الأخبارالمقالاتسكرتير اللجنة المركزيةسمير عادل
أخر الأخبار

نحو إرساء تقليد الأول من آيار

سمير عادل

تعمل البرجوازية طوال العام من اجل التمويه والتعمية على الصراع الطبقي. وتحاول عبر ابواقها واقلامها المأجورة بتعويم صورة خادعة وكاذبة؛ على ان المجتمع فوق الطبقات، وكل السياسات والقرارات والقوانيين التي تشرعها هي من اجل خدمة “الشعب” وخدمة “المجتمع” وخدمة “الناس” وخدمة “الفقراء”…الخ، لكن ليس هناك أي ذكر للطبقة العاملة. لان ذكرها هو اعتراف بوجود مجتمع طبقي، وعندها فقط تتعرى تلك السياسات.

الترويج للهوية القومية والدينية والطائفية والجنسية والذكورية في تلك الأبواق، هو جزء من استراتيجية الطبقة البرجوازية لطمس الهوية الطبقية والتفاوت الطبقي والفروقات الطبقية في المجتمع، لأجل ادامة سلطتها الطبقية. فالعمال يجب ان يعملوا من اجل اطعام اسرهم، ومن اجل تجديد انتاج معيشتهم. والهويات القومية والدينية والطائفية الجنسية والذكورية، لا تعطيهم اية امتيازات بأن يتمتعوا بأجر اعلى او ساعات عمل اقل او سكن ملائم او ضمان اجتماعي او تقاعدي او صحي او أيام عطل لتجديد حياته. أي بعبارة أخرى ان تلك الهويات هي كاذبة وزائفة تروج لها ممثلي تلك الطبقة السياسيين، لدق إسفين بين العمال والحيلولة دون توحيد صفوفهم من أجل المطالبة بحقوقهم، لأن تلك الحقوق إذا ما تحققت فيجب ان تستقطع من امتيازات أولئك السادة الممثلون لتلك الهويات الزائفة. فمن يقضي على الفساد على سبيل المثال وليس الحصر، ليس اللجان التحقيقية التي يشكلها السوداني وقبله الكاظمي وقبله عبد المهدي، وهي أي تلك اللجان تتأسس من اجل إخفاء الحقيقة والتغطية على الحيتان الكبيرة واسدال الستار على صفحة تفاني الفاسدين وخلاصهم لطبقتهم المتعفنة، وطويها، كي لا يفتحها من يأتي بعدهم، بل الذي يقضي على الفساد هم وحدة العمال وتضامنهم الطبقي، عندما يطالبون بحقوقهم التي تعني النيل من امتيازات أولئك الممثلين وجماعتهم واحزابهم.

وعليه ان الأول من أيار هو يوم تجديد اعلان وجود طبقتين في المجتمع، طبقة تمثل الغالبية العظمى تعمل وتنتج وطبقة تمثل اقلية ضئيلة تستحوذ على ثمار ذلك العمال والإنتاج، وما لم تستطع الاستحواذ عليه، تحصل عليه عبر السرقة والنهب والفساد. طبقة واحدة لا يقسمها الترهات والخزعبلات القومية والدينية والطائفية..، طبقة تعبر عن بعدها العالمي وقوتها العددية.

مهامنا تجاه الأول من أيار:

ان الأول من آيار نحن كشيوعيين هو جزء من هويتنا الطبقية، نحن الشيوعيون، كما عبرنا عنها في مناسبة سابقة، لا نحتفي بالأول من آيار من اجل إعلان اخلاصنا الإيديولوجي، او يضاف الى سجل فعالياتنا، انما الأول من آيار بالنسبة لنا هو تعبير بأننا ننتمي الى الطبقة العاملة، وان أي خطوة الى الأمام نحرزها نحو تحقيق استراتيجيتنا في الثورة الاشتراكية لا يمكن تحقيقها دون الاستناد على طبقتنا.

وعليه علينا الانخراط في صفوف العمال من اجل تنظيم أي شكل من اشكال التعبير عن الاحتفاء بهذا اليوم، في المصانع والمعامل مهما كانت بسيطة، بدءا من توزيع الحلويات مرورا بتنظيم التجمعات والقاء الكلمات وتوزيع الأوراق الدعائية لهذا اليوم، وأيضا تنظيم الندوات والنقاشات حول تاريخ الأول من آيار والتعريف به ومكانة واقتدار الطبقة العاملة، ولصق ورفع اللافتات في المحلات والشوارع بشعارات عمالية تشير بشكل واضح للأول من آيار وتعرف عن المطالب العادلة للعمال، وتنظيم التجمعات والمسيرات مهما كان حجم التجمعات سواء كانت مركزية او في المناطق والمحلات السكنية للتعريف بهذا اليوم العظيم، وبعث رسالة الى الجماهير بأن الاول من ايار هو يوم عزيز بالنسب للطبقة العاملة والشيوعيين.

وفضلا على كل ذلك استخدام شبكات التواصل الاجتماعي بشكل أمثل للتبليغ والدعاية والترويج للأول من آيار.

ان هذه الفعاليات المتنوعة وهذا الكم من النشاطات ستعرف الطبقة العاملة والمجتمع عن الأول من آيار، فمثلما تقوم البرجوازية وخاصة تياراتها الدينية بإحياء المناسبات الدينية لأيام وأسابيع طوال السنة لترسيخ التفرقة الطائفية في صفوف العمال والمجتمع وتحميق المجتمع، ومثلما تقوم به التيارات القومية بالتبليغ والاحتفال بأيامها لترسيخ العنصرية والتفرقة القومية، وكل ذلك من اجل إبقاء الهويات القومية والطائفية والدينية والجنسية التي دفعنا ثمنها غاليا من دمائنا وحياة أسرنا، فالاحتفاء بالأول من ايار هو اسقاط تلك الهويات وسحب البساط من تحت أقدام البرجوازية من اجل إرساء عالم يكون فيه الإنسان أثمن رأس مال كما قال ماركس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى