إنه برهان آخر على وجوب رحيلهم الفوري!!(حول فاجعة مركز النقاء، لعزل مرضى كورونا في الناصرية)
استعرت النيران مساء أمس الأثنين في قسم (النقاء) الخاص بمرضى كورنا، التابع لمستشفى الحسين التعليمي في الناصرية. بسبب انفجار حصل في منظومة الأوكسجين الواقعة عند المدخل الأمامي لهذا القسم، وانتشار اللهب داخله وإلى جميع مرافقه المؤلفة من عشرات الكرفانات، واستحالت إلى حطام. أدى الحريق إلى مقتل ما يناهز مئة ضحية وأكثر من مئة مصاب، وعشرات الجثث لا زالت مجهولة الهوية بسبب تفحمها.
فاجعة هزت جماهير مدينة الناصرية من الأعماق، وأصابتنا بالذهول والصدمة لهول ما حصل. من تحول المستشفيات من ملاذ آمن يفترض أن يكون مكان للاستشفاء والنقاهة من الأمراض والأوبئة، إلى محل للموت احتراقاً أو لنقص الرعاية الصحية، بسبب الفساد المستحكم في عموم وزارة الصحة. انفجار منظومة الأوكسجين حصل كما تقول التقارير نتيجة عدم التعامل الصحيح مع قناني الأوكسجين، في المدخل الأمامي للقسم وهروب المرضى ومرافقيهم إلى الباب الخلفي للتخلص من النيران، ومن سوء التدبير كان هذا الباب مغلق أمامهم. ومما عمّق في فداحة المأساة سهولة اشتعال اللهب في الكرفانات رديئة الصنع المحيطة بالقسم التي انهارت بسرعة، وتحول المكان بالكامل إلى موقد كبير، أتى على جميع ممن كان في داخله من مرضى ومرافقيهم وكوادر صحية احتراقاً واختناقاً.
روغم تعدد نتائج التحقيقات الأولية، أو التي ستشكل لاحقاً، يعطي تكرار حوادث احتراق المستشفيات كما حصل في مستشفى أبن الخطيب في بغداد قبل أشهر قليلة؛ زخماً هائلاً على صحة اتهامات المجتمع للقائمين على هذا القطاع الحيوي بالإهمال والفساد إلى حد الموت. وفي الوقت الذي يتفجع ذوي الضحايا والمصابين وسائر المجتمع بهذه الحادثة التي ألمت بهم، تستغلها الأحزاب والجماعات السياسة كدعاية انتخابية بإلقاء المسؤولية واللوم على بعضها ببيانات وخطب ولقاءات، لتبرئة أنفسهم من تبعات مثل هذه الأحداث على حياة المجتمع ومصيره تحت ظل إدارتهم الفاشلة وغير المستساغة قطعاً. ومهما حاولت الحكومة وأحزابها وجميع من ائتلف في منظومتها أن يظهروا بمظهر الشعور بالمسؤولية، وابداء مشاعر التعاطف، إلا إن الجماهير اصدرت حكمها عليهم منذ زمنٍ بعيد، بأنهم هم وحدهم المسؤولون عن كل مما حصل ويحصل في كل مكان بالعراق، بسبب طريقة تداولهم للسلطة وكيف يفهمون معنى وجودهم في الحكم.
بدل الكذب العلني والرياء المفضوح، أن يوقع هؤلاء الموجودون قسراً في السلطة شهادة موتهم ويعلنوا صراحةً إنهم غير قادرين على الحكم، إلا وفق هذه الطريقة غير المقبولة من سائر المجتمع العراقي، الذي ذاق الويلات بعد الويلات منهم ومن نظامهم الجائر.
لقد سأم المجتمع وانفجر منتفضا منذ نهاية عام 2019، على الفساد والقمع ونقص الخدمات بوجه هذا الجماعات الطائفية والعشائرية، التي تحاول عبر أخذ صدمات كهربائية إحياء جثتها المحتضرة عبر ما أُطلق عليه بانتخابات مبكرة وانتظار نتائجها التي سوف تحل جميع مشاكل المجتمع العالقة.
الانطلاق من مقدمات خاطئة كما يقال لا تعود إلا بنتائج خاطئة، بناء منظومة قائمة من الأساس على النهب والسلب والهيمنة والاحتكار لا يعود على المجتمع إلا بنتائج مدمرة. منظومة أساسها بعيد عن المجتمع وتلبية حاجاته وضروريات حياته ومعيشته، وقائمة حصراً من أجل تأمين مصالحه الفئوية السياسية وترجيح مصالح هذه الفئات والجماعات فوق كل مصلحة أخرى، حتى لو أدى إلى هلاك المجتمع كما يحصل يومياً من كوارث.
لا ينبغي لمثل هكذا جماعات البقاء اكثر وعليها أن ترحل فوراً، هذا ما قررت جماهير العراق عليه، وتعمل لإبعادها عن حياتها ومستقبلها.
إلى جماهير مدينة الناصرية، بعدما رأينا من مجازر ومهالك جراء سياسة هذا الجماعات الطفيلية وطريقة إدارة حكمها، لا يمكن أن تظل عجلة الموت والخراب مشتغلة إلى الأبد، يجب وضع حدٍ نهائي لمن دمر حياتنا وقتل شبابنا وعطّل مستقبلهم، يجب أخذ زمام مبادرة الحكم من أيدي هؤلاء إلى أيدي الجماهير نفسها لصنع حياة ومستقبل لائق وآمن بنا بعيداً عن كل أحزاب القمع والفساد. لننظم قوانا ونرص الصفوف ونوحد الكلمة أمام هذا العدو الغاشم بنا وبحقنا بالعيش الكريم.
الأسف الشديد على أرواح الضحايا، ولذويهم التعازي وأمنياتنا القلبية بالشفاء العاجل للمصابين والجرحى.
لجنة الناصرية للحزب الشيوعي العمالي العراقي.
13/ تموز/ 2021