المقابلات

ليخسأ مجرمي الحروب توني بلير وبوش وامثالهما

0سؤال: تقرير تشيلكوت حول الحرب على العراق أعتبر إن قرار بريطانيا مشاركة أمريكا غزو العراق في عام 2003، لم يكن ضروريا ولم يحقق أهدافه، إن لندن اتخذت قرار المشاركة بالغزو قبل استنفاذ الحلول الدبلوماسية. وأعتبر مشاركة بريطانيا في الحرب تدخلا فاشلا، وأن السياسية تجاه العراق كانت مبنية على معلومات استخباراتية غير دقيقة.. كما اشار الى أن كانت هناك استهانة بتبعات الغزو وكان التخطيط غير مناسب على الإطلاق”. لكن التقرير لم يدين بلير ولا حكومته ولم يطلب تقديمهم للمحاكمة بجرائم الحرب.. بوش الأبن عراب الحرب سارع الى الدفاع عن بلير بعد صدور التقرير وكرر مقولته العالم “أضحى أفضل من دون صدام حسين”.. ولحقه الرئيس الأسترالي الأسبق جون هاورد حيث صرح بأن “قرار الذهاب إلى العراق كان مبررا في تلك الفترة ولا اتراجع عن ذلك لأنني اعتقد أنه كان القرار الصحيح”. بعد كل هذا الدمار الذي لحق بالأنسان في العراق طوال 13 عام يأتي تقرير تشيلكوت ليعلن أن قرار الحرب كان خاطئا.. هل هذا التقرير محاولة لتجميل الوجه القبيح للنظام الراسمالي وحكوماته والتستر على جرائمه؟؟.. مكتب أوباما صرح بعد صدور التقرير بأن “علينا أن نتعلم من أخطائنا”.. هل تقديم مئات الالاف ضحايا كي يتعلم النظام الراسمالي من أخطائه؟؟..

سامام كريم: سخافة التقرير ليس اقل من سخافة وحقارة بلير وبوش ورامسفيلد وكوندي وتشيني واخرون. يرتب التقرير ترييباَ مشحوناً بكبرياء القوة الاستعمارية القديمة وبعلو العنصرية “محور – اوروبا” او عنصرية “عظمة بريطانيا” طبعا بعد عظمة أمريكا، على الاخرين عن الغرباء الاخرون من الشرق او من اسيا او افريقيا، يضاف الى ذلك ان التقرير كتب بروح بيروقراطية حقيرة، سبعة سنوات واكثر من 15 مليون دولار امريكي من المصروفات والفساد المالي والاداري والقانوني، الذي يتبعه عادة النظام الرأسمالي لتجميل الدواوينية المألوفة والمهلكة… التقرير يهدف الى تزين النظام الموجود وسلطته. يهدف الى برهان ان “التحقيق” في النظم الديمقراطية البريطانية والغربية عموما.. تحقيق مستقل لا دخل فيه للحكومة ولا المخابرات ولا ولا ولا وهذا كذب يقين طبعاً. علاوة على ذلك يهدف التقرير الى تجميل او تزين العلاقة بين الحكومة البرجوازية الديمقراطية ومؤسساتها و”الشعب” البريطاني، تظهر او هكذا يلوح الاعلام او يروج للتقرير كانه صدر باسم “الشعب” ومن “حق الشعب” أن يعرف الحقيقة.. هذا هراء وسخافة. كل المسائل التي وردت في التقرير معلومة لدى الراي العام المحلي والعالمي..
التقرير يسخر من حياة ودماء الابرياء ويسخر من الموت والاطفال الجياع والشيوخ، ويهزأ بالحالة الراهنة وخصوصا عندما نسمع رد توني بلير على التقرير. حينذاك نرى الصياح المتعالي لمجرم الحرب في زمن اللامعقول، في زمن الافكار الرجعية الهدامة من اللبرالية الجديدة والقومية العنصرية المفعمة من الروح الليبرالية الى الاسلام السياسي بكافة تشعباته. في هذه المرحلة بالذات يسخر بلير بوش وهاورد وزلماي خليل زاد وكل من ركب سائرهم وبصورة فكاهية حقيرة، بالبريطانين والعراقيين والراي العام العالمي حين يكرر عناده، حين يدوس على جروح المعاقين وآلام الأباء والأمهات الذين فقدوا فلذات اكبادهم سواء كان في بريطانيا او امريكا او العراق. هذه العنهجية والعجرفة البرجوازية التي غرقت في الوحل الأمريكي. البرجوازية البريطانية التي تعيش في هذيان مرحلة إستعمارية ولى زمنها.
الجانب الاخر من المحتوى المضلل للتقرير هو عدم ادانة بلير أو الاقرار “بعدم شرعية الحرب”.. على اساس ان هذه المسائل لم تكن من ضمن اختصاصاته.. ولكن اختصاصاته هو فقط تزين النظام الموجود!!. اما القضية الاخرى لا تقل اهمية من المسائل الانفة الذكر وهي دور الاعلام العالمي من البي بي سي والسي ان ان وسكاي نيوز وواشنطن بوست والغارديان والنيورك تايمز والمؤسسات البحثية في امريكا.. في تاجيج الحرب وشحنها في كل لحظة. دور الاعلام كان ولا يزال الكذب والنفاق وابعاد الجماهير والراي العام العالمي عن الحقيقة من جانب والترويج للخوف وقوة الصواريخ الذكية والمارنيز.. ليس في صفوف الجيش العراقي في وقتها فحسب بل في صفوف الجماهير القابعة في الظلم.
التقرير نشر في المرحلة التي تريدها المؤسسة السياسية في بريطانيا. بعد سبعة سنوات نشر التقرير، ولكن في حقيقة الامر كان يجب ان تبدا اللجنة التحقيقة اعمالها بعد الحرب مباشرة وليس سنة 2009 وبعد ذلك تنشر تقريرها بعد سبعة سنوات. السبع سنوات التي مرت هي عمر ظاهرة ما سمى “بالربيع العربي”، هي عمر مرحلة كاملة من القتل وتاجيج الصراعات الارهابية والطائفية بمباركة ودعم مباشرين من امريكا وحلفائها.. ناهيك عن التفجيرات وتوسيع رقعة الارهاب في قلب اوروبا. اذن اصحاب التقرير حققوا امرا مهما في تاخير نشر التقرير.. وهو تشتيت التفكير بنتائجه، وابعاد الانظار عن الحرب واحتلال العراق اصلا.
القضية والحرب والحدث هي اساسا ليست مرتبطة بقانون او بشرعية او عدم شرعية. كان قرار الحرب قرارا استراتيجيا وسياسيا كبيرا من قبل المؤسسة السياسية الحاكمة في امريكا… قرار يهدف الى تثبت واعادة تطبيق او محاولة تحقيق “النظام العالمي الجديد” بعد احداث 11 سبتمبر.. حينذاك امريكا تطلب دعما غربيا مباشرا وكان بلير خادما وذيلا حاضرا تحت الطلب.. هذه هي القضية. من هذه الزاوية التقرير ايضا يهدف الى التضليل والخداع. تمت الحرب وقرروا على الحرب بدون اذن او بدون معرفة البرلمان والامم المتحدة ومجلس الامن.. بعد 13 سنة ينشرون التقرير ويكتبون “عدم استنفاذ الطرق الدبلوماسية” هذه هي السخافة والنفاق بعينه.
الوضع الماساوي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والصراع الارهابي الدائر في العراق لحد الان ظاهر للعيان…قتل وتهجير الملايين على اساس الهوية الطائفية. الظاهرة التي لم يكن لها اثر قبل قرار بلير وبوش, ميليشيات ارهابية من كل حد وصوب من داعش الى اخرون ظاهرة لم تكن موجودة اصلا قبل قرار بلير، هذا الكلب المسعور ليس للراسمال فقط بل لشخص بوش.. جهاد النكاح و” قنابل الجهاد” لم تكن موجودة اصلا ومطلقا في العراق قبل قرار بلير هذا المجرم اللعين. الحروب وتفكيك النسيج الاجتماعي وتحويل المجتمع الى المكونات والطوائف وقتل الاطفال وانتشار الارهاب.. هذه كلها هي الواقع الحالي في العراق.. وهي وثائق ومستندات ودلائل واقعية اذا كانت هناك جهة ما تريد ان تعرف الحقيقة. وضع العراق الماساوي باحزابه الحاكمة وفسادها وارهابها وطائفيتها برهان قاطع. فليخسأ بلير وبوش واعوانهم ومن عاونهم على احتلال العراق من القوى البرجوازية الرجعية في العراق، التي مهدت لها الدبابات الأمريكة السلطة وفرشت لها الأرض بمليارات الدولارات..
اما الجانب الاخير هو الاحزاب والقوى البرجوازية التي شاركت في مؤتمر لندن قبل الاحتلال، تلك القوى التي حكمت العراق منذ الاحتلال ولحد الان. تلك القوى هي قوى رجعية حتى النخاع وهي مسؤلة مع بلير وبوش واخرون عن الحالة البائسة التي يعيشها “شعبنا” في العراق..
بلير وبوش ورؤساء الاحزاب اللذين قرروا على ترويج الكذب وشاركوا مشاركة فعالة في احتلال العراق، يجب ان يحاكموا وبصورة علنية وفي محكمة خاصة دولية، وليس محاكم لاهاي التي تتحرك وفق البوصلة الامريكية والغربية.. فليخسأ مجرم الحرب بلير، فليخسأ الارهابي الاول بلير كما قال عنه شقيق جندي بريطاني قتل في الحرب، عقب نشر التقرير..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى