الأخباربيانات و وثائق الحزب

احتجاجات الطلبة من أجل مطالبهم العادلة وينبغي عدم تركهم وحدهم!

منذ عدة أيام، شرع طلبة الاقسام الداخلية لطلبة جامعات عدد من مدن واقضية كردستان بالاحتجاج واغلقوا بصفوفهم الشوارع. فبالإضافة الى المطالبة بالمخصصات، يطالب الطلبة بتحسين الاقسام الداخلية وتامين الحاجات الضرورية مثل  الوقود والماء والكهرباء. ان هذه اكثر الاشياء اولية وبساطة على السلطات الحاكمة ان تضعها على عاتقها وترد عليها عملياً. فبدلاً من الاستماع لمطالب الطلبة، قامت الحكومة والاجهزة القمعية بشن هجوم على المحتجين ونشر القوى الامنية المسلحة المدججة بالهراوات الكهربائية والغازات المسيلة للدموع، وعمدت الى السعي لفض احتجاج الطلبة واجتماعاتهم. ورغم هذا، عجزت السلطة لحد الان عن تفريقهم، وقد أُغلقت بعض الشوارع الرئيسية لمدينة السليمانية من قبل المتظاهرين.

إننا، وفي الوقت الذي ندين اعمال القمع ونشر القوى الامنية وضرب واهانة الطلبة لمطالبتهم بحقوقهم العادلة، نعبّر مرة اخرى  عن دعمنا اللامحدود لتامين المخصصات للطلبة ومستلزمات وضروريات الاقسام الداخلية لهم.

ان المطالبة بصرف المخصصات ومستوى مناسب من تأمين ضروريات الاقسام الداخلية لطلبة كردستان هي ابسط عمل وتكلفة على الخزينة والثروات الهائلة ومجمل تلك الرساميل التي تعتاش عليها هذه السلطة والحكومة ومسؤولي الاحزاب الحاكمة وتزيدهم ثراءً. ولكن بالنسبة لطلبة جاءوا  من عوائل فقيرة وكادحة ويواصلون دراستهم وتعليمهم تحت الف ضائقة وضائقة، هو جزء من النضال من اجل تحسين المعيشة والرفاه، وعليه، فانه مطلب عادل ومبعث دعم واسع للمجتمع، وليس ثمة اي تبرير او حجة لقطعها او عدم تأمينها من قبل السلطة، وهي، اي المبررات، امر لا يمكن تصديقه او القبول به. 

وامتداداً لسياسة قطع الرواتب وزيادة الضرائب على الجماهير وعدم تأمين الوقود والماء الكهرباء ورفع اسعارها، وتعاظم البطالة وعدم توظيف خريجي الجامعات والمعاهد لسنوات مديدة واثقال كاهل الجماهير بالغلاء، تم، منذ 2014، قطع مخصصات طلبة الاقسام الداخلية. ان مجمل مساعي حكومة الرأسماليين في كردستان لهي من اجل افقار وتجويع مجمل المجتمع. وبوجه هذه المساعي، فان العمال والمعلمين والموظفين والجماهير الكادحة التي تصدت لقطع الرواتب وتأخيرها، وعبّرت عن احتجاجاتها من اجل تامين المستلزمات الصحية والخدمية في مدن واقضية كردستان، وامسكت بخناق السلطة من اجل مطاليبهم، ويحلّوا في الميدان كل مرة في مكان ما وبأشكال مختلفة. ان احتجاج طلبة الاقسام الداخلية هو جزء من هذا الاحتجاج الجماهيري الواسع الذي يمسك بخناق السلطة ويصر على تحقيق المطاليب والحقوق.

في هذه الاحتجاجات، ينبغي على طلبة كردستان ان يكونوا موحدين و ان يبقوا في الميدان بصوت واحد وان يكونوا منظمين حول مطالبهم المتمثلة بنيل مخصصاتهم المسروقة وتأمين الماء النظيف والكهرباء والغاز والوقود او وسائل التدفئة، ويواصلوا مساعيهم الى ان يفرضوها على السلطة الحاكمة. ليس فرض هذه المستلزمات فحسب، بل بفرض مجانية الدراسة والتعليم وتامين مستلزماتهما، هو مهمة تقع على عاتق الحكومة وبوسعها تامين ذلك من العائدات الهائلة للسلطة الحاكمة. في الوقت ذاته، على الطلبة المحتجين ان يصونوا صفوفهم المستقلة بصورة موحدة، وان لا يسمحوا لأي طرف او عضو برلمان الذين هم تتمة وامراً مكملاً للمنظومة الراهنة ذاتها، تحت مسميات “المعارضة” و”التعاطف مع الطلبة”، وان يربطوا انفسهم باحتجاج الطلبة ومطالبهم و يحرفون نضالهم. بل فقط عبر صيانة الطلبة لصفهم الموحد واصرارهم على مطالبهم والابتعاد عن اي شكل من اشكال الانفعال الذي يعطي حجة للسلطة لقمعهم اكثر. وان هذا هو ضمانة نيل مخصصاتهم ومطالبهم الاخرى. ان تجربة احتجاج ونضال الطلبة للصفوف 12 ووقوفهم الصلب الى ان اقرت السلطة بمطالبهم هي نموذج وتجربة وانتصار لنضالات الجماهير الفقيرة والمحرومة، ويمكن الاستفادة منها.

لا ينبغي ان نترك الطلبة وحدهم. إنهم ابناء وبنات هذه الجماهير المضطهدة التي تغرق في الجوع والعوز والحرمان. على طلبة الجامعات الاخرى واساتذة الجامعات والمدارس وعمال وموظفي مراكز العمل المختلفة والعمال ومجمل الجماهير الكادحة والمحرومة ان يدعموا ويساندوا هذا الاحتجاج ومطالب الطلبة ويجبرون بصوت واحد السلطة على الرضوخ لمطاليبهم.

اننا، وبالإضافة الى مساندتنا لاحتجاج الطلبة ومطاليبهم، نعد انفسنا جزء من نضالهم ومساعيهم الى ان ينالوا مخصصاتهم وتحسين ظروف حياتهم داخل الاقسام الداخلية ومجمل منظومة التعليم.

الحزب الشيوعي العمالي في كردستان

22 تشرين الثاني 2021

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى