المقابلاتوسام شاكر

الحزب الشيوعي العمالي العراقي أمام التحديات السياسية والفكرية المختلفة

وسام شاكر

أجوبة عن بعض الاسئلة التي وجهتها الهيئة الاعلامية للحزب في ندوة على الانترنيت شارك فيها عدد من الرفاق في الحزب بمناسبة الذكرى 28 لتأسيس الحزب الشيوعي العمالي العراقي تموز 2021 ، الاجوبة الحالية تمثل وجهة نظري الشخصية في القضايا المطروحة .

1-    لماذا  لا یدخل الحزب في تحالفات مع القوى الیساریة الموجودة على  الساحة السياسية  العراقية ؟

اولا هناك التباس في تعريف القوى اليسارية يمكن القول ان تلك  القوى بغض النظر عن اختلاف رؤيتها وايديولوجيتها السياسية هي تلك القوى التي عليها ان تناضل في سبيل تحسين الاوضاع المعيشية و الحياتية والاجتماعية , تقف مع الاحتجاجات  الجماهيرية في سبيل رفع الاجور والتوظيف و في سبيل توفير ضمان البطالة و ضد التقشف وفي سبيل صد الهجمات البرجوازية المتتالية مثل الخصخصة التي تجري ضمن اطار السياسة الليبرالية الجديدة . خصخصة المصانع والمعامل والكهرباء والتعليم و الصحة و الماء …الخ. هذه الهجمة على الجماهير الكادحة ومعيشتها يجب ان تكون  محور عمل القوى اليسارية  كما ان محور عملها الرئيسي هو ايجاد نظام سياسي بديل لنظام المحاصصة الطائفية والقومية  ضمن هذه الرؤية يفكر ويعمل حزبنا . واعتقد ان القيادة منفتحة على عمل جدي مع القوى اليسارية التي تحمل نفس هذه التصورات وضمن اطار برنامج مرحلي يضمن استقلالية كل حزب السياسية والتنظيمية  المشكلة تكمن ليس في سياستنا بل في رغبة وجدية الاحزاب اليسارية الاخرى في عمل مشترك جدي وحقيقي باتجاه التغيير المطلوب لصالح الجماهير في تحقيق حياة حركة كريمة . وللاسف فأن تجاربنا في العراق تشير  دائما الى استحالة الاتفاق بين القوى الشيوعية واليسارية المتباينة  في الفكر والعمل اكثر مما تشير الى امكانيات الوحدة او التنسيق او التحالف بينها  ذلك لان التناقض واضح وصارخ بين التيار الثوري والتيار الاصلاحي المهادن والمساير للاحزاب البرجوازية ونظامها السياسي . 

2       ما سبب عدم تمييز حزبكم عن الحزب الشيوعي العراقي ؟ اليس اختيار اسم اخر كان سيسهل عليكم المهمة ؟؟

اعتقد ان كل  المهتمين بشكل حقيقي بالشأن السياسي  يميزون بين حزبنا والحزب الشيوعي العراقي لكن من الناحية الشكلية العامة الجماهير البسيطة عموما  تعرف الحزب الشيوعي العراقي كونه الحزب الاقدم او الاكثر شهرة بسبب نضالاته  وتاريخه الطويل  الحزب الشيوعي العمالي تيار اخر ونمط اخر من اليسار وهو اليسار الثوري هذا اذا  نظرنا الى الظروف الموضوعية وحاجات المرحلة التاريخية  فان حزبنا  الشيوعي العمالي نشأ عام 1993 بعد سقوط الكتلة  السوفييتية للتعبير عن  الحركة الاشتراكية للطبقة العاملة ضد النظام الرأسمالي. والانقسام الطبقي ومن اجل تحقيق الثورة الاشتراكية للطبقة العاملة …  وهو يمثل  تعبيرا عن حركة الاحتجاج والرفض, للاستغلال والقمع والحرمان والمصائب المرافقة للعالم الراهن في عصر العولمة والحروب الإمبريالية ومرحلة صعود حركات الإسلام السياسي …  وهو في نفس الوقت تجاوز للممارسة الإصلاحية التي طبعت سياسات الاحزاب الشيوعية التي رافقت الخط السوفييتي في الحقبة الستالينية  وما بعدها . تأسس الحزب في 21تموز 1993 استنادا إلى الماركسية الثورية, والخط الماركسي الذي بلور منصور حكمت أسسه الفكرية والسياسية، الخط الذي يشكل امتداداً تاريخيا لتقاليد كومونة باريس وثورة أكتوبر البلشفية  .

3       هل عدم اتساع القاعدة الجماهيرية للحزب كونه ضد الدين ؟ وهل يشكل الدين عائق حقيقي امام نشاطكم ؟

ان الحزب ليس ضد الدين عموما وليس ضد اي معتقد سياسي او فكري ضمن اطار احترام حرية الاختلاف على العكس من ذلك لقد دافع الماركسيون دائما عن حق الناس في ممارسة أي دين يريدون. هذا حق أنساني وديمقراطي أساسي.  لكن بعض القوى الرجعية تمارس دعاية مضادة ليس ضد حزبنا بل ضد الافكار الشيوعية والاشتراكية عموما وتعتبرها ضد الدين  وهذه الدعاية مؤثرة من الناحية السياسية بسبب جهل الجماهير وبالطبع تؤثر باتجاه الحد من التنظيم ، والحقيقة ان هناك عزوف عام لدى الجماهير عن التحزب والتنظيم ناتجة من التجارب المريرة السابقة والحالية محليا وعالميا وابرزها انهيار ( التجارب الاشتراكية السابقة )  وفساد احزاب الاسلام السياسي  التي تحكم وليس فقط بسبب الدعاية الدينية .

نحن ندافع عن ضرورة فصل الدين بشكل تام عن الدولة، والتربية والتعليم  من اجل تكريس حقوق مواطنة متساوية اجتماعيا وقانونيا . يجب أن لا تتمتع الأديان والمؤسسات الدينية بأي امتيازات أو سلطة خاصة، مالية كانت أو سياسية او غير ذلك، ويجب ان تتولى الدولة  إدارة المدارس والخدمات العامة وغير ذلك، إلخ. وان تقف الدولة بشكل متساوي ازاء جميع الاديان الموجودة في البلد .ومن جهة الفروض والطقوس الدينية فهي حق طبيعي للناس يمارسونها بحرية خارج الاطر السياسية .

4– افكاركم وطروحاتكم وحلولكم للأوضاع السياسية في العراق جميلة ومثالية ..لكن لماذا تبدو هذه الافكار والطروحات للكثير من الناس خيالية وغير واقعية .

بشكل عام افكارنا وطروحاتنا  ليست واقعية فحسب بل ضرورية لمجتمع يرسف في وحل الطائفية والمحاصصة والصراعات السياسية والتبعية للأطراف الخارجية . خذ مثلا مبدأ المواطنة المتساوية ، الغاء الطائفية ، علمنة الدولة ، مساواة المرأة وحقوقها  الغاء التمييز بين البشر في العراق على اساس الطائفة والعرق والدين والمذهب ، ومساواتهم في الحقوق برنامج اقتصادي يحقق الاستقلال والرفاه الغاء التبعية للمؤسسات المالية الدولية انهاء العسكرة الشاملة وتحقيق الامان لكل المجتمع ..الدعوة لإقامة اوضاع سياسية سليمة وفقا لإرادة الجماهير … كل هذه الاشياء تبدو  خيالية لقصيري النظر والوعي لكنها ضرورة  للمجتمع ضرورية لإيجاد اوضاع اجتماعية وسياسية سليمة وآمنة .

5- العراق بلد اسلامي كيف لحزب شيوعي النجاح في استقطاب الجماهير ؟؟

العراق من اوائل البلدان في المنطقة العربية التي شهدت التطور والحداثة ولم يقف الدين عائقا امام التحديث الاجتماعي والسياسي ، العراق بلد اسلامي من الناحية الشكلية فقط …قوى الاسلام السياسي الحاكمة اليوم تريد تثبيت هذا التعريف لإيهام الناس وتعطيل سلم التطور والحقيقة ان ايديولوجية الطبقة السائدة هي التي تطغى اجتماعيا هي التي تمارس أدلجة المجتمع وتحاول فرض معتقداتها وقيمها المرتبطة بالدين ، المجتمع العراقي متعدد الاديان والمعتقدات فهناك المسيحيون والصابئة  واليزيديون واديان اخرى متعددة ،  و رغم التدين الشكلي فان المجتمع يطمح للرفاه والتقدم والحداثة والمدنية  ، باختصار ان طبيعة النظام السياسي الذي يحكم هي التي تحدد طبيعة تعريف المجتمع هل هو مجتمع متدين يخضع لدين معين  ومستوى وطبيعة التدين فيه فعندما تكون الدولة علمانية مبنية على الحرية والمساواة سيكون المجتمع بصورة اخرى وحالة اخرى  ويصبح التدين قضية شخصية خاصة بالأفراد يتمتعون بحرية ممارستها في مجتمع اكثر حداثة وتمدن .

استقطاب الجماهير نحو الحزب يعتمد  على الصراع الطبقي والاجتماعي وتقديم تصورات وحلول واقعية لمشاكل وصراعات المجتمع  وتصعيد الوعي السياسي نحو بناء مجتمع حديث قائم على المساواة والحرية بكل معانيها . واثناء الاوضاع والمنعطفات الثورية ستدرك الجماهير من يمثل مصالحها وصبواتها خارج اطار القناعات الدينية .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى