكوا أكبر مؤامرة في تاريخ العراق لقتل وتدمير ما فشلت ماكنة الاحتلال من تدميرها، وهي اشعال الحرب الاهلية والقتل على الهوية في شباط من عام ٢٠٠٦، وبعد ذلك تسليم ما تبقى من احياء الى داعش في حزيران من عام ٢٠١٤ لأغلاق حلقة الجهنم والموت على جماهير العراق.
ثلاثون عام من النضال ضد الترهات القومية وتقسيم البشر في العراق على أساس الطائفة والدين، ونضال ضاري ضد الإبادة الجنسية للنساء في كردستان العراق في عقد التسعينات في ظل سلطة الأحزاب القومية الكردية التي تتبجح اليوم علينا بنجاح التجربة الديمقراطية، وضد تجنيد الأطفال الذي كان الحزب العمال الكردستاني يتصدر تلك السياسة المشينة.
ثلاثون عام من النضال الضاري ضد الإسلام السياسي بشقيه السني والشيعي، الذين سعوا بشكل حثيث بتحويل كردستان العراق في العقد الأخير من قرن العشرين أولا، وبعد الاحتلال، جاء دور العراق الى قندهار جديد لتشييد سلطة اسوء من سلطة طالبان في أفغانستان.
ثلاثون عام من النضال ضد سياسات النظام الرأسمالي العالمي من اجل إعادة هيكلة العراق الى مزرعة للعبيد، عبر فرض السياسة الليبرالية الجديدة وتنصل الدولة من جميع مسؤولياتها تجاه المجتمع من بيع قطاع التعليم والصحة والخدمات الى ممثليها السياسيين في الأحزاب القومية والإسلامية والتي نعيش في ظل رحاها في قانون الموازنة السيء الصيت.
انه تاريخ سطر بتضحيات أعضاء وكوادر الحزب الشيوعي العمالي العراقي من اجل إرساء عراق حر، عراق يعرف البشر فيه بهويته الإنسانية، ويتمتع بكل خيراته.
اليوم وفي هذه المناسبة، مناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي، نؤكد من جديد ان جماهير العراق جربت النظام القومي البعثي واختبرت سلطة الإسلام السياسي، وعاشت في ظل تباشير الديمقراطية الامريكية وسياستها الليبرالية التي جاء بها غزو واحتلال العراق، وكان الثمن تسليم العراق على طبق من ذهب الى النفوذ السياسي والعسكري والأمني لدول المنطقة، بيد ان خلاص وطي صفحة اكثر من نصف قرن من الظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي، لن يكون الا عبر تحقيق مجتمع خالي من الطبقات، المجتمع الذي يجد فيه البشر ان لا معنى ولا اكبر قيمة من الانسان، حيث يكون من العار ان يصنف على أساس جنسه او لونه او قوميته او عرقه او دينه او طائفته، انه المجتمع الاشتراكي.
ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي يصبو لتحقيق هذا المجتمع، وعلى جميع التحرريين والتواقين لعالم افضل الالتفاف حوله وحول سياساته، فلم يخذل يوم أو ساوم على مصالح العمال والكادحين وكل محرومي المجتمع.
عاش الحزب الشيوعي العمالي العراقي
والمجد والخلود لكل المضحين على طريق نضاله
سمير عادل
سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي
أواسط تموز ٢٠٢٣