وثائق المؤتمر السادس للحزب

بلاغ الحزب الحكمتي (الخط الرسمي) للمؤتمر السادس للحزب

الرفاق الاعزاء…

نشكركم على توجيه الدعوة لنا لحضور المؤتمر السادس للحزب. على الرغم من رغبتنا بحضور هيئة من الحزب في هذا المؤتمر، الا انه ليست هناك امكانية للحضور في هذا التجمع المهم للأسف.  نتمنى لكم مؤتمراً مفعماً بالنجاح والموفقية.

رفاق!

لقد كانت المرحلة المنصرمة مرحلة تحولات كبيرة سواء على الصعيد العالمي او على صعيد منطقة الشرق الاوسط. اذ تركت التطورات تأثيرات وتغيير ملحوظ على مكانة الدول، اصطفاف القوى والحركات السياسية في المنطقة، زد على ذلك، على صلة الطبقة العاملة والجماهير المحرومة بالحكومات على القسم الاعظم للعالم، وبالأخص في الشرق الاوسط، تطورات هي بداية مرحلة جديدة  بتغييرات اكثر عمقاً وأساسية.

مرت جماهير العراق بجرائم فظيعة على امتداد العقود الثلاثة الاخيرة، من حرب الخليج الى الحملة العسكرية لأمريكا وبريطانيا وحلفائهم على هذا البلد. انها جرائم قل نظيرها في تاريخ البشرية، من الحصار الاقتصادي وفرض الفقر والجوع على الجماهير الى القتل والدمار تحت اسم “توسيع الديمقراطية” الى الموجات الهائلة للنزوح، الاحتلال العسكري للعراق الى تشكل العصابات الاسلامية والقومية والاثنية والرجعية والمسلحة تحت راية الاحتلال والاستفادة من جزع الجماهير وسخطها الكبير والعادل من جرائم امريكا واحتلالها، جعلت هذه وغيرها من العراق احد مراكز الصراعات بين القوى، الدول والعصابات الرجعية. وبمرور عقدين على الحملة على العراق لازالت تبعاتها وعواقبها الصادمة على حياة الجماهير المحرومة. 

فبالإضافة الى تحول العراق الى ميدان للصراع الامبريالي والحروب بالوكالة ومساعي الدول العالمية الكبرى وحلفائها الاقليميين والمحليين، تحول الشرق الاوسط الى ميدان للمذابح والجرائم الكبيرة ودمار العديد من البلدان وتشرد عشرات الملايين ومقتل مئات الالاف من البشر.

ومع هزيمة النزعة العسكرتارية الامريكية اليوم، انفضح اكثر من اي وقت مضى الوجه القبيح للديمقراطية الغربية وريائها مع راية “محاربة الارهاب والاستبداد” وتهاوت الادعاءات الفارغة حول “نشر الديمقراطية” المتهالكة.

فمع انسحاب امريكا من الشرق الاوسط وخفوت ظل الحروب الامبريالية وحروبها بالوكالة في هذه المنطقة، واجهت ،من جهة، كل القوى المحلية من الحكومات، الاحزاب والجماعات الحكومية الى التيارات اليمينية في المعارضة التي علقت امالها بالأقطاب العالمية والمحلية انسداد افاق. بيد ان هذه الهزيمة جعلت، من جهة اخرى، الاوضاع لتوسيع وتعميق الصراع الطبقي مهيئة أكثر. فبالنسبة للملايين التي حضرت الميدان للخلاص من الجهنم الذي خلقته القوى العالمية والمحلية الرجعية، توفرت اوضاع جديدة وملائمة كي يتسع ويتعمق صراعها من اجل نيل الرفاه العام والحريات السياسية التي تهمشت جراء الصراعات والحروب الكبيرة ويؤمن ذلك تقدم الحركات التحررية.

ان اتساع احتجاجات المرحلة الاخيرة في العديد من البلدان من العراق ولبنان الى ايران وتركيا وكردستان والتي محورها المشترك هو المطالبة بالرفاه واسترداد الكرامة الانسانية للجماهير هو تبيان لحقيقة ان الشرق الاوسط هو ليس فقط ميداناً للحروب وحسم صراعات القوى العالمية الكبيرة، ميداناً لحروب وجرائم دول المنطقة وانواع من العصابات والجماعات المسلحة. انه تبيان لحقيقة ان الجماهير التحررية والمتعطشة للحرية لا تقبل بفرض التراجع على نضالها من اجل حياة كريمة، مرفهة، انسانية، مفعمة بالمساواة اكثر من هذا تحت حجج ومبررات الحرب، الاحتلال والحصار الاقتصادي، تدخل الناتو وروسية و…. انها لحقيقة ان حرب اليوم هي حرب من اجل الحرية، الرفاه، الامان، العدالة الاجتماعية والسعادة للجميع هي الحرب الاساسية وهي الحرب الوحيدة الجارية.

ان كافة الشواهد تبين، عن شروع مرحلة جديدة سواء على الابعاد العالمية ام على الصعيد الاقليمي، من العراق وايران الى لبنان وتونس و….

رفاقنا الاعزاء !

تضع الاوضاع الجديدة مهام جسيمة امام الحركة  الشيوعية للطبقة العاملة دون شك.  اليوم، واكثر من اي وقت اخر، الطبقة العاملة في المنطقة وعلى الصعيد العالمي بحاجة الى ردود طبقية، راديكالية ومناهضة للرأسمالية. تطرح هذه الاوضاع امكانية مهمة، وفي الوقت ذاته، تطلع كبير من الشيوعيين على صعيد المنطقة، وبالأخص في ايران، العراق وكردستان العراق. اذ فيما يخص اجواء هذه البلدان، وبالمطاليب الراديكالية والانسانية، وبراية العدالة، هو دليل انعطاف المجتمع لليسار، دليل انفتاح الاجواء من اجل ان يلعب الشيوعيون دورهم في هذه المرحلة الجسيمة. المجتمع البشري اليوم، واكثر من اي وقت مضى، بحاجة للشيوعية، لماركس، للينين، لحكمت، وللثورة الشيوعية. ان جماهير العراق، ايران، لبنان، تونس و… الطبقة العاملة في هذه البلدان وعلى الصعيد العالمي بحاجة الى تغيير جذري وعميق لخلاص البشر، وان هذه الحاجة اليوم قد فُرضت علينا وعلى اي تيار او حزب شيوعي، وتستلزم رداً.

رفاق!

ان هذه الاوضاع تستلزم منا نحن الشيوعيون، وبالأخص من حزبنا ومنكم رفاقنا الاعزاء في الحزب الشيوعي العمالي العراقي تشخيصاً دقيقاً لهذه المرحلة ومساراتها، بثقة بالنفس، سياسة وخطة واضحتين، والاهم من هذا كله قرارات سياسية جريئة لتقدم الشيوعية ولتقدم الحركة العمالية لعبور المجتمع والاحتجاجات الجماهيرية والعادلة من منعطفات الصراع وصوب النصر. ان هذا دور تاريخي وضع على  عاتق حركتنا، الحركة الشيوعية للطبقة العاملة، وبالأخص احزابنا في المنطقة. كلنا امل في ان يكون المؤتمر السادس لحزبكم، وبتحليه برؤية واضحة وجلية ، خطوة بهذا الصدد وتامين لعب دور حاسم.

نتمنى لكم الموفقية ونشد على اياديكم فرداً فرداً.

عاشت الشيوعية! 

 عاشت الثورة العمالية!

الحزب الحكمتي (الخط الرسمي)

10 كانون الثاني 2022

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى