الأخبارالمؤتمر السابع للحزبالمؤتمراتالمقالات

رسالة من الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني الى المؤتمر السابع

أتمنى لكم مؤتمرا ناجحا

بعد مرور واحد وثلاثين عاماً على تأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي، الذي كان مفعماً بالأمل والتحضير والنضال لقيادة الثورة العمالية في العراق، نلتقي اليوم في مؤتمره السابع.

اليوم، وفي مؤتمره السابع، من المقرر أن يمضي قٌدماً نحو الرد على الاوضاع السياسية الجديد في العراق والمنطقة، وهو بحاجة إلى تكييف خططه وسياساته العملية للمضي للامام نحو الثورة الاشتراكية في ظل هذا الوضع واتخاذ المزيد من الخطوات.

على مر السنوات المنصرمة، رأينا أن العالم كان ساحة للاضطرابات والأزمات الاقتصادية والسياسية، والحروب المدمرة والخطيرة على البشرية.

لقد كانت الأزمات الدائمة والحروب المتعاقبة، إرهاب الدولة والمنظمات الارهابية، والنزعة العسكرية واسعة النطاق وغير المحدودة هي من ابرز سمات هيمنة سياسات الدولة الأمريكية وحلفائها.

لقد كان التعامل غير إلانساني من أجل حماية رأس المال والرأسمالية، جزءا لا يتجزء من كيفية تعامل البرجوازية الغربية للأحداث والتغييرات في صفوف البرجوازية العالمية.

البرجوازیة عَرٌفت هذا العصر بأنه عصر ،”فشل الشيوعية” وانتصار “الديمقراطية الغربية”، ولكن على عكس توقعات ووعود البرجوازية بالأمن و أصبحوا هم أنفسهم مصدرا لعدم الاستقرار الأمن ​​وانتشار الفساد، انتشار البطالة والفقر.

وخاصة في الشرق الأوسط.  حيث تم فرض حكم الميليشيات الإسلامية والقومية الرجعیة على المجتمعات المحرومة في العالم.

لم يكن التناقض بين احتياجات المجتمع البشري والاقتصاد الرأسمالي أكثر وضوحا مما هو عليه اليوم.

ان انحطاط الأنظمة السياسية ليس فقط في البلدان الاستبدادية ولكن أيضا في “العالم الحر”، اصبح واضحا للمجتمع البشري اكثر من أي وقت مضى.

 إن الحكومة والبرلمان والأحزاب البرلمانية والمؤسسات الدولية لم تصل الى هذا العار واللاشرعية كما وصلت اليه الآن.

فيما يتعلق بالابادة الجماعية ضد جماهيرغزة، لم يحدث من قبل أن تترابط الحركات الطبقیة السياسية في جميع أنحاء العالم إلى هذا الحد.

في الوقت الذي تؤازر الحكومات الغربية اسرائيل، تقوم الجماهير المليونية بمؤازرة سكان غزة.

أدت سياسة تطهير أهل غزة إلى تشكيل حركة عالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني، كسرت كل الحدود الجغرافية والسياسية والثقافية والاجتماعية.

إن الدفاع عن الشعب الفلسطيني ضد سياسة التطهير التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية في غزة قد ادى الى قيام حركة جماهيرية عالمية للحد من النزعة العسكرية والقائمة على دور وتدخل الشعوب.

يرتبط اليوم، الدفاع عن الشعب الفلسطيني بالاحتجاجات ضد الجوع والفقر والبطالة، وضد الهجمات على الحريات السياسية والاجتماعية، وضد السياسات العسكرية، وضد الحكومات المحلية من الشرق الأوسط إلى أوروبا والولايات المتحدة.

إن الحراك العالمي للدفاع عن الشعب الفلسطيني ودعمه هو بداية صحوة الجماهير المحتجة، خاصة في الغرب، وهو بداية انهيار الوهم والثقة في الديمقراطية الغربية.

إن عالم اليوم، والذي هو عالم  متعدد الأقطاب، قد اتاح الفرصة لايجاد وحدة سياسية طبقية أكثر شفافية، وفتح مجالا واسعا للتدخل في نضال العمال والإنسانية، في البعدين العالمي والمحلي.

 إنها مهمة أممية كبرى للحركات الشيوعية والعمالية وأحزابها، مهمة فتح الابواب أمام احتجاجات الحركات العالمية والإقليمية القادرة على إنهاء ركود وفشل النزعة العسكرية التي انتشرت في جميع أنحاء العالم. ان هذه مهمة عالمية كبرى للحركات الشيوعية والعمالية وأحزابها.

لم تكن هناك فترة من الإفلاس الاقتصادي والسياسي والانحلال الأيديولوجي والأخلاقي للبرجوازية كما هو الحال اليوم. لقد وصلت هذه الطبقة الى ادنى درجات الانحدار والتردي مما يُمكن من إظهار الإمكانات العظيمة للشيوعية العمالية ضدها.

لم تكن هناك حاجة قط إلى شيوعية قوية وواضحة اجتماعيا كما هي الحال اليوم. وفي العالم الواقعي، تتوافر للشيوعية مرة أخرى فرصة تاريخية لإظهار نفسها كقوة اجتماعية و ذات تأثير في المجالات السياسية والعملية.

إن الطبقة العاملة وشيوعيتها في العراق وكردستان والمنطقة هي من أكثر أجزاء هذه الحركة العالمية استعدادا لإثبات وجودها، من اجل تشكيل خط أممي قوي ضد النزعة العسكرية والحرب وانعدام الأمن والفقر والتدهور البيئي.

 إن تقدم البديل العمالي في البعدين السياسي والاجتماعي، وهو البديل الراديكالي والتحرري في العراق، بأية درجة، سيلعب بلا شك دورا هاما في تمهيد الطريق لتقدم الطبقة العاملة والإنسانية المتحضرة في النضال ضد عالم البرجوازية.

وبناء على هذه الحقائق والمتغيرات، ينبغي على هذا المؤتمر أن يستخدم عمله واستعداده لبناء حزب تثبت قيادته أنها قادرة على القيام بدور فعال على الساحة السياسية العراقية.

الآن أصبح العالم متعدد الأقطاب حقيقة واقعة. وعلى المستوى الإقليمي، خلق توازناً جديداً للقوى، أتاح للحكومة المركزية الفرصة لفرض هيمنتها على كامل جغرافية العراق، بما في ذلك كردستان.

الان، تتجه المنطقة، بعد كوابيس الحرب والفوضى. وفرض سيناريو مأساوي من عمليات القتل العرقي والديني، الى وضع تركن فيه الميلشيات وطغيانها إلى الهامش. وهذا يفتح الطريق أمام شفافية الصراع ونمو الصراع الطبقي والحركات الاحتجاجية الجماهيرية في العراق وكردستان.

بعد عقود من الحرب والدمار، تحتاج المنطقة إلى فترة سلام وأمن، من اجل ان تتمكن الرأسمالية من متابعة وتحقيق مصالحها الربحية ومراكمة رأس المال.

 ولذلك فإن التوجه الرئيسي للرأسمالية هو ايجاد فترة من الاستقرار السياسي والأمني ​​لتراكم رأس المال في المنطقة.

الا ان هذا لا يعني نهاية الصراع، فبفضل النظام العالمي الجديد سيستمر صراع الاقطاب على مناطق نفوذهما ومصالحهما الاستراتيجية على المستويين الإقليمي والعالمي.

ومن الأمثلة على هذه الصراعات الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني بدعم من الولايات المتحدة وحلفائها، والحرب في أوكرانيا بين الناتو وروسيا، وغيرها من الصراعات بين تلك الاقطاب والقوى.

لقد كانت العقود الثلاثة الماضية بمثابة فترة اختبار للقوى البرجوازية العراقية والإسلامية، التي حاولت تقسيم الجماهير باسم الدين والعروبة والكرد لتحقيق أهدافها الرجعية. ولكن  نتيجة عقود من هيمنتهم على السلطة، أثبتوا أن التطلعات الإنسانية للشعب ليس لها مكان في جدول أعمالهم.

لقد أدى النفور من الحركات العرقية والدينية ورفضها الكبير لاحزاب السلطة، الى ان تتجاوز الجماهير  هذه السلطة، و لا تربط تطلعاتها وأهدافها بالحكومات العربية والكردية أو الشيعية والسنية. حيث شهد العراق وكردستان، حركة جماهيرية من أجل الحرية والرفاهية ضد هذه الحكومات.

القضية التي يجب أن نناقشها، هي إن الوضع الجديد وارتباط كردستان بالعراق والمشاكل الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي تواجهها الطبقة العاملة والجماهير الكادحة في كردستان والعراق، فضلا عن مطالبها وأهدافها، هي الأساس والقاعدة لمواصلة تعزيز نضالنا الموحد.

إن ظهور الحزب كحزب سياسي شيوعي مناضل، تدخلي، راديكالي وثوري ومعارض ويسعى الى الاستيلاء على السلطة، يجب أن يتجسد دائما بظهوره كناقد وكمناضل طبقي واشتراكي في النضال السياسی، و يجب أن یناضل لإنهاء حكم الميليشيات و تأسيس سلطة مجالسیة في العراق.

وإلى الأمام نحو انتصار الثورة العمالية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى