أسبوع منصور حكمتالمقالاتعادل احمد

أسس وضرورة ظهور الشيوعية العمالية !

عادل احمد

ظهرت الماركسية كرد على معاناة الحركة العمالية والشيوعية الخاضعة آنذاك لأفكار وعقائد طبقات غير عمالية.ان ظهور الماركسية مكّن من تنظيف الشوائب الفكرية والعقائدية للنضال الطبقي العمالي وأعطت الصورة الصحيحة والدقيقة للنضال الطبقي للطبقة العاملة ضد الطبقة البرجوازية وكذلك دور الطبقات والقشور الوسطية المتأرجحة بين هاتين الطبقتين. قامت الماركسية برفع الراية الصحيحة للحركة الشيوعية والنضال الطبقي. ومنذ ذلك التاريخ ناضلت الماركسية دوما بالضد من اهداف الطبقات الأخرى نظريا واعطت السلاح الفكري بيد الطبقة العاملة في نضالها ضد النظام الرأسمالي .ان نقد كارل ماركس للأفكار وعقائد برودون وسان سيمون وفورية واوين ولاسال وكذلك نقد الأفكار العائدة للحركات الاشتراكية في ذلك الزمن من الاشتراكية الطوباوية والاشتراكية الإقطاعية والتي لم تكن شيئا سوى إن هذه الحركات كانت متخفية تحت مفاهيم وأفكار الاشتراكية. ولكن في الواقع كانوا يحملون أهداف وأماني الطبقات أخرى غير العمالية في ذلك الزمان والتي كان النظام البرجوازي حينها قد خرج توا من رحم النظام الاقطاعي. وان ظهور النظام الجديد البرجوازي من رحم النظام الاقطاعي القديم كانت تصاحبه التغيرات في مكانة الطبقات عموما والطبقة العاملة بشكل الخاص؛ ولهذا فان الانخراط  في المواجهات الفكرية للطبقات الأخرى مع الأفكار العمالية والشيوعية كان شيئا اعتياديا. ولكن عندما ظهرت الماركسية وضحتْ الحدود بين جميع هذه الحركات، للطبقات الأخرى مع حركة الطبقة العاملة وأهدافها وبينت مصالحها المتخفية والحقيقية لهذه الطبقات في المجتمع وناضلت ضده فكريا وسياسيا واقتصاديا واجتماعياً … وخرجت منه المسودة التاريخية الشهيرة ” البيان الشيوعي “.ظهرت اللينينية أيضا لنفس الأسباب ولكن في ظروف وأوضاع مختلفة. ظهرت اللينينية امام انحرافات وتشوهات للماركسية. عندما هزمت الأفكار وعقائد الطبقات الغير العمالية امام نقد ماركس في قرن التاسع عشر وأصبح الماركسية وأفكارها قد غطت جميع الحركات الثورية في  نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين وأصبحت رائجة بدون منافس. فان الحركات الاجتماعية للطبقات البرجوازية الصغيرة حاولت الاستفادة من هذا النفوذ الاجتماعي للماركسية وتسللت الى الأممية الثانية للحركات الشيوعية وباسم الماركسية. ظهرت اللينينية للمواجه للتصدي امام هذه الظاهرة ، وان ما قام به لينين قد رفع الحجاب والأقنعة لهذه الحركات والأفكار وانتقده بشدة وبلا رحمة وتم تسميتهم بالماركسيين قولا وشوفينين وانتهازيين عملا، ورسم بدقة حدود شيوعية ماركس مع الحركات الشيوعية الأخرى بالنقد النظري والسياسي الماركسي. وبهذا العمل من قبل لينين قد خلصت شيوعية ماركس من الشوائب الفكرية والعقائدية من بقية التيارات التي كانت تنادي باسم الشيوعية آنذاك … وان ظاهرة اللينينية لم تكن شيئا اخر بغير الدفاع عن الماركسية وروحها الثورية أمام الانتهازيين.اما الظهور الشيوعية العمالية في أواسط ثمانينات القرن العشرين من قبل منصور حكمت، فكانت لنفس الأسباب أيضا وفي ظروف أخرى مختلفة أيضا… في ظروف كانت الماركسية واللينينية رائج اجتماعيا في العالم قاطبةً، وخاصة بعد الثورة البلشفية في روسيا والتي اثبتت الحقيقة بان الاشتراكية والشيوعية ممكنة اذا ارادت الطبقة العاملة الخوض فيها بإرادتها المستقلة…  فقد أصبحت الشيوعية والاشتراكية محبوبة واعطت الصورة الإنسانية لمكانة الانسان عموما والمرأة والطبقات المحرومة خصوصا ولهذا اتجهت الحركات الاجتماعية الأخرى الغير العمالية للاستفادة من تسمية الماركسية واللينينية والاشتراكية لمقاصدها وأهدافها الطبقية . كانت أكثرية الحركات القومية وأكثرية حركات الاستقلال الاقتصادي والحركات ضد الاستعمار تمت تسميته تحت اسم الماركسية والشيوعية ولكن بروحها الميتة أي أفراغ جوهر الماركسية من محتواها الطبقي والثوري للمكاسب الضيقة للطبقات الغير العمالية.وعندما واجه منصور حكمت جميع هذه التيارات والحركات تحت اسم الشيوعية والاشتراكية والماركسية أراد ان تميز وتحدد الماركسية وروحها الثورية عن باقي الماركسيين واللينينين والاشتراكيين للطبقات البرجوازية والبرجوازية الصغيرة وان تنظف الشوائب التاريخية والفكرية والعقائدية التي لصقت الى الماركسية والتي تم تحريف المحتوى الاجتماعي للاشتراكية و الشيوعية واستعمالاتها. ان ما قام به منصور حكمت لم يكن شيئا اخر بغير ما قام به أسلافه من ماركس وانجلس ولينين في الدفاع عن الراية الثورية للحركة العمالية والنضال الطبقي العمالي واسترجع مكانة الماركسية ونقدها الاجتماعي للنظام الرأسمالي الى مكانته الأصلية أي الى نقد ماركس للنظام الرأسمالي والعمل المأجور.ان الرجوع الى ماركس الأصلي ولينين الأصلي والنضال الطبقي الأصلي في المجتمع لا يمكن الا بضرورة حضور الماركسية وروحها الثورية في النقد وفصل حدود ماركس عن باقي التيارات وهذا يمكن إجرائه عندما نميز أولا من نحن وماذا نريد وماذا نقول للمجتمع والحركات الاجتماعية والنضال الطبقي وماذا يقصد ماركس بالتغير الثوري وماذا يقصد لينين بالعمل الثوري وماذا علينا ان نفعله في تاريخنا وواقعنا وكيف ننظر الى العالم وتغيراته الاقتصادية والفكرية والاجتماعية وكيف نعرف أنفسنا وكيف نبني وسيلة وآلية أي الحزب السياسي وكيف ننظر الى المجتمع من موقع الطبقة العاملة وأهدافها وأمانيها وآفاقها … وكيف نفصل أنفسنا وحدودنا عن باقي التيارات تحت نفس التسمية… الخ. ان كل ما قام به منصور حكمت كان في هذا الاتجاه ولهذا السبب ولدت الحركة الشيوعية العمالية وان صفة العمالية للشيوعية هي من اجل تميز شيوعية ماركس ولينين عن باقي الشيوعيات البرجوازية.الحقيقة بان الشيوعية العمالية هي نفسها الحركة الشيوعية التي كانت يقصدها ماركس والحركة العمالية، ليس فقط بالتسمية وانما بأهدافها الطبقية وروحها الطبقية الثورية واهدافها العمالية بإنهاء العمل المأجور والرأسمال وبتحقيق اماني الإنسانية من المساواة والحرية والقضاء على استغلال الانسان للإنسان الآخر  والقضاء على الفقر الى الأبد … وان ما يميز الشيوعية العمالية عن باقي الشيوعيات الأخرى هو استرجاع الإرادة ا الى الانسان لتحقيق امانيه وتطلعاته الإنسانية وهذا ما كان كارل ماركس قد كرس جهد حياته من أجله. وان منصور حكمت كان حقا مخلصا ومدافع عنيد عن الماركسية في جميع طروحاته النظرية وكان حقا أراد سياسيا تحقيق ما قام به كل من ماركس وانجلس ولينين.  وترك اثرا بالغ الأهمية من النظرية الماركسية يستطيع المرء والحركات الاشتراكية والعمالية الاستفادة منها بالضد من الطبقة البرجوازية والنظام الرأسمالي .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى