الأخبارالمقالاتسكرتير اللجنة المركزيةسمير عادل
أخر الأخبار

كلمة الرفيق (سمير عادل) الى المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي الكردستاني

صباح الخير أيتها الرفيقات والرفاق

باسمي وباسم اللجنة المركزية لحزبنا أقدم تهنئتنا على عقد المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي الكردستاني.

إنَّ ما يبعث على الفرح والحماسة اليوم ــ وفي هذا الظرف الحساس، ليس المحلي فحسب بل الإقليمي والعالمي، وفي خضم تحولات سياسية واقتصادية عميقة تهدد مصير البشرية ــ أنَّ صف من الشيوعيين يتجمعون تحت سقف معين، وهو سقف المؤتمر السادس، عازمين على إحداث تغيير يجدد الأمل، بأن عالم أفضل ممكن، بالرغم من تكالب البرجوازية العالمية لتحقيق مصالحها على حساب امن وسلامة وحرية ورفاه الطبقة العاملة وعموم الجماهير.

أيتها العزيزات والأعزاء في هذا المؤتمر

بالرغم من جميع نواقصنا، وبالرغم من جميع الملاحظات التي لدى كل واحد منا في هذا المؤتمر على المرحلة المنصرمة من حياة الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني وخلال عامين، وحتى بالرغم من الاختلافات في وجهات النظر والتصورات، لكن علينا أن ننظر الى مسالة واحدة وبجدية وأن نأخذها بنظر الاعتبار، وهي قدرة هذا الحزب بأن يدفع بخط منصور حكمت الى الأمام بكل المعاني السياسية والفكرية والاجتماعية، ويكون مقداما في تقوية خندق الشيوعية العمالية.

إنَّ الأحداث التي مرت بالبشرية لم تكن سهلة، ولم يكن من اليسير بناء خط سياسي منفصل عن جميع التيارات البرجوازية واليسارية، بدءا من الحرب الروسية على أوكرانيا، ومرورا بالانتفاضة في إيران وانتهاء بالمسألة الفلسطينية وصولا الى الدعم والمساهمة في تقوية خط نضالات الطبقة العاملة والجماهير الكادحة في كردستان.

اذا ما تحدثنا عن هذا الخط، اقصد الخط الشيوعي الواضح، خط حكمت، فسوف نلمس الإنجازات دون أية مبالغة، لننظر الى بناء هذا الخط في الجبهة التي شرعنا فيها في الخارج، في الحرب الأوكرانية التي لم يسقط في شرك المعاداة للإمبريالية الغربية أو السقوط في وحل خرق السيادة الوطنية والقانون الدولي في إدانة روسيا، أو بالدفاع عن الانتفاضة في ايران وبلورة خط شيوعي منفصل عن  القوميين الكرد والفرس والغرب وعسكرة الانتفاضة، أو في القضية الفلسطينية التي انقسم هذا اليسار الى يسار معادي لحماس تحت غطاء معاداة الإسلام السياسي أو في افضل الأحوال تبني جبهة ضيعت بوصلتها وتحت عنوان إخلاصها الأيديولوجي، حول حل القضية الفلسطينية وتشكيل دولتها المستقلة. لقد كانت راية الشيوعية العمالية بارزة وخصوصا في الخارج، وهذا يعود بالدرجة الأولى للحزب الشيوعي العمالي الكردستاني قبل الحزبين العراقي والحكمتي-الخط الرسمي.

وفي خضم هذه الأحداث خاض الحزب نضالا سياسيا واجتماعيا بالدفاع عن عمال وكادحي كردستان، واستطاع بشكل معين أن يكون جزء في الحركة الاحتجاجية في كردستان، ويرتبط بعدد ليس بقليل من فعاليها ونشطائها ويكون له كلمته ويكون محل اختيارهم بدعوة شخصياته لسماع سياسة الحزب وطرحهم. وخلال فترة قصيرة استطاع أن يبلور بديلاً في ذهن وتصور نشطاء هذه الحركة، يكون إطارا سياسيا وتنظيميا للحركة الاحتجاجية وتقويته وربطها بالحركة الاحتجاجية في العراق. وفضلا على ذلك استطاع بدء الخطوات الجدية في ردم الهوة بين الحزب وطبقته، وأصبحت صحيفة (دنكي كريكار) رويدا رويدا تتحول الى حزب عمالي إذا ما جاز لنا التعبير.

ايتها الرفيقات والرفاق

دائما نستخدم هذه العبارة؛ بأننا لا نريد السقوط في فخ المبالغة، وفي نفس الوقت علينا أن ندرك أين يقف هذا الحزب في ظل هذه الأوضاع السياسية المحلية والعالمية، وان نقيّم بشكل موضوعي مكانة هذا الحزب اليوم في المعادلة السياسية دون جلد للذات. فاليسار لديه خصيصتين متناقضتين، الأولى أمّا جلد الذات وبالتالي الوقوع في فخ التقييم الأخلاقي، وهذا النوع من التقييم لن يسعفنا ولا ينقل الحزب الى محطة جديدة بل إنه يخلق نوع من الإحباط بشكل معين، والثاني تعظيم الذات ورؤية الأشياء وتنظيمه من خلال العمليات التي تجري في ذهنه، ويقيّم مكانة تنظيمه من خلال حاصل جمع جبري لفعالياته دون الانطلاق من تقييم حركته في المجتمع.

نعم أيها الأعزاء.. ما زلنا بعيدين عن أن نكون أحد خيارات المجتمع، بعيدين عن أن نكون جزء من المعادلة السياسية بالرغم من بدئنا بإحداث إزعاج للسلطة أو مريديها في كردستان.

لكن اليوم لدينا حزب له قيادة سياسية وخط سياسي واضح وغير متردد، ومؤسسات حزبية، وهذه الوسيلة مقدمة لإحداث تغييرات عظيمة في الحركة الشيوعية وبالتالي في المجتمع.

ما نريد أن نقوله أيها الرفاق ليس كوفد للحزب الشيوعي العمالي العراقي مدعو الى هذا المؤتمر بل أيضا كمشاركين فيه وفي إنجاح أعماله، إن ما يبعث الحماسة والفرح هو إننا في بداية الطريق، ولكن على الطريق الصحيح. وعليَّ أن اشدد بأننا في الطريق الصحيح وهذا نقطة علينا أخذها بنظر الاعتبار.

إن من يطلع على تقارير ووثائق هذا المؤتمر يستشف بسهولة بأن هذا الحزب وضع المقدمات لإنجاح أعمال هذا المؤتمر. وليس لدينا أي شك فيه، المهم كيف ندفع الحزب بعد هذا المؤتمر بعجلته أو كما وصف لنا منصور حكمت الحزب بالماكنة الحربية والتي وصفها (ماشين جنكي) الى الأمام.

عاش المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي الكردستاني

 عاش الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني

٢٩-٣-٢٠٢٤

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى