بيانات و وثائق الحزبوثائق المؤتمر السادس للحزب

الخطوط العامة للوضع السياسي في العراق و مكانة الحركات الاحتجاجية

لقد تركت الحرب الإمبريالية بالوكالة في أوكرانيا تداعياتها الدولية والإقليمية في عملية إعادة تشكيل معادلات سياسية جديدة وتغيير توازن القوى على صعيد العالم

 إنَّ الاصطفافات العالمية للدول الرأسمالية على أثر الانقسامات السياسية في مواقفها من الحرب الروسية على أوكرانيا ترسم تشكيل معادلات سياسية جديدة، وكشفت تلك الاصطفافات على إنهاء مرحلة هيمنة القطب الواحد الأمريكي، وبدأت القوى الإقليمية تعيد ترتيب أوراقها في المنطقة وتبحث عن مصالحها، وكما ستؤثر مواقفها بشكل مباشر على الانسحاب الأمريكي من المنطقة والعدول عن إعادة تموضعها العسكري والسياسي من اجل إعادة الثقة بهيبتها وهيمنتها على المسرح السياسي العالمي.

وفي نفس الوقت وعلى نفس المسار، فإنَّ هذه التحولات ستترك تداعياتها بشكل مباشر على الأوضاع السياسية في المنطقة وإعادة تشكيل المعادلات السياسية سواء على الصعيد الإقليمي أو على الصعيد المحلي، فعلى الصعيد الإقليمي يلاحظ تداعيات تلك الحرب قد بدأت آثارها على إعادة انتشار القوات الروسية في سورية وتموضعها العسكري، مما سيتيح الفرصة للحرس الثوري الإيراني والمليشيات التابعة له في ملئ الفراغ الذي تتركه القوات الروسية، وستعمل بالتالي على توسيع النفوذ العسكري الإيراني. أما على صعيد تركيا، فبدأت تجدد طرح مشروعها المنطقة الآمنة في شمال سورية والتخطيط لتنظيم حملة عسكرية لفرض مشروعها، وعلى صعيد القوى الإقليمية العربية الأخرى مثل السعودية والإمارات وباق دول الخليج والأردن فإنها ستعمل على تقوية تحالفاتها السياسية والعسكرية مع إسرائيل لتجنب تمدد النفوذ الإيراني.

إنَّ هذه التحولات والتحركات ستترك آثارها المباشرة على الوضع السياسي في العراق آجلا او عاجلا على الرغم من أنَّ المستجدات السياسية في العراق لم تخرج لحد الآن عن مسار الأحداث السياسية في العراق التي تلت الانتخابات البرلمانية.

إنَّ الانسداد السياسي او الركود السياسي حسب وصف كل التيارات السياسية للمشهد السياسي في العراق هو في جانب منه انتظار حسم الصراع في أوكرانيا، حيث ترتبط القوى القومية والإسلامية بطرفي الأزمة الأوكرانية، روسيا والصين وايران من جهة، وأمريكا والناتو من جهة أخرى، وفي الجانب الآخر، فإنَّه سوف تستمر ازمه السلطة السياسية التي تعني بالنهاية عدم قدرة أي طرف في العملية السياسية حسم موضوعة السلطة، وإنَّ الانتخابات التي نظمت في تشرين الأول من العام المنصرم عمقت من الأزمة السياسية وأبعدت عن المشهد السياسي موضوعة إنهاء المحاصصة السياسية، وليس العمليات التي تقوم بها الأطراف المتصارعة في سلطة المليشيات البرجوازية الحاكمة؛ مثل قصف المطارات ومدينة اربيل والاستعراض المليشياتي العسكري وإصدار القوانين حول تجريم التطبيع مع إسرائيل وغيرها ماهي إلا محاولة للمزايدات السياسية وانتزاع التنازلات.

في خضم تلك التحولات الجارية في العالم والمنطقة والعالم، فإن الأزمة الرأسمالية العالمية على الصعيد الاقتصادي تنعكس بشكل مباشر على الوضع المعيشي والاجتماعي للطبقة العاملة وعموم الجماهير الكادحة في العراق، وبموازاة ذلك فأن الطبقة البرجوازية الحاكمة ماضية في فرض المزيد من الإفقار والعوز على العمال والموظفين والكادحين سواء عبر تحميلها الأزمة الاقتصادية للنظام الرأسمالي العالمي أو عبر سياسة الليبرالية الجديدة.

وفي مواجهة السياسات الاقتصادية الآنفة الذكر، فان الجماهير في العراق تعبر عن سخطها ورفضها للسياسات التي تفرضا الطبقة البرجوازية الحاكمة عبر استمرار احتجاجاتها واعتراضاتها على صعيد جميع مدن العراق وإنَّ تلك الاحتجاجات والاعتراضات التي تتعرض في بعض الأحيان إلى القمع لم تتوقف لا بعد طوي صفحة انتفاضة أكتوبر ولا بعد الانتخابات الأخيرة، وهذا يعني أنَّ اندلاع الاحتجاجات الجماهيرية في القطاعات المختلفة هو تعبير عن  مقاومة يومية من قبل العمال والموظفين والعاطلين عن العمل وتسلط الضوء على إمكانية تطورها إلى انتفاضة جديدة.

الجماهير والبديل السياسي:

 إنَّ بدائل البرجوازية مثل تشكيل حكومة الأغلبية او حكومة توافقية محاصصاتية او حكومة انتقالية ليس إلا عملية مفضوحة لإدارة الأزمة السياسية التي هي ازمه السلطة البرجوازية، ولن ينتج عنها إلا المزيد من عدم الاستقرار السياسي واستمرار عمليات السلب والنهب والإفقار. 

اي بعبارة أخرى أن أي تحسن في الوضع المعيشي وإنهاء مرحلة عدم الاستقرار السياسي لا يمكن أن يجد النور في ظل السلطة المليشياتية البرجوازية القائمة، لذا فإنَّ طوي صفحة كل أشكال الظلم الاقتصادي والسياسي والاجتماعي لن يكون إلا عبر إنهاء عمر العملية السياسية في العراق وإنهاء عمر النظام سياسي القومي والطائفي.

إن العتلة الرافعة كي تتحول الطبقة العاملة وعموم الجماهير الكادحة إلى قوة عظيمة في المعادلة السياسية وتحسم مسالة السلطة السياسية وفرض بديلها السياسي المنبثق منها، هي الحركات الاحتجاجية التي تعبر بأشكال مختلفة عن مقاومة يومية جماهيرية بوجه السلطة المليشياتية القائمة من اجل تحسين شروط حياتها، بيد أنَّ هذه الحركات الاحتجاجية التي تضرب معظم القطاعات مثل عمال العقود والأجور والمحاضرين وذوي المهن الصحية وموظفي تنمية الأقاليم وعمال الحفر والعاطلين عن العمل والاحتجاجات التي تطالب بالخدمات…الخ بحاجة إلى توحيدها وتوحيد قيادتها وتسليحها بأفق ثوري ونقد الأوهام الإصلاحية والبرلمانية كبديل سياسي برجوازي يسود في صفوفها.

 إن تهيئة كل مستلزمات نهوض الحركة الاحتجاجية وتقدمها وتحويلها إلى حركة ثورية هي المهمة الرئيسية للحزب الشيوعي العمالي العراقي، وإنها الطريق لتحويل قطب الطبقة العاملة والجماهير الكادحة إلى قوة رئيسية في المعادلة السياسية وتغيير توازن القوى لصالحها لتشكيل حكومة ثورية مؤقتة منبثقة         من الارادة الحرة للجماهير  وتعبر عن مصالحها في تحقيق  الحرية والرفاه والأمان.

وان المهمة الفورية لهذه الحكومة الثورية المؤقتة والتي هي حكومة غير قومية وغير دينة هي:

–  حل جميع المليشيات ومصادرة ممتلكات الأحزاب والقوى السياسية التي اكتنزت وغنمت الأموال عبر الفساد المالي والسياسي

– محاكمة جميع المتورطين بأعمال القتل والاختطاف والأعمال الإرهابية

– زيادة مفردات البطاقة التموينية

– سن قانون ضمان البطالة للذكور والإناث

– توزيع المحروقات بكل أشكالها مجانا إلى الجماهير

– زيادة اجور ومعاشات العمال والموظفين بما يتناسب مع نسبة التضخم.

–  إلغاء جميع الاتفاقيات والعقود الدولية التي أبرمتها الحكومات المتعاقبة بعد الاحتلال التي تناهض مصالح جماهير العراق بما فيها الاتفاقات مع البنك الدولي وصندوق النقد الدولي

– إقرار قانون مساواة التامة بين المرأة والرجل

ان الحزب الشيوعي العمالي العراق جميع طاقاته وإمكاناته لتحويل  الحركة الاحتجاجية في العراق إلى حركة ثورية تكتسب ثقة الطبقة العاملة والتفاف عموم الجماهير المتعطشة للحرية والرفاه حولها.

 الاجتماع الاعتيادي ٣٩ للجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي

حزيران ٢٠٢٢

نحو تحول الحزب إلى إحدى الخيارات السياسية للمجتمع!
(التقرير السياسي للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي)

مقدمة:
يغطي هذا التقرير أهم المراحل السياسية في المجتمع وتفاعل الحزب معها، ويستعرض مواقفه وسياساته
وانعكاساتها على الحياة الداخلية للحزب والانعطافات التي مر بها، بين المؤتمر الخامس المنعقد في شباط
2012 والمؤتمر السادس الذي نعقده في كانون الثاني من عام 2022. ولابد من الإشارة إلى أننا نجد
صعوبة في ذكر كل التفاصيل التي مرت علينا خلال ٩ سنوات من النشاط والفعالية، لذلك حصرنا التقرير
في المفاصل السياسية والتنظيمية الرئيسية.
قرر المؤتمر الخامس للحزب على ترسيخ التقاليد الحزبية وبناء مؤسسات الحزب والحفاظ عليه وعلى
وحدته، وبناء حزب سياسي تتعدد فيه الآراء وتسود فيه وحدة الإرادة، لأنه الوسيلة النضالية الوحيدة
لتخليص الطبقة العاملة وعموم المجتمع العراقي من المأساة التي فرضتها عليها القوى البرجوازية القومية
والإسلامية، كما أنه أداة الثورة العمالية وتحقيق الاشتراكية.
احتجاجات المنطقة الغربية:
لقد كانت واحدة من المنعطفات السياسية التي مرت بالمجتمع العراقي هي اندلاع الاحتجاجات الجماهيرية
في المناطق الغربية في العراق في شهر كانون الأول من عام ٢٠١٢، والتي، مع الأوضاع السياسية
المحتقنة، مهدت لاجتياح عصابات داعش لثلث مساحة العراق وإعلان دولة الخلافة الإسلامية في حزيران
٢٠١٤. أن الجذر الاجتماعي لتلك الاحتجاجات هو الصراع الطائفي الذي كان جزء من مساعي إنهاء وجود
التيار القومي العروبي الملتحف بـ”الإسلام السني” وحسم مصير السلطة وفرض نظام إسلامي-طائفي
يقوده التيار الإسلامي الشيعي. وقد تعكزت تلك الاحتجاجات على العديد من المطالب العادلة مثل إلغاء مادة
٤ ارهاب وإنهاء الإحتقان والشد والتأليب الطائفي الذي تقوم به التيارات الطائفية الشيعية وتوفير الخدمات،
إلا أن آفاق تلك الاحتجاجات كانت بيد القوى القومية العروبية والإسلام السياسي (السني)، وتحولت خلال
فترة قصيرة إلى رفع شعارات رجعية مثل المطالبة بإنشاء إقليم سني، وارتفعت دعوات لمواجهة قومية ضد
التدخل الإيراني، لتتحول إلى مواجهات دموية في منطقة الحويجة في كركوك في نيسان من عام ٢٠١٣،
وفي المقابل رفعت شعارات طائفية من قبل سلطة الإسلام السياسي الشيعي، وتصوير الصراع على السلطة، بأنه صراع بين “أنصار الحسين” و”أنصار يزيد”، و هو ما جاء في خطابات نوري المالكي عندما كان
يشغل منصب رئاسة الوزراء، إلى الحد الذي تم فيه إعلان تشكيل جيش المختار في عام ٢٠١٣ من أجل
التصدي لتظاهرات المنطقة الغربية والتمرد المسلح الذي اجتاح مدن الموصل والتاجي والانبار. وتحت
وابل من التصريحات الطائفية للتغطية على ماهية الصراع السياسي، قتل المئات من المتظاهرين في مناطق الاحتجاجات مثل الحويجة والانبار وكركوك والموصل.

ولابد من ذكر أن الصراع السياسي الذي تصاعد إلى صراع أمني وعسكري احتدم في العراق خلال تلك
الفترة تأثر بشكل مباشر بالأحداث التي جرت في سورية وفي المنطقة. وانضمت السلطة الحاكمة في العراق
إلى محور النظام السوري-الإيراني في مواجهة محور تركيا-السعودية-الامارات -قطر، وتحول بذلك
العراق إلى ساحة حرب بالوكالة بين الأطراف الإقليمية والدولية المتصارعة.
لقد وصفت سياسات الحزب ومواقفه الرسمية الاحتجاجات الحاصلة في المنطقة الغربية بأنها تحت تأثير
آفاق التيارات الرجعية بالرغم من وجود عدد من المطالب العادلة التي رفعتها الجماهير في بداية
الاحتجاجات، وأنَّ الاحتجاجات ليست أكثر من ورقة بيد احدى الأجنحة البرجوازية القومية لتحسين
حظوظها وحصتها في السلطة التي تسيطر عليها القوى الإسلامية الشيعية، وقد تصدى الحزب سياسيا لتلك
المساعي وفضح ماهية الصراع من اجل السلطة او نيل حصة أكبر منها. وانعكس هذا في الموقف الرسمي
والخطاب السياسي والإعلامي والدعائي للحزب في المجتمع.
الانقلاب العسكري في مصر وأحداث سورية:
لقد ساهمت الثورتين التونسية والمصرية وهبوب نسيمهما في تغيير المعادلات السياسية. وحاولت
البرجوازية، كطبقة حاكمة، من جهة، تغيير مسار الثورتين وتفريغهما من محتواها و إغراقها بدماء الطبقة
العاملة والكادحين، ومقايضتها بالأمن والأمان مقابل القمع والاستبداد والإفقار، ومن جهة أخرى عملت
البرجوازية على تغيير مواقعها ومكانتها في المعادلة السياسية الجديدة التي غيرتها الثورتين المذكورتين.
لقد جاء الانقلاب العسكري في عام ٢٠١٣ في مصر كثورة مضادة لجناح من البرجوازية القومية لسحق
آمال وأماني الجماهير العمالية والكادحة في مصر التي خرجت في يناير من عام ٢٠١١ للمطالبة بالحرية
والمساواة. وقد أدان الحزب الانقلاب العسكري في مصر على الثورة المصرية، وفضح ماهية البرجوازية
القومية المصرية التي قادت ثورة مضادة على راية الحرية والمساواة التي رفعتها الطبقة العاملة المصرية
وعموم الكادحين. بينما راح قسم من اليسار يهلل للانقلاب العسكري على أنه جزء من مسار الثورة و”ضد
الاخوان المسلمين ومرسي”، وذلك بسبب ضديته للإسلام والإسلام السياسي دون اي تحليل للمحتوى الطبقي ليبلع الطعم، ويكون جزء من الأبواق الدعائية للعسكر والبرجوازية القومية وطمس الماهية الطبقية للانقلاب العسكري.
وليس هذا فحسب بل أن الحزب أيضا بيّن موقفه من الأحداث في سورية بعد هبوب نسيم الثورتين على
المنطقة، وأصبح واضحا بأن ما يحدث في سورية ليست له أية علاقة بالثورة، وان الصراع الدائر هو جزء
من حرب الوكالة، وأن الجماعات الإسلامية الإرهابية التي استغلت نسيم الثورتين ليست إلا أدوات بيد
القوى الإقليمية والدولية لتغيير المعادلات السياسية في سورية والمنطقة لصالح القوى التي توظفها وتدعمها عسكريا وماليا وسياسيا، وليست لها أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالمطالب العادلة للجماهير من اجل الحرية والمساواة. بينما راح طيف من اليسار يسمي ما يحدث في سورية بأنه ثورة وبغض النظر عن فهمه للثورة والاحتجاجات الجماهيرية وتحت أية آفاق وأية راية. وبينت جميع الأحداث لاحقا صحة سياسات الحزب تجاه ما حدث في مصر وسورية.
وعلى نفس السياق، سار الانقلاب الذي قاده العسكر و بواجهة مدنية مثّلها قيس سعيد في تونس مع الفارق في الوقت بين الانقلاب في مصر والانقلاب في تونس. وأوضح الحزب أن ما حدث في تونس لم يكن اكثر من إطفاء أية جمرة تحت الرماد للثورة التونسية وذر الرماد في عيون الجماهير الكادحة وعموم المجتمع

التونسي للتغطية على حقيقة أزمة البرجوازية السياسية وسياستها في تونس لفرض مشاريع صندوق النقد
الدولي والبنك الدولي، واستغلال سخط الأغلبية المطلقة لجماهير تونس ضد الحكومة الإسلامية وسياساتها
الاقتصادية ومعاداتها لمساواة المرأة والحريات، وتصوير الأزمة على أنها بسبب إخفاقات جناح آخر من
أجنحتها، وهو الإسلام السياسي، من أجل إنهاء وطوي صفحتها وفرض دكتاتورية جديدة على شاكلة ما
حدث في مصر.
داعش والحرب في مدينة الموصل:
لم يكن ظهور سيناريو داعش بعيدا عن تداعيات الثورتين المصرية والتونسية وهبوب نسيمهما على
المنطقة، بل نبهت الثورتان الطبقة البرجوازية إلى لعب دوراً كبيراً على صعيد المنطقة والعالم للمحاولة في
احتوائها وإعادة ترتيب أوراقها. ورتبت الولايات المتحدة الأمريكية سيناريو جديد لإعادة إنتاج نفوذها
السياسي عبر تقديم كل أشكال الدعم إلى الجماعات الإسلامية، حيث ساهمت في دعم صعود الإخوان
المسلمين في مصر وتونس عبر تقديم المساعدات المالية لهم في الانتخابات التي تلت الثورتين أبان عهد
إدارة اوباما، إضافة إلى إنها دعمت كل العصابات والجماعات الإسلامية في سورية وليبيا عبر وكلائها من
دول الخليج، ولقاء قادتها أمثال أبو بكر البغدادي من قبل أعضاء الكونغرس الأمريكي وفي مقدمتهم جون
مكين على الأراضي السورية. بمعنى آخر كان ظهور داعش وقوتها ثمرة للإحتقان والشد الطائفي الذي
مارسته السلطة الحاكمة في العراق بالإضافة إلى الصراع الإقليمي والدولي، حيث كانت حرب الوكالة
واحدة من مميزات تلك المرحلة.
ومع اجتياح داعش لمدينة الموصل وإعلان مشروعه لدولة الخلافة الإسلامية، قرر الحزبان الشيوعي
العمالي العراقي والكردستاني على سياسة المقاومة العسكرية. بيد أنه على الصعيد العملي لم يقدم الحزب على أية خطوة جدية نحو تشكيل قوة عسكرية لتنفيذ السياسة المذكورة، ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها حداثة الميدان العسكري بالنسبة للحزب، إلى جانب رسوخ التقاليد اللاجتماعية التي ترسف بها ذهنية الحزب.
وفي خضم الحملة العسكرية على مدينة الموصل من قبل التحالف الدولي أدان الحزب القصف الوحشي
على المناطق المدنية، وانعكس في الخطاب السياسي والدعائي والوقفات الاحتجاجية في مدينة بغداد.
الاستفتاء حول استقلال كردستان:
وأبرزت تداعيات الصراع القومي بعد طرد داعش و ظهور معادلات سياسية جديدة في العراق موضوعة
الاستفتاء من أجل إستقلال كردستان. فالبرجوازية القومية الكردية طرحت مشروع استفتاء كردستان من
اجل الاستقلال، بالرغم من أنها لم تكن منسجمة، بجناحيها، وهما الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي
الكردستاني، إلا أن الأخير استطاع قيادة عملية الاستفتاء.
وفي ظل هذه التحولات السياسية الجديدة، وفي ظل إعادة إنتاج طرح المسالة القومية، وتصاعد اللهجة
والنزعة القومية بين ضفتي الصراع، العراق وكردستان، رفعت المسالة القومية براسها مرة أخرى لتلقي
بظلالها وتخيم على ذهن الطبقة العاملة وعموم المجتمع،. وفي ظل تلك التحولات، أيد الحزب الشيوعي
العمالي العراقي مسالة الاستفتاء؛ فمن جهة كان الحزب ينظر إلى عملية الاستفتاء بأنها تكتيك لينيني بالنسبة للطبقة العاملة والتيار الشيوعي في بلد الطبقة المضطهٍدة، وسياسة واضحة لجر الطبقة العاملة ومحرومي المجتمع من تحت آفاق البرجوازية القومية وأبطال شرارة الحرب القومية وتوجيه حراب النضال ضد البرجوازية التي تتصارع فيما بينها على تحقيق مصالحها الطبقية والتي ليس لها أية علاقة بمصالح الطبقة العاملة، وعلى الجانب الآخر أكدت الحكمتية ومنصور حكمت بأن مسألة الاستفتاء هو اسلوب عملي لحل القضية القومية الكردية. كما أدان الحزب سياسة حكومة بغداد في الحملة العسكرية التي قامت بها حكومة العبادي والحشد الشعبي على مناطق كركوك وخانقين وديالى التي سميت بالمناطق المتنازع عليها، ونظم حملة دعائية وسياسية ووقفات احتجاجية في بغداد ضد السياسات العسكرية لحكومة بغداد، وفي الوقت ذاته، وقف بحزم ضد التصعيد الشوفيني القومي من قبل الأحزاب القومية الكردية.
علماً ان هذه المنعطفات السياسية المذكورة أعلاه قد جرت في سياقها نقاشات جدية وإختلافات في الراي
بشكل واضح داخل الحزب وهيئاته القيادية عموما وبشكل علني في بعض الاحيان.
الحزب والتقاليد الحزبية والسنن الشيوعية:
لقد كان واحد من التحديات التي واجهت حركة الشيوعية العمالية تاريخيا هي التحزب الشيوعي والتقاليد
الحزبية. وكان النضال ضد المحفلية والدفاع عن وحدة الحزب وترسيخ تقاليده جزءا حيا ومتواصلا طوال
حياة الحزب ومنذ تأسيسه. وقد أكدت قيادة الحزب دوما على أنَّ وجود الاختلافات في وجهات النظر وتعدد
الآراء شيء طبيعي في الحياة الداخلية للأحزاب السياسية والاجتماعية الحية. ومنذ المؤتمر الرابع للحزب،
كانت موضوعة الدفاع عن التقاليد الحزبية بحثا أساسيا من أبحاث ومناقشات المؤسسات الحزبية. بيد أن
كل تلك المساعي لم تسفر عن إنهاء تلك الظاهرة، أي ظاهرة اللاتحزب من حياة الحزب.
وقد كشفت المعطيات المادية في الحياة الداخلية للحزب عن وجود تقليدين على صعيد التحزب والتقاليد
الحزبية وصيانة وحدة الحزب، كأنعكاس لرؤى سياسية واجتماعية ونضالية مختلفة؛ تقليد لتيار يساري
هامشي يتخذ من محفله وفرقته محل انطلاقه، وتقليد آخر هو تقليد الشيوعية العمالية الذي ينطلق من الحزب والتقاليد الحزبية والمؤسسات الحزبية. ولم يكن أمام التقليد الأخير إلا أن يأخذ بزمام المبادرة ويوجه نقدا حاداً وجاداً لكل الظاهرة التي استفحلت وهددت وحدة الحزب وتقاليده السياسية والفكرية والاجتماعية. حيث وقف الاجتماع الموسع ٣٣ للجنة المركزية بصرامة ضد كل الخروقات والانتهاكات التي حدثت تجاه التقاليد الحزبية والشيوعية خلال كل تلك السنوات المنصرمة، ودافع دون أية مساومة عن الحزب والشيوعية
العمالية والإرث الفكري والسياسي لمنصور حكمت. ويعتبر ذلك الاجتماع، في الفترة ما بين المؤتمرين،
خطا تصاعديا ضد كل التقاليد والتصورات التي تقدس اللاحزبية وضرب المؤسسات الحزبية والنظام
الداخلي بعرض الحائط.
وتبين لاحقا خلال مسيرة الحزب إن أؤلئك الذين أضروا بوحدة الحزب، وخرجوا أخيرا منه سواء في
ايار 2018 (استقالة 3 أعضاء للجنة المركزية مع عدد من اعضاء الحزب) او في إذار 2020 (استقالة
3 اعضاء من اللجنة المركزية)، ينتمون إلى تيار آخر، يمثل تقاليد سياسية اخرى مختلفة، وعبرت عنها
نفسها، قبل أن يجف حبر استقالتهم، بابتعادها وانفصالها بشكل نهائي عن الشيوعية العمالية ومنصور حكمت والحكمتية في الميدان الفكري والاجتماعي والحزبي، وعلى صعيد الرؤية السياسية للاعتراضات
والاحتجاجات الاجتماعية والمنعطفات السياسية في المجتمع مثل التصورات حول احتجاجات المنطقة
الغربية واستفتاء كردستان وحرب الموصل وأخيرا انتفاضة أكتوبر.

وبادرت قيادة الحزب، بالتنسيق والانسجام مع قيادة الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني ارتباطاً
بموضوعة الاستقالات، لشن حملة فكرية وسياسية على أوهام وتصورات اليسار حول مختلف المسائل،
والبروز كقطب مدافع عن الماركسية و الشيوعية العمالية والحكمتية في المجتمع. ولعبت إصدارات مثل
جريدة “إلى الأمام” ومجلة “المد” دورا مهما في دفع الشيوعية العمالية من الناحية الفكرية والسياسية إلى
الأمام، وكان هناك دوما رد على أوهام اليسار وتخبطاته على عدد من المواقع الإلكترونية والدفاع عن
الشيوعية العمالية، وصبت تلك الردود جميعها في مسار تعميق النقد الاشتراكي في المجتمع. وسعت قيادة
الحزب بشكل حثيث ومتواصل إلى تنظيم البرامج السياسية والفكرية المنتظمة عبر ندواتها حول ذكرى ثورة
أكتوبر في بغداد وذكرى الثورة التونسية والدفاع عن الحزب ومكانته في اليسار عبر منصة الزوم، ولعبت
القنوات الإعلامية مثل (سايت الحزب) وشبكات التواصل الاجتماعي وقناة (عالم أفضل) بشكل منتظم في
مناسبات مختلفة مثل ٨ مارس والأول من أيار وذكرى تأسيس الحزب و أسبوع منصور حكمت في تقوية
ذلك المسار. كما ساهم البيت الحزبي الذي تشرف عليه لجنة تنظيم بغداد عبر ندوات أسبوعية، في نشر
سياسات الحزب الفكرية والسياسية في صفوف عدد ليس قليل من الأشخاص على مختلف توجهاتهم
السياسية والفكرية.
ولابد من الإشارة إلى الدور الجدي في تطور العلاقة بين الأحزاب الشيوعية الثلاثة، الحكمتي الخط
الرسمي والكردستاني إلى جانب العمالي العراقي في عبور أكثر المراحل صعوبة في الحياة الداخلية للحزب
والحركة الشيوعية العمالية عموما، وكان الانسجام السياسي البيّن بين الأحزاب الثلاثة خلق أجواء في اتخاذ
العديد من المواقف والسياسات المشتركة تجاه الأوضاع السياسية في العراق وكردستان وإيران.
الاحتجاجات الجماهيرية والعمالية، حركة ضد البطالة والطاولات المستديرة
إن الدافع الرئيسي في إشعال الاحتجاجات في البصرة في تموز من عام ٢٠١٨ وبعد ذلك انتفاضة أكتوبر
هو، ولحد كبير، وجود الملايين من العاطلين عن العمل. ومازالت هذه المسالة تشكل معضلة رئيسية في
المجتمع، وليس بمقدور البرجوازية كطبقة إيجاد الحلول لتخفيفها، لأسباب منها الصراع على السلطة
السياسية وغياب الاستقرار السياسي والأمني وتفشي الفساد في جميع المفاصل الحكومية والمجتمع، وأخرى
بسبب الأزمة الاقتصادية التي تضرب النظام الرأسمالي العالمي ككل. والجدير بالذكر فإن القوى المليشياتية
البرجوازية تستغل ظاهرة البطالة لتجنيد المئات من العاطلين في المليشيات والجهاز القمعي للسلطة من
الشرطة والجيش.
وقد أولى الحزب أهمية لقضية العاطلين عن العمل ومسالة العمال المؤقتين أو العقود التي تعتبر احدى
المحورين الرئيسين اللذين وردا في وثيقة “الأوضاع السياسية في العراق وسبل حل الحزب” في الاجتماع
الموسع ٣٣.
وقد نظم الحزب عدة طاولات مستديرة لتنظيم علاقته مع النشطاء والفعالين في الاحتجاجات، والعمل على
توحيد صفوفهم وتسليحهم بالآفاق السياسية للحزب. فكانت الطاولة المستديرة الأولى في بغداد، حيث جمعت
نشطاء وفعالي الاعتراضات وخاصة في البصرة، والعمل معهم لوضع خطة تنظيمية شاملة على صعيد
العراق لتشكيل حركة ضد البطالة وحركة موحدة للعمال المؤقتين. ثم عقد الطاولة المستديرة الثانية والثالثة
في مدينة السليمانية، وتم التطرق بشكل مفصل إلى الحركة العمالية وحركة ضد البطالة ومسألة المرأة.

كما حاول الحزب تشكيل إطار تنظيمي في أيام انتفاضة أكتوبر للعاطلين عن العمل، وقد نظم طاولة مستديرة
رابعة في مدينة بغداد وكانت احدى محاورها قضية العاطلين عن العمل ولتشكيل منظمة نضالية تحقق مطالب
العاطلين عن العمل في العراق. وتم أيضا رفع شعار (فرصة عمل مناسب أو ضمان بطالة)، إلا أن افتقار هذا
المشروع الى كادر بشري متسلح بافق نضالي وعملي واضح وملموس للدفع بهذه الحركة كان عائقاً رئيسياً أمام النهوض بهذه الحركة. وفي السياق ذاته، كانت موضوعة تأسيس حركة ضد البطالة من أولويات المواضيع التي طرحت في البيت الحزبي وفي صحيفة (الى الامام) وفي اللقاءات والمقابلات مع قناة (عالم أفضل).
وكانت الطاولات المستديرة فرصة في تعريف سياسات الحزب وشرح رؤيته للاحتجاجات، وفي الوقت ذاته ساعدت على انتشار الحزب في أوساط جديدة في المجتمع. وقد ساهمت الطاولات المستديرة، في تنظيم يوم المراة العالمي و الاول من ايار، واخيراً، مهدت الارضية لتأسيس تحالف امان النسوي، حيث تمكن الحزب من تأسيس علاقات واسعة مع شبكة من الفعالين والناشطين في الحركات الاحتجاجية.
الاحتجاجات الجماهيرية في المدن الجنوبية:
اجتاحت المدن الجنوبية في العراق في صيف ٢٠١٨ سلسلة من الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة ضد الفقر
والبطالة والعوز وإنعدام الخدمات، وجاءت بعد إعلان نتائج الانتخابات التي قاطعها أكثر من ٨٠٪ من
الناخبين، وكانت إحدى المطالب الرئيسية للاحتجاجات التي اندلعت شرارتها في صيف ٢٠١٨ في البصرة
هي “توفير فرص العمل” وتوظيف عمال العقود والأجور اليومية في الملاك الدائم. وتعتبر انتفاضة أكتوبر
امتدادا لتلك الاحتجاجات التي اشتعلت في عام ٢٠١٩ وقبلها هي امتداد لسلسلة من الاحتجاجات التي اندلعت منذ شباط ٢٠١١ ومرورا باحتجاجات تموز ٢٠١٥، التي رفعت شعارات مهمة تفضح سلطة الإسلام
السياسي مثل شعار (باسم الدين باكونا الحرامية!)، كما كان انتشار شعار (لا شيعية… لا سنية… الهوية
إنسانية!) في صفوف المتظاهرين واحد من الشعارات التي رفعها الحزب بعد الحرب الطائفية في ٢٠٠٦.
وعندما بدأت تلك الاحتجاجات يسيطر عليها التيار الصدري لتفريغها من محتواها وحرف توجهات
نضالها، أعلن الحزب عن انسحابه منها وتعرية القوى السياسية التابعة للسلطة المشاركة فيها مثل جماعة
العبادي والتيار الصدري.
وعشية انتخابات ٢٠١٨، تدخل الحزب بشكل مباشر في تنظيم تظاهرات في منطقة السفير في بغداد من
اجل توفير الخدمات ورفع شعار (لا انتخابات دون توفير الخدمات!) لتجتاح هذه الحركة الاحتجاجية
وشعارها إلى عدة مناطق في بغداد و أرغمت الحكومة على إرسال ممثلها للتفاوض مع أهالي المناطق، وقد حققت بعض المطالب مثل تعبيد عدد من الشوارع في تلك المناطق.
أما احتجاجات صيف ٢٠١٨، فقد تميزت بطردها لمقتدى الصدر والعبادي حين كان رئيسا للحكومة، عندما
حاولا لقاء فعاليها و نشطائها في مدينة البصرة، وعلى إثر ذلك، قامت القوات الامنية بقتل وجرح عدد من
المتظاهرين لتتسع رقعتها إلى مدن جنوبية أخرى. وتم حرق عدد من مقرات ومكاتب الأحزاب الإسلامية
من قبل المتظاهرين وهروب محافظ البصرة ومجلس المحافظة والعصابات والمليشيات الإسلامية من
المدينة وعدد من المدن الجنوبية. ولم تتمكن الجماهير من طرح بديلها للسلطة وتشكيل حكومة محلية تمثلها وتعمل على تحقيق أهدافها، وذلك لافتقارها إلى قيادة واضحة ومنسجمة سياسياً، وسيطرة الأشكال العفوية والارتجالية على الاحتجاجات. وفي خضم تلك الاحتجاجات، أتبع الحزب سياسة واضحة تجاه الاحتجاجات وحاول الانخراط بها والاندماج معها والعمل على خلق انسجام سياسي على الأقل في صفوف عدد مننشطائها وفعاليها سواء عن طريق صحافته أو عن طريق سلسلة من بياناته وإصداره نشرة يومية “نحو التغيير” التي صدر (23) عدد منها. وعلى الرغم من إن الصدى السياسي لسياسات الحزب كان واسعا
نسبيا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعبر صحافته، وقد وزعت خارج تنظيمات الحزب، اي من قبل
المحتجين انفسهم، أعداد من نشرة “نحو التغيير” ومنها في تظاهرات أمام المجلس البلدي في الإسكندرية إلا أنه لم يستطع إحراز موطئ قدم في تلك الاحتجاجات لجرها تحت آفاقه الثامن من إذار، يوم المرأة العالمي.
يعتبر يوم المرأة العالمي، مناسبة ٨ مارس هي من المناسبات المهمة بالنسبة للحركة النسوية والتحررية
عموما والحزب الشيوعي العمالي العراقي خصوصا. ويعتبر الاحتفاء بيوم الثامن آذار تقليد سياسي بالنسبة
للحزب. وكانت السياسة الرامية إلى أحياء الثامن مارس منذ عام ٢٠١٨ هي بناء حركة نسوية تحررية
مسلحة بآفاق وشعار المساواة التامة بين المرأة والرجل. وامتدادا لذلك، استطاع الحزب أن ينظم مسيرة
بمناسبة يوم المرأة العالمي وسط مدينة بغداد، وهي أول مسيرة تنظم في يوم المرأة على الأقل طوال العقدين الأخيرين من حيث التنظيم وعدد المشاركين وظهور النساء، وسبقها تنظيم حملة دعائية حول يوم المرأة من توزيع بيانات وبوسترات، لينتهي بمهرجان تخلله معرض رسم ومعرضا للكتاب وخطابات سياسية وقصائد، كما نظم ندوة سياسية حول معضلات الحركة النسوية في العراق. لقد برز الحزب على الصعيد الاجتماعي والسياسي والدعائي في مقدمة النضال من أجل المساواة بين المرأة والرجل في هذه المناسبة.
قضية المرأة والحركة النسوية:
إن الظلم الجنسي السافر على المرأة واحد من القضايا التي تمسك بخناق المجتمع. صحيح إن إعادة إنتاج
الظلم الجنسي هو جزء من الإبقاء على ربحية الرأسمال، إلا أن العنف المنظم ضد المرأة في المجتمع
العراقي لم يشهد له مثيل، على الأقل في تاريخ العراق الحديث، في الثلاثة عقود المنصرمة على الأقل
بسبب سيطرة الإسلام السياسي على السلطة ومليشياتها على المجتمع. وفي مقابل ذلك هناك غياب واضح للحركة النسوية كجزء من الحركة الثورية في المجتمع، وساد تصور وتوجهات وأفكار منظمات المجتمع المدني في المجتمع منذ غزو واحتلال العراق. وتحولت كل قضية مساواة المرأة والرجل إلى سلسلة من الحملات والورشات، بينما تنظيم النساء ونضالهن يدا بيد مع الرجال التحرريين وتحويلها إلى جزء من حركة ثورية تعمل على إنهاء الأوضاع التي تحيط بالمرأة وتغيير كل القوانين لصالح تحررها ومساواتها
الكاملة في جميع الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية غاب كليا على الساحة السياسية في العراق.
ولذلك سعى الحزب لملىء فراغ ميدان نضال المرأة منذ غزو واحتلال العراق. وخلال الفترة المنصرمة،
فبعد عدة لقاءات مع فعالي ونشطاء الاحتجاجات الجماهيرية التي نظمت تحت عنوان الطاولات المستديرة،
خصص يوم كامل لقضية نضال المرأة في الطاولة الثالثة، ودفع الحزب باتجاه توحيد صف من النساء، وبعد
ذلك الشروع في تأسيس منظمة أمان للمرأة. ويمتلك اليوم هذا المشروع عدد من الناشطات، وشرعت
فعاليتها بتنظيم الحملات والوقفات الاحتجاجية التضامنية ضد اغتيال النساء والقانون الجعفري والمادة ٥٧.
وفي هذا الميدان سعى الحزب الى دعم هذه المنظمة سياسيا والحفاظ على استقلاليتها التنظيمية والعمل على
أن تكون منظمة جماهيرية واسعة بإمكانها قيادة نضال المرأة نحو المساواة.

الاول من آيار… والنضال على صعيد الحركة العمالية
الأول من أيار هو يوم العمال العالمي، وهو جزء من التقليد الطبقي والسياسي لحركتنا. وضمن خطة
أعدها الحزب لإحياء يوم الأول من أيار، وتعريف العمال به والمساهمة بترسيخه في المجتمع، فكما في يوم
المرأة، سار الحزب على نفس السياق في التحرك على أوساط مختلفة لتشكيل لجنة تضم جهات عديدة
لتنظيم تلك المناسبتين. وكان يوم العمال العالمي مناسبة للقاء الواسع لفعالي ونشطاء الحزب وأصدقائه
بالعديد من العمال في المصانع مثل أبو غريب وعمال المساطر للتحدث معهم حول يوم العمال، وقد كان
لتشكيل الفرق لتوزيع البوسترات في أنحاء مدينة بغداد والبصرة والناصرية وكركوك وفرصة للتحدث مع
العديد من الناس حول الأول من أيار. وكانت حصيلة تلك الفعاليات هي تنظيم مسيرة في يوم الأول من أيار
في شارع الرشيد وسط مدينة بغداد.
و بموازاة ذلك، سعى الحزب بشكل حثيث لتقوية الأواصر بينه وبين أقسام أخرى من الطبقة العاملة، وكان
إحياء ذكرى عمال الزيوت النباتية عبر ندوة نقاشية في بغداد، حيث شارك فيها من المهتمين بالحركة
العمالية، من شخصيات وقادة ونشطاء الحركة العمالية كخطوة في نفس الاتجاه، وقدم الحزب ورقته في هذه
المناسبة حول معوقات ومعضلات الحركة العمالية، وتمخضت الندوة عن نتائج إيجابية تلخصت بالتاكيد
على ضرورة وضع ذكرى إضراب عمال الزيوت النباتية في التقويم العراقي وتنظيمه بشكل سنوي، وتعبئة
النقابات والاتحادات العمالية للمشاركة في هذه المناسبة، إلى جانب التبليغ والدعاية في صفوف العمال حول
التاريخ النضالي للطبقة العاملة ومكانة هذا الإضراب في التاريخ المذكور.

  • وعلى صعيد آخر، لدى الحزب صلة مع أهم قطاع اقتصادي في المجتمع وهو القطاع النفطي، وعمل
    بشكل حثيث لتقوية تلك العلاقة وتقوية نفوذه السياسي في صفوف العمال في هذا القطاع، وعن طريق كل
    أشكال الدعم المعنوي والدعائي الذي يقدمه الحزب لعمال النفط.
    كما عمل على تقوية التضامن بين الطبقة العاملة في العراق والطبقة العاملة والجماهير المحرومة في
    كردستان، حيث بادر “البرنامج الوطني” على إدانة السياسة الشوفينية القومية التي تنشرها القوى القومية
    البرجوازية في الطرفين العراق وكردستان، ورفض المماطلة في دفع معاشات ورواتب عمال وموظفي
    ومتقاعدي كردستان من قبل حكومة بغداد.
    ولعبت صحافته دورا في تغطية فعالياته ونشاطاته وخاصة مؤتمره الأخير في تأسيس اتحاد العاملين
    لعمال النفط. وعلى الصعيد الآخر لعبت قنواته الإعلامية المختلفة في عقد لقاءات وحوارات وطاولات
    حوارية حول المواضيع المختلفة مثل الاحتجاجات العمالية والورقة البيضاء والأول من أيار مع قادة
    ونشطاء العمال، كما أجريت لقاءات عبر أفلام وثائقية مع نشطاء الاحتجاجات للمحاضرين والمهن الطبية
    والمهندسين والبيطرة وعمال العقود في الكهرباء والصناعة، عرفت بمطالبهم ووجهت نداءاتهم عبر قناة
    (عالم أفضل). الا ان رغم هذا، فان الحزب لازال بعيداً عن اقامة صلات وثيقة وحية ويومية مع القادة والناشطين
    العماليين بالشكل الذي ننشده. ان لهذا أسباب كثيرة دون شك كانت على طول الخط مبعث تفكير القيادة ونقاشاتها..
    انتفاضة أكتوبر والسلطة والأفق الاشتراكي:
    لقد مهدت الأرضية الاجتماعية للاحتجاجات العمالية والجماهيرية والعاطلين عن العمل التي اندلعت في
    صيف من عام ٢٠١٨ وبعد ذلك اعتصامات الخريجين وعمال العقود والأجور وتوسع مساحة الفقر والعوز
    إلى إشعال انتفاضة تشرين / أكتوبر في عام ٢٠١٩. وقد عمقت الانتفاضة الأزمة السياسية وخاصة

موضوعة السلطة. وحاولت القوى السياسية في العملية السياسية والمعارضة القومية وغيرهم وداعميهم
الإقليميين والدوليين الاستئثار بالانتفاضة والاستفادة منها وتحويلها وفقاً لمصلحة كل طرف.
لقد شخص الاجتماع الموسع ٣٥ للجنة المركزية الوضع السياسي وحدد السياسات العملية لدفع الانتفاضة
إلى الأمام وتعميق راديكاليتها وفصل آفاقها عن آفاق القوى والتيارات البرجوازية سواء كانت في العملية
السياسية أو خارجها.
وخلال كل أيام الانتفاضة لعب الحزب دورا ما، ولا نريد أن نبالغ فيه، ولكن نستعرضه كما هو بشكل
موضوعي، من خلال نشرته، “انتفاضة أكتوبر”، ونصب خيامه في بغداد والناصرية وعبر تنظيماته في
تنفيذ السياسات العملية للحزب في الساحات والميادين التي تجمع فيها آلاف من المحتجين.
لقد تمثلت سياسات الحزب بالتعاطي مع الأوضاع التي أنتجتها ساحات الاحتجاج أو من خلال طرح
مبادراته، مثل محاولاته تشكيل اللجان على صعيد الساحات، أو تشكيل المجلس السياسي، تنظيم الساحات
حول شعارات ومطالب محددة، وقد صبت جميع مبادرات الحزب وسياساته في هدف تنظيم الصف
التحرري في الانتفاضة. وحاول الارتقاء بكل الأشكال التنظيمية، وقام بتنظيم حملة واسعة دعائية لتأسيس
المجالس سواء عبر الساحات والميادين او في محلات السكن والمعيشة. لقد كانت موضوعة المجالس جديدة
في تلك الساحات وحتى جديدة بالنسبة لتنظيمات الحزب الناشئة. وقد طرح الحزب أيضا ورقة مبادئ لدفع
الانتفاضة إلى الأمام على ضوء قرار الاجتماع المذكور، “سياستنا تجاه الانتفاضة”، الذي يلخص كل
سياسات الحزب وبرنامجه لهذه المرحلة لتوحيد القوى في الساحات والميادين، وأيضا نظم اجتماع موسع
لعدد من فعالي و نشطاء الانتفاضة في بغداد وهو الطاولة المستديرة الرابعة التي تحدثنا عنها، وكانت كل
تلك الخطوات العملية تصب في تعميق راديكالية الانتفاضة وفصل مساراتها السياسية عن مسارات القوى
البرجوازية. كما بادر في تشكيل اتحاد العاطلين، منظمة الطلبة التقدميين، تقوية منظمة أمان للنساء.
ونظراً لعدم سيادة افق راديكالي وتحرري على الانتفاضة وغياب رؤية سياسية عملية قوية وقادرة للدفع
بالانتفاضة نحو الانتصار، وفر الفرصة المناسبة للبرجوازية وجناحها العروبي والمحلي بالتضييق على
الانتفاضة وتهميشها وتتويج الكاظمي ممثلا لهذا التيار رئيساً للوزراء.
مدينة الناصرية: الصراع على السلطة ومساعي الحزب:
إن أزمة السلطة السياسية في العراق والصراع المحتدم بين الأجنحة البرجوازية على النفوذ والامتيازات
والحصص أخذت أشكالا مختلفة على صعيد السلطة المركزية أو على صعيد المحافظات والمدن مثل
الصراع على منصب المحافظ. وحاول الحزب عن طريق الارتباط بفعالي ونشطاء الاحتجاجات طرح بديله
السياسي سواء أ كان في انتفاضة أكتوبر أو قبلها في احتجاجات ٢٠١٨ في المدن الجنوبية.
وفي مدينة الناصرية، تصاعدت الاحتجاجات والصراع على منصب المحافظ قبل ثلاثة أشهر من
الانتخابات الأخيرة. وطرح الحزب برنامجه حول معايير اختيار المحافظ، وتبنى عدد من فعالي
الاحتجاجات البرنامج، وكانت هناك لقاءات منتظمة وبشكل يومي ولمدة أكثر من أسبوعين بين الحزب في
الناصرية وصف من فعالي ونشطاء تلك الاحتجاجات، إلا أنه لم يتحول إلى إطار تنظيمي يجر المجاميع
المحتجة حوله، بالرغم من العمل المتواصل من اللقاءات والاجتماعات مع الفعالين والمشاركين.
أن المسألة التي يجب التنويه عليها هي غياب الأفق الاشتراكي، وبغض النظر عن ضعفه أو قوته سواء
خلال الانتفاضة وبعدها في احتجاجات مدينة الناصرية التي استمرت دون المحافظات الأخرى لفترة أطول.

إن هذا الأفق لم يكن موجودا كواحد من الآفاق المتصارعة التي تعكس صراع القوى والأحزاب والتيارات
السياسية في الانتفاضة. و يعكس غياب هذه الأفق، بقدر ما انه يشير إلى ضعف التيار الاشتراكي، إلا أنه
بنفس القدر يعكس ضعف الحزب أيضا على الصعيد امتلاكه صف من الكوادر الشيوعية والماركسية وعلى
ضعفه التنظيمي والاجتماعي. وبالرغم من سعي الحزب بشكل دؤوب بعد احتجاجات عام ٢٠١٨ على
صعيد الطاولات المستديرة لتقوية العلاقة مع صف من نشطاء وفعالي الاحتجاجات وتوحيدها وتقوية الأفق
الاشتراكي في صفوفهم، إلا أن تقاليد التيارات القومية والوطنية هي التي كانت اقوى من تقاليد الحزب
السياسية وافقه الاشتراكي واستطاعت الأولى من جر الانتفاضة تحت آفاقها.
إن هذه المحدوديات أثرت على إبراز الحزب على الصعيد السياسي والاجتماعي في ميادين وساحات
الاحتجاجات على الرغم أن هناك إدراك ومعرفة لدى قسم ليس قليل في ساحات الاحتجاج أن الحزب
الشيوعي العمالي العراقي يقف خلف خيمة العاطلين ونشرة “انتفاضة أكتوبر” ولجنة احتجاجات أكتوبر”
وكذلك في طروحاته حول منصب المحافظ في مدينة الناصرية. اي أن واحدة من نقاط الضعف الرئيسية
التي لم يستطع الحزب التغلب عليها هو العمل الحزبي المباشر، أن يظهر كحزب في الساحات والميادين،
وأيضا طرح بديله السياسي حول السلطة بحيث تشير إليه الجماهير والمجتمع كبديل من البدائل المطروحة
في المجتمع. وبعد أربعة أشهر من العمل “غير المباشر”، سعى الحزب إلى ملء هذه النواقص، فعاود
إصدار جريدة (إلى الأمام) وأوقف نشرة “انتفاضة أكتوبر” عن الصدور وبدء بالتحرك المباشر، لكن بقي
ضمن محدوديات معينة ولم يتجاوزها وهو ما شهدناه في الصراع على منصب المحافظ في الناصرية.
الشباب والعلمانية في المجتمع:
إن توسع انتشار النزعة المعادية للإسلام السياسي هو ظاهرة تتعاظم في المجتمع، ومعطياتها هي النزعة
التي سادت في انتفاضة أكتوبر، وبعد ذلك المقاطعة المليونية للانتخابات الأخيرة. والى جانب ذلك، تنتشر
المظاهر المدنية والتحضر والدعوة إلى العلمانية وانتشار ظاهرة الإلحاد ونقد الدين وبأشكال مختلفة على
شبكات التواصل الاجتماعي وفي المجتمع. بالإضافة إلى المظاهر التي تؤكد على المدنية في “يوم الحب”
والمهرجانات التي تقام مثل مهرجان بابل الأخير، والمشاركة الواسعة للنساء في انتفاضة أكتوبر. ولكن ما
يميز هذه الظاهرة، بالرغم من أنها معادية للإسلام السياسي، هو الضبابية في تفسيرها للعلمانية وأيضا ليس
لها إطار تنظيمي مادي في المجتمع. ولكن يمكن تلمسه على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى صعيد
اجتماعي. وتشكل مشغلة إيجاد إطار تنظيمي بالنسبة للشباب الذين لديهم هذا التوجه من الأولويات التي
يضعونها على عاتقهم، إلا انهم يرتطمون بغياب اي انسجام فكري وسياسي يوحدهم من أجل تأسيس إطار
تنظيمي واحد.
لقد لعب الحزب دورا في هذا الميدان، ميدان تقوية العلمانية في المجتمع، وتجسد ذلك من خلال صحافة
الحزب ووسائل إعلامه على شبكات التواصل الاجتماعي، واللقاءات مع صف واسع من الشباب الذي
يجمعهم هاجس معاداة الإسلام السياسي.
إن نقطة جذب الشباب إلى الحزب هو بسبب جرأة خطابه السياسي غير المهادن وغير المساوم في نقد
الإسلام السياسي على الصعيد الاجتماعي والسياسي وبرامجه الاقتصادية. وعلى أثر هذا الخطاب، هناك
انتشار للنفوذ السياسي والمعنوي للحزب في صفوف الشباب، وكان عاملا مهما سواء في انضمام أعضاء
شباب جدد للحزب او في جذب مؤيدين إلى صفوفه. بيد أن الحزب ما زال غير قادر على هضم هذه

الظاهرة، ونقصد ظاهرة الإلحاد والعلمانية التي تحتل مكانا ليس قليلا في مناخ المجتمع، وان تتحول إلى قوة
مادية بالنسبة للحزب سواء على الصعيد الاجتماعي او الصعيد السياسي والمعنوي في المجتمع.
في مواجهة وباء كورونا:
وتجاه شيوع وباء كورونا، قام الحزب وكوادره بدور جدي من حيث دعوة الجماهير للأمتثال لتوصيات
المنظمات العلمية والصحية الخاصة بهذا الصدد من مثل منظمة الصحة العالمية من جهة، ومن الناحية
السياسية من حيث تبيان عجز النظام الرأسمالي عن الرد على متطلبات الجماهير جراء أولوياته المختلفة
والبعيدة كل البعد عن متطلبات حياة الجماهير. وقد رد الحزب على الجوانب المختلفة سواء الصحية منها أو
السياسية لهذه القضية بصورة طليعية.
من جهة أخرى، لقد شاع الوباء إبان الانتفاضة وتركت تاثير عليها وعلى إستمرارها. لقد ساهم انتشار وباء
كورونا في إسدال الستار على ساحات التحرير والحبوبي وغيرها، وبالتالي الانتفاضة التي كانت تفتقد إلى
أفق سياسي ونضالي واضح يرشدها صوب تحقيق أهداف الجماهير المنتفضة. واستطاعت القوى
البرجوازية القومية والإسلامية من حرف الانتفاضة نحو “انتخابات مبكرة”، وبالتالي، حسم مصير اختيار
رئيس الوزراء التي كانت نقطة رفض الجماهير طوال أشهر الانتفاضة. وتحول وباء كورونا إلى أهم
انشغالات المجتمع بسبب خطورته المميتة ليس على الصعيد العراق، بل على الصعيد العالمي كما هو
معروف. وعلى الرغم أن تفشي وباء كورونا أثر بشكل كبير على جميع مفاصل الحياة الاجتماعية ووضع
محدوديات كبيرة بالتحرك بسبب عملية الإغلاق ومنع التجول، بيد أن الحزب لم يوقف نشاطاته السياسية
والاجتماعية. وقد بادر بالرد على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للعمال والكادحين من خلال برنامجه الذي
تبنته الاتحادات والمنظمات العمالية وتحت اسم (البرنامج الوطني).
وقد كانت المبادرة في تشكيل “البرنامج الوطني” مهمة لتقدم الحزب نحو الأمام وبأن يكون جزء من هكذا
تجمع لصف من نشطاء وفعالي وقادة عمال. وكان لهذه الخطوة تأثير إيجابي على مكانة الحزب على
الصعيد الإعلامي والسياسي وعلى صعيد انتشار الحزب اجتماعيا.
ولم يقف الحزب عند هذه الحدود بل حوّل تفشي وباء كورونا إلى حملة سياسية ودعائية ضد النظام
الرأسمالي وفشله في توفير الحد الأدنى لإبقاء الناس بعيدا عن الأمراض والحفاظ على لقمة عيشهم. وكان
لهذا الدور تأثير في أن يجر إليه أنظار عدد من قوى يسارية أخرى في المغرب ولبنان وفرنسا وإيطاليا
واليابان وأدى إلى توسيع تعريف الحزب في مساحات أوسع في صفوف اليسار في العالم.
خلال مرحلة الانتفاضة ووباء كورونا، كان الحزب مواكبا للأحداث وقد ابدى المواقف السياسية الواضحة
تجاه جميع الأحداث التي جرت عبر المقابلات والندوات والإصدار المنتظم لجريدة (إلى الأمام) ورفع
مستوى الإعلام لتوصيل الخطاب السياسي للحزب إلى مساحات واسعة.
إعلام الحزب
لعبت المؤسسة الإعلامية للحزب دورا مهما وحيويا في نشر سياسة الحزب ومواقفه وخطابه ورده على
جميع المسائل السياسية في المجتمع، وقد أدى هذا العمل السياسي المتواصل إلى التوسع التنظيمي إضافة
إلى التوسع الاجتماعي، وتوسعت مساحة متابعة الحزب سياسيا ومواقفه وتصريحاته عبر شبكات التواصل

الاجتماعي وخاصة في ريادتها في قيادة حملات الحزب في الأول من أيار وأسبوع منصور حكمت وذكرى
تأسيس الحزب وذكرى ثورة أكتوبر.
الحلقات والمجاميع الاشتراكية:
إلا أن النقطة المهمة التي جاءت بعد انتفاضة أكتوبر وتعتبر من مكتسباتها، وهي تشكيل العديد من الحلقات
والمجاميع التي تتبنى الفكر الاشتراكي. وقد تمسك الحزب بها ووضع خطة عملية لها. واستطاع الحزب من
خلال سياساته و خطابه الدعائي التأثير على العديد من الحلقات الاشتراكية لتكون قريبة من الحزب وذات
صلة حية معه. وكان للدور الإعلامي للحزب الذي تطور بشكل ملحوظ وتحسن من أدائه تأثيرا كبيرا على
تواجد الحزب في صلب تلك الحلقات والمجاميع الاشتراكية. وليس هذا فحسب بل إن خطة الحزب الدعائية
والسياسية في الثامن من مارس يوم المرأة العالمي والأول من أيار هذا العام بالرغم من نواقصه العملية
على الصعيد الاجتماعي، جذب أنظار قسم من العمال وعن طريق إعلامه، وأثر بنسب مختلفة على تلك
الحلقات. إن تعامل الحزب مع هذه الحلقات والمجاميع جاء على أساس تعامل اجتماعي وسياسي وفكري
في آن واحد، فالدفاع عن التحزب والتقاليد الحزبية وتقوية البنية الماركسية والشيوعية العمالية للحزب جاء
في خضم هذا التعامل وتجاوز الحياة الداخلية للحزب للانطلاق نحو المجتمع عبر تقوية هذه الحلقات
والمجاميع.
الانتخابات “المبكرة” وسياسة الحزب:
لم تكن الانتخابات الأخيرة سوى تكتيك من قبل القوى القومية والوطنية المدعومة من أمريكا والأنظمة
القومية العربية لفرض التراجع أو إزاحة تيار الإسلام السياسي الموالي لإيران. ولعبت انتفاضة أكتوبر دورا
مهما في فرض التراجع السياسي والاجتماعي على الأخير، ولم تكن الانتخابات إلا وسيلة لنيل الشرعية
وإضفائها على ذلك التراجع ومحاولة لتقويض حصته ونفوذه في السلطة السياسية. ويمكن القول بأن
الانتخابات لم تكن مطلبا جماهيريا في انتفاضة أكتوبر، إلا أنه بعد سيطرة الأفق القومي على الانتفاضة،
فرضت الانتخابات على المجتمع عموما وسوقت على أنها مطلب رئيسي لانتفاضة أكتوبر. أي أن
الانتخابات لم تكن مرتبطة بمصالح الطبقة العاملة والأغلبية المطلقة من جماهير العراق. وقد ردت الجماهير
على الانتخابات بعدم المشاركة بها بنسبة أكثر من ٨٢٪ وهي الأكثر من نسبة عدم المشاركة في انتخابات
٢٠١٨.
وخلال أيام الانتفاضة وبعدها كان الحزب حاضرا بالرد السياسي على جميع ألاعيب التيارات البرجوازية
وفضح سياستها وكشف ماهية صراعها على السلطة، وبين التناقض الصارخ بين مصالحها الطبقية وبين
مصالح الطبقة العاملة وعموم الجماهير المحرومة في المجتمع، في جميع المشاريع التي طرحتها تلك
القوى، بدءا من ترشيح شخصيات لرئاسة الوزراء ومرورا بتشكيل “حكومة طوارئ” او “حكومة وحدة
وطنية” وانتهاءً بمسألة الانتخابات. ودعى الحزب إلى سياسة واضحة بالتنسيق والانسجام مع الحزب
الشيوعي العمالي الكردستاني تتمثل بدعوة الجماهير لعدم الانجرار والوقوع في حبائل البرجوازية وتنظيم
قواها وادامة انتفاضتها وإنهاء عمر العملية السياسية. وقد وجه الحزبان نقدهما إلى سياسة مقاطعة
الانتخابات التي أعلنتها بعض القوى السياسية واعتبرتها سياسة انتهازية، وأنها ليست أكثر من الإبقاء على
العملية السياسية التي هي أساس كل الفساد والخراب وانعدام الأمان والإفقار في المجتمع، ونظم الحزب

سلسلة من الندوات وخاصة مع صف من الحلقات الاشتراكية لتوضيح سياساته حول الانتخابات، إلى جانب
المقابلات مع المؤسسات الإعلامية للحزب والحملة الإعلامية والسياسية التي قام بها من أجل تعبئة
الجماهير حول سياساته التي كانت لها أصداء إيجابية بمجملها.
خاتمة:
وأخيرا اذا ما اردنا تلخيص كل مسارنا السياسي، وخاصة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، اي منذ
الاجتماع الموسع ٣٣ للجنة المركزية للحزب المنعقد في أيار ٢٠١٨، استطاع الحزب لملمة صفوفه
وتوحيدها وخلق الانسجام فيها وترسيخ وحدته وتقوية بنيته الماركسية وإعادة الأمل إلى إمكانية انتصار
الاشتراكية، كما قام بإعادة بناء مؤسساته مثل لجنة تنظيم بغداد واللجنة الإعلامية ولجنة التنظيم المركزي
وتنظيم الخارج والبيت الحزبي ومعاودة إصدار جريدة (إلى الأمام) و (مجلة المد) التي لعبت دورا مهما في
إغناء المكتبة الشيوعية العمالية على الصعيد الفكري والسياسي، كما عمل على ترسيخ التقاليد الحزبية
والدفاع عن الشيوعية العمالية و تحزبها وارث منصور حكمت الماركسي، وبدء خطوات في إعداد صف
من الكوادر الماركسية، وإبراز الخط الماركسي والشيوعي في المجتمع وتمييزه عن بقية اليسار، والانتشار
السياسي والاجتماعي بمساحات واسعة والارتباط مع عدد من فعالي الاحتجاجات الجماهيرية والعمالية
والحلقات الاشتراكية.
ولابد من ذكر أن الدعم المالي الذي قدمته تنظيمات الخارج لفعاليات ونشاطات الحزب ومساهمة كوادر
الحزب ومؤيديه بهذا الصدد منذ انتفاضة أكتوبر ساهم بشكل كبير في إنجاز العديد من أعماله ولعب دورا
في تقدم الحزب في الميادين التي أشرنا إليها.
إن كل هذا العمل النضالي والمساعي الحثيثة ليست إلا خطوة نحو تحول الحزب إلى أحد الخيارات أو
البدائل السياسية في المجتمع والذي ما زال بعيدا عنها، البديل الاشتراكي، حامل رايته و مدافعا جسورا عن
مصالح الطبقة العاملة بوجه التيارات البرجوازية، وذو قيافة سياسية تكون محل ثقة عموم المجتمع.
اي بعبارة أخرى أن تحول الحزب إلى جزء من المعادلة السياسية في المجتمع، له دورا في الصراع على
السلطة هي المسالة الأصلية بالنسبة للحزب الشيوعي العمالي العراقي. ان تحول الحزب إلى طرف راديكالي بارز
يمكن تلمسه من خلال طروحاته ونشاطاته ومواقفه الرسمية ليس على صعيد العراق فحسب، بل على
صعيد المنطقة، وعلى سبيل المثال في سياساته تجاه الحرب الأخيرة على غزة والانسحاب الأمريكي من
أفغانستان والانقلاب في تونس وانتفاضة الجماهير في السودان، إلا أنه مع كل تلك المساعي الحثيثة و
الدؤوبة لم يتحول إلى ممثل اليسار العمالي والتحرري في المجتمع في صراعه على السلطة.
إن التقدم إلى الأمام، في هذا المسار السياسي بحاجة إلى حزب ماركسي- حكمتي، له صف من الكوادر
المتحزبة، كوادر على الصعيد الاجتماعي، حزب له مؤسسات راسخة من لجان حزبية وشيوعية وخلايا
ومالية وأعلام. حزب يكون في مقدمة التيار الشيوعي والاشتراكي في المجتمع يعمل على تقوية أفقه وتياره
عبر نضال فكري وسياسي واجتماعي ضاري، حزب تسود سياساته على أفق قادة وفعالي الاحتجاجات
العمالية والنسوية والاجتماعية، ويعمل على إزالة العوائق الفكرية والسياسية أمام تقدمها إضافة إلى السعي
إلى قيادتها. لقد قمنا بخطواتنا الأولى في هذا الاتجاه، بالرغم من كل نواقصنا وضعفنا ونقدنا لها، وعلينا

الرد على هذه النواقص بعد هذا المؤتمر للمضي نحو حشد قوى الطبقة العاملة وسائر الجماهير المحرومة
والكادحة نحو تحقيق الثورة الاشتراكية.

المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي

أواسط كانون الثاني 2022

بصدد “التغير المناخي”

التدهور البيئي والتغير المناخي هما خطر جدي يؤرق البشرية فعلاً. ان اعباء هذه الظاهرة تقع بالدرجة الاولى والاساس على الطبقة العاملة وكادحي المجتمع ومحروميه.  ان من يقف وراء التلوث البيئي وتغير المناخ والذي يؤدي الى احداث مناخية حادة مثل موجات الحرارة غير المسبوقة والجفاف والعواصف والاعاصير وفيضانات راح ضحيتها مئات الالاف من البشر هو النظام الرأسمالي نفسه دون شك.  ان الضرر الذي يلحق بالبيئة هو متعدد الجوانب ويشمل مثلا الاحترار وتلوث المحيطات وتناقص اعداد الأسماك وقطع الغابات وتلوث المياه والهواء واستنزاف الأراضي الزراعية.

ان الجشع المنفلت العقال لنظام لا يحركه سوى دافع الربح والتعاظم المستمر للأرباح، النظام الرأسمالي، هو السبب الاساسي للمخاطر التي يمر بها عالمنا الراهن. انها ظاهرة مرتبطة بالرأسمالية وهيمنة الرأسمالية على الانتاج والمصادر الطبيعة والمنافسة المستمرة والضارية التي “لا تسمح” بالتخلي عن هذا التوجه. ان مؤتمر غلاسكو الاخير المنعقد بين 31 أكتوبر و13 تشرين الثاني 2021 وسائر المؤتمرات الدولية السابقة هي تأكيد على هذه الحقيقة.

لقد أخفق النظام الرأسمالي بشكل كامل في القيام باي عمل مؤثر لحد الان للتصدي لهذا التحدي ، وإذا تُرك لوحده سوف يستمر في تدمير ظروف الحياة.

 ان الحل الحقيقي للتغير المناخي وكل اشكال تدمير البيئة الأخرى هو في عبور النظام الرأسمالي و بناء نظام انتاج مبني على الملكية الجماعية لوسائل الانتاج، والتدخل المباشر للجماهير في ادارة نفسها والعدالة والمساواة الاجتماعية وتوزيع المصادر بشكل عادل وكفء وتكون الحاجة والاستدامة البيئية وليس الربح ما يوجه القرار الجماعي. مع هذا هناك امكانية من الناحية التكنلوجية والاقتصادية للحد من التغير المناخي بشكل كبير في ظل النظام الرأسمالي،  لكن هذا لن يحدث دون نضال مرير وفوري.

 يعد التغير المناخي قضية طبقية وتعتبر الطبقة العاملة بوجه الخصوص اكثر المتضررين من عواقبه. يجب ان يكون النضال بشأن التغير المناخي ميدان رئيسي للصراع الطبقي وجزء اساسي من النضال لإنهاء الرأسمالية او فرض تغيرات هيكلية في الاقتصاد الرأسمالي.

 وعلى صعيد العراق، يغط المجتمع لأكثر من نصف قرن في حروب متواصلة، وبالأخص حرب امريكا على العراق والمواد المحرمة دوليا التي استخدمتها، فيما تتعرض البيئة جراء سياسات النظام البعثي الفاشي السابق وسياسات حكومات المليشيات منذ 2003 الى عملية تخريب منظم من حيث تجفيف الاهوار وسياسة الاراضي المحروقة، تجفيف الانهار وتدمير الاشجار والغابات  وانعدام المعالجات لانبعاث الغازات النفطية وللممارسات التخريبية التي تقوم بها الدول الاقليمية من مثل ايران وتركيا بقطع المياه وبناء السدود وارسال المواد الملوثة وغير المعالجة للأراضي العراقية والخ بهدف الاستفادة من غياب الدولة والتخلص منها بأسهل الطرق واقل تكلفة وبهدف ممارسة الضغوط السياسية والتدخل في الوضع السياسي، خلق ظروف غير امنة لدورة حياة سليمة للإنسان ولمجمل حركة الكائنات في المجتمع.

ثمة سخط واسع وعارم بوجه هذه الوضعية وهذه السياسات وهذا الاهمال السافر على صعيد اجتماعي واسع. ان من هو خالق والمستفيد من هذه الوضعية في الوقت الحاضر هم الجماعات والاحزاب المليشياتية الحاكمة التي هي صاحبة المصلحة المباشرة في هذا الاستهتار الواضح بالبيئة وبحياة الانسان وسائر المخلوقات. ان اتساع هذا السخط وتحوله الى حركة اجتماعية واسعة تتصدى لهذا الاستهتار الذي يستهدف فقط وفقط تعاظم الربح على حساب إفناء محيط الانسان والطبيعة هو امر لا غنى عنه لحياة افضل للمجتمع.

يؤكد المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي على حقيقة الا وهي طالما ان ما يسود عالمنا هو منطق الربح الرأسمالي، لا يمكن وضع نهاية حاسمة لعملية الحاق الدمار المتعاظم بالطبيعة وارساء نظام طبيعة سليم وصديق للبيئة. في الوقت ذاته، يثمن الحزب ويقدر اي مسعى لصيانة البيئة وتخفيف الدمار البيئي. يرى الحزب ان التمتع ببيئة وحياة صحية وسليمة وبعيدة عن اي تلوث هو حق اولي واساسي لأي انسان.

وعليه يؤكد المؤتمر السادس للحزب على:

–      على الحزب كشف وفضح ابعاد هذه القضية المؤرقة على صعيد اجتماعي واسع ويقوم بالتوعية والنقد اللازمين وطرح سبل الحل اللازمة.

–      يدعم الحزب مجمل الحركات التي تسعى بكل السبل الممكنة من اجل كشف هذه المخاطر والتوعية بها وارساء اجواء بيئية سليمة، ويسعى لتقويتها ورهنها بنضالات الطبقة العاملة ومجمل المجتمع من اجل حياة وعالم افضل.

– يحمل الحزب الحكومة والدولة مسؤوليتها والقيام بمهامها من أجل الحد من التلوث البيئي ومعالجته الذي بات يهدد الحياة الانسانية وينذر بمخاطر اتساع مساحات التصحر وجفاف الأنهار ونفوق الحيوانات…الخ.

المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي.

أواسط كانون الثاني

بلاغ المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي إلى جماهير العراق ثمة سبيل واحد للرفاه والحرية والمساواة: الإطاحة بهذه السلطة!

يا جماهير العراق!

لقد ذاقت الاغلبية الساحقة منكم مرارة العيش في ظل هذه السلطة البرجوازية المليشياتية القائمة. لقد ذقتم الجوع، الفقر، البطالة، الحرمان، انعدام الخدمات، الاستهتار المنفلت بحياة الانسان، القتل، القتل على الهوية، غياب القانون، الانفلات الامني، الصراعات والاقتال الطائفية والقومية…. لا ولن يأتي من هذه السلطة القائمة غير هذا. لا يأتي على ايديها غير الفساد، النهب، نهب ومصادرة العقارات والاملاك ومصادرة ثروات المجتمع لأقلية طفيلية لا تعرف حدوداً للجشع حتى ولو على حساب سحق الانسان. ان هذه السلطة بكل اطيافها دون استثناء، من تيارها الصدري، المالكي، الخزعلي، العامري، الحلبوسي، البرزاني والطلباني…. هي المسؤولة بشكل مباشر عن كل المصائب والمآسي التي مرت بالمجتمع. ان هذه الاقلية هي ليست اقلية “فاسدين” و”لصوص” و”مستغلي مناصبهم الحكومية” على العموم. انهم ابناء طبقة محددة، الطبقة البرجوازية، وممثليها في السلطة. ان فسادهم ونهبهم هو فساد طبقة قبل اي شيء اخر. يجب تصفية الحساب الجدي مع هذه الطبقة.

لقد جربتم ديمقراطيتهم، برلمانهم، حكوماتهم الائتلافية وغير الائتلافية، “الشرقية والغربية”، الموالية لإيران او لأمريكا والسعودية وتركيا، الاسلامية والطائفية أو العروبية، وبينت كلها عن انها اشكال فقط لإدامة عمر سلطتهم وحكمهم ونهبهم ودماركم. وان صراعاتهم ليس لها ربط بتحسين اوضاع احد منكم، وانما فقط وفقط من اجل تقاسم كعكة السلطة وثروة المجتمع على حسابكم وحساب اطفالكم والاجيال اللاحقة. وعليه، فان اي “خير” لن يأتي على ايدي هذه السلطة التي خبرتموها على ما يقارب العقدين، وللأسف بباهظ الاثمان، اذ دفعتم ثمن ذلك بأقسى الاشكال.

ايتها الجماهير المحرومة والكادحة!

اليوم ، وعلى انقاض انتفاضة تشرين اكتوبر العظمية لجماهير العراق، حرّفوا انتفاضة مليونية ونضالاتكم ويؤطروها باطار كاذب: انتخابات مبكرة ثمارها حكومة “توافقية” و”ائتلافية” ام “اغلبية”؟! حكومة صدرية-اطارية بدون المالكي والخزعلي ام بهما؟! انها انتخابات وبرلمان ليست لها اي ربط او صلة بتحسين اوضاعكم، وانما برلمان للوقوف بوجهكم وضدكم وضد آمالكم بحياة افضل. انه برلمان الورقة البيضاء وإضفاء الصفة الرسمية على المليشيات والاتيان بخزعبلات القانون الجعفري واغتصاب الفتيات الاطفال….!

ايتها الجماهير المتعطشة للحرية والرفاه!

لقد قالها محتجو تشرين وبأوضح الاشكال: “كلهم يعني كلهم”! انهم انفسهم يتحدثون عن فشلهم التام. هم من تحدثوا عن انفسهم بوصفهم “افشل طبقة سياسية حكمت تاريخ العراق”، وهم من أتوا الى المنابر طالبين المعذرة والصفح منكم…! أيحتاج الامر برهاناً اكثر من هذا؟!

ان السبيل لإنهاء عمر هذه السلطة هو تشرين اخرى، بأفق اخر، بفصل قوانا عن التيارات والقوى البرجوازية والاعيبها وفذلكاتها، ليس ثمة شيء يرعب هذه القوى بقدر دخولكم للميدان، نساءً ورجالاً، بصفوف موحدة، منظمة، متراصة، منظمة على شكل قاعدي في المحلات، الجامعات، اماكن العمل وفي كل مكان! لا غنى عن تنظيم انفسنا في منظمات للعمال، للعاطلين، للنساء، للشباب، للخريجين، لعمال وموظفي العقود، للمتقاعدين… كل الفئات المحرومة والمسحوقة.

ينبغي تنظيم الجماهير بأكثر الاشكال جماهيرية وتدخلاً مباشراً لا من اجل مطاليبها الفورية فحسب، بل لتكون عماد سلطة الجماهير المقبلة ورسم مصيرها ومستقبلها السياسي، سلطة مجالسية، بعنوانها بديلاً للسلطة القائمة، تدير المجتمع لصالح تلك الاولوية التي ما بعدها اولوية: السهر على تلبية حاجات المجتمع ورفاهه.

 ان ارساء المجالس وحركة مجالسية، وبالتالي، المؤتمر العام لمجالس ممثلي الجماهير، لممثليكم على صعيد المجتمع، هو الحكومة الثورية البديلة لهذه السلطة البرجوازية المليشياتية الحاكمة. لقد ازفت ساعة ارساء هذا البديل. انه السبيل الوحيد القائم امامنا من اجل انهاء الوضع الكارثي الذي يمر به المجتمع.

ان هذا امر يأتي على ايديكم انتم فقط! يقف الحزب الشيوعي العمالي في طليعة نضالكم ومسعاكم المشرف والبطولي هذا.

عاشت الحرية والمساواة!

المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراق

أواسط 2022

بلاغ المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي الى الطبقة العاملة!

بمناسبة انتهاء أعمال المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي يومي ١٤ و١٥ من شهر كانون الثاني ٢٠٢٢، يوجه الحزب نداءه الى الطبقة العاملة في العراق؛ بأن الطريق نحو تحرر المجتمع العراقي من براثن السلطة المليشياتية البرجوازية الحاكمة وفسادها ونهبها وظلمها الاجتماعي والسياسي والاقتصادي السافر، يأتي فقط عبر الإطاحة بهذه السلطة المليشياتية وإقامة حكومة ثورية تعمل على تحقيق الحرية والمساواة.

إن أحدى المستلزمات الرئيسية لإنهاء عمر السلطة البرجوازية المليشياتية هي الاقتدار السياسي للطبقة العاملة وحضورها كطبقة موحدة، والتي بتحررها بإمكان تحرر المجتمع برمته. بوسع هذه الطبقة المليونية ان يكون لها القول الفصل في مصير المجتمع وغد أجياله لصالح الحرية والرفاه والمساواة. 

إن الحزب الشيوعي العمالي العراقي، لن يدخر جهدا ليكون اداة فعالة بيد القادة والنشطاء والفعالين العمال الاشتراكيين والشيوعيين لتقوية صفوف العمال والدفاع عن حقوقهم، وحدتهم وكل اشكالهم التنظيمية ونضالهم الجاري لتحسين أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية، والوقوف بوجه هجمة السلطة المليشياتية البرجوازية وسياستها الليبرالية الجديدة التي جاءت تحت عنوان (الورقة البيضاء)، سياسة لا تعني سوى إفقار الجماهير العمالية وبقية الشرائح الكادحة لحساب تلك السلطة المليشياتية الفاسدة، والنضال دون هوادة ضد كل الأفكار والتصورات والترهات الدينية والطائفية والقومية التي تنثرها أحزاب السلطة المليشياتية الإسلامية والقومية لدق اسفين في وحدة صف العمال وتشويه وعيهم الطبقي (السياسي والاجتماعي) وحرف الأنظار عن عدوهم الحقيقي وهو البرجوازية بممثليها السياسيين بدءا من الكاظمي ومرورا بالعامري و الطالباني والبرزاني وانتهاء بالصدر والخزعلي والحلبوسي والخنجر…

كما يؤكد الحزب الشيوعي العمالي العراقي ان نضال الطبقة العاملة في كردستان العراق هو جزء من نضال الطبقة العاملة في مدن وسط وجنوب العراق، وأن أي انتصار في أي من قسمي العراق هو انتصار للنضال الطبقي العمالي، وأن أعداء العمال هم السلطة الطبقية البرجوازية ذاتها سواء كانت أحزاب قومية، عروبية، كردية ام اسلامية طائفية. أن جميع تلك الأحزاب أثبتت سواء في كردستان العراق ام في بقية أجزاء العراق ان لهم مصالح مشتركة في سلب ونهب وافقار جماهير العراق وكردستان. ولم يكن تمرير مشروع الورقة البيضاء بالإجماع في البرلمان الا دليل حي اخر على انهم العدو الطبقي السافر للطبقة العاملة والجماهير الكادحة.

إننا في المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي نوجه ندائنا الى الطبقة العاملة، أن وحدة صف العمال والتنظيم والالتفاف حول راية تحررية واشتراكية هو الضمان من اجل انهاء عمر السلطة المليشياتية الحاكمة وتحقيق مجتمع تسوده الحرية والرفاه والمساواة، وان الحزب الشيوعي العمالي يقف في الخندق الأمامي لنضال الطبقة العاملة في جميع الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية من اجل مجتمع تسوده الحرية والمساواة والرفاه.

عاشت الوحدة والتضامن الطبقي للعمال

عاشت الحرية والمساواة!

المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي

اواسط شهر كانون الثاني ٢٠٢٢

نداء المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي:

إلى نساء العراق!

لقد عانت النساء اللواتي يشكلن نصف المجتمع من الفقر، والبطالة، انعدام الخدمات، سلب ابسط الحريات والحقوق المدنية. وكنَ اول من دفع ضريبة تردي الاوضاع الامنية، وانفلات السلاح، وغياب القانون..فقد تم تدمير مدنية المجتمع وأسلمته بالعنف والقوة جراء حرب امريكا واحتلالها وتسلم التيارات المليشياتية الطائفية والقومية السلطة.

إن كان تحرر المرأة هو معيار تحرر المجتمع، فإن تدهور اوضاع وحقوق المرأة  يعكس بوضوح درجة التدهور والتراجع المادي والمعنوي الذي فرضته السلطة السياسية على مجتمع له تاريخ في المدنية والحقوق والحريات التي اكتسبتها المرأة و العامل والشبيبة والتي كانت نتاج عقود مديدة من نضالاتهم ونضالات قوى التحرر والمساواة و نضال الاشتراكيين.

لقد دفعوا بأوضاع وحقوق المرأة الى درجات من التردي إلى أبعد الحدود. فبالإضافة الى ما يعانيه عمال وكادحوا المجتمع اجمالاً، وهي جزء منهم، والذي دفعت المرأة فيه ثمناً باهضا، فان ما يمارس ضد المرأة من قيود واجحاف  يجعل حياة الاغلبية الساحقة من نساء العراق بؤساً واستلاباً تاماً بكل ما للكلمة من معنى.

لقد تم إحياء “الفصلية” و”النهوة” وسائر القيم العشائرية والذكورية، وأُشيع القتل تحت مبررات لا انسانية بالية مثل الدفاع عن “الشرف”. واصبحت المساومة على جسد المرأة جزء لا يتجزأ من نيلها لفرصة عمل، أو نجاح دراسي أو ارتقاء وظيفي. اما تلك المعطلة عن العمل، فأوضاعها ابشع بما لا يقاس. لم يبقوا لمئات الآلاف من النساء لكسب قوت يومهن  سوى تجارة الجسد التي تنظمها في اغلب الاحيان مافيات  السلطة. انه الامتهان التام للمرأة، وتحت مسميات عنصرية واحاديث كاذبة عن “حرية الطوائف”، سعوا لفرض القانون الجعفري وسائر قوانين اغتصاب الاطفال والطفولة.

ان هذا الوضع لا يطاق ولا يمكن السكوت عنه. لم تقف المرأة مكتوفة الايدي تجاه هذا الوضع. ناضلت وقاومت بشراسة دفاعاً عن حقوقها وحرياتها، وفرضت التراجع على معسكر الرجعية سواء الجهات القضائية والحكومية او غير الحكومية ومنها  رد القانون الجعفري. واخرها تلك المشاركة البطولية لنساء العراق لطالباته وعاطلاته وعاملات العقود وغيرها في انتفاضة تشرين والتي صدحت بأعلى الاصوات: “على هذه السلطة ان ترحل!” و”كلهم يعني كلهم”!

ايتها الجماهير النسوية المتطلعة للحرية والمساواة!

ان عالم أفضل ترفل فيه المرأة بالمساواة التامة هو أمرٌ ممكن. بيد إن أي حديث عن “عالم افضل” هو أمر مستحيل في ظل وجود سلطة ميليشياتية طائفية وقومية قائمة على القيم العشائرية و الذكورية وقيم القرون الوسطى. لا يمكن تحقيق إي تحسن في أوضاع المرأة في العراق وهذه السلطة تقف على رأس المجتمع. ينبغي إزاحة هذه السلطة. ان هذا لا يمكن ان يأتي دون حضور المرأة الجدي في الحياة السياسية وفي النضالات اليومية للمجتمع وفرض المساواة التامة على الطبقة السياسية الحاكمة المعادية للمرأة.

في المؤتمر السادس للحزب والمنعقد في منتصف كانون الثاني من هذا العام، اكد المؤتمر على ان قضية المرأة هي قضية الطبقة العاملة، قضية الشيوعيين، قضية الحزب الشيوعي العمالي. انها جزء لا يمكن فصله عن قضية هذا الحزب والثورة العمالية والعالم الذي ينشد ارسائه، عالم الحرية والمساواة والاشتراكية.

لقد أكد المؤتمر على:

      •     التزام الحزب بالدفاع وبكل الاشكال الممكنة عن مطالب النساء في العراق من اجل تحقيق المساواة التامة والكاملة بينهن وبين الرجال. والتصدي لكل اشكال العنف وامتهان الكرامة الذي يتعرضن له.

      •     سعي الحزب الجاد لدعم الحركة النسوية في العراق، وبمختلف منظماتها وناشطاتها اللواتي يعملن من اجل تقوية واقتدار المرأة ومقاومتها الهجمة الشرسة التي تشن عليها.

      •     الاهمية الحاسمة لتدخل الرجال من اجل دعم مقاومة النساء اليومية ضد مختلف اشكال التمييز ضدهن، ومساعدتهن بفتح الابواب الموصدة امامهن، وعدم الخضوع لأية مبررات رجعية، متخلفة وبالية تصب في المطاف الاخير بقمع وتهميش وعزل المرأة عن التمتع بحياة اجتماعية ومهنية لائقة ومتساوية مع الرجل.

يناشد الحزب النساء الى الالتفاف حول البديل السياسي الطبقي الذي ينهي مرة واحدة والى الابد استغلال الانسان للإنسان، وتحت اية مبررات اقتصادية، او لون او جنس او دين او طائفة.  الالتفات حول راية الشيوعية. من اجل تحقيق اهداف النساء في الخلاص من هذه السلطة وإرساء الحرية والمساواة في المجتمع.

المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي

أواسط كانون الثاني 2022

بصدد “كارثة الأدمـان”

أصبح الادمان أحد القضايا التي تنخر بجسد المجتمع في العراق وبالأخص بعد 2003 وتسلط سلطة المليشيات الطائفية والقومية، يدفع يومياً المئات والالاف من الشباب والمراهقين الى عالمها المأساوي. مسببة انهيار مادي ومعنوي لملايين الشباب وعوائلهم واطفالهم. اذ تتحدث تقارير حكومية عن ان نسبة المدمنين بين الشباب تصل الى 50% من الشباب الذين هم الفريسة الاساسية لهذه المصيبة.

ان السلطة الطائفية والقومية المليشياتية الحاكمة في العراق هي المسؤول الاول عن اتساع وشيوع هذه الكارثة الانسانية. اذ انها تجني عبر شبكات التهريب وتوزيع المخدرات ملايين الدولارات سنويا الضرورية واللازمة لإدامة عمر سلطتهم وتمويل مليشياتهم. ان هذه السلطة ومليشياتها الاسلامية هما ذات دور اساسي في تهريب المخدرات وتوزيعها وحماية شبكات مافيات التوزيع والبيع وتقاسم الأرباح معها أو تنال الكومسيونات منها.

 كما انها وسيلة مهمة للسيطرة على اعداد واسعة من الشباب العاطلين عن العمل وتدمير قواهم واستنزاف طاقاتهم بهذا الطاعون، وتلهي الشباب الجائع والمفقر والمحروم عن ايجاد سبيل حل واقعي ومؤثر في الخلاص من هذه الاوضاع. كما تستهدف الطبقة السياسية الحاكمة من اشاعة المخدرات وأد طاقات الشباب وسلب امكاناتهم وبالأخص الثورية منها من اجل الاطاحة بالسلطة المعادية للجماهير القائمة. ان اشاعة الادمان هو سلاح بيد السلطة المليشياتية الطائفية الحاكمة كسائر اسلحة القمع السياسي والثقافي وسلب الحريات.

وعليه:

●    وحيث ان المسبب الأساسي لمجمل مصائب المجتمع ومن ضمنها المخدرات هو النظام الرأسمالي ذاته. اذ ان الفقر، الجوع، البطالة، وانعدام الأمل و اليأس، والجزع والقنوط، اغتراب الإنسان عن نفسه وسائر الامراض الاجتماعية هي من توفر ارضية خصبة لدفع الانسان الى هذا الوضع. ولهذا، فان المؤتمر السادس للحزب يؤكد على وجوب التصدي بكل وضوح وحدة بوجه مساعي البرجوازية وابواقها بتحويل الامر بصورة مرائية وكاذبة الى مسألة شخصية، “سوء اخلاق” احد ما وغير ذلك، او القيام بحملات اعتقال المدمنين ورمي سبب هذه القضية التي هي مسؤولة عنها بالدرجة الاولى على اكتاف ضحاياها. يجب الدفاع عن حرمة وكرامة “المدمنين” بدون اي قيد او شرط.

●    يؤكد الحزب على سياسته بعدم تجريم الادمان، وان توفير سائر الامكانات والتسهيلات المجانية والادوية اللازمة للتخلص من هذه الوضعية لهي من المهام الاساسية لأي مجتمع عصري ومتقدم. كما يؤكد على ضرورة قطع الطريق على جميع العصابات والمافيات والمتربحين الذين يستغلون اوضاع مثل هذه. كما يجب التمييز بصورة تامة ما بين المروجين والمتاجرين بالمواد المخدرة عن من ابتلاه هذا الداء.

●    كما يؤكد في الوقت ذاته على حقيقة، الا وهي ان حل هذه المشكلة لهو على غرار سائر المشكلات الاجتماعية الكثيرة والعميقة التي يرسف بها المجتمع، مرهون اساساً بالنضال الحر والوعي للجماهير العمالية والتحررية، وفي مقدمتهم الشباب والفتية، من اجل ارساء عالم يستند الى الحرية، المساواة والرفاه.  

●    يدعو المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي كل قواه وهيئاته وتنظيماته ومؤسساته ان لا تألوا جهدا في توضيح هذه الظاهرة والتوعية بها وبأبعادها ومخاطرها على المدمنين وعلى المجتمع، ويسعى بكل السبل من اجل ابعاد الشباب عن هذه الكارثة، ويدعم كل جهد تقوم به اي جهة او طرف او مؤسسة من اجل تخليهم عن هذا واسترداد حياتهم الطبيعية، ويحمل الحكومة والدولة مسؤولية احتواء هذه الظاهر وتوفير كل السبل والإمكانات من وضع حد لظاهرة الإدمان بمعايير انسانية.

المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي. أواسط كانون الثاني

بيانات الحزب

في ذكرى هجمة الاتحاد الوطني الكردستاني على مقرات الحزب الشيوعي العمالي العراقي في كردستان العراق وأغتيال عدد من رفاقنا بأوامر من الجمهورية الاسلامية في أيران

في الرابع عشر من تموز من عام ٢٠٠٠ شنت المليشيات التابعة للاتحاد الوطني الكردستاني هجوما على مقرات الحزب الشيوعي العمالي العراقي واذاعته الرسمية ومركز حماية النساء، بعد تطويقها لأيام وقطع الماء والكهرباء عنها ، وباوامر من الجمهورية الاسلامية في ايران.  وأسفرت تلك الهجمة الوحشية على اغتيال خمسة من رفاقنا وهم (اوميد نكبين ومحمد مصطفى وهاوري لطيف وإبراهيم محمد وشيخ عبدول).

لقد كانت تلك العملية القذرة إعلان صريح عن رعب الجمهورية الإسلامية والاتحاد الوطني الكردستاني والعصابات الاسلامية التابعة لها من فعاليات ونشاطات الحزب؛ بالدفاع عن الحريات الفردية والإنسانية والوقوف ضد موجة من الاغتيالات السياسية، وشن حملة شرسة ضد قتل النساء والمطالبة بتحويل القتلة إلى محاكم علنية وسن قوانين تحمي المرأة في كردستان، حيث قتلت خلال سنوات قليلة تحت سلطة الأحزاب المليشيات القومية الحاكمة أكثر من ٥٠٠٠ امرأة تحت عنوان (غسل العار)، والدعوة إلى مساواة تامة بين المرأة والرجل التي تبناها الحزب، بالإضافة إلى صد تجنيد الأطفال من قبل الأحزاب القومية الكردية وخاصة حزب العمال الكردستاني (بي كا كا)، وكذلك المطالبة بضمان بطالة للعاطلين بعد تأسيسه اتحاد العاطلين عن العمل.

إن تلك العملية القذرة التي قامت بها مليشيات الاتحاد الوطني الكردستاني لم تزد الحزب الشيوعي العمالي العراقي إلا قوة وعزيمة في مواصلة نضاله والسعي لكنس تلك المليشيات وقطع دابر مريدي الجمهورية الإسلامية في العراق.

ستبقى ذكرى رفاقنا خالدة في عقولنا وقلوبنا وضمائرنا، وأن جريمة الاغتيال التي اقترفها الاتحاد الوطني لن تتقادم بمرور الزمن، وسنمضي في طريق رفاقنا الخالدين، طريق الحرية والمساواة من أجل عراق خالي من العصابات والمليشيات الإسلامية والقومية وداعميها.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

13 تموز 2022

لا لعالم العسكرتاريا، لا للحرب!

بعد أشهر من الدعايات الحربية والإستفزازات العسكرية بين روسيا والناتو ومن قرع الإعلام الرسمي للبرجوازية لطبول الحرب، ومع حملة روسيا على أوكرانيا، غدا الرعب والفزع الذي غلّف حياة الجماهير في العالم قاطبة للأشهر الاخيرة واقع حال وحقيقة.

وعلى النقيض من الدعايات والاعلام الرسمي للحكومات للبرجوازية، لا يواجه العالم خطر حرب عالمية ثالثة او عودة الى مرحلة الحرب الباردة. إذ من المقرر في هذه المرة ان تدفع جماهير أوكرانيا، جنباً الى جنب جماهير العراق، أفغانستان، سورية، يمن، ليبيا و… ضريبة تصفية حسابات القوى العالمية، وهذا عبر الدمار، النزوح وغيرها، وان تكون ضحية مجابهات هذه القوى من أجل إعادة تقسيم العالم وتحديد مناطق وباحات نفوذها.

إن هذه الحملة هي مستهل دخول العالم مرحلة جديدة من المجابهات والصراعات، والألاعيب والاستقطابات. مرحلة إستعراض الصين وروسيا، بوصفهما قطباً إقتصادياً بوجه الهجمات العسكرية والحربية للناتو، بوصفه قوة عسكرية وحربية. وتتخذا (روسيا والصين)، بموازاة أمريكا والناتو، النزعة الحربية السافرة والتدخل والحملات العسكرية بوصفها سياسة رسمية في حسم هذه الصراعات. مرحلة لا يكون فيها سياسة “تغيير الانظمة”، النزعة الحربية السافرة، الحملات العسكرية والإحتلال لحسم الصراعات او إخضاع منافسيها، حكراً على امريكا والناتو! وبهجمتها على أوكرانيا، نفخت الروح مرة أخرى بالجسد عديم الروح والمهمش للعسكرتارية الروسية. حديث الإعلام الرسمي الروسي وبشكل سافر عن ” الحاجة الى حكومة موالية روسيا في اوكرانيا”، هي تكرار لحجج من مثل “خطر أوكرانيا النووية” ومن أجل “امان العالم”، التي يقوم بها الغرب بقيادة أمريكا لعقود مديدة، أحياء لإضفاء الشرعية على السياسات المندحرة والرجعية التي تصدت لها الإنسانية المتمدنة لسنوات وفرضت التراجع عليها. 

سيكون لهجمة روسيا على أوكرانيا واحياء النزعة الحربية والعنجهية، وهذه المرة من قبل روسيا، تاثيرات جدية على اجواء انعدام الامان في العالم والاستقطابات والألاعيب العسكرية بين الناتو وقطب روسيا-الصين، وعلى إصطفاف القوى السياسية، وأخيراً، على تعاظم النزعة العسكرتارية وتعاظم الدعايات الحربية في العالم. إذ لم يمر سوى يومان على هذه الحملة، حتى راينا كيف  شرع سباقاً تسليحياً في العالم. تضاعفت الميزانية التسليحية للدول البرجوازية مرات ومرات واصبح السعي للحصول على السلاح النووي على جدول أعمال حكومات برجوازية من مثل روسيا البيضاء.

تسعى الاقطاب العالمية بكل قواها من اجل اوسع ما يمكن من الإستفادة من الكابوس  والجهنم الذي خلقته لجماهير اوكرانيا. ومن هذه الحملة ومن عجز الناتو عن التدخل في هذه الازمة، استفادت روسيا ولاوسع نطاق ممكن من إخضاع دول اوربا الشرقية الموالية لامريكا،  فيما تسعى امريكا بالمقابل، عبر التلويح بـ”خطر روسيا النووية”، احياء فائدة الناتو الذي فقد ضرورة بقائه منذ امد بعيد، وتجابه به، اي الناتو، مقاومة دول اوربا. وتصون بالتالي هيمنتها العسكرية على الاتحاد الاوربي اساساً.  سيكون لتعميق النزعة القومية الروسية، الامريكية، الاوربية والاوكرانية التي تعج بها وسائل الاعلام اليوم تاثيراتها الضارة على الاجواء السياسية والاجتماعية للعالم.

ترد الطبقة العاملة والجماهير التحررية في العالم اليوم والغاضبة من الحرب والنزعة العسكرتارية وتوحش القوى العالمية برفض كبير لهذه الحرب وعسكرة العالم. وبوصفنا أحزاب شيوعية عمالية في الشرق الاوسط، نقف جنباً لجنب مع الطبقة العاملة العالمية من اجل وضع حد لتطاول القوى الرجعية على حياة البشرية، دول مدججة بالاسلحة بحيث بوسعها ان تفني بغمضة عين حياة ملايين من البشر التي تواجه خطر الموت والفناء. عالم بدون قوى هي نفسها مبعث انعدام الامان ومجمل الجرائم التي ارتكبت بالضد من البشر هو عالم اكثر اماناً وأنسانية.

إن انهاء هذا التوحش والوحشية، لجم امثال بوتين، بايدن، مايكرون من حياة البشرية المتمدنة، تأمين حياة بدون حرب وإراقة دماء و قتل وابادات هو مهمتنا ومهمة الطبقة العاملة العالمية والحركات التحررية والاجتماعية في العالم.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)

الحزب الشيوعي العمالي في كردستان

1 اذار 2022

لائحة مطالب حقوق المرأة

حقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل في جميع الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

– فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم.

– تغيير الدستور إلى دستور علماني.

– ممارسة أي شكل من أشكال العنف اعتبار جريمة يحاسب عليها القانون.

– فرصة عمل أو ضمان بطالة بما يتناسب مع المستوى المعيشي في المجتمع للنساء العاطلات عن العمل.

– تأمين حقوق القاصرات وسن قوانين بما يجرم من يقف وراء زاوجهن.

– القضاء على العنف ضد النساء عبر سن قوانين تحميهن من اي اذى معنوي ومادي وجسدي.

– منع تعدد الزوجات وزواج المتعة والمسيار وغيره.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

اذار ٢٠٢٢

يداً بيد من أجل إسقاط كل أشكال الظلم عن المرأة

(بيان بمناسبة الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي)

 الثامن من آذار، يوم المرأة العالمي، على الأعتاب. في هذا اليوم، تصدح الحناجر لتهتف الملايين والملايين من البشرية في كل بقاع العالم ضد الظلم والتمييز الجنسي الواقع على المرأة.

في هذا اليوم، وبالرغم من بلوغ المدنية والتحضر والتطور الانساني الى مراحل متقدمة، إلا أن المرأة، حتى في اغلب البلدان تشدقاً بالديمقراطية، يُمارس ضدها التمييز الجنسي وتتعرض لكل أشكال العنف وامتهان كرامتها الإنسانية وتُعامل كسلعة وانسانة من الدرجات الدنيا في القوانين وأماكن العمل والبيت والشارع ووسائل الإعلام.

إن الظلم السافر الذي ترزح تحته المرأة هو جزء من العالم المقلوب الذي نعيشه، عالم النظام الرأسمالي، عالم الربح واغتراب الإنسان عن منتوج عمله مصدر كل الخيرات المادية والتطور التكنولوجي والتقني، عالم يكون فيه ممارسة كل أشكال التفرقة والتمييز واللامساواة هو جزء من عملية استمراره وإطالة عمره. أن التمييز الجنسي ضد المرأة في النظام الرأسمالي هو إحدى مصادر الربح للنظام الرأسمالي بشكل مباشر وغير مباشر، وهو عملية منظمة على صعيد إنتاجه وإعادة إنتاجه سواء على شكل قوانين أو على شكل فرض بنية استعبادية على النساء عبر الدين ونشر الأفكار والتصورات الرجعية التي تعمل على تخليد دونية المرأة في المجتمع.

وعندما اجتاح وباء كورونا العالم، بَيَّنَ قبح النظام الرأسمالي وأصبح أكثر بشاعة واسقط كل الرتوش المطرزة بهالات كاذبة مما سموها الديمقراطية والعدالة والرفاه في الواحات الغربية، حيث دفع فاتورة هذا النظام العمال والملونين والنساء حياتهم جراء انتشار الوباء بسبب فقرهم وعوزهم وخصخصة النظام الصحي. وليس هذا فحسب، بل كانت النساء أكثر الضحايا في صفوفهم، وعلاوة على كل تلك المأساة، فلقد تعرضت الى مديات واسعة من العنف المنزلي بسبب توسع مساحة الفقر في المجتمع جراء عمليات الإغلاق.

يطل علينا الثامن آذار يوم المرأة العالمي هذا العام ووحوش الأقطاب الامبريالية العالمية: روسيا من جهة، وحلف الناتو بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية من جهة اخرى، اختلقوا حربا ضارية في قلب أوربا في أوكرانيا، وتحت عناوين وشعارات كاذبة وواهية، تخفي في ثناياها الصراع على النفوذ السياسي والمصالح الاقتصادية. في هذه الحرب يدفع ثمنها آلاف من البشر الأبرياء في أوكرانيا الى جانب تعريض أمن وسلامة البشرية إلى خطر فنائها ليس على صعيد أوروبا فحسب بل على صعيد العالم. إن هذه الحرب هي نتاج النظام الرأسمالي الذي لا يمكن ادامته واستمراره دون إشعال الحروب ونشر التمييز والتفرقة بين البشر على أساس العرق والقومية والدين والطائفة والجنس.

في العراق، وفي ظل السلطة المليشياتية الحاكمة، تصاعدت وتيرة الظلم على النساء، حيث فقدانها للامان الاقتصادي بسبب البطالة وانعدام فرص العمل في المجتمع، و تعرضها الى عمليات القتل تحت عناوين سخيفة وواهية مثل “غسل العار” و “الشرف”، وازدادت حالات الانتحار في صفوفهن بسبب أوضاع الفقر وتعرضها الى كل اشكال العنف الجسدي واللفظي والامتهان من قيمتها الإنسانية وزادت اوضاع وباء كورونا من العنف ضد النساء. ولم يتوقف هذا الظلم السافر على النساء في العراق عند تلك الحدود، بل سنت أشكال مختلفة من القوانين الرجعية والبائدة التي تدمى لها جبين الانسانية مثل تعدد الزوجات، ومحاولات لتشريع إغتصاب الاطفال مثل القانون الجعفري اضافة الى سلب الأمومة منها مثل مادة ٥٧ لفرض الطاعة عليها وابقائها تحت سلطة الزوج بالإكراه.

في الثامن من آذار هذا العام، نؤكد من جديد أن الطريق نحو الحرية والمساواة، نحو تحقيق تحرر النساء من القوانين الرجعية والنظام الذكوري البرجوازي والمنظومة الفكرية والسياسية والاجتماعية البالية التي تكبل المرأة وتعاملها بشكل دوني، هو بإنهاء عمر هذه السلطة المليشياتية المجرمة وعمليتها السياسية. ان الصف المستقل للمرأة وحركتها الثورية والتعاضد والتضامن ووحدة النضال مع كل القوى التحررية هو الضمان بتحقيق المساواة الكاملة بين المرأة والرجل وانهاء كل اشكال الاضطهاد على النساء.

في الثامن من آذار هذا العام، لنرفع صوتنا ولنوحد صفوفنا لإدانة النظام الرأسمالي وفضح كل سياساته الحربية والعنصرية وحروبه. إن الحرب الدائرة هناك من شأنها تقوية أجواء الرعب والخوف وتفرض التراجع على الحركة التحررية والنزعة المساواتية وتقوي كل أشكال العنصرية القومية وترهاتها وتطلق العنان للعسكرتارية على المجتمع الإنساني وتوظف المليارات من الدولارات على الماكنة العسكرية الامبريالية بدلا من إنفاقه على رفاه البشرية ورفع مستوى النظام الصحي والتعليمي وإنهاء كل أشكال التمييز بحق النساء ضحايا الحروب والفقر والعوز والعنف.

عاش الثامن من آذار يوم المرأة العالمي!

عاشت المساواة التامة للمرأة والرجل!

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

    1/3/2022  

يجب إيقاف الحرب فوراً!(بيان حول الحملة العسكرية الروسية على أوكرانيا)

منذ أكثر من شهر، وهناك عمليات شد وجذب بين روسيا من جهة وحلف الشمال الأطلسي من جهة أخرى حول الأزمة الأوكرانية، وقد تخللها التصعيد والوعيد والتحشيد العسكري والمساعي الدبلوماسية والعقوبات الاقتصادية، وانتهت أخيرا بعملية عسكرية روسية ضد أوكرانيا شنت صباح اليوم.

إن الأزمة الأوكرانية، هي أزمة مفتعلة من قبل الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. وبعكس كل ادعاءات الاخيرة ودعايات وسائل إعلامها المأجورة، بأنهم يسعون للوقوف بوجه التمدد الروسي وتقويض نفوذه وحصار روسيا سياسيا واقتصاديا وعسكريا، لا على صعيد أوروبا وحسب، بل على الصعيد العالمي، فقد لعبت الولايات المتحدة الأمريكية دورا في تأجيج تلك الأزمة عن طريق السعي لجر اوكرانيا إلى الحلف الأطلسي لتكون القوات الغربية قريبة من الحدود الروسية، وفي الوقت ذاته، استغلت الأزمة الأوكرانية للإبقاء على أوروبا  تحت قيادة امريكا، محاولة لادامة فرض هيمنتها السياسية والعسكرية والاقتصادية على أوروبا بعد أن كاد عقد تحالفها على وشك الانفراط، الأمر الذي يمكّن أوروبا من أن تنفرد بقيادة فرنسا-ألمانيا بعقد صفقات اقتصادية وسياسية مع روسيا بعيدة عن الولايات المتحدة الأمريكية.

 إن القضية الأساسية اليوم في الأزمة الأوكرانية ليست لها أية علاقة لا بوجود شعب روسي في دونباس ولا  بالحفاظ على أمنه وسلامته كما تدعي الطبقة الحاكمة في روسيا، ولا بـ”حماية السيادة الأوكرانية” و”الحرية والديمقراطية” كما تدعي الطبقات الحاكمة في الحلف الأطلسي. إن أوكرانيا اليوم تحولت إلى ساحة حرب لاستعراض عضلات الدول الإمبريالية العالمية، وان الطبقة السياسية الحاكمة في أوكرانيا هي ليست أكثر من دمية بيد أمريكا والغرب وقدمت امن وسلامة الشعب الأوكراني قربانا على مذبح مصالح الدول الإمبريالية العالمية وصراعاتها وطموحاتها التوسعية.

إن العملية العسكرية الروسية هي بلطجة عسكرية بنفس منطق البلطجة الأمريكية وحلفائها الغربيين، لفرض هيمنتها بالقوة العسكرية على المنطقة وأوروبا تحديدا. انها حرب اعادة تقسيم العالم في عالم جديد متعدد الاقطاب مخضب بالدماء.

ليس للطبقة العاملة وعموم الجماهير الأوكرانية أية مصلحة في هذه الحرب سواء كانت صغيرة أو كبيرة النطاق، وهي من تدفع ثمن سياسات حكومتها، وفي الوقت ذاته ليس للجماهير سواء في بلدان الغرب أو في روسيا أية مصالح لها في هذا التصعيد العسكري الخطير، ولا تقف عند هذه الحدود بل أن التهديدات المتبادلة بين روسيا والحلف الأطلسي من شأنه فرض الأجواء الحربية والعسكرتارية والرعب والخوف على العالم.

إن ما يحدث الآن في أوكرانيا هو صراع سياسي واقتصادي بأدوات عسكرية بين الدول الإمبريالية العالمية، روسيا من جهة والولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، لتقاسم النفوذ والمصالح، وان ما نشهده اليوم من تصعيد عسكري هو إيذانا بتعريض أمن وسلامة العالم إلى خطر حرب إمبريالية عالمية جديدة. 

إننا في الحزب الشيوعي العمالي العراقي في الوقت الذي ندين بأشد العبارات التهديدات العسكرية والحربية وما قامت بها روسيا والحلف الأطلسي، فإننا في الوقت ذاته ندعو الطبقة العاملة في روسيا وأوكرانيا والبلدان الغربية والعالم الى عدم الانجرار خلف اطراف هذا الصراع والوقوف في جبهة إنسانية واحدة بالضد من الطبقة السياسية الحاكمة سواء في روسيا او في الغرب وفضح نفاقهم السياسي حول حقوق الإنسان والسيادة والحرية والديمقراطية. إن هذه الجبهة بإمكانها إنهاء الأجواء الحربية والسكرتارية في أوكرانيا وفي العالم، وبأبعاد العالم عن شبح الحرب الامبريالية. يجب ان تتوقف الحرب فوراً وبدون اي قيد او شرط.

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

٢٤ شباط ٢٠٢٢

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى