المقابلات

حول تشكيل قوة الجماهير المسلحة.. مقابلة صحيفة الى الأمام مع محسن كريم نائب سكرتير اللجنة المركزية – الحزب الشيوعي العمالي في كردستان

2

الى الامام: بسقوط مدينة الموصل في 10 حزيران بيد عصبات داعش وتقدمها لاجتياح عدة مدن في العراق، اعلن الحزبان الشيوعي العمالي في كردستان والعراق بسعيهما الى تشكيل  قوة الجماهير المسلحة، لماذا هذه القوة اليس هناك قوات حكومية وقوات البيشمركة وايضا اعلان التحالف دولي بقيادة الولايات المتحدة الامريكية لضرب داعش؟

محسن کریم: بادر الحزبان باعلان تشكیل المجامیع المسلحة الجماهیریة من منطلق مفاده ان مقاومة ارهابيي الدولة الاسلامیة (داعش) هي امر الجماهیر والمجتمع بالاساس، وان من مصلحة الجماهیر الكادحة والتحرریة انهاء دور داعش بشكل کامل ونهائي. ان اغلبیة الاتجاهات السیاسیة المقاتلة ضد داعش لیسوا صارمین و لن یقاتلون داعش بشكل قاطع، ومن الممكن ان یتفقوا مع داعش في اي وقت. هذا من جهة، و من جهة اخری، ان للجماهیر في العراق وکوردستان تجربة مرة مع تلك القوات المشارة الیها، اي البيشمرکة والجیش العراقي. انهم وقبل المدنیین العزل، هربوا امام تقدم داعش وترکوهم لیكونوا فریسة بین انیاب مجرمي الدولة الاسلامیة. 

اما فیما یتعلق بدور الولایات المتحدة  في محاربة الداعش، اتصور  انه لیس خافیا علی احد ان الولایات المتحدة والدول المتحالفة معها في المنطقة، هي التي شارکت في تقویة وتصعید دور داعش في العراق وسوریا. بر‌أي ان الولایات المتحدة تنظر الی داعش کوسیلة ضغط لتحجیم النفوذ الایرانی في العراق وسوریا وفي المنطقة، التي تصاعد بعد احتلال امریكا للعراق. ان الشواهد السیاسیة والعسكریة تٶکد صحة هذا التفكیر.

الى الامام: ما هي اليات تشكيل هذه القوة وما هي اهدافها؟ هل هذه القوة شكلت الان والى اي مدى متفاعلة بتنظيم الجماهير؟ ما هي الفعاليات التي نظمتها القوة المسلحة؟

محسن کریم: ان الیة تشكیل هذه القوة تعتمد اساسا علی تنظیم وتشكیل مجامیع مسلحة من اهالي منطقة ما للدفاع عن انفسم وردع اي خطر قد یواجههم من طرف الارهابیین. وقد تتطور هذه المبادرة لتشمل احیاء او مدینة وهكذا دوالیك.. اي ان المواطن العادي، مع جیرانه وفي محلته ومدینته، حین یقوم باعماله الیومیة العادیة، یقوم بواجبات امنیة في محلته واحیانا الدفاعیة حین اقتظی الامر… هذە الفرق المسلحة تشكل ارتباطا فیما بینهم وینسقون بینهم ویتلقون الاوامر من اشخاص من بینهم یقومون بدور قیادة الفرقة المسلحة والخ… ولكن في البدایة، ربما لیس بمقدورنا تشكیل تلك المجامیع علی هذا المنوال، اي في بدایة عملنا یجب علینا ان نبدي بتنظیم الرفاق والاصدقاء الذین یشارکون فكرتنا وطرحنا وعلی استعداد للعمل سویة. ومن هٶلاء شكلنا نواة لمجامیع مسلحة، وقمنا بفتح دورات تدریبیة وعسكریة ونحاول بسط قاعدة هذه القوة بحیث تشمل کل حي ومدینة في کوردستان…

هدفنا هو الارتقاء بالاستعدادات الجماهیر وتنظیمها عسكریا وسیاسیا للدفاع عن نفسها ضد تهدیدات ومخاطر ارهابيي الدولة الاسلامیة (داعش)، لیس هذا فقط بل دحرها وطردها من المجتمع. اننا في نفس الوقت الذي نعبیء فيه الجماهیر للدفاع عن نفسها ومحاربة داعش، نقوم بالتنسیق مع کل الفرق المسلحة الجماهیریة والجهات الرسمیة من اجل هذا الهدف ایضا.

اما فیما یتعلق بأنشطة القوة المسلحة، باشرنا بعد الاعلان عن تشكیلها من قبل مجموعة من النشطاء السياسيين والجماهریین، باشرنا الاتصال بافراد وشخصیات عسكریة وسیاسیة ورحبوا بمبادرتنا. شكلنا مجموعة فرق عسكریة من العناصر الذین اتوا الینا. فتحنا دورات التدریب علی السلاح ومستمرین بها. قمنا بزیارة مجموعة من النشاطاء السياسيين والمدنیین في مدینة خانقین الذین شكلوا قوة الدفاع الشعبي هناك وبحثنا سبل العمل المشترك والتنسیق معا. قمنا بزیارة مخیم للاجئین الفارين من منطقة جلولاء حیث هاجمت عصابات الداعش الاجرامیة المدینة واضطر المواطنین للهرب. اتصلنا بمجوعة من الاصدقاء في مدینة کرکوك وبحثنا معهم ضرورة تشكیل القوة المسلحة ومجامیع مسلحة جماهیریة، حیث ابدوا موافقتهم علی طرحنا وقاموا باعلان تشكیل الفرق المسلحة في مدینة کرکوك. كما قمنا بتدریب مجموعة من النساء الناشطات علی الاسلحة ولازلنا مستمرین معهم. بالاضافة الی هذە الانشطة التي قمنا بها، التقینا بمجموعة من النشطاء الجماهیریين في المناطق الخاضعة لسیطرة داعش وبالتسنیق مع رفاق في الحزب الشیوعي العمالي العراقي، حیث بادروا بتشكیل مجامیع مسلحة، وبحثنا معهم الاهمیة السیاسیة للتحرك في تلك المناطق وتنظیم المقاومة ضد ارهابیی الدولة الاسلامیة.

الى الامام: ما هو ندائكم الى الجماهير في هذه المناسبة؟

محسن کریم: نحن ننادي الجماهیر العمالیة والکادحة والتحرريين کافة، ان یقفوا بجابنبا، ان یخطوا خطانا ویشكلون مجامیع مسلحة، ان ینسقوا معنا کي نشكل قوة عظیمة جماهریة باستطاعتها الدفاع عن نفسها ودحر المجرمین. صحیح ان هذه المهمة لیست سهلة ولكن ضروریة لحمایة الناس من عصابات ارهابیة ومجرمة ایا کان مصدرها ومنشأها. ان الجماهیر المسلحة وصاحبة الارادة والعزم الثوري تستطیع ان تصمد أمام اقوی قوة رجعیة ومجرمة، فأن الاستناد فقط علی الجیش والمیلیشیات المسلحة لحمایة الجماهیر امام الهجمة الشرسة الهمجیة لن يحمي الجماهير من الدولة الأسلامية الأرهابية، حیث التجربة اثبتت عدم جدواها، وسوف تكون بمثابة تعریض انفسكم للخطر لا محالة منه. علینا ان نضع الید بالید، بعیدا عن قومیتنا، ومواقنا السیاسیة والایدیولوجیة، رجلا وامرأة، ونتكاتف ضد الدولة الاسلامیة المجرمة والارهابیة وان ننهي وجودهم و خطرهم في المجتمع.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى