وثائق المؤتمر السادس للحزب

نحو تحول الحزب إلى إحدى الخيارات السياسية للمجتمع! (التقرير السياسي للمؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي)

مقدمة:

يغطي هذا التقرير أهم المراحل السياسية في المجتمع وتفاعل الحزب معها، ويستعرض مواقفه وسياساته وانعكاساتها على الحياة الداخلية للحزب والانعطافات التي مر بها، بين المؤتمر الخامس المنعقد في شباط 2012 والمؤتمر السادس الذي نعقده في كانون الثاني من عام 2022. ولابد من الإشارة إلى أننا نجد صعوبة في ذكر كل التفاصيل التي مرت علينا خلال ٩ سنوات من النشاط والفعالية، لذلك حصرنا التقرير في المفاصل السياسية والتنظيمية الرئيسية.

قرر المؤتمر الخامس للحزب على ترسيخ التقاليد الحزبية وبناء مؤسسات الحزب والحفاظ عليه وعلى وحدته، وبناء حزب سياسي تتعدد فيه الآراء وتسود فيه وحدة الإرادة، لأنه الوسيلة النضالية الوحيدة لتخليص الطبقة العاملة وعموم المجتمع العراقي من المأساة التي فرضتها عليها القوى البرجوازية القومية والإسلامية، كما أنه أداة الثورة العمالية وتحقيق الاشتراكية.

 احتجاجات المنطقة الغربية:

لقد كانت واحدة من المنعطفات السياسية التي مرت بالمجتمع العراقي هي اندلاع الاحتجاجات الجماهيرية في المناطق الغربية في العراق في شهر كانون الأول من عام ٢٠١٢، والتي، مع الأوضاع السياسية المحتقنة، مهدت لاجتياح عصابات داعش لثلث مساحة العراق وإعلان دولة الخلافة الإسلامية في حزيران ٢٠١٤. أن الجذر الاجتماعي لتلك الاحتجاجات هو الصراع الطائفي الذي كان جزء من مساعي إنهاء وجود التيار القومي العروبي الملتحف بـ”الإسلام السني” وحسم مصير السلطة وفرض نظام إسلامي-طائفي يقوده التيار الإسلامي الشيعي. وقد تعكزت تلك الاحتجاجات على العديد من المطالب العادلة مثل إلغاء مادة ٤ ارهاب وإنهاء الإحتقان والشد والتأليب الطائفي الذي تقوم به التيارات الطائفية الشيعية وتوفير الخدمات، إلا أن آفاق تلك الاحتجاجات كانت بيد القوى القومية العروبية والإسلام السياسي (السني)، وتحولت خلال فترة قصيرة إلى رفع شعارات رجعية مثل المطالبة بإنشاء إقليم سني، وارتفعت دعوات لمواجهة قومية ضد التدخل الإيراني، لتتحول إلى مواجهات دموية  في منطقة الحويجة في كركوك في نيسان من عام ٢٠١٣، وفي المقابل رفعت شعارات طائفية من قبل سلطة الإسلام السياسي الشيعي، وتصوير الصراع على السلطة بأنه صراع بين “أنصار الحسين” و”أنصار يزيد”، و هو ما جاء في خطابات نوري المالكي عندما كان يشغل منصب رئاسة الوزراء،  إلى الحد الذي تم فيه إعلان تشكيل جيش المختار في عام ٢٠١٣ من أجل التصدي لتظاهرات المنطقة الغربية والتمرد المسلح الذي اجتاح مدن الموصل والتاجي والانبار. وتحت وابل من التصريحات الطائفية للتغطية على ماهية الصراع السياسي، قتل المئات من المتظاهرين في مناطق الاحتجاجات مثل الحويجة والانبار وكركوك والموصل.

ولابد من ذكر أن الصراع السياسي الذي تصاعد إلى صراع أمني وعسكري احتدم في العراق خلال تلك الفترة تأثر بشكل مباشر بالأحداث التي جرت في سورية وفي المنطقة. وانضمت السلطة الحاكمة في العراق إلى محور النظام السوري-الإيراني في مواجهة محور تركيا-السعودية-الامارات -قطر، وتحول بذلك العراق إلى ساحة حرب بالوكالة بين الأطراف الإقليمية والدولية المتصارعة.

لقد وصفت سياسات الحزب ومواقفه الرسمية الاحتجاجات الحاصلة في المنطقة الغربية بأنها تحت تأثير آفاق التيارات الرجعية بالرغم من وجود عدد من المطالب العادلة التي رفعتها الجماهير في بداية الاحتجاجات، وأنَّ الاحتجاجات ليست أكثر من ورقة بيد احدى الأجنحة البرجوازية القومية لتحسين حظوظها وحصتها في السلطة التي تسيطر عليها القوى الإسلامية الشيعية، وقد تصدى الحزب سياسيا لتلك المساعي وفضح ماهية الصراع من اجل السلطة او نيل حصة أكبر منها. وانعكس هذا في الموقف الرسمي والخطاب السياسي والإعلامي والدعائي للحزب في المجتمع.

الانقلاب العسكري في مصر وأحداث سورية:

لقد ساهمت الثورتين التونسية والمصرية وهبوب نسيمهما في تغيير المعادلات السياسية. وحاولت البرجوازية، كطبقة حاكمة، من جهة، تغيير مسار الثورتين وتفريغهما من محتواها و إغراقها بدماء الطبقة العاملة والكادحين، ومقايضتها بالأمن والأمان مقابل القمع والاستبداد والإفقار، ومن جهة أخرى عملت البرجوازية على تغيير مواقعها ومكانتها في المعادلة السياسية الجديدة التي غيرتها الثورتين المذكورتين.

لقد جاء الانقلاب العسكري في عام ٢٠١٣ في مصر كثورة مضادة لجناح من البرجوازية القومية لسحق آمال وأماني الجماهير العمالية والكادحة في مصر التي خرجت في يناير من عام ٢٠١١ للمطالبة بالحرية والمساواة. وقد أدان الحزب الانقلاب العسكري في مصر على الثورة المصرية، وفضح ماهية البرجوازية القومية المصرية التي قادت ثورة مضادة على راية الحرية والمساواة التي رفعتها الطبقة العاملة المصرية وعموم الكادحين. بينما راح قسم من اليسار يهلل للانقلاب العسكري على أنه جزء من مسار الثورة و”ضد الاخوان المسلمين ومرسي”، وذلك بسبب ضديته للإسلام والإسلام السياسي دون اي تحليل للمحتوى الطبقي ليبلع الطعم، ويكون جزء من الأبواق الدعائية للعسكر والبرجوازية القومية وطمس الماهية الطبقية للانقلاب العسكري.

 وليس هذا فحسب بل أن الحزب أيضا بيّن موقفه من الأحداث في سورية بعد هبوب نسيم الثورتين على المنطقة، وأصبح واضحا بأن ما يحدث في سورية ليست له أية علاقة بالثورة، وان الصراع الدائر هو جزء من حرب الوكالة، وأن الجماعات الإسلامية الإرهابية التي استغلت نسيم الثورتين ليست إلا أدوات بيد القوى الإقليمية والدولية لتغيير المعادلات السياسية في سورية والمنطقة لصالح القوى التي توظفها وتدعمها عسكريا وماليا وسياسيا، وليست لها أية علاقة لا من قريب ولا من بعيد بالمطالب العادلة للجماهير من اجل الحرية والمساواة. بينما راح طيف من اليسار يسمي ما يحدث في سورية بأنه ثورة وبغض النظر عن فهمه للثورة والاحتجاجات الجماهيرية وتحت أية آفاق وأية راية. وبينت جميع الأحداث لاحقا صحة سياسات الحزب تجاه ما حدث في مصر وسورية.

وعلى نفس السياق، سار الانقلاب الذي قاده العسكر و بواجهة مدنية مثّلها قيس سعيد في تونس مع الفارق في الوقت بين الانقلاب في مصر والانقلاب في تونس. وأوضح الحزب أن ما حدث في تونس لم يكن اكثر من إطفاء أية جمرة تحت الرماد للثورة التونسية وذر الرماد في عيون الجماهير الكادحة وعموم المجتمع التونسي للتغطية على حقيقة أزمة البرجوازية السياسية وسياستها في تونس لفرض مشاريع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، واستغلال سخط الأغلبية المطلقة لجماهير تونس ضد الحكومة الإسلامية وسياساتها الاقتصادية ومعاداتها لمساواة المرأة والحريات، وتصوير الأزمة على أنها بسبب إخفاقات جناح آخر من أجنحتها، وهو الإسلام السياسي، من أجل إنهاء  وطوي صفحتها وفرض دكتاتورية جديدة على شاكلة ما حدث في مصر.

 داعش والحرب في مدينة الموصل:   

لم يكن ظهور سيناريو داعش بعيدا عن تداعيات الثورتين المصرية والتونسية وهبوب نسيمهما على المنطقة، بل نبهت الثورتان الطبقة البرجوازية إلى لعب دوراً كبيراً على صعيد المنطقة والعالم للمحاولة في احتوائها وإعادة ترتيب أوراقها. ورتبت الولايات المتحدة الأمريكية سيناريو جديد لإعادة إنتاج نفوذها السياسي عبر تقديم كل أشكال الدعم إلى الجماعات الإسلامية، حيث ساهمت في دعم صعود الإخوان المسلمين في مصر وتونس عبر تقديم المساعدات المالية لهم في الانتخابات التي تلت الثورتين أبان عهد إدارة اوباما، إضافة إلى إنها دعمت كل العصابات والجماعات الإسلامية في سورية وليبيا عبر وكلائها من دول الخليج، ولقاء قادتها أمثال أبو بكر البغدادي من قبل أعضاء الكونغرس الأمريكي وفي مقدمتهم جون مكين على الأراضي السورية. بمعنى آخر كان ظهور داعش وقوتها ثمرة للإحتقان  والشد الطائفي الذي مارسته السلطة الحاكمة في العراق بالإضافة إلى الصراع الإقليمي والدولي، حيث كانت حرب الوكالة واحدة من مميزات تلك المرحلة.

ومع اجتياح داعش لمدينة الموصل وإعلان مشروعه لدولة الخلافة الإسلامية، قرر الحزبان الشيوعي العمالي العراقي والكردستاني على سياسة المقاومة العسكرية. بيد أنه على الصعيد العملي لم يقدم الحزب على أية خطوة جدية نحو تشكيل قوة عسكرية لتنفيذ السياسة المذكورة، ويعود ذلك إلى عدة عوامل منها حداثة الميدان العسكري بالنسبة للحزب، إلى جانب رسوخ التقاليد اللاجتماعية التي ترسف بها ذهنية الحزب.

 وفي خضم الحملة العسكرية على مدينة الموصل من قبل التحالف الدولي أدان الحزب القصف الوحشي على المناطق المدنية، وانعكس في الخطاب السياسي والدعائي والوقفات الاحتجاجية في مدينة بغداد.

 الاستفتاء حول استقلال كردستان:

وأبرزت تداعيات الصراع القومي بعد طرد داعش و ظهور معادلات سياسية جديدة في العراق موضوعة الاستفتاء من أجل إستقلال كردستان. فالبرجوازية القومية الكردية طرحت مشروع استفتاء كردستان من اجل الاستقلال، بالرغم من أنها لم تكن منسجمة، بجناحيها، وهما الاتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطي الكردستاني، إلا أن الأخير استطاع قيادة عملية الاستفتاء.

وفي ظل هذه التحولات السياسية الجديدة، وفي ظل إعادة إنتاج طرح المسالة القومية، وتصاعد اللهجة والنزعة القومية بين ضفتي الصراع، العراق وكردستان، رفعت المسالة القومية براسها مرة أخرى لتلقي بظلالها وتخيم على ذهن الطبقة العاملة وعموم المجتمع،. وفي ظل تلك التحولات، أيد الحزب الشيوعي العمالي العراقي مسالة الاستفتاء؛ فمن جهة كان الحزب ينظر إلى عملية الاستفتاء بأنها تكتيك لينيني بالنسبة للطبقة العاملة والتيار الشيوعي في بلد الطبقة المضطهٍدة، وسياسة واضحة لجر الطبقة العاملة ومحرومي المجتمع من تحت آفاق البرجوازية القومية وأبطال شرارة الحرب القومية وتوجيه حراب النضال ضد البرجوازية التي تتصارع فيما بينها على تحقيق مصالحها الطبقية والتي ليس لها أية علاقة بمصالح الطبقة العاملة، وعلى الجانب الآخر أكدت الحكمتية ومنصور حكمت بأن مسألة الاستفتاء هو اسلوب عملي لحل القضية القومية الكردية. كما أدان الحزب سياسة حكومة بغداد في الحملة العسكرية التي قامت بها حكومة العبادي والحشد الشعبي على مناطق كركوك وخانقين وديالى التي سميت بالمناطق المتنازع عليها، ونظم حملة دعائية وسياسية ووقفات احتجاجية في بغداد ضد السياسات العسكرية لحكومة بغداد، وفي الوقت ذاته، وقف بحزم ضد التصعيد الشوفيني القومي من قبل الأحزاب القومية الكردية.

علماً ان هذه المنعطفات السياسية المذكورة أعلاه قد جرت في سياقها نقاشات جدية وإختلافات في الراي بشكل واضح داخل الحزب وهيئاته القيادية عموما وبشكل علني في بعض الاحيان.

الحزب والتقاليد الحزبية والسنن الشيوعية:

 لقد كان واحد من التحديات التي واجهت حركة الشيوعية العمالية تاريخيا هي التحزب الشيوعي والتقاليد الحزبية. وكان النضال ضد المحفلية والدفاع عن وحدة الحزب وترسيخ تقاليده جزءا حيا ومتواصلا طوال حياة الحزب ومنذ تأسيسه.  وقد أكدت قيادة الحزب دوما على أنَّ وجود الاختلافات في وجهات النظر وتعدد الآراء شيء طبيعي في الحياة الداخلية للأحزاب السياسية والاجتماعية الحية. ومنذ المؤتمر الرابع للحزب، كانت موضوعة الدفاع عن التقاليد الحزبية بحثا أساسيا من أبحاث ومناقشات المؤسسات الحزبية. بيد أن كل تلك المساعي لم تسفر عن إنهاء تلك الظاهرة، أي ظاهرة اللاتحزب من حياة الحزب.

وقد كشفت المعطيات المادية في الحياة الداخلية للحزب عن وجود تقليدين على صعيد التحزب والتقاليد الحزبية وصيانة وحدة الحزب، كأنعكاس لرؤى سياسية واجتماعية ونضالية مختلفة؛ تقليد لتيار يساري هامشي يتخذ من محفله وفرقته محل انطلاقه، وتقليد آخر هو تقليد الشيوعية العمالية الذي ينطلق من الحزب والتقاليد الحزبية والمؤسسات الحزبية. ولم يكن أمام التقليد الأخير إلا أن يأخذ بزمام المبادرة ويوجه نقدا حاداً وجاداً لكل الظاهرة التي استفحلت وهددت وحدة الحزب وتقاليده السياسية والفكرية والاجتماعية. حيث وقف الاجتماع الموسع ٣٣ للجنة المركزية بصرامة ضد كل الخروقات والانتهاكات التي حدثت تجاه التقاليد الحزبية والشيوعية خلال كل تلك السنوات المنصرمة، ودافع دون أية مساومة عن الحزب والشيوعية العمالية والإرث الفكري والسياسي لمنصور حكمت. ويعتبر ذلك الاجتماع، في الفترة ما بين المؤتمرين، خطا تصاعديا ضد كل التقاليد والتصورات التي تقدس اللاحزبية وضرب المؤسسات الحزبية والنظام الداخلي بعرض الحائط.

 وتبين لاحقا خلال مسيرة الحزب إن أؤلئك الذين أضروا بوحدة الحزب، وخرجوا أخيرا منه سواء في ايار 2018  (استقالة 3 أعضاء للجنة المركزية مع عدد من اعضاء الحزب) او في إذار 2020 (استقالة 3 اعضاء من اللجنة المركزية)، ينتمون إلى تيار آخر، يمثل تقاليد سياسية اخرى مختلفة، وعبرت عنها نفسها، قبل أن يجف حبر استقالتهم، بابتعادها وانفصالها بشكل نهائي عن الشيوعية العمالية ومنصور حكمت والحكمتية في الميدان  الفكري والاجتماعي والحزبي، وعلى صعيد الرؤية السياسية للاعتراضات والاحتجاجات الاجتماعية والمنعطفات السياسية في المجتمع مثل التصورات حول احتجاجات المنطقة الغربية واستفتاء كردستان وحرب الموصل وأخيرا انتفاضة أكتوبر. 

وبادرت قيادة الحزب، بالتنسيق والانسجام مع قيادة الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني ارتباطاً بموضوعة الاستقالات، لشن حملة فكرية وسياسية على أوهام وتصورات اليسار حول مختلف المسائل، والبروز كقطب مدافع عن الماركسية و الشيوعية العمالية والحكمتية في المجتمع.  ولعبت إصدارات مثل جريدة “إلى الأمام” ومجلة “المد” دورا مهما في دفع الشيوعية العمالية من الناحية الفكرية والسياسية إلى الأمام، وكان هناك دوما رد على أوهام اليسار وتخبطاته على عدد من المواقع الإلكترونية والدفاع عن الشيوعية العمالية، وصبت تلك الردود جميعها في مسار تعميق النقد الاشتراكي في المجتمع. وسعت قيادة الحزب بشكل حثيث ومتواصل إلى تنظيم البرامج السياسية والفكرية المنتظمة عبر ندواتها حول ذكرى ثورة أكتوبر في بغداد وذكرى الثورة التونسية والدفاع عن الحزب ومكانته في اليسار عبر منصة الزوم، ولعبت القنوات الإعلامية مثل (سايت الحزب) وشبكات التواصل الاجتماعي وقناة (عالم أفضل) بشكل منتظم في مناسبات مختلفة مثل ٨ مارس والأول من أيار وذكرى تأسيس الحزب و أسبوع منصور حكمت في تقوية ذلك المسار. كما ساهم البيت الحزبي الذي تشرف عليه لجنة تنظيم بغداد عبر ندوات أسبوعية، في نشر سياسات الحزب الفكرية والسياسية في صفوف عدد ليس قليل من الأشخاص على مختلف توجهاتهم السياسية والفكرية.

 ولابد من الإشارة إلى الدور الجدي في تطور العلاقة بين الأحزاب الشيوعية الثلاثة، الحكمتي الخط الرسمي والكردستاني إلى جانب العمالي العراقي في عبور أكثر المراحل صعوبة في الحياة الداخلية للحزب والحركة الشيوعية العمالية عموما، وكان الانسجام السياسي البيّن بين الأحزاب الثلاثة خلق أجواء في اتخاذ العديد من المواقف والسياسات المشتركة تجاه الأوضاع السياسية في العراق وكردستان وإيران.

الاحتجاجات الجماهيرية والعمالية، حركة ضد البطالة والطاولات المستديرة

إن الدافع الرئيسي في إشعال الاحتجاجات في البصرة في تموز من عام ٢٠١٨ وبعد ذلك انتفاضة أكتوبر هو، ولحد كبير، وجود الملايين من العاطلين عن العمل. ومازالت هذه المسالة تشكل معضلة رئيسية في المجتمع، وليس بمقدور البرجوازية كطبقة إيجاد الحلول لتخفيفها، لأسباب منها الصراع على السلطة السياسية وغياب الاستقرار السياسي والأمني وتفشي الفساد في جميع المفاصل الحكومية والمجتمع، وأخرى بسبب الأزمة الاقتصادية التي تضرب النظام الرأسمالي العالمي ككل. والجدير بالذكر فإن القوى المليشياتية البرجوازية تستغل ظاهرة البطالة لتجنيد المئات من العاطلين في المليشيات والجهاز القمعي للسلطة من الشرطة والجيش.

وقد أولى الحزب أهمية لقضية العاطلين عن العمل ومسالة العمال المؤقتين أو العقود التي تعتبر احدى المحورين الرئيسين اللذين وردا في وثيقة “الأوضاع السياسية في العراق وسبل حل الحزب” في الاجتماع الموسع ٣٣.

وقد نظم الحزب عدة طاولات مستديرة لتنظيم علاقته مع النشطاء والفعالين في الاحتجاجات، والعمل على توحيد صفوفهم وتسليحهم بالآفاق السياسية للحزب. فكانت الطاولة المستديرة الأولى في بغداد، حيث جمعت نشطاء وفعالي الاعتراضات وخاصة في البصرة، والعمل معهم لوضع خطة تنظيمية شاملة على صعيد العراق لتشكيل حركة ضد البطالة وحركة موحدة للعمال المؤقتين. ثم عقد الطاولة المستديرة الثانية والثالثة في مدينة السليمانية، وتم التطرق بشكل مفصل إلى الحركة العمالية وحركة ضد البطالة ومسألة المرأة. 

كما حاول الحزب تشكيل إطار تنظيمي في أيام انتفاضة أكتوبر للعاطلين عن العمل، وقد نظم طاولة مستديرة رابعة في مدينة بغداد وكانت احدى محاورها قضية العاطلين عن العمل ولتشكيل منظمة نضالية تحقق مطالب العاطلين عن العمل في العراق. وتم أيضا رفع شعار (فرصة عمل  مناسب أو ضمان بطالة)، إلا أن افتقار هذا المشروع الى  كادر بشري متسلح بافق نضالي وعملي واضح وملموس للدفع بهذه الحركة كان عائقاً رئيسياً أمام النهوض بهذه الحركة. وفي السياق ذاته، كانت موضوعة تأسيس حركة ضد البطالة من أولويات المواضيع التي طرحت في البيت الحزبي وفي صحيفة (الى الامام) وفي اللقاءات والمقابلات مع قناة (عالم أفضل). 

وكانت الطاولات المستديرة فرصة في تعريف سياسات الحزب وشرح رؤيته للاحتجاجات، وفي الوقت ذاته ساعدت على انتشار الحزب في أوساط جديدة في المجتمع.  وقد ساهمت الطاولات المستديرة، في تنظيم يوم المراة العالمي و الاول من ايار، واخيراً، مهدت الارضية لتأسيس تحالف امان النسوي، حيث تمكن الحزب من تأسيس علاقات واسعة مع شبكة من الفعالين والناشطين في الحركات الاحتجاجية.

 الاحتجاجات الجماهيرية في المدن الجنوبية:

اجتاحت المدن الجنوبية في العراق في صيف ٢٠١٨ سلسلة من الاحتجاجات الجماهيرية الواسعة ضد الفقر والبطالة والعوز وإنعدام الخدمات، وجاءت بعد إعلان نتائج الانتخابات التي قاطعها أكثر من ٨٠٪  من الناخبين، وكانت إحدى المطالب الرئيسية للاحتجاجات التي اندلعت شرارتها في صيف ٢٠١٨ في البصرة هي “توفير فرص العمل” وتوظيف عمال العقود والأجور اليومية في الملاك الدائم. وتعتبر انتفاضة أكتوبر امتدادا لتلك الاحتجاجات التي اشتعلت في عام ٢٠١٩ وقبلها هي امتداد لسلسلة من الاحتجاجات التي اندلعت منذ شباط ٢٠١١ ومرورا باحتجاجات تموز ٢٠١٥، التي رفعت شعارات مهمة تفضح سلطة الإسلام السياسي مثل شعار (باسم الدين باكونا الحرامية!)، كما كان انتشار شعار (لا شيعية… لا سنية… الهوية إنسانية!) في صفوف المتظاهرين واحد من الشعارات التي رفعها الحزب بعد الحرب الطائفية في ٢٠٠٦. وعندما بدأت تلك الاحتجاجات يسيطر عليها التيار الصدري لتفريغها من محتواها وحرف توجهات نضالها، أعلن الحزب عن انسحابه منها وتعرية القوى السياسية التابعة للسلطة المشاركة فيها مثل جماعة العبادي والتيار الصدري.

وعشية انتخابات ٢٠١٨، تدخل الحزب بشكل مباشر في تنظيم تظاهرات في منطقة السفير في بغداد من اجل توفير الخدمات ورفع شعار (لا انتخابات دون توفير الخدمات!) لتجتاح هذه الحركة الاحتجاجية وشعارها إلى عدة مناطق في بغداد و أرغمت الحكومة على إرسال ممثلها للتفاوض مع أهالي المناطق، وقد حققت بعض المطالب مثل تعبيد عدد من الشوارع في تلك المناطق.

أما احتجاجات صيف ٢٠١٨، فقد تميزت بطردها لمقتدى الصدر والعبادي حين كان رئيسا للحكومة، عندما حاولا لقاء فعاليها و نشطائها في مدينة البصرة، وعلى إثر ذلك، قامت القوات الامنية بقتل وجرح عدد من المتظاهرين لتتسع رقعتها إلى مدن جنوبية أخرى. وتم حرق عدد من مقرات ومكاتب الأحزاب الإسلامية من قبل المتظاهرين وهروب محافظ البصرة ومجلس المحافظة والعصابات والمليشيات الإسلامية من المدينة وعدد من المدن الجنوبية. ولم تتمكن الجماهير من طرح بديلها للسلطة وتشكيل حكومة محلية تمثلها وتعمل على تحقيق أهدافها، وذلك لافتقارها إلى قيادة واضحة ومنسجمة سياسياً، وسيطرة الأشكال العفوية والارتجالية على الاحتجاجات. وفي خضم تلك الاحتجاجات، أتبع الحزب سياسة واضحة تجاه الاحتجاجات وحاول الانخراط بها والاندماج معها والعمل على خلق انسجام سياسي على الأقل في صفوف عدد من نشطائها وفعاليها سواء عن طريق صحافته أو عن طريق سلسلة من بياناته وإصداره نشرة يومية “نحو التغيير” التي صدر (23) عدد منها. وعلى الرغم من إن الصدى السياسي لسياسات الحزب كان واسعا نسبيا عبر شبكات التواصل الاجتماعي وعبر صحافته، وقد وزعت خارج تنظيمات الحزب، اي من قبل المحتجين انفسهم، أعداد من نشرة “نحو التغيير” ومنها في تظاهرات أمام المجلس البلدي في الإسكندرية إلا أنه لم يستطع إحراز موطئ قدم في تلك الاحتجاجات لجرها تحت آفاقه.

الثامن من إذار، يوم المرأة العالمي.

يعتبر يوم المرأة العالمي، مناسبة ٨ مارس هي من المناسبات المهمة بالنسبة للحركة النسوية والتحررية عموما والحزب الشيوعي العمالي العراقي خصوصا. ويعتبر الاحتفاء بيوم الثامن آذار تقليد سياسي بالنسبة للحزب. وكانت السياسة الرامية إلى أحياء الثامن مارس منذ عام ٢٠١٨ هي بناء حركة نسوية تحررية مسلحة بآفاق وشعار المساواة التامة بين المرأة والرجل.  وامتدادا لذلك، استطاع الحزب أن ينظم مسيرة بمناسبة يوم المرأة العالمي وسط مدينة بغداد، وهي أول مسيرة تنظم في يوم المرأة على الأقل طوال العقدين الأخيرين من حيث التنظيم وعدد المشاركين وظهور النساء، وسبقها تنظيم حملة دعائية حول يوم المرأة من توزيع بيانات وبوسترات، لينتهي بمهرجان تخلله معرض رسم ومعرضا للكتاب وخطابات سياسية وقصائد، كما نظم ندوة سياسية حول معضلات الحركة النسوية في العراق. لقد برز الحزب على الصعيد الاجتماعي والسياسي والدعائي في مقدمة النضال من أجل المساواة بين المرأة والرجل في هذه المناسبة.

قضية المرأة والحركة النسوية:

إن الظلم الجنسي السافر على المرأة واحد من القضايا التي تمسك بخناق المجتمع. صحيح إن إعادة إنتاج الظلم الجنسي هو جزء من الإبقاء على ربحية الرأسمال، إلا أن العنف المنظم ضد المرأة في المجتمع العراقي لم يشهد له مثيل، على الأقل في تاريخ العراق الحديث، في الثلاثة عقود المنصرمة على الأقل بسبب سيطرة الإسلام السياسي على السلطة ومليشياتها على المجتمع.  وفي مقابل ذلك هناك غياب واضح للحركة النسوية كجزء من الحركة الثورية في المجتمع، وساد تصور وتوجهات وأفكار منظمات المجتمع المدني في المجتمع منذ غزو واحتلال العراق. وتحولت كل قضية مساواة المرأة والرجل إلى سلسلة من الحملات والورشات، بينما تنظيم النساء ونضالهن يدا بيد مع الرجال التحرريين وتحويلها إلى جزء من حركة ثورية تعمل على إنهاء الأوضاع التي تحيط بالمرأة وتغيير كل القوانين لصالح تحررها ومساواتها الكاملة في جميع الميادين الاقتصادية والسياسية والاجتماعية غاب كليا على الساحة السياسية في العراق.

ولذلك سعى الحزب لملىء فراغ ميدان نضال المرأة منذ غزو واحتلال العراق. وخلال الفترة المنصرمة، فبعد عدة لقاءات مع فعالي ونشطاء الاحتجاجات الجماهيرية التي نظمت تحت عنوان الطاولات المستديرة، خصص يوم كامل لقضية نضال المرأة في الطاولة الثالثة، ودفع الحزب باتجاه توحيد صف من النساء، وبعد ذلك الشروع في تأسيس منظمة أمان للمرأة. ويمتلك اليوم هذا المشروع عدد من الناشطات، وشرعت فعاليتها بتنظيم الحملات والوقفات الاحتجاجية التضامنية ضد اغتيال النساء والقانون الجعفري والمادة ٥٧. وفي هذا الميدان سعى الحزب الى دعم هذه المنظمة سياسيا والحفاظ على استقلاليتها التنظيمية والعمل على أن تكون منظمة جماهيرية واسعة بإمكانها قيادة نضال المرأة نحو المساواة.

الاول من آيار… والنضال على صعيد الحركة العمالية

 الأول من أيار هو يوم العمال العالمي، وهو جزء من التقليد الطبقي والسياسي لحركتنا.  وضمن خطة أعدها الحزب لإحياء يوم الأول من أيار، وتعريف العمال به والمساهمة بترسيخه في المجتمع، فكما في يوم المرأة، سار الحزب على نفس السياق في التحرك على أوساط مختلفة لتشكيل لجنة تضم جهات عديدة لتنظيم تلك المناسبتين. وكان يوم العمال العالمي مناسبة للقاء الواسع لفعالي ونشطاء الحزب وأصدقائه بالعديد من العمال في المصانع مثل أبو غريب وعمال المساطر للتحدث معهم حول يوم العمال، وقد كان لتشكيل الفرق لتوزيع البوسترات في أنحاء مدينة بغداد والبصرة والناصرية وكركوك وفرصة للتحدث مع العديد من الناس حول الأول من أيار. وكانت حصيلة تلك الفعاليات هي تنظيم مسيرة في يوم الأول من أيار في شارع الرشيد وسط مدينة بغداد.

و بموازاة ذلك، سعى الحزب بشكل حثيث لتقوية الأواصر بينه وبين أقسام أخرى من الطبقة العاملة، وكان إحياء ذكرى عمال الزيوت النباتية عبر ندوة نقاشية في بغداد، حيث شارك فيها من المهتمين بالحركة العمالية، من شخصيات وقادة ونشطاء الحركة العمالية كخطوة في نفس الاتجاه، وقدم الحزب ورقته في هذه المناسبة حول معوقات ومعضلات الحركة العمالية، وتمخضت الندوة عن نتائج إيجابية تلخصت بالتاكيد على ضرورة وضع ذكرى إضراب عمال الزيوت النباتية في التقويم العراقي وتنظيمه بشكل سنوي، وتعبئة النقابات والاتحادات العمالية للمشاركة في هذه المناسبة، إلى جانب التبليغ والدعاية في صفوف العمال حول التاريخ النضالي للطبقة العاملة ومكانة هذا الإضراب في التاريخ المذكور.

 – وعلى صعيد آخر، لدى الحزب صلة مع أهم قطاع اقتصادي في المجتمع وهو القطاع النفطي، وعمل بشكل حثيث لتقوية تلك العلاقة وتقوية نفوذه السياسي في صفوف العمال في هذا القطاع، وعن طريق كل أشكال الدعم المعنوي والدعائي الذي يقدمه الحزب لعمال النفط.

 كما عمل على تقوية التضامن بين الطبقة العاملة في العراق والطبقة العاملة والجماهير المحرومة في كردستان، حيث بادر “البرنامج الوطني” على إدانة السياسة الشوفينية القومية التي تنشرها القوى القومية البرجوازية في الطرفين العراق وكردستان، ورفض المماطلة في دفع معاشات ورواتب عمال وموظفي ومتقاعدي كردستان من قبل حكومة بغداد.

 ولعبت صحافته دورا في تغطية فعالياته ونشاطاته وخاصة مؤتمره الأخير في تأسيس اتحاد العاملين لعمال النفط. وعلى الصعيد الآخر لعبت قنواته الإعلامية المختلفة في عقد لقاءات وحوارات وطاولات حوارية حول المواضيع المختلفة مثل الاحتجاجات العمالية والورقة البيضاء والأول من أيار مع قادة ونشطاء العمال، كما أجريت لقاءات عبر أفلام وثائقية مع نشطاء الاحتجاجات للمحاضرين والمهن الطبية والمهندسين والبيطرة وعمال العقود في الكهرباء والصناعة، عرفت بمطالبهم ووجهت نداءاتهم عبر قناة (عالم أفضل). الا ان رغم هذا، فان الحزب لازال بعيداً عن اقامة صلات وثيقة وحية ويومية مع القادة والناشطين العماليين بالشكل الذي ننشده. ان لهذا أسباب كثيرة دون شك كانت على طول الخط مبعث تفكير القيادة ونقاشاتها.. 

انتفاضة أكتوبر والسلطة والأفق الاشتراكي:

 لقد مهدت الأرضية الاجتماعية للاحتجاجات العمالية والجماهيرية والعاطلين عن العمل التي اندلعت في صيف من عام ٢٠١٨ وبعد ذلك اعتصامات الخريجين وعمال العقود والأجور وتوسع مساحة الفقر والعوز إلى إشعال انتفاضة تشرين / أكتوبر في عام ٢٠١٩. وقد عمقت الانتفاضة الأزمة السياسية وخاصة موضوعة السلطة. وحاولت القوى السياسية في العملية السياسية والمعارضة القومية وغيرهم وداعميهم الإقليميين والدوليين الاستئثار بالانتفاضة والاستفادة منها وتحويلها وفقاً لمصلحة كل طرف.

لقد شخص الاجتماع الموسع ٣٥ للجنة المركزية الوضع السياسي وحدد السياسات العملية لدفع الانتفاضة إلى الأمام وتعميق راديكاليتها وفصل آفاقها عن آفاق القوى والتيارات البرجوازية سواء كانت في العملية السياسية أو خارجها.

وخلال كل أيام الانتفاضة لعب الحزب دورا ما، ولا نريد أن نبالغ فيه، ولكن نستعرضه كما هو بشكل موضوعي، من خلال نشرته، “انتفاضة أكتوبر”، ونصب خيامه في بغداد والناصرية وعبر تنظيماته في تنفيذ السياسات العملية للحزب في الساحات والميادين التي تجمع فيها آلاف من المحتجين.

لقد تمثلت سياسات الحزب بالتعاطي مع الأوضاع التي أنتجتها ساحات الاحتجاج أو من خلال طرح مبادراته، مثل محاولاته تشكيل اللجان على صعيد الساحات، أو تشكيل المجلس السياسي، تنظيم الساحات حول شعارات ومطالب محددة، وقد صبت جميع مبادرات الحزب وسياساته في هدف تنظيم الصف التحرري في الانتفاضة. وحاول الارتقاء بكل الأشكال التنظيمية، وقام بتنظيم حملة واسعة دعائية لتأسيس المجالس سواء عبر الساحات والميادين او في محلات السكن والمعيشة. لقد كانت موضوعة المجالس جديدة في تلك الساحات وحتى جديدة بالنسبة لتنظيمات الحزب الناشئة. وقد طرح الحزب أيضا ورقة مبادئ لدفع الانتفاضة إلى الأمام على ضوء قرار الاجتماع المذكور، “سياستنا تجاه الانتفاضة”، الذي يلخص كل سياسات الحزب وبرنامجه لهذه المرحلة لتوحيد القوى في الساحات والميادين، وأيضا نظم اجتماع موسع لعدد من فعالي و نشطاء الانتفاضة في بغداد وهو الطاولة المستديرة الرابعة التي تحدثنا عنها، وكانت كل تلك الخطوات العملية تصب في تعميق راديكالية الانتفاضة وفصل مساراتها السياسية عن مسارات القوى البرجوازية. كما بادر في تشكيل اتحاد العاطلين، منظمة الطلبة التقدميين، تقوية منظمة أمان للنساء.

ونظراً لعدم سيادة افق راديكالي وتحرري على الانتفاضة وغياب رؤية سياسية عملية قوية وقادرة للدفع بالانتفاضة نحو الانتصار، وفر الفرصة المناسبة للبرجوازية وجناحها العروبي والمحلي بالتضييق على الانتفاضة وتهميشها وتتويج الكاظمي ممثلا لهذا التيار رئيساً للوزراء.  

مدينة الناصرية: الصراع على السلطة ومساعي الحزب:

 إن أزمة السلطة السياسية في العراق والصراع المحتدم بين الأجنحة البرجوازية على النفوذ والامتيازات والحصص أخذت أشكالا مختلفة على صعيد السلطة المركزية أو على صعيد المحافظات والمدن مثل الصراع على منصب المحافظ. وحاول الحزب عن طريق الارتباط بفعالي ونشطاء الاحتجاجات طرح بديله السياسي سواء أ كان في انتفاضة أكتوبر أو قبلها في احتجاجات ٢٠١٨ في المدن الجنوبية.

 وفي مدينة الناصرية، تصاعدت الاحتجاجات والصراع على منصب المحافظ قبل ثلاثة أشهر من الانتخابات الأخيرة. وطرح الحزب برنامجه حول معايير اختيار المحافظ، وتبنى عدد من فعالي الاحتجاجات البرنامج، وكانت هناك لقاءات منتظمة وبشكل يومي ولمدة أكثر من أسبوعين بين الحزب في الناصرية وصف من فعالي ونشطاء تلك الاحتجاجات، إلا أنه لم يتحول إلى إطار تنظيمي يجر المجاميع المحتجة حوله، بالرغم من العمل المتواصل من اللقاءات والاجتماعات مع الفعالين والمشاركين.

أن المسألة التي يجب التنويه عليها هي غياب الأفق الاشتراكي، وبغض النظر عن ضعفه أو قوته سواء خلال الانتفاضة وبعدها في احتجاجات مدينة الناصرية التي استمرت دون المحافظات الأخرى لفترة أطول. إن هذا الأفق لم يكن موجودا كواحد من الآفاق المتصارعة التي تعكس صراع القوى والأحزاب والتيارات السياسية في الانتفاضة. و يعكس غياب هذه الأفق، بقدر ما انه يشير إلى ضعف التيار الاشتراكي، إلا أنه بنفس القدر يعكس ضعف الحزب أيضا على الصعيد امتلاكه صف من الكوادر الشيوعية والماركسية وعلى ضعفه التنظيمي والاجتماعي. وبالرغم من سعي الحزب بشكل دؤوب بعد احتجاجات عام ٢٠١٨ على صعيد الطاولات المستديرة لتقوية العلاقة مع صف من نشطاء وفعالي الاحتجاجات وتوحيدها وتقوية الأفق الاشتراكي في صفوفهم، إلا أن تقاليد التيارات القومية والوطنية هي التي كانت اقوى من تقاليد الحزب السياسية وافقه الاشتراكي واستطاعت الأولى من جر الانتفاضة تحت آفاقها.

 إن هذه المحدوديات أثرت على إبراز الحزب على الصعيد السياسي والاجتماعي في ميادين وساحات الاحتجاجات على الرغم أن هناك إدراك ومعرفة لدى قسم ليس قليل في ساحات الاحتجاج أن الحزب الشيوعي العمالي العراقي يقف خلف خيمة العاطلين ونشرة “انتفاضة أكتوبر” ولجنة احتجاجات أكتوبر” وكذلك في طروحاته حول منصب المحافظ في مدينة الناصرية. اي أن واحدة من نقاط الضعف الرئيسية التي لم يستطع الحزب التغلب عليها هو العمل الحزبي المباشر، أن يظهر كحزب في الساحات والميادين، وأيضا طرح بديله السياسي حول السلطة بحيث تشير إليه الجماهير والمجتمع كبديل من البدائل المطروحة في المجتمع.  وبعد أربعة أشهر من العمل “غير المباشر”، سعى الحزب إلى ملء هذه النواقص، فعاود إصدار جريدة (إلى الأمام) وأوقف نشرة “انتفاضة أكتوبر” عن الصدور وبدء بالتحرك المباشر، لكن بقي ضمن محدوديات معينة ولم يتجاوزها وهو ما شهدناه في الصراع على منصب المحافظ في الناصرية.

الشباب والعلمانية في المجتمع:

 إن توسع انتشار النزعة المعادية للإسلام السياسي هو ظاهرة تتعاظم في المجتمع، ومعطياتها هي النزعة التي سادت في انتفاضة أكتوبر، وبعد ذلك المقاطعة المليونية للانتخابات الأخيرة. والى جانب ذلك، تنتشر المظاهر المدنية والتحضر والدعوة إلى العلمانية وانتشار ظاهرة الإلحاد ونقد الدين وبأشكال مختلفة على شبكات التواصل الاجتماعي وفي المجتمع. بالإضافة إلى المظاهر التي تؤكد على المدنية في “يوم الحب” والمهرجانات التي تقام مثل مهرجان بابل الأخير، والمشاركة الواسعة للنساء في انتفاضة أكتوبر. ولكن ما يميز هذه الظاهرة، بالرغم من أنها معادية للإسلام السياسي، هو الضبابية في تفسيرها للعلمانية وأيضا ليس لها إطار تنظيمي مادي في المجتمع. ولكن يمكن تلمسه على شبكات التواصل الاجتماعي وعلى صعيد اجتماعي. وتشكل مشغلة إيجاد إطار تنظيمي بالنسبة للشباب الذين لديهم هذا التوجه من الأولويات التي يضعونها على عاتقهم، إلا انهم يرتطمون بغياب اي انسجام فكري وسياسي يوحدهم من أجل تأسيس إطار تنظيمي واحد.

 لقد لعب الحزب دورا في هذا الميدان، ميدان تقوية العلمانية في المجتمع، وتجسد ذلك من خلال صحافة الحزب ووسائل إعلامه على شبكات التواصل الاجتماعي، واللقاءات مع صف واسع من الشباب الذي يجمعهم هاجس معاداة الإسلام السياسي. 

إن نقطة جذب الشباب إلى الحزب هو بسبب جرأة خطابه السياسي غير المهادن وغير المساوم في نقد الإسلام السياسي على الصعيد الاجتماعي والسياسي وبرامجه الاقتصادية. وعلى أثر هذا الخطاب، هناك انتشار للنفوذ السياسي والمعنوي للحزب في صفوف الشباب، وكان عاملا مهما سواء في انضمام أعضاء شباب جدد للحزب او في جذب مؤيدين إلى صفوفه. بيد أن الحزب ما زال غير قادر على هضم هذه الظاهرة، ونقصد ظاهرة الإلحاد والعلمانية التي تحتل مكانا ليس قليلا في مناخ المجتمع، وان تتحول إلى قوة مادية بالنسبة للحزب سواء على الصعيد الاجتماعي او الصعيد السياسي والمعنوي في المجتمع.

في مواجهة وباء كورونا:

وتجاه شيوع وباء كورونا، قام الحزب وكوادره بدور جدي من حيث دعوة الجماهير للأمتثال لتوصيات المنظمات العلمية والصحية الخاصة بهذا الصدد من مثل منظمة الصحة العالمية من جهة، ومن الناحية السياسية من حيث تبيان عجز النظام الرأسمالي عن الرد على متطلبات الجماهير جراء أولوياته المختلفة والبعيدة كل البعد عن متطلبات حياة الجماهير. وقد رد الحزب على الجوانب المختلفة سواء الصحية منها أو السياسية لهذه القضية بصورة طليعية. 

من جهة أخرى، لقد شاع الوباء إبان الانتفاضة وتركت تاثير عليها وعلى إستمرارها. لقد ساهم انتشار وباء كورونا في إسدال الستار على ساحات التحرير والحبوبي وغيرها، وبالتالي الانتفاضة التي كانت تفتقد إلى أفق سياسي ونضالي واضح يرشدها صوب تحقيق أهداف الجماهير المنتفضة. واستطاعت القوى البرجوازية القومية والإسلامية من حرف الانتفاضة نحو “انتخابات مبكرة”، وبالتالي، حسم مصير اختيار رئيس الوزراء التي كانت نقطة رفض الجماهير طوال أشهر الانتفاضة. وتحول وباء كورونا إلى أهم انشغالات المجتمع بسبب خطورته المميتة ليس على الصعيد العراق، بل على الصعيد العالمي كما هو معروف. وعلى الرغم أن تفشي وباء كورونا أثر بشكل كبير على جميع مفاصل الحياة الاجتماعية ووضع محدوديات كبيرة بالتحرك بسبب عملية الإغلاق ومنع التجول، بيد أن الحزب لم يوقف نشاطاته السياسية والاجتماعية. وقد بادر بالرد على الوضع الاقتصادي والاجتماعي للعمال والكادحين من خلال برنامجه الذي تبنته الاتحادات والمنظمات العمالية وتحت اسم (البرنامج الوطني).

  وقد كانت المبادرة في تشكيل “البرنامج الوطني” مهمة لتقدم الحزب نحو الأمام وبأن يكون جزء من هكذا تجمع لصف من نشطاء وفعالي وقادة عمال. وكان لهذه الخطوة تأثير إيجابي على مكانة الحزب على الصعيد الإعلامي والسياسي وعلى صعيد انتشار الحزب اجتماعيا.

ولم يقف الحزب عند هذه الحدود بل حوّل تفشي وباء كورونا إلى حملة سياسية ودعائية ضد النظام الرأسمالي وفشله في توفير الحد الأدنى لإبقاء الناس بعيدا عن الأمراض والحفاظ على لقمة عيشهم. وكان لهذا الدور تأثير في أن يجر إليه أنظار عدد من قوى يسارية أخرى في المغرب ولبنان وفرنسا وإيطاليا واليابان وأدى إلى توسيع تعريف الحزب في مساحات أوسع في صفوف اليسار في العالم.

خلال مرحلة الانتفاضة ووباء كورونا، كان الحزب مواكبا للأحداث وقد ابدى المواقف السياسية الواضحة تجاه جميع الأحداث التي جرت عبر المقابلات والندوات والإصدار المنتظم لجريدة (إلى الأمام) ورفع مستوى الإعلام لتوصيل الخطاب السياسي للحزب إلى مساحات واسعة. 

إعلام الحزب 

 لعبت المؤسسة الإعلامية للحزب دورا مهما وحيويا في نشر سياسة الحزب ومواقفه وخطابه ورده على جميع المسائل السياسية في المجتمع، وقد أدى هذا العمل السياسي المتواصل إلى التوسع التنظيمي إضافة إلى التوسع الاجتماعي، وتوسعت مساحة متابعة الحزب سياسيا ومواقفه وتصريحاته عبر شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة في ريادتها في قيادة حملات الحزب في الأول من أيار وأسبوع منصور حكمت وذكرى تأسيس الحزب وذكرى ثورة أكتوبر.

 الحلقات والمجاميع الاشتراكية:

إلا أن النقطة المهمة التي جاءت بعد انتفاضة أكتوبر وتعتبر من مكتسباتها، وهي تشكيل العديد من الحلقات والمجاميع التي تتبنى الفكر الاشتراكي. وقد تمسك الحزب بها ووضع خطة عملية لها. واستطاع الحزب من خلال سياساته و خطابه الدعائي التأثير على العديد من الحلقات الاشتراكية لتكون قريبة من الحزب وذات صلة حية معه. وكان للدور الإعلامي للحزب الذي تطور بشكل ملحوظ وتحسن من أدائه تأثيرا كبيرا على تواجد الحزب في صلب تلك الحلقات والمجاميع الاشتراكية.  وليس هذا فحسب بل إن خطة الحزب الدعائية والسياسية في الثامن من مارس يوم المرأة العالمي والأول من أيار هذا العام بالرغم من نواقصه العملية على الصعيد الاجتماعي، جذب أنظار قسم من العمال وعن طريق إعلامه، وأثر بنسب مختلفة على تلك الحلقات.  إن تعامل الحزب مع هذه الحلقات والمجاميع جاء على أساس تعامل اجتماعي وسياسي وفكري في آن واحد، فالدفاع عن التحزب والتقاليد الحزبية وتقوية البنية الماركسية والشيوعية العمالية للحزب جاء في خضم هذا التعامل وتجاوز الحياة الداخلية للحزب للانطلاق نحو المجتمع عبر تقوية هذه الحلقات والمجاميع.

الانتخابات “المبكرة” وسياسة الحزب:

لم تكن الانتخابات الأخيرة سوى تكتيك من قبل القوى القومية والوطنية المدعومة من أمريكا والأنظمة القومية العربية لفرض التراجع أو إزاحة تيار الإسلام السياسي الموالي لإيران. ولعبت انتفاضة أكتوبر دورا مهما في فرض التراجع السياسي والاجتماعي على الأخير، ولم تكن الانتخابات إلا وسيلة لنيل الشرعية وإضفائها على ذلك التراجع ومحاولة لتقويض حصته ونفوذه في السلطة السياسية. ويمكن القول بأن الانتخابات لم تكن مطلبا جماهيريا في انتفاضة أكتوبر، إلا أنه بعد سيطرة الأفق القومي على الانتفاضة، فرضت الانتخابات على المجتمع عموما وسوقت على أنها مطلب رئيسي لانتفاضة أكتوبر. أي أن الانتخابات لم تكن مرتبطة بمصالح الطبقة العاملة والأغلبية المطلقة من جماهير العراق. وقد ردت الجماهير على الانتخابات بعدم المشاركة بها بنسبة أكثر من ٨٢٪ وهي الأكثر من نسبة عدم المشاركة في انتخابات ٢٠١٨.

وخلال أيام الانتفاضة وبعدها كان الحزب حاضرا بالرد السياسي على جميع ألاعيب التيارات البرجوازية وفضح سياستها وكشف ماهية صراعها على السلطة، وبين التناقض الصارخ بين مصالحها الطبقية وبين مصالح الطبقة العاملة وعموم الجماهير المحرومة في المجتمع، في جميع المشاريع التي طرحتها تلك القوى، بدءا من ترشيح شخصيات لرئاسة الوزراء ومرورا بتشكيل “حكومة طوارئ” او “حكومة وحدة وطنية” وانتهاءً بمسألة الانتخابات. ودعى الحزب إلى سياسة واضحة بالتنسيق والانسجام مع الحزب الشيوعي العمالي الكردستاني تتمثل بدعوة الجماهير لعدم الانجرار والوقوع في حبائل البرجوازية وتنظيم قواها وادامة انتفاضتها وإنهاء عمر العملية السياسية. وقد وجه الحزبان نقدهما إلى سياسة مقاطعة الانتخابات التي أعلنتها بعض القوى السياسية واعتبرتها سياسة انتهازية، وأنها ليست أكثر من الإبقاء على العملية السياسية التي هي أساس كل الفساد والخراب وانعدام الأمان والإفقار في المجتمع، ونظم الحزب سلسلة من الندوات وخاصة مع صف من الحلقات الاشتراكية لتوضيح سياساته حول الانتخابات، إلى جانب المقابلات مع المؤسسات الإعلامية للحزب والحملة الإعلامية والسياسية التي قام بها من أجل تعبئة الجماهير حول سياساته التي كانت لها أصداء إيجابية بمجملها.

خاتمة:

 وأخيرا اذا ما اردنا تلخيص  كل مسارنا السياسي، وخاصة خلال السنوات الثلاثة الأخيرة، اي منذ الاجتماع الموسع ٣٣ للجنة المركزية للحزب المنعقد في أيار ٢٠١٨، استطاع الحزب لملمة صفوفه وتوحيدها وخلق الانسجام فيها وترسيخ وحدته وتقوية بنيته الماركسية وإعادة الأمل إلى إمكانية انتصار الاشتراكية، كما  قام بإعادة بناء مؤسساته مثل لجنة تنظيم بغداد واللجنة الإعلامية ولجنة التنظيم المركزي وتنظيم الخارج والبيت الحزبي ومعاودة إصدار جريدة (إلى الأمام) و (مجلة المد) التي لعبت دورا مهما في إغناء المكتبة الشيوعية العمالية على الصعيد الفكري والسياسي، كما عمل على ترسيخ التقاليد الحزبية والدفاع عن الشيوعية العمالية و تحزبها وارث منصور حكمت الماركسي، وبدء خطوات في إعداد صف من الكوادر الماركسية، وإبراز الخط الماركسي والشيوعي في المجتمع وتمييزه عن بقية اليسار، والانتشار السياسي والاجتماعي بمساحات واسعة والارتباط مع عدد من فعالي الاحتجاجات الجماهيرية والعمالية والحلقات الاشتراكية.

 ولابد من ذكر أن الدعم المالي الذي قدمته تنظيمات الخارج لفعاليات ونشاطات الحزب ومساهمة كوادر الحزب ومؤيديه بهذا الصدد منذ انتفاضة أكتوبر ساهم بشكل كبير في إنجاز العديد من أعماله ولعب دورا في تقدم الحزب في الميادين التي أشرنا إليها.

إن كل هذا العمل النضالي والمساعي الحثيثة ليست إلا خطوة نحو تحول الحزب إلى أحد الخيارات أو البدائل السياسية في المجتمع والذي ما زال بعيدا عنها، البديل الاشتراكي، حامل رايته و مدافعا جسورا عن مصالح الطبقة العاملة بوجه التيارات البرجوازية، وذو قيافة سياسية تكون محل ثقة عموم المجتمع.

اي بعبارة أخرى أن تحول الحزب إلى جزء من المعادلة السياسية في المجتمع، له دورا في الصراع على السلطة هي المسالة الأصلية بالنسبة للحزب الشيوعي العمالي العراقي. ان تحول الحزب إلى طرف راديكالي بارز يمكن تلمسه من خلال طروحاته ونشاطاته ومواقفه الرسمية ليس على صعيد العراق فحسب، بل على صعيد المنطقة، وعلى سبيل المثال في سياساته تجاه الحرب الأخيرة على غزة والانسحاب الأمريكي من أفغانستان والانقلاب في تونس وانتفاضة الجماهير في السودان، إلا أنه مع كل تلك المساعي الحثيثة و الدؤوبة لم يتحول إلى ممثل اليسار العمالي والتحرري في المجتمع في صراعه على السلطة.

 إن التقدم إلى الأمام، في هذا المسار السياسي بحاجة إلى حزب ماركسي- حكمتي، له صف من الكوادر المتحزبة، كوادر على الصعيد الاجتماعي، حزب له مؤسسات راسخة من لجان حزبية وشيوعية وخلايا ومالية وأعلام. حزب يكون في مقدمة التيار الشيوعي والاشتراكي في المجتمع يعمل على تقوية أفقه وتياره عبر نضال فكري وسياسي واجتماعي ضاري، حزب تسود سياساته على أفق قادة وفعالي الاحتجاجات العمالية والنسوية والاجتماعية، ويعمل على إزالة العوائق الفكرية والسياسية أمام تقدمها إضافة إلى السعي إلى قيادتها.  لقد قمنا بخطواتنا الأولى في هذا الاتجاه، بالرغم من كل نواقصنا وضعفنا ونقدنا لها، وعلينا الرد على هذه النواقص بعد هذا المؤتمر للمضي نحو حشد قوى الطبقة العاملة وسائر الجماهير المحرومة والكادحة نحو تحقيق الثورة الاشتراكية.

المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي

أواسط كانون الثاني 2022

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى