وثائق المؤتمر السادس للحزب

قرار: حول الحركة العمالية ومهام الحزب

(قرار المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي حول مسالة المرأة في العراق)

إذا كان التمييز بحق المرأة  وعدم تمتعها بحقوق وحريات متساوية مع الرجل أحد أركان النظام الرأسمالي عموماً، وإذا كانت دونية المرأة والتمييز ضدها، بل وعبوديتها، وإقصاءها من الحياة، وحجرها في المنزل، هي من أركان انظمة الاسلام السياسي،  فان وضع المرأة في العراق، وبالأخص بعد 2003، يشهد تدهوراً كارثياً وعلى مختلف المستويات تحت حكم سلطة الإسلام السياسي البرجوازية.

لقد عانت النساء من الإفقار والبطالة، فالبطالة تكتسح صفوف النساء، وابتليت المرأة بالعبودية المنزلية حيث جرى فرض العمل المنزلي والرعائي عليها بدلاً من أن تقوم به الدولة، بدون أي التفات الى حاجاتها. المرأة العاملة تعاني من فقدان الحقوق، المرأة الباحثة عن عمل تتعرض لأبشع أشكال الابتزاز الجنسي من اجل الحصول على فرصة عمل، أما العاطلات عن العمل شهدن بطالة مزمنة.

لقد أستهل الإسلام السياسي حكمه في العراق بشن ابشع حملة لأسلمة المجتمع عبر شن هجوم شامل على حقوق المرأة  وحرياتها. لقد تفننت في إعادة القوانين القرووسطية من جحور التاريخ. زواج القاصرات،  البغاء الإسلامي المسمى بزواج المتعة والمسيار والزواج المبكر، هي أجزاء من هذه الهجمة، ناهيك عن اشاعة النزعات العشائرية والذكورية المقيتة من مثل “الفصلية” و”النهوة” وغيرها.

ان ظلم المرأة  ودونيتها ليسا من ابتكار الرأسمالية.  بيد ان للرأسمالية مصلحة مباشرة في بقاء هذه الموروث البغيض. إنه كسائر أشكال الظلم القومي، الطائفي، الديني وغيره، للرأسمالية مصلحة اقتصادية وسياسية في بقائه ومصلحة في بث وعي مشوه وكاذب في صفوف العمال والمجتمع ككل. 

إن تحرر المرأة ليس هدف  التيارات القومية ولا التيارات الدينية ولا التيارات المساومة داخل الحركة النسوية. لا يمكن للحرية والمساواة أن تكون من عمل حركة وتيار يرهن الحقوق الأساسية للمرأة  بالدين والقومية والوطن للدفاع عن المصالح الطبقية للطبقات الحاكمة. اذ لا تنشد هذه الحركات إنهاء تطاول الإسلام السياسي والدين على حياة النساء ولا أن تلجم تطاول النزعة الذكورية المنفلتة الحاكمة على حقوق النساء، كما ان مواجهة النظام الرأسمالي، المسبب الرئيسي في اللامساواة بين البشر، ليس من شأن تلك التيارات.

إن تحرر المرأة  هو عمل الحركة الداعية للحرية والمساواة. بوسع  القوى اليسارية في المجتمع والشيوعية فقط ان تحشد القوى المليونية للنساء حول راية مطالب جذرية وراديكالية دفاعاً عن الحقوق الإنسانية للمرأة من أجل أن تقود نضال عظيم من أجل تحرر المرأة . ان تنظيم حركة تقدمية، راديكالية واقصوية مدافعة عن حقوق المرأة  في العراق ومن اجل الحرية والمساواة هو عمل الشيوعيين وعمل الطبقة العاملة. إنه عمل الحركة الاشتراكية. ان الحزب الشيوعي العمالي هو في مقدمة هذا النضال وهذا الصف.

لا يمكن تحقيق هذا الهدف بدون تنظيم الصف النضالي الموحد للنساء والتفافه حول حزب شيوعي مقتدر ينشد وبوسعه ان يبلغ بحركة تحرر المرأة أهدافها. ان النضال المنظم والدائم والراديكالي من اجل تحرر المرأة  هو ركن مهم للخلاص من هذه الوضعية وهذه السلطة. فالسلطة الميليشياتية الحاكمة هي عائق اساسي امام تحرر المرأة . 

ان الحزب الشيوعي العمالي هو في الصف الطليعي لهذا النضال ويسعى بكل قواه من أجل توحيد وتنظيم ملايين النساء والجماهير التحررية في صفوفه. ويسعى فوراً لتحقيق المطالب التالية:

•     فصل الدين عن الدولة والتربية والتعليم، وايقاف كل أشكال تدخل التقاليد والقوانين الإسلامية والذكورية والعشائرية البالية في حياة النساء!

•     تامين ضمان بطالة مناسب لكل من هم على استعداد للعمل، بغض النظر عن الوضع المالي للزوج او سائر افراد العائلة!

•     الغاء مجمل القوانين المناهضة للمرأة  في أماكن العمل والتعليم، الأسرة، والمجتمع اجمالاً.

•     الإعلان الفوري للمساواة الحقوقية التامة بين المرأة  والرجل في مجمل جوانب الحياة الشخصية، الاجتماعية، العائلية، السياسية والثقافية.

•     منع كل أشكال التدخل في الحياة الشخصية والاجتماعية والثقافية للنساء من قبل أي كان، من قبل الدولة أو المؤسسات الاجتماعية والسياسية والثقافية، او أي مرجع ديني أو عشائري أو عائلي!

•     منع اي من أشكال العنف الجسدي، المعنوي والنفسي من قبل أي كان على المرأة!

•     الدعم والحماية المادية والمعنوية التامة للفتيات في العوائل. دعم الفتيات بوجه أشكال الحرمان الفردي، التمييز وممارسة العنف عليهن في العائلة!

•     الدعم بمختلف أشكاله  للنساء ضحايا العنف، بيع الجنس، الإدمان والفقر.

•     التوفير الواسع لإمكانات العمل والدراسة والتعليم المهني للنساء وإزالة العوائق امامهن!

يعتبر الحزب الشيوعي العمالي العراقي النضال من أجل تحقيق تلك المطالب جزءا لا يتجزأ من نضاله السياسي اليومي.

ويدعو المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي النساء والرجال التحررين والمساواتيين الساعين الى  تحقيق هذه المطاليب الانسانية للنساء وإنهاء أوضاع عبودية النساء حرية والمساواة للنساء والرجال للانضمام الى صفوف الحزب لتحقيق هذه الاهداف.

 المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي

أواسط كانون الثاني 2022

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى