بمناسبة الذكرى الرابعة لتأسيس تحالف امان النسوي 20 ايلول 2023
نحتفل اليوم بالذكرى الرابعة لتأسيس تحالف امان النسوي, الصوت الشجاع والمبدئي المعبر عن مطالب نساء العراق ,تأسس تحالف امان النسوي من اجل تغيير الاوضاع التي تعيشها النساء وعلى مختلف الاصعدة: الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. هذه الاوضاع التي اقل ما يمكن ان توصف بها انها ليست انسانية ولا تليق بحياة البشر في هذا العصر.
لازال التعامل مع النساء والشابات كحريم في المنازل، كادوات وكمواضيع يجب ان يخفين، ويحجبن ويحجرن في المنازل، بل ويقبرن ان ارتأت الاسرة ذلك، رغم مرور اكثر من قرن على بدء نضال النساء في العراق لنيل حقوقهن وحرياتهن، الا انهن، وكما لو عادت عقارب الساعة للوراء وبسرعة صاروخية، لما يزلن، ينظر اليهن وكأنهن عبيد في المنازل.
حيث لا يمتلكن ابسط الحقوق مثل حرية الحركة والتنقل بدون رقابة الاسرة والمجتمع والدولة معا، فاقدات الاستقلالية وفاقدات حق اتخاذ قرارتهن بأنفسهن.
ان ممارسة اعمال من قبيل زيارة طبيب، ارتياد الاسواق، اختيار العمل والدراسة، اختيار شريك الحياة، كلها مرهونة بموافقة الرجال في الاسرة.
اذا كان نضال النساء في بداية القرن المنصرم تركز حول حق التعليم، وعلى حرية العمل في منتصفه، فأننا في الربع الاول من هذا القرن، نناضل من اجل حرية الحركة والتنقل واختيار العمل سواء المهني او المدني او السياسي.
ان حرمان النساء والشابات من ممارسة حقوقهن بالانخراط في هذه الاعمال بشكل حر ومستقل وبعيدا عن الضغوطات، يفضح الادعاءات بان هنالك ” تمكين للنساء”، ويضع عراقيل جدية وتحديات ليست بقليلة امام مساعيهن للانعتاق من قوانين القرون الوسطى التي يعشنها الان بكامل مرارتها وقساوتها.
النساء والشابات والفتيات في العراق مقيدات بألف قيد وقيد مما يمنعهن ويحول دون تمكنهن من التعبير عن آرائهن، عن استخدام اسمائهن، عن الكشف عن وجوههن، والدفاع عن انفسهن وعن حقوقهن.
من اجل ان تتمكن النساء والشابات من الدفاع عن هذه الحقوق علينا اولا وقبل كل شيء ان يكون لنا ويضمن لنا حق وحرية الحركة والتنقل. كسر اسوار السجون في المنازل، هذه السجون التي تدعمها الدولة وقوانينها، والثقافة الكارهة للنساء في المجتمع.
ان توافر هذه الحرية هي الشرط الاول والمسبق ليتسنى للنساء والشابات المشاركة الحقيقية في الميادين الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ليتمكن من ان يرفعن اصواتهن ضد الفقر ويطالبن بحق العمل وحق تامين سبل العيش.
يجب ان تصان حقوقهن المدنية والسياسية المتمثلة بحق التعبير وحق التنظيم وحق ممارسة العمل السياسي بالأشكال التي يرتأينها مناسبة، وعدم حصرها في قالب ” الانتخابات”، التي يعرف الجميع نتائجها مقدما، بوجود الاناث من البرلمانيات او عدم وجودهن.
لتتمكن النساء من ان يرفعن اصواتهن ضد العنف والمطالبة بقوانين عادلة ومنصفة، يجب ان توفر الدولة حماية للنساء، حيث ان مسؤولية الدولة هي تأمين الحماية لمواطنيها ومواطناتها، اذا كانت فعلا وقولا تؤمن بالديمقراطية.
ان احتفالنا اليوم بالذكرى الرابعة، ما هو الا تأكيد مرة اخرى على اهدافنا التي وضعناها نصب اعيننا الا وهي تحقيق: الامان الاجتماعي، الامان الاقتصادي، والامان السياسي للنساء.
سيفوز نضالنا النسوي العادل بأهدافه في المساواة عاجلا او اجلا.
ونحن مستمرات.
تحالف امان النسوي
20- 9 -2023