8 مارس يوم المرأة العالميالأخبارالمرأةبيانات و وثائق الحزب

يداً بيد من أجل إسقاط كل أشكال الظلم عن المرأة

يداً بيد من أجل إسقاط كل أشكال الظلم عن المرأة

(بيان بمناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي)

 الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، على الأعتاب. في هذا اليوم، تصدح الحناجر لتهتف الملايين والملايين من البشرية في كل بقاع العالم ضد الظلم والتمييز الجنسي الواقع على المرأة.

في هذا اليوم، وبالرغم من بلوغ المدنية والتحضر والتطور الانساني الى مراحل متقدمة، إلا أن المرأة، حتى في اغلب البلدان تشدقاً بالديمقراطية، يُمارس ضدها التمييز الجنسي وتتعرض لكل أشكال العنف وامتهان كرامتها الإنسانية وتُعامل كسلعة وانسانة من الدرجات الدنيا في القوانين وأماكن العمل والبيت والشارع ووسائل الإعلام.

إن الظلم السافر الذي ترزح تحته المرأة هو جزء من العالم المقلوب الذي نعيشه، عالم النظام الرأسمالي، عالم الربح واغتراب الإنسان عن منتوج عمله مصدر كل الخيرات المادية والتطور التكنولوجي والتقني، عالم يكون فيه ممارسة كل أشكال التفرقة والتمييز واللامساواة هو جزء من عملية استمراره وإطالة عمره. أن التمييز الجنسي ضد المرأة في النظام الرأسمالي هو إحدى مصادر الربح للنظام الرأسمالي بشكل مباشر وغير مباشر، وهو عملية منظمة على صعيد إنتاجه وإعادة إنتاجه سواء على شكل قوانين أو على شكل فرض بنية استعبادية على النساء عبر الدين ونشر الأفكار والتصورات الرجعية التي تعمل على تخليد دونية المرأة في المجتمع.

وعندما اجتاح وباء كورونا العالم، بَيَّنَ قبح النظام الرأسمالي وأصبح أكثر بشاعة واسقط كل الرتوش المطرزة بهالات كاذبة مما سموها الديمقراطية والعدالة والرفاه في الواحات الغربية، حيث دفع فاتورة هذا النظام العمال والملونين والنساء حياتهم جراء انتشار الوباء بسبب فقرهم وعوزهم وخصخصة النظام الصحي. وليس هذا فحسب، بل كانت النساء أكثر الضحايا في صفوفهم، وعلاوة على كل تلك المأساة، فلقد تعرضت الى مديات واسعة من العنف المنزلي بسبب توسع مساحة الفقر في المجتمع جراء عمليات الإغلاق.

يطل علينا الثامن آذار يوم المرأة العالمي هذا العام ووحوش الأقطاب الامبريالية العالمية: روسيا من جهة، وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة اخرى، اختلقوا حربا ضارية في قلب أوربا في أوكرانيا، وتحت عناوين وشعارات كاذبة وواهية، تخفي في ثناياها الصراع على النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية. في هذه الحرب يدفع ثمنها آلاف من البشر الأبرياء في أوكرانيا الى جانب تعريض أمن وسلامة البشرية إلى خطر فنائها ليس على صعيد أوروبا فحسب بل على صعيد العالم. إن هذه الحرب هي نتاج النظام الرأسمالي الذي لا يمكن ادامته واستمراره دون إشعال الحروب ونشر التمييز والتفرقة بين البشر على أساس العرق والقومية والدين والطائفة والجنس.

في العراق، وفي ظل السلطة المليشياتية الحاكمة، تصاعدت وتيرة الظلم على النساء، حيث فقدانها للامان الاقتصادي بسبب البطالة وانعدام فرص العمل في المجتمع، و تعرضها الى عمليات القتل تحت عناوين سخيفة وواهية مثل “غسل العار” و “الشرف”، وازدادت حالات الانتحار في صفوفهن بسبب أوضاع الفقر وتعرضها الى كل اشكال العنف الجسدي واللفظي والامتهان من قيمتها الإنسانية وزادت اوضاع وباء كورونا من العنف ضد النساء. ولم يتوقف هذا الظلم السافر على النساء في العراق عند تلك الحدود، بل سنت أشكال مختلفة من القوانين الرجعية والبائدة التي تدمى لها جبين الانسانية مثل تعدد الزوجات، ومحاولات لتشريع إغتصاب الاطفال مثل القانون الجعفري اضافة الى سلب الأمومة منها مثل مادة ٥٧ لفرض الطاعة عليها وابقائها تحت سلطة الزوج بالإكراه.

في الثامن من آذار هذا العام، نؤكد من جديد أن الطريق نحو الحرية والمساواة، نحو تحقيق تحرر النساء من القوانين الرجعية والنظام الذكوري البرجوازي والمنظومة الفكرية والسياسية والاجتماعية البالية التي تكبل المرأة وتعاملها بشكل دوني، هو بإنهاء عمر هذه السلطة المليشياتية المجرمة وعمليتها السياسية. ان الصف المستقل للمرأة وحركتها الثورية والتعاضد والتضامن ووحدة النضال مع كل القوى التحررية هو الضمان بتحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل وانهاء كل اشكال الاضطهاد على النساء.

في الثامن من آذار هذا العام، لنرفع صوتنا ولنوحد صفوفنا لإدانة النظام الرأسمالي وفضح كل سياساته الحربية والعنصرية وحروبه. إن الحرب الدائرة هناك من شأنها تقوية أجواء الرعب والخوف وتفرض التراجع على الحركة التحررية والنزعة المساواتية وتقوي كل أشكال العنصرية القومية وترهاتها وتطلق العنان للعسكرتارية على المجتمع الإنساني وتوظف المليارات من الدولارات على الماكنة العسكرية الامبريالية بدلا من إنفاقه على رفاه البشرية ورفع مستوى النظام الصحي والتعليمي وإنهاء كل أشكال التمييز بحق النساء ضحايا الحروب والفقر والعوز والعنف.

عاش الثامن من آذار يوم المرأة العالمي!

عاشت المساواة التامة للمرأة والرجل!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

    1/3/2022  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى