بعد الإبادة الجماعية التي ارتكبتها بحق العُزَّل في غزة، تسعى إسرائيل وحكومتها العسكرية ونتنياهو، واللذين هم في مأزق داخلي وعالمي، وعبر جر نطاق الحرب والصراعات العسكرية الى سائر بلدان المنطقة، لجر أقدام الناتو وأمريكا وبلدان الإتحاد الأوربي الى الشرق الأوسط دفاعاً عنها. وتفك بهذا أسر إنزوائها العالمي لدى حلفائها التقليديين والتاريخيين في المجتمعات الغربية. ان حملة اسرائيل على قنصلية الجمهورية الاسلامية الايرانية في سوريا وقتل عدد من رموز الجمهورية الإسلامية، وهي الحملة التي ليست دلالة قوة وأقتدار بقدر ما هي يأس وجزع، عمقت موجة الرعب والدعاية الحربية بين إسرائيل وأمريكا وإيران.
ليس ثمة شك في حقيقة وواقع انه لا ترغب أي من القوى الإقليمية والعالمية، ومن بينها أمريكا وإيران، توسيع نطاق العمليات العسكرية في المنطقة لتصب في جيب حرب إسرائيل على ملايين الفلسطينيين. إن توسيع العمليات العسكرية والحربية في الشرق الأوسط، عمليات ليس لأي من القوى العالمية والإقليمية القدرة ولا الإمكانية للسيطرة عليها، هو ليس جزء من جدول أعمال أي من القوى الاقليمية، ماعدا إسرائيل. وعليه، فان إعلان أمريكا لدعمها غير المشروط لإسرائيل في حالة إندلاع المجابهة مع إيران، وهو الأمر الذي أتى على لسان رئيس جمهورية أمريكا، هو ليس شيك على بياض لحكومة نتنياهو فحسب، بل يعني المسؤولية المباشرة لبايدن وحكومته أمام أية خطوة حربية تقوم بها حكومة إسرائيل.
وفوق هذا، ان أجواء التخويف والدعاية الحربية التي تقوم بها كل الأطراف بوسعها ان تبث الرعب في أفئدة الجماهير في إيران وإسرائيل وسائر بلدان المنطقة والعالم. ان الأجواء الحربية القائمة تحول دون تقدم حركة نضالية عظيمة وقفت في أركان العالم قاطبة بوجه إسرائيل والمدافعين عنها، وتسعى بسبيل حلها السياسي للجم الماكنة الحربية الفاشية الإسرائيلية.
ان العمليات العسكرية الاسرائيلية وأعمال الابادة المتعاظمة لجماهير غزة والسعي لجلب المدافعين التقليديين للتدخل العسكري في الشرق الأوسط و… هي عمليات “انتحارية” لحكومة هبّ العالم ضدها. ان أية درجة من الاستفزازات العسكرية والإرهابية لن تمد يد العون لإفلات إسرائيل من هذا المأزق والانزواء العالمي والتخفيف من حدة الأزمة السياسية في إسرائيل.
ان المقاطعة التسليحية والعسكرية والمقاطعة السياسية والدبلوماسية وإغلاق السفارات وإنهاء وجود العملاء الفاشيين الاسرائيليين في كل بلدان العالم هو رد سياسي طرحته البشرية المتمدنة للعالم كي تخلّص العالم مرة وللابد من هيمنة وتلاعب العسكرتارية العالمية بقيادة أمريكا وتنهي مصيبة غزة.
ان الدعاية العسكرية للطرف المقابل، الجمهورية الاسلامية، والتبجح بـ”الدفاع عن جماهير فلسطين” والإستبدال الكاذب لصراعها مع حكومة اسرائيل بصراع من أجل “حق جماهير فلسطين” هي فقط وفقط عتلة لكسب مكانة في المفاوضات والدبلوماسية العالمية ووسيلة لإخراس الجماهير وتخفيف ضغط الحركة الإحتجاجية العامة القائمة في الميدان ضدها. إنها ليست حرب الجماهير في إيران! إنها ليست حربنا في ايران! ليس للدعاية العسكرية للجمهورية الإسلامية أي ربط بحقوق جماهير فلسطين.
للجماهير في إيران والطبقة العاملة وحركاتها الطليعية، والتي هي جزء من البشرية المتمدنة، لها رد مشترك واحد لحل قضية فلسطين. إن حل قضية فلسطين هو عمل البشرية المتمدنة التي دفعت لحد اليوم إسرائيل صوب الإنزواء المتعاظم في العالم، وهي القادرة على حل هذه القضية. ان أجواء العسكرتاريا الذي تفرضه القوى الرجعية في المنطقة والعالم هي سعي لإسكات الجماهير التحررية في أصقاع العالم. يجب التصدي بكل قوانا لهذه الأجواء!
11 نيسان 2024