بصدد افتتاح سفارة امريكا في القدس وحمام الدم في قطاع غزة!
15/05/2018
على انقاض ارواح (52) قتيلا ومايقارب الالفي جريح من جماهير فلسطين المحتجة في قطاع غزة، وفي خطوة ناهضتها الاغلبية الساحقة من حكومات العالم والمنظمات الدولية، افتتحت حكومة ترامب الامريكية المتغطرسة اليوم سفارتها في القدس. ورغم ان القرار الذي اتخذه ترامب في اوائل ايلول- سبتمبر 2017 بهذا الخصوص، قد جوبه بمعارضة عالمية من قبل منظمات الامم المتحدة والدول والغربية والعربية والعديد من بلدان الشرق الاوسط، الان هذه الخطوة قد جوبهت، ومن الساعات الاولى، بسخط واستنكار شديدين حتى من اقرب حلفاء امريكا، ناهيك عن دعاة السلام في العالم اجمع وبالاخص في فلسطين واسرائيل.وعلى النقيض من ادعائاته الكاذبة المعروفة، افتتح ترامب السفارة بخطاب متلفز تحت عنوان “املنا الاكبر هو السلام”. ان خطوته الاستفزازية والاحادية الجانب والمتغطرسة هذه، وباعتراف اقرب حلفائه الغربيين، هي ضربة موجعة لاي مساعي سلام بين اسرائيل وفلسطين او اخماد لنار الصراع الملتهب لمايقارب (7) عقود. وان ادعاء وزير خارجيته مايك بومبيو بـ”التزام الولايات المتحدة بسلام عادل وشامل بين اسرائيل والفلسطينيين” ما هي الا كذبة صلفة ووقحة.ان اعتراف امريكا بالقدس عاصمة لاسرائيل، علما انها منطقة نزاع شائك وعويص، ونقل سفارتها هناك يدق مسمار اخر في نعش عملية السلام المتداعية لحد الانهيار، ويدفع بمنطقة مبتلاة اساسا في صراعات دموية قومية وطائفية رجعية في اتون مستنقع اكثر دموية يوفر الفرصة لكل القوى الرجعية التي تعتاش على هذا الصراع وديمومته، وبالاخص التيارات الاسلامية والقومية في المنطقة.مالذي يدعي ترامب والهيئة الحاكمة في امريكا الى اتخاذ هذه الخطوة اليوم رغم المعارضة الشديدة لها؟ لايمكن فصل هذه الخطوة عن مكانة امريكا السياسية والاقتصادية الراهنة على الصعيد العالمي. ان هذه الخطوة والغاء الاتفاق النووي مع ايران مرتبطان باشد الارتباط بالنزعة العدوانية والمتغطرسة، نزعة الحروب والعسكرتاريا لاعادة تثبيت مكانتها الآفلة بوصفها شرطي العالم.انها خطوة ضرورية من امريكا للرد على مكانتها المتداعية والمعفرة في وحل الهزائم المتكررة، في العراق وليبيا وسوريا واليمن ووقوفها ضعيفة الحيلة في الملف الكوري الشمالي، وقبلها في اوكرانيا، هزيمة على ايادي خصومها العالميين والمحليين وبالدرجة الاولى روسيا والصين وايران وغيرها، واضعاف مكانتها امام حلفائها-منافسيها الغربيين في اوربا. عجزت الهيئة الحاكمة الامريكية بحكوماتها المتعاقبة لاكثر من عقدين، رغم نزعات الحروب والعسكرتارية والجرائم وماتركته من ارهاب وانعدام امن ومئات الالاف من القتلى والضحايا في بقاع العالم المختلفة، من تامين مكانتها كسيد العالم.ان هذه الخطوة هي حلقة اخرى من سعي البرجوازية الامريكية للخروج من المكانة “الخاسرة”! سعي لذر الرماد في العيون، وبالاخص امام المواطن في امريكا، وتبرير هزائمها المتواصلة على امتداد عقدين من الزمن. بخطوتها هذه تفرض على جماهير فلسطين المحرومة والقوى الداعية للسلام في اسرائيل وجماهير المنطقة دفع ثمن هذه المساعي الداعية للهيمنة. ان التصدي لهذه الخطوة بوصفها مسعى لقرع طبول الحرب في المنطقة هو عمل الانسانية الداعية للمساواة والتحرر.في الوقت ذاته، يجب ان لاتبقى عملية القتل الجماعي في قطاع غزة دون رد. يجب ان تقدم السلطة البرجوازية الحاكمة في اسرائيل للمحاكم الدولية بوصفها مجرمة بحق الانسانية وذلك لعملية القتل الجماعي التي ارتكبتها اليوم بحق جماهير فلسطين في قطاع غزة.بوسع الجماهير المتمدنة في اسرائيل، فلسطين، والعالم قاطبة ان تضع حد لهذا الاستهتار بارواح الابرياء الفلسطينيين، لهذا المستنقع العنصري المليء بالكراهية والبغض والصراعات والاحقاد الدينية والقومية الذي اسست له واشاعته دولة اسرائيل وبدعم كامل من امريكا واستفادت وتغذت عليه التيارات الرجعية الاخرى في المنطقة.على الانسانية الداعية للتمدن، للتحرر والمساواة، ان تدخل الميدان وتفرض التراجع على هذه السلطة القومية العنصرية المتغطرسة في اسرائيل. ان الاطاحة بحكومة اسرائيل العنصرية على ايدي قوى الحرية والمساواة هي خطوة لاغنى عنها لاحلال السلام وحقوق الجماهير المضطهدة في في فلسطين.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
12
ايار 2018