بيانات و وثائق الحزب

انظار دعاة الحرية والمساواة ترنوا لنضالكم!

19/11/2019
انظار دعاة الحرية والمساواة ترنوا لنضالكم!

منذ يوم الجمعة المنصرم، تعم العاصمة طهران والعشرات من مدن ايران تظاهرات جماهيرية واسعة وعارمة بثت رعب حقيقي في افئدة نظام القمع والارهاب، نظام الجمهورية الاسلامية.

 ومن اجل ردع الجماهير وخنق احتجاجها، وكما هو الحال مع اذنابها في العراق، التجأ نظام الجمهورية الاسلامية الى تلك الاسلحة البالية: القمع، الجاسوسية، البلطجة، ضجيج ابواقه الاعلامية الماجورة والذليلة ودعايتها الكاذبة والفارغة، تهديد ووعيد رجالاته في الحرس الثوري وغيره، قطع الانترنيت وصولا الى اعلان الحكومات العرفية في العديد من المدن.

 ومثلما فشلت هذه الاساليب في العراق، فشلت وستفشل هذه الاساليب هناك بهمة دعاة الحرية والمساواة في ايران. اذ رغم كل ممارساتها الوحشية، الا ان الجماهير لم يفت بعضدها وتواصل احتجاجها وصراعها في المدن المختلفة دون هوادة.

 ان كان الدافع المباشر لانطلاق هذه الموجة الاحتجاجية الاخيرة هو “زيادة اسعار البنزين”، الا ان تاريخ مجتمع ايران على امتداد 4 عقود من حكم نظام الجمهورية الاسلامية القومي-الاسلامي هو تاريخ من النضالات والاحتجاجات والهبات المتواصلة بوجه حكومة الجوع، الفقر، البطالة، معاداة المراة، مصادرة الحريات والحقوق الفردية والمدنية، تاريخ من “منازلة” هذه السلطة القمعية.

ان كان “ارتفاع اسعار البنزين” هو المبرر او المنطلق، بيد ان الهدف الاساسي لايتعلق بهذا اساساً، بل يتعلق بانهاء عمر نظام قرووسطي اشاع احط القيم والاخلاقيات المتخلفة والبائدة، نظام نهب وفساد واستهتار بابسط القيم والحقوق الانسانية، نظام حروب واعدامات وسجون، نظام معادي لحقوق المراة وحرياتها لحد النخاع، نظام قومي-اسلامي شوفيني معادي للعامل، الشباب، الحرية، الرفاه وعالم انساني افضل يليق بانسان القرن (21)!

انه نظام على استعداد لعمل اي شيء من اجل انتفاخ جيوب ازلامه الراسماليين ومن اجل ادامة عمره وبقائه باي ثمن كان. انه على استعداد لحل ازماته من جيوب الناس ومن المائدة الخاوية للجماهير. انه على استعداد لادامة عمر سلطته ونهبه حتى لو ادى الى سفك دماء اشرف الناس من عمال المجتمع وكادحيه ومحروميه. اذ لا حدود لاجرامه. ان من بوسعه ان يضع حد لاجرامه هو فقط الارادة الموحدة والمنظمة للجماهير المتطلعة للحرية والمساواة.

  هبت الجماهير لتقول للنظام الاسلامي بخمينيه وخامنئي وسائر رموزه: ارحل يعني ارحل! انت خرقة بالية على جسد مجتمع متمدن وعصري، انت متخلف بقرون عن المجتمع وامال الاغلبية الساحقة للمجتمع وامانيها.

تاتي موجة الاحتجاجات هذه ضمن نطاق اوسع واشمل يعم المنطقة: الهجمة على الاسلام السياسي وركيزتها الاساسية في المنطقة، الجمهورية الاسلامية، راعية الارهاب والمليشيات، راعية القتل والفساد والجريمة المنظمة، راعية ارسال ابناء جنوب العراق ووسطه ونحرهم على مذابح “الدفاع عن السيدة زينب”، قل الدفاع عن محور نظامها ومصالحها المعادية للجماهير في سوريا والمنطقة.

ان هجوم جماهير لبنان على مقرات حزب الله وامل في لبنان، واحزاب الاسلام السياسي الشيعي بحشدها وعصائبها وبدرها وغيرها في العراق، والهجمة الاخيرة على اركان النظام الفاشي الاسلامي في طهران ومراكزه الاقتصادية والتجارية والقمعية، كلها حلقة واحدة من  اعلان الجماهير في المنطقة لقولها الفصل تجاه قوى الاسلام السياسي في المنطقة.

ان انظار الجماهير في العراق ولبنان والمنطقة ترنو لعمال وكادحي ايران ولنضالهم  البطولي اليوم اكثر من اي وقت اخر. ارتبط نضالنا ومصيرنا ومستقبل الاجيال اللاحقة في المنطقة  الى حد كبير بالاطاحة بهذا الكابوس الجاثم على قلوب جماهير ايران والمنطقة. اذ لايمكن التطلع لغد مشرق في ايران والمنطقة دون الاطاحة بحكومة الملالي الراسمالية في ايران بالاساس واذنابها في العراق ولبنان والمنطقة. ولهذا يصطف التحرريون والشيوعيون في المنطقة في مقدمة صفوف هذا النضال من اجل غد انساني مشرق.

عاش نضال جماهير ايران من اجل الرفاه والتحرر!

عاشت الحرية والمساواة!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

18 تشرين الثاني 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى