وثائق المؤتمر السادس للحزب

قرار: بصدد الدفاع عن علمانية ومدنية المجتمع

على امتداد عقود مديدة، ابتلى المجتمع في العراق ومجتمعات المنطقة باسرها بالاسلام السياسي وقواه وتياراته، سواء الحاكمة منها او المعارضة او التي تسمى بالمتطرفة والمتشددة او المعتدلة. اذ برزت هذه الحركة الرجعية للساحة السياسية تعكزاً على فشل المشاريع والبرامج التنموية القومية العروبية وعجز الاخير عن توفير ابسط شروط حياة حرة ومرفهة للجماهير من جهة وكاحد افرازات الحرب الباردة الخاصة بالوقوف بوجه الشيوعية واليسار.انها اتت لتلعب دورها في ادامة عجلة الرأسمال والربحية والاستغلال ومن اجل نيل حصتها في السلطة والحكم وثروات المجتمع.

بعد حرب امريكا واحتلالها وتدمير المجتمع في العراق، ان مشروع ارساء الدولة على اسس قومية وطائفية وتقسيم المناصب واقسام الدولة والحكومة من مثل الوزارات، البرلمان، القضاء والمؤسسات الانتخابية و… على اساس اثني، قومي وطائفي ديني وارساء الدولة وفق مفهوم “الاقليات” و”كوتا النساء” فتت من الاساس حق المواطنة المتساوية في المجتمع وارست دولة فسيفسائية. وان هذا لا تتناقض تماماً مع سمة حضرية ومدنية المجتمع فحسب، بل تفتح الابواب مشرعة امام الصراع الداخلي باسم القومية والطائفية واججت الحقد القومي والديني في المجتمع.

فبالاضافة الى اشاعة الاستبداد السياسي السافر، القمع، الارهاب، الاغتيالات، التفجيرات والمفخخات، مصادرة الحريات، رافق صعود هذه التيارات الحاكمة، ممارسة هجمة شرسة من اجل اسلمة المجتمع واشاعة القيم والتقاليد الرجعية الدينية والطائفية المعادية للانسان. ان اساس هذه الحملة هو شن هجوم شامل على حقوق المراة، الشباب، مدنية المجتمع، كل المعالم المتقدمة للمجتمع. 

 شهد العالم الافلاس السياسي لحركات هذا التيار وتراجع نفوذها السياسي والاجتماعي وانفضاح الماهية الفكرية والسياسية لهذه الحركات بالاخص بعد انتفاضة تشرين في العراق عام 2019 والهبات الجماهيرية في لبنان وايران وتونس والسودان من جهة، وتصاعد نضال واسع وكبير على صعيد اجتماعي واسع داع للعلمانية وابعاد الدين عن حياة المجتمع والتدخل في خيارات الانسان من جهة اخرى.

يؤكد المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي على ان ارساء مجتمع علماني وحر ومتساو باكمل شكل مرهون بنضال الطبقة العاملة من اجل ارساء مجتمع اشتراكي، يعد في الوقت ذاته ان صيانة مدنية المجتمع مرهونة بالاطاحة بهذه السلطة والاتيان بنظام سياسي يستند الى الاقرار بحق المواطنة المتساوية لقاطني البلد بغض النظر عن هوياتهم القومية والدينية وعبر التدخل المباشر للجماهير وممثليهم المنتخبين. كما يؤكد الحزب على ضرورة تصعيد الحزب لنضاله وحشد القوى الاجتماعية الواسعة والعريضة دفاعاً عن مدنيە المجتمع، حقوق المرأة والشباب والتطاول على حقوق الاطفال، ويعدها احد المهام الملقاة على عاتقه. كما يدعم الحزب الشيوعي العمالي مساعي كل المنظمات والمؤسسات والقوى والتيارات والمراكز في العراق والمنطقة المدافعة عن العلمانية ومدنيه المجتمع وارساء الحريات والحقوق لكل من تضرر بصورة مباشرة من تسلط هذه التيارات وهيمنتها على الساحة السياسية والاجتماعية والفكرية للمجتمع. 

المؤتمر السادس للحزب الشيوعي العمالي العراقي

اواسط كانون الثاني 2022

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى