مهمة الوقوف في وجه سياسة البلطجة الإسرائيلية، مناطة بالطبقة العاملة والقوى التحررية في العالم

حول الحملة العسكرية لإسرائيل على إيران
في الوقت الذي كانت فيه الأنظار معلّقة على بوادر انفراج سياسي من شأنه أن يبعد شبح الحرب ويفتح أفقاً لتجنيب شعوب المنطقة مخاطر الدمار وعدم الاستقرار عبر مفاوضات مكثفة كانت تجري بين الإدارة الأمريكية والنظام الإيراني بهدف التوصل إلى إطار جديد للاتفاق النووي، حيث كان من المقرر عقد الجولة السادسة من هذه المفاوضات في مدينة مسقط، عاصمة سلطنة عمان، يوم الأحد الموافق 15 حزيران. شنت إسرائيل هجوماً عسكرياً جوياً واسع النطاق في الساعات الأولى من فجر الثالث عشر من حزيران الجاري على إيران، تحت ذريعة “الدفاع عن الوجود الإسرائيلي” وتدمير برنامجها النووي وصواريخها الباليستية.
انه من المعلوم أن إسرائيل ما كانت لتقدم على هذه العملية العسكرية لولا الدعم السياسي والاستخباراتي واللوجستي الذي تقدمه لها الإدارة الأمريكية، والتي تُعتبر متورطة بشكل مباشر في هذه الحملة العسكرية التي تنفذها إسرائيل.
إن هذه الحملة العسكرية تشكل جزءاً من سياسة البلطجة التي تنتهجها إسرائيل بهدف فرض مشروعها لما يسمى بـ”الشرق الأوسط الجديد”، وهو مشروع يخدم في جانب آخر إعادة الاعتبار وترسيخ الهيمنة الأمريكية في الشرق الأوسط. إنها جزء من استراتيجية أوسع لإعادة صياغة معادلات سياسية جديدة تكرّس تفرد الولايات المتحدة الأمريكية بقيادة المنطقة، في إطار عملية إعادة تقسيم النفوذ بين القوى الإقليمية المتصارعة: إيران، وإسرائيل، وتركيا، مع السعي في الوقت ذاته إلى الحد من تمدد النفوذ الروسي والصيني في المنطقة.
وفي خضم هذه الأوضاع، تستغل دولة إسرائيل، ذات العقيدة النازية، حملتها العسكرية على إيران للتغطية على جرائمها الوحشية في غزة، واعتداءاتها السافرة على جماهير لبنان وسوريا واليمن، كما تحاول عبر هذه السياسة إجهاض أي فرصة لتحقيق السلام في المنطقة عبر تصفية القضية الفلسطينية ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة للشعب الفلسطيني.
إن تداعيات هذه الحملة العسكرية، التي ردت عليها إيران بإطلاق مئات الصواريخ باتجاه إسرائيل، تنذر بجر المنطقة بأسرها إلى أتون حرب واسعة النطاق، وتهدد في الوقت ذاته سلامة البيئة في المنطقة بخطر كارثي في حال وقوع تسرب إشعاعي نتيجة الضربات الإسرائيلية على المنشآت النووية.
أما على صعيد العراق، فإن هذه التداعيات تسهم في تعزيز النزعات الرجعية الدينية والقومية والطائفية، وتدفع باتجاه تقويض الحريات والحقوق المدنية، وهو ما ستسعى القوى والجماعات الموالية لها داخل العراق إلى استغلاله لترسيخ نفوذها وتوسيع سلطتها على حساب تطلعات الجماهير نحو الحرية والمساواة.
إننا في الحزب الشيوعي العمالي نعلن ما يلي:
- نؤكد أن الهجوم والعدوان العسكري الإسرائيلي، سواء على مستوى المنطقة بشكل عام أو ضد جماهير ايران والمعارضين للنظام السياسي بشكل خاص، يمثل انتهاكاً خطيراً للحياة والأمن والاستقرار. ومن منطلق الدفاع عن قيم الحرية والنضال ضد الأنظمة الاستبدادية، فإننا ندين بشدة هذا العدوان، ونعتبره مرفوضاً من قبلنا ومن قبل كل إنسان حر يؤمن بالحرية والعدالة.
- ندعو الطبقة العاملة والقوى التحررية في العالم إلى رفع صوتها وتصعيد احتجاجاتها ضد هذه البلطجة الإسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، والمطالبة بوقف الحملة العسكرية فوراً.
- نؤكد على ضرورة فضح خطاب وأجندة الجماعات الموالية للنظام الإسلامي في العراق، وكشف محاولاتها المستميتة للحفاظ على نفوذ النظام الإيراني في المنطقة، حيث أن إضعاف النظام في إيران سيؤدي بالضرورة إلى تقليص نفوذ هذه الجماعات سياسياً واجتماعياً، ويحد من امتيازاتها وسلطتها في العراق.
- نؤكد على أهمية منع تحويل الأجواء والساحة العراقية إلى ساحة لتصفية الحسابات العسكرية الإسرائيلية، والتي من شأنها أن تجر المجتمع العراقي إلى أتون صراعات لا تخدم سوى قوى الرجعية في المنطقة.
- ندعو إلى تشكيل لجان وفرق ميدانية مختلفة لتقديم كافة أشكال الدعم والمساندة لجماهير إيران، في حال اضطرارها للعبور إلى الأراضي العراقية بحثاً عن مناطق آمنة، وذلك لحين عودة الأمن والسلام والاستقرار.
ان الحزب الشيوعي العمالي يقف في الصفوف الامامية لتقوية هذه الجبهة الإنسانية في العراق وفي المنطقة والعالم، وانه في الوقت الذي يدين الاعتداءات الإسرائيلية، يؤكد في الوقت ذاته دعمه الكامل لنضالات النساء والعمال والحركات الثورية في إيران، في سعيها لتصفية الحساب مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووضع حد لسلطتها الاستبدادية.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني
15-6-2025