بيانات و وثائق الحزب

“عاصفة الحزم “السعودية،عاصفة الصراع على السلطة والنفود بين الاقطااب الاقليمية

05/04/2015

فجاءة ومع حصول تطورات وتغييرات في الملف النووي الايراني، هاجمت الطائرات السعودية بسرعة اليمن وقصفت مواقع الحوثيين، كما وشكلت السعودية تحالفا دوليا من عشرة دول، بقيادتها وبتأييد امريكي، تضم بالاضافة الى دول الخليج كل من مصر، السودان، المغرب وباكستان. الهدف المعلن للحرب السعودية على اليمن هو “اعادة الشرعية”، اي اعادة رئيس المخلوع عبد ربه منصور هادي وفرض التراجع على الحوثيين وتيارعلى عبدالله صالح الرئيس اليمني السابق المتحالف لحد الان مع الحوثيين.


حقيقة الامر هي ان القصف الجوي السعودي وحلفائها الحاليين على اليمن امتداد لسياسة السعودية وحلفائها كقوة اقليمية مقتدرة في المنطقة للتاثيرعلى مساراتها السياسية وتوازن القوى العسكرية فيها، في اجواء وظروف تراجع دور امريكا العسكري المباشر في المنطقة، وانهيار النظام الاقليمي الذي كان سائدا قبل الثورات في العالم العربي. ان المسالة المحورية في هذه الحرب هي الصراع بين السعودية وحلفائها من جهة، وايران وحلفائها من جهة اخرى، لبسط السيطرة والهيمنة على بلدان المنطقة وتامين مناطق النفوذ فيها وبالتالي ترسيخ موقعهما المركزي على صعيد الشرق الاوسط .


تستند البرجوازية القومية- الاسلامية الحاكمة، واعلامها، في كل من السعودية وايران على الايدولوجيا الطائفية الدينية وتستخدمها كاداة استراتيجية لترسيخ اركان حكمهما. انهما تروجان للصراع الدائر بينهما كانها حرب وصراع بين الطائفة الشيعية والسنية لتعبئة الجماهير في البلدين حول هذا الصراع والحرب الدائرة بينهما بالوكالة في المنطقة. غير انما يجري بينهما من الصراعات والحرب هو في الواقع صراع بين البرجوازية القومية – الاسلامية الحاكمة في كل من ايران والسعودية، بالرغم من الثوب الطائفي، للتحكم بمسارات الامور ومناطق النفوذ في المنطقة. ان تصوير الصراع كانه صراع شيعي وسنىي هراء لا تضاهيها هراء. تهدف حرب السعودية الحالية على اليمن بشكل مباشر قلب موازين القوى لصالحها ولصالح القوى الموالية لها داخل اليمن وذلك بفرض التراجع على الحوثيين وتدمير قواهم العسكرية وبالتالي انها حرب بينها وبين ايران التي تدعم الحوثيين .


واضح ان الحرب الجارية هي حرب بين اقطاب اقليمية غارقة في الرجعية، حرب وصراع على تامين المصالح السياسية والاقتصادية والاستراتيجية للقطبين، حرب وصراع على من منهما ايران او السعودية تحتل مركز الصدارة كقوة متسلطة في المنطقة. بالاضافة الى ذلك ان للسعودية مصالح سياسية واستراتيجية رجعية خاصة بها فيما يخص اليمن. ان السعودية ومنذ العقد الثالث لقرن المنصرم هاجمت اليمين مرات عديدة وبحجج مختلفة حيث انها لا تريد ان تكون حدودها الجنوبية جمهورية مستقرة، على خلاف كافة البلدان الاخرى في الجزيرة التي تدار وفق وراثة العائلة المالكة. علاوة على كل ذلك ان الحرب الحالية هي لصالح القوى الارهابية الاخرى مثل الداعش و القاعدة في اليمين.
ان تدخلات السعودية وحلفائها وكذلك ايران في اليمن تدخلات غارقة في الرجعية ومدانة وهدفها هو تقوية التيارات السياسية الرجعية لصالح استراتيجية هذا او ذاك القطب من الاقطاب الاقليمية المستبدة.


إننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي ندين بشدة حرب السعودية وحلفائها على اليمن ونطالب بوقفها فورا. كما وندعو الطبقة العاملة والجماهير الكادحة في السعودية واليمن وايران ان لا يكونوا جزءا من هذه الحرب وان لايشاركوا فيها. اننا نناشدهم الى ان يرصوا صفوف نضالهم والتضامن مع الطبقة العاملة في هذه البلدان لتوجيه سهام حربهم ضد عدوهم المشترك لاسقاط الانظمة الرجعية حماة راس المال والراسمالية في هذه البلدان. هذا و ندعو الطبقة العاملة والقوى التقدمية والتحررية في العالم العربي ان تعلب دورها لوقف هذه الحرب وتأخذوا زمام المبادرة السياسية لاستنتاب الامن والاستقرار والسلام في المنطقة الشرق الاوسط.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي 30.3.2015

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى