البشرية اليوم بأمس الحاجة لأكتوبر اخرى !
07/11/2017
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي بمناسبة الذكرى المئوية لثورة العمال في روسيا!تمر اليوم الذكرى المئوية لثورة اكتوبر، ثورة العمال والكادحين في روسيا القيصرية عام 1917، واطاحتهم بحكم وسلطة الاستبداد القيصري والسلطة السياسية للبرجوازية في روسيا. انتفض العمال في روسيا المنظمين والموحدين في مجالسهم العمالية، بقيادة لينين قائد البروليتاريا العالمية والحزب البلشفي، ليكنسوا تاريخ من الظلم والاضطهاد والقمع الطبقي في المجتمع. وليرسموا لجميع البشرية ملامح عالم جديد، بوسع الطبقة العاملة العالمية والمجتمع البشري قاطبة ان ترسيه، وتأسيس لحقيقة ان عالم اخر يستند الى سعادة البشر هو امر ممكن وقابل للتحقيق، وفي متناول البشرية !ان منجزات هذه الثورة لهي عميقة على ابعد الحدود. صاغت ملامح العالم لما يقارب القرن. فبإعلان البلاشفة الخروج من الحرب الامبريالية والتكالب الامبريالي (1914-1918) من اجل اعادة تقسيم العالم فيما بين الضواري الرأسمالية الإمبريالية والهيمنة وتقاسم السلطات والثروات وقمع الشعوب، انقذت هذه الثورة حياة الملايين من العمال والكادحين على جبهات القتال ابان الحرب العالمية الاولى. ارست هذه الثورة سلطة مجالس العمال والكادحين وادارتها المباشرة للمجتمع، الغت سلطة الطبقة البرجوازية والتمايز الطبقي وخطت لبناء الاشتراكية وسعت لإلغاء نظام العمل المأجور ولإرساء عالم خال من الطبقات. اعلنت الثورة ومن اليوم الاول دستورها بإرساء عالم الحرية والمساواة، اذ قامت بأبعاد الدين عن التربية والتعليم، ورفعت راية مساواة المرأة التامة مع الرجل، وفي الوقت الذي كان يناضل العالم المتقدم البرجوازي من اجل حق المرأة في التصويت، كانت كولنتاي اول وزير في حكومة عمالية، منعت مجمل اشكال التمييز على اساس القومية، الدين، الجنس، لون البشرة و…الخ. اقرت التعليم المجاني، حرية الراي والتعبير، “حق اللجوء” لكل من تعرض للتضييق الديني والسياسي، حقوق الاطفال، وصولا للمساواة التامة بين من تم انجابهم في مؤسسة الزواج او خارجها. اعلنت الثورة حق الامم في تقرير مصيرها وانهاء عمليات الالحاق والضم والقسر القومي.لقد طبعت هذه الثورة ومنجزاتها العالم كله بطابعها على امتداد قرن كامل. بدون هذه الثورة لا يمكن الحديث عن اقرار العالم كله بحقوق العمال، المرأة، الطفل، حق السكن، 8 ساعات عمل في اليوم، الضمان الاجتماعي، اعلان راية المساواة القومية والمساواة بين البشر. بدونها لا يمكن الحديث عن “دولة الرفاه “، نموذج البرجوازية المرتعبة من تكرار تجربة ثورة العمال في بلدانها والتي اقرت طوعا جراء ضغط اكتوبر بحدود واسعة من الحقوق والحريات للمجتمعات في الغرب. بدون هذه الثورة التي رفعت راية مسؤولية المجتمع امام الفرد وحياته ومعيشته، لا يمكن الحديث عن “الخبز المدعوم” و”دعم الحاجات والسلع الاساسية للمواطن”، وبالتالي انقذ حياة المليارات من البشر من الجوع والفقر. اشاعت هذه الثورة مشاعر وقيم “الاخاء” و”الاممية” و”الانسانية” على الصعيد الاممي وانقذت حياة مئات الملايين من البشر من الصراعات القومية والدينية الرجعية والمعادية للبشر.ان مقولة الرفيق العزيز منصور حكمت “… اي درك سيغط فيه العالم بدون نداء الاشتراكية، بدون امل الاشتراكية وبدون “خطر” الاشتراكية….” نراه اليوم بأجلى اشكاله، اليوم، ومع “خفوت” هذه الثورة، نرى كيف يداس على مكتسبات ومنجزات الثورة على الصعيد العالمي. ان البشرية جمعاء مدينة لهذه الثورة بحياتها، بقائها، رفاهها وسعادتها.ان البشرية التي تئن اليوم تحت وقع مآسي الحروب الامبريالية، الصراعات القومية والدينية، الارهاب، الحملة الشديدة على الطبقة العاملة ومكتسباتها التي حققتها طيلة عقود مديدة من النضالات الباسلة، الانتهاك السافر لحقوق المرأة والطفل، للحريات والحقوق المدنية والسياسية، الجوع، الفقر، البطالة، الاستلاب الروحي والمعنوي، هي بأمس الحاجة الى اكتوبر اخرى، الى ثورة اخرى تقتلع اساس كل ظلم واستغلال وعبودية وانعدام حقوق، ثورة عمالية اشتراكية من اجل الاطاحة بعالم الرأسمال وارساء مجتمع خال من الطبقات، حر ومرفه.ان ثورة اكتوبر تؤكد على حقيقة لا مناص منها الا وهي من اجل تحرر المجتمع التام، لا يمكن ان يتم ذلك دون حزب شيوعي وعمالي، حزب سياسي اجتماعي قوي ومقتدر، دون تدخل العمال في الميدان السياسي وتحكمهم بمصيرهم ومستقبل المجتمع السياسي، دون تدخلهم بوصفهم طبقة منظمة على شكل منظمات جماهيرية متنوعة وموحدة ومرصوصة الصفوف سواء في منظماتهم وحزبهم السياسي حول راية عمالية تحررية وراديكالية مستقلة، مستقلة عن افاق وتأثيرات الطبقات المالكة الاخرى.في العراق اليوم، وحيث التكالب القومي والديني والطائفي البرجوازي من اجل السيطرة والهيمنة والسلطة والثروة، ان الذكرى المئوية لثورة اكتوبر العمالية تؤكد مرة اخرى على حقيقة ضرورة تنظيم الصفوف الطبقية العمالية حول راية اشتراكية، شيوعية عمالية لإنهاء مسلسل الحروب والظلم والاضطهاد والفساد والاستهتار بحياة الاغلبية الساحقة للمجتمع.ان الحزب الشيوعي العمالي العراقي هو رافع راية هذه الثورة وانتصارها في العراق، انضموا له وقووا صفوفه من اجل اكتوبر اخرى تنهي السلطة البرجوازية القومية والطائفية المليشياتية وترسي عالم الحرية والمساواة.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
7
تشرين الثاني ( نوفمبر ) 2017