بيانات و وثائق الحزب

نداء الى العمال والعاطلين في البصرة! انها تظاهرة عنصرية، قاطعوها وافضحوا جوهرها المعادي للعمال والانسان!

20/06/2018
نداء الى العمال والعاطلين في البصرة! انها تظاهرة عنصرية، قاطعوها وافضحوا جوهرها المعادي للعمال والانسان!

نداء الى العمال والعاطلين في البصرة!

انها تظاهرة عنصرية، قاطعوها وافضحوا جوهرها المعادي للعمال والانسان!

دعى “الاتحاد العام لنقابات العمال في البصرة” العمال والعاطلين عن العمل و”كل الذين يبحثون عن فرصة عمل” للتظاهر يوم غد المصادف 20 حزيران “ضد العمالة الوافدة” و”العمالة الاجنبية”!

ايها العمال والعاطلين عن العمل !

ايتها الجماهير الداعية للتحرر والمساواة في البصرة!

ان ” العمال الوافدين” هم اناس مثلنا بالضبط بامال وتطلعات لاشباع حاجاتهم وحاجات اسرهم مثلنا مثل بعض. مثلهم مثل الملايين من العراقيين الذين يعيشون و يعملون في الاردن والخليج وفي دول اخرى بحثا عن فرص عمل، يعانون من فقدان فلذات اكبادهم وبعدهم عنهم سعيا وراء الحصول على مصادر للعيش لهم ولاسرهم. ان العمال ” الوافدين” يعانون مايعانون من البعد عن اطفالهم، احبتهم، من اجل توفير لقمة العيش لاطفالهم. انهم رفاق مثلنا يعانون اضطهاد الرأسمال وجشعه الذي لاينتهي. 

ان العمالة ” الوافدة” ليست هي السبب في حرمان عمال العراق او عمال البصرة من فرص العمل، ولا هي منافس لهم، ففي كل مدن العراق. بل المستثمر الرأسمالي سواء كان اجنبي او عراقي هم من يفتش عن العمل الرخيص، وعمال غير قادرين حتى عن الدفاع عن كرامتهم وسلامتهم الجسدية من اجل لقمة عيشهم ولقمة عيش اطفالهم. ان الشركات العراقية الكبرى في القطاع الخاص يستخدمون عمال طبقتنا  القادمين من البلدان الاخرى، وبالعكس نرى عمال عراقيين يعملون في شركات اخرى ولكن خارج العراق. ان القضية الرئيسية للاجابة على هذه المسألة هي توفير ضمان البطالة لكل العاطلين عن العمل … هذه هو الرد النضالي والطبقي على ممارسة وسياسة البرجوازية التي تحاول شق الطبقة العاملة والتضامن الطبقي على اساس القومية  والعمالة “الوطنية: و”الوافد”… على العمال ان يدركوا هذا الامر بدقة. هل تقبلوا الطبقة العاملة في العراق بطرد العراقيين من الاردن ودول الخليج او البلدان الاوربية؟! بالطبع لا. لانها ممارسة وسياسة عنصرية. 

ان السبب الحقيقي وراء انعدام فرص العمل هي سياسات الحكومات المتعاقبة في العراق وعلى امتداد الخمس عشر سنة الماضية، في وقت لم توجد فيه عمالة وافدة وكانت نسبة البطالة عالية. ان تصوير مسالة انعدام فرص العمل بانها عائدة الى منافسة العمال الاجانب، انما هو كلام عار عن الصحة، ومرفوض جملة وتفصيلا.

ان توجيه النداء ضد و بوجه العمالة الوافدة انما هو حرف الانظار السافر عن المسبب في اوضاعكم الاقتصادية والمعيشية المتردية. ليس “العمالة الوافدة” سر مأساتكم. ان الطبقة الحاكمة، البرجوازية الحاكمة، واحزابها المليشياتية الحاكمة التي تنهب ثرواتكم يوميا هي من يجب ان يشار باصبع الاتهام لها، انها المسؤولة عن افقاركم وتجويعكم. ان كان “العامل الوافد” هو “المسؤول” عن فقدان فرصة العمل، مثلما يريدون ان يرسخوا باذهانكم، فمن هو المسؤول اذن عن الجوع والفقر لمجتمع يغط اقرب الى نصفه تحت خط الفقر؟ غياب الكهرباء والماء، الخدمات الصحية والطبية، تدهور التعليم، غياب الضمانات الاجتماعية، الامان وغياب القانون وان تسرح المليشيات على هواها، عدم وجود شوارع نظيفة تليق بهذا القرن..و…. الخ؟!

لاتنجروا وراء مثل هذه النداءات العنصرية. انها سلاح البرجوازية حتى نمسك بخناق بعضنا البعض، “الوافدين” وغير الوافدين”، ونترك كلينا العدو المشترك سارق لقمة عيش الاغلبية الساحقة من المجتمع. انه نداء للصراع بين صفوف العمال وتعميق شق الصف العمالي.

 تدرك البرجوازية اكثر من اي طرف اخر اين تكمن قدرة العمال وقوتهم. انها تكمن في تضامنهم ووحدتهم. ليس ثمة سلاح امضى من وحدة العمال وتنظيمهم. ولهذا تسعى لابعاد الانظار عن المسبب الحقيقي في هذه الوضعية الكارثية التي تعيشها الطبقة العاملة والمحرومين والكادحين . 

ليست موضوعة “العمالة الوافدة” سوى كذبة. ان البرجوازية الجشعة والنهمة الى مالانهاية بحاجة لهذه العمالة الرخيصة، العمالة التي تقبل بظروف ادنى كثيرا واسوأ كثيراً وبحقوق ادنى لزيادة ارباحها وتعاظمها باسرع مايمكن. البرجوازية مستفادة من هذا الامر من جانبين: الاول لتحقيق ارباح اكثر، والثانية للاستفادة من هذا الموضوع للتاليب وتشويش ذهنية العمال وتعكير وعيهم الطبقي على اساس “الوطنية” و”القومية”، ونحن نرى ان ثروات “الوطن” لهم، اما شعارات الوطنية فيترك للفقراء والكادحين ينزفون دما من اجلها! 

ان “العمالة الوافدة” هي جزء لايتجزأ من النظام الراسمالي المستند على الربحية وتعاظم الربحية والوهية الربح. ان سبيل الحل هو توحيد الصف العمالي ككل، بقسمه العامل وغير العامل، بـ”الوافد” و”غير الوافد”، بنسائه ورجاله. ان كان “العامل الاجنبي” يقبل بشروط عمل اقل، فذلك لانه اتى من ظروف اقتصادية ابشع، من جهنم اكثر بشاعة ارتضى مشقاته ومعاناته اليومية التي لاحد لها كي يعيل عائلته واطفاله.  ليس العامل الوافد من يشدد صعوبة ظروف العامل، بل العامل العاطل ايضا، اذ انه بسبب البطالة والضيق والجوع والفقر وغياب الضمانات وضعف الاتحاد العمالي، على استعداد للقبول بشروط اعمل اسوأ. انها كذبة واعية محبوكة ومدروسة لاستهلاك الراي العام هي تلك التي تسعى لالقاء وخامة الوضعية الاقتصادية على كاهل “العامل الوافد” . وهناك مؤسسات “بحثية” طويلة وعريضة تقتات من فتات الطبقة البرجوازية يتمثل كل هدفها باشاعة التضليل البرجوازي هذا وتحريك ماكنة اعلامية ضخمة لهذا الهدف. 

رفاقنا العمال والعاطلين في البصرة وفي كل العراق!

ان العمال الوافدين هم رفاق مثلنا يعانون اضطهاد الراسمال وجشعه الذي لاينتهي. على العكس  من نداء “الاتحاد العام لنقابات العمال في البصرة”، ان امامنا مسؤولية الدفاع عن حقوق “العمال الوافدين” وتحسين اوضاعهم المعيشية وظروف عملهم. ليس لدعوة الاتحاد المذكور هذه اي اخلاص لكم. يجب نبذ كل افكارهم ودعواتهم وبرامجهم العنصرية والمعادية لانسانية الانسان وللعامل. انهم ينشدون التعكز على مشاعر “ضد الاجانب” المتخلفة والمعادية للعمال من اجل اهدافهم الخاصة. ويجب ان نوجه اعتراضاتنا وتظاهراتنا، واعتراضات العاطلين عن العمل بوجه الحكومة المسؤولة اما عن توفير فرص عمل او ضمان اجتماعي لكل العاطلين عن العمل. وهذا هو النداء الذي يجب ان يرفعه العمال ونقاباتهم العمالية في البصرة وفي العراق. 

لتسقط كل الدعوات العنصرية المعادية للعمال!

عاشت الوحدة والتضامن الامميين للعمال!

عاشت الاشتراكية!  

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

19 حزيران 2018

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى