ان الأول من أيار كان ويبقى دائما، شرارة لبدء الاحتجاجات والتظاهرات وإظهار القوة الطبقية للطبقة العاملة العالمية. صحيح هو عبارة عن يوم واحد، ولكن يعتبر بركانا تتفاعل من خلاله ولمدة سنة كاملة او سنوات من النضال الطبقي وتتفجر في لحظة ما، كل المظالم والاستغلال وانعدام العدالة والحقوق، والفقر والجوع.. ان انفجار بركان الاغضب الجماهيري هذا، يحتاج الى وقت معين تتوافر فيه شروط الانفجار ، وان الوقت المناسب لتوفر هذه الشروط هو الأول من أيار يوم العمال العالمي.
اذا أخذنا بعين الاعتبار الأوضاع التي يمر بها العراق من الاحتلال الأمريكي والى الحكومات الطائفية المتتالية ، نرى بان تراكم السخط يزداد يوما بعد يوم سواءً بتراكم المعاناة والحرمان او بتحطم الأوهام عما يسمى بالعملية السياسية أوبالقوة المليشياتية المهيمنة بقوة السلاح على السلطة السياسية. ان تراكم السخط الجماهيري بالنسبة للطبقة العاملة العراقية وانفجارها يحتاج الى نقطة حرجة لاندلاعها، ويحتاج الى تهيئة الوقت المناسب لانطلاق شرارتها وان اليوم المناسب لهذا النضال الطبقي هو تظاهرات الأول من أيار عندما يتجمع العمال والجماهير الكادحة لبيان مطاليبهم وحقوقهم ومستحقاتهم.. ان الانفجار الجماهيري والشعبي له نقطته الحرجة وله الشروط التي يندلع على اثرها، ولكن بالنسبة لجماهير الطبقة العاملة ونضالها الطبقي لها يومها ولها وقتها وهو يومها النضالي الطبقي في الأول من أيار ولهذا يعتبر هذا اليوم يوما نضاليا وطبقيا ينفجر فيه الغضب العمالي ويتضامن العمال مع بعضهم، و تتظاهر معلنة قوتها ووحدتها وإمكانيتها الثورية لتغير الأوضاع حسب طريقتها وخدمةً لاهدافها.
في اوضاع العراق الحالية تحت ظل الصراعات الطائفية والصراعات الإقليمية والدولية، غطى الغموض قليلا على الصراع الطبقي الأصلي في المجتمع، مما جعل من هذا الصراع صراعا ثانويا، تحت غبار المشاكل والصراعات الرجعية والطائفية. ومن أجل هذا؛ ضرورة الحضور الميداني والمستقل للطبقة العاملة في يومها التضامني العالمي ، يجعل من الصراع مع الطبقة الغنية والرأسمالية والبرجوازية، صراعا رئيسيا وإبرازه الى السطح بشكل واضح وجعل المشاكل العمالية والاهداف العمالية مشاكلنا وأهدافا رئيسية في المجتمع وتترك الطبقة العمالية بصمتها المميزة في جميع الأصعدة .. ان هذا هو مهمة الاشتراكيين وفعالي وقادة الحركة العمالية.
ان الاهتمام بيوم العمال العالمي والاهتمام بجمع العمال في الساحات والميادين والمسيرات العمالية ومشاركة القادة وفعالي العمال في التجمعات والاهتمام بخطاباتهم وأقوالهم ونظراتهم لطرح مسائلهم ومشاكلهم الطبقية وتوحيد أصوات العمال حول شعاراتهم ومطالباتهم هي السمة الطبقية المميزة التي تقع على عاتق الاشتراكيين واجب تفعيلها والقيام بها.. وان جعل هذا اليوم، مناسبة لطرح بيانا نضاليا وطبقيا وان تصل الى اسماع المجتمع برنامجها ونظامها السياسي والاقتصادي وتعلن رؤيتها لحل جميع مشاكل المجتمع هي الفرصة التاريخية لتقدم الحركة العمالية .. انه ليس يوما عاديا او عيدا وانما يوم النضال والوحدة والتضامن وكذلك يوم تمرين النموذج العمالي لتحرير المجتمع من الاستغلال الطبقي وتمرين نموذج السلطة وأهدافها وعالمها لسعادة الانسان..
ان الاستعداد لهذا اليوم يتطلب اشهر والعمل الشاق من قبل الاشتراكيين وفعالي الحركة العمالية وفي مقدمتها حزبها السياسي.. ان الاستعداد العملي والترتيبات العملية وحتى النظرية الثورية ، ضرورية في جعل الأول من أيار يوما نضاليا وتضامنيا لوحدة الصفوف الطبقة العاملة . ان هذا من صلب واجبنا وواجب جميع الاشتراكيين وجميع القادة العماليين لجعل الأول من أيار يوم النضال الطبقي الأصلي في المجتمع.. ونفرض رؤيتنا ورؤية الطبقة العاملة على مسار الحياة اليومية ومشاكلها وان يكون الحل العمالي طابعا اجتماعيا تقدميا في المجتمع. علينا ان نأخذ هذا اليوم كيوم الطبقي وكمواجهة طبقية وكصراع طبقي مع الطبقة البرجوازية والرأسمالية وأصحاب الأموال والأراضي والأملاك والبنوك والمصانع .. ونقوي الحلقات التضامنية وتوسيعها وان نبني شبكات مختلفة لتقوية أواصرها الطبقية .. وهذا هو مضمون وفلسفة وجود اليوم العمالي.
ان الأول من أيار لهذه السنة كما في السنة الماضية المتزامنة مع وجود الوباء القاتل كوفيد١٩ الذي يجعل من تجمع العمال فيزيقيا عملا مؤذيا لانتشار الوباء القاتل وقتل أبنائنا من العمال، ولكن هنالك ابتكارات عديدة من الممكن ان تملئ هذا الفراغ ويكون آمنا نسبيا ولكن من الناحية الطبقية سيبقى الاستعداد والتضامن والوحدة جوهرها الأصلي ومع انتهاء من هذا الوباء يكون قد بنينا خطوة الى الإمام . ولهذا يبقى جوهر المسألة وهي الاستعداد الطبقي يكون شاخصا ومستعدا وينتظر شرارة بسيطة ليندلع ضرامها.
اليوم نحتاج اكثر من أي وقت اخر ان نكون سويةً وان نكون واسعي الصدر وان نتحمل بعضنا البعض رغم اختلافاتنا لإظهار القوة الطبقية في يومنا الطبقي.. ونحاول إبراز السمة الطبقية لنضالنا في هذا اليوم بوجه الطائفيين والقوميين في كل تجمعاتنا الإيارية .. ليس بوسعنا الا هذا. النضال من اجل خلاص المجتمع من براثن البرجوازية .. حان الوقت ان نستعد وان نحضر حركتنا لشرارة كبرى آتية ومن الممكن ان يكون بدء هذه الشرارة في الأول من أيار يوم التضامن العمال العالمي ان لم يكن هذه السنة ،سيكون السنوات القادمة.