بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول دعوات الياسري الخائبة
لقد سعت القوى والجماعات الإسلامية والميليشياتية المتصارعة فيما بينها على النفوذ والامتيازات والحصص دوماً الى استغلال سخطكم وغضبكم الحق والعادل على سرقة ونهب وفساد السلطة المليشياتية القائمة التي نُصبَت على رقاب الجماهير بحراب الغزو والاحتلال، من أجل أهداف لا تمت بصلة الى أمانيكم وتطلعاتكم بعالم أفضل مفعم بالرفاه والحرية والمساواة.
إن خطوة زعيم مليشيا “لواء أنصار المرجعية”، حسين الياسري بدعوته الى التظاهر والاعتصام يوم الاربعاء المقبل وتنصيب حاكم عسكري وإعلان احكام عرفية في محافظة المثنى، هي خطوة أخرى في المسعى ذاته. ينبغي ان لا تنطلي هذه الألاعيب من اجل انتزاع الامتيازات والنفوذ عليكم. ان تباكي المذكور على وضعكم وعلى “شهداء تشرين” هو كذبة صرف. ان خطوته هي حركة سياسية تتعقب أهداف سياسية ذات صلة مباشرة بالسلطة والمكانة والثروة والحكم ليس إلا. انه يتعقب مصالح ذاتية ضيقة تتعارض تماماً مع مصالحكم.
ويكشف تأييد التيار الصدري لدعوات الياسري عن اصطفافات جديدة لتغيير التوازن في المعادلة السياسية. اذ يقف خلف دعوات الياسري التيار الصدري والمرجعية، وتسعى استغلال التخبط والانقسامات داخل الإطار التنسيقي بسبب استئثار اجنحة أخرى بالسلطة والامتيازات والمناصب الأمنية والسياسية وتحديدا مجموعة الخزعلي والعامري، لانتزاع ما يمكن انتزاعه من السلطة والثروات والامتيازات.
يا جماهير السماوة.. يا جماهير العراق..
ان دعوة حميد الياسري لإحلال حاكم عسكري للمدينة هو سعي لفرض استبداد آخر عليكم، استبداد عسكري! لا ينبغي ان تنطلي عليكم ادعاءاته بدفاعه عن هبّة تشرين وتباكيه على “شهداء تشرين”. لقد سأمنا هذه المسرحية، مسرحية ذرف دموع التماسيح هذه. ليس في اجندة الياسري ومن أمثال الياسري والتيار الوطني الشيعي أي شيء يتعلق برفاهكم ومستقبل أطفالكم، بتحسين الخدمات، إقرار الضمانات الاجتماعية، وتوفير فرص العمل أو ضمان البطالة. إن كان لأمثال الياسري شيء يقدموه لجماهير العراق هو ان يتركوا خناق هذا المجتمع وينسحبوا منه ويكفوا عن الاستهتار بحياة أكثر من 40 مليون انسان.
ان قوى العملية السياسية، ومن ضمنهم التيار الوطني الشيعي وأمثال الياسري، مسؤولين بصورة مباشرة عن كل ما وصله المجتمع من حضيض سياسي واجتماعي وتردي معنوي. إنهم طرف اساسي في خلق كل هذه المأساة التي يمر بها المجتمع لأكثر من عقدين.
ان سبيلنا للحل ليس بتنصيب حاكم عسكري، وانما ان نوحد صفوفنا وقوانا من أجل إزاحة كل هذه التيارات الملطخة أياديها بدماء جماهير العراق من المجتمع، بعماماته و”بيرياته” وإنهاء هذا الكابوس المؤرق مرة والى الأبد، وارساء نظام سياسي يستند الى الارادة المباشرة للجماهير، ولقولكم الكلمة الفصل حول غد مشرق لكم ولأبنائكم.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
06 / حزيران / 2024