بيانات و وثائق الحزب

هزموا شر هزيمة….!(حول ضجيج الاسلاميين فيما يخص افتتاح حفل ملعب كربلاء)

08/08/2019
هزموا شر هزيمة....!(حول ضجيج الاسلاميين فيما يخص افتتاح حفل ملعب كربلاء)

هزموا شر هزيمة….! 
حول ضجيج الاسلاميين فيما يخص افتتاح حفل ملعب كربلاء

ْفي خطوة جلبت سخرية وازدراء كبيرين قل نظيرهما على صعيد المجتمع، سحب ديوان الوقف الشيعي الطائفي دعوته القضائية المسجلة على “الاتحاد العراقي لكرة القدم”على اثر حفل افتتاح بطولة غرب اسيا لكرة القدم، وظهور فتاة سافرة بملابس وهي تعزف على الة الكمان و مشاركة عشرات الفتيات في الحفل المذكور. وقد كان مفاد هذه الدعوى القضائية هو “انتهاك الاتحاد لحرمة وقدسية مدينة كربلاء”. 

لقد كان سحب هذه الدعوى، وبالاخص بعد الردود الاستنكارية التي جوبهت بها وبمن قدمها، هو امراكثر من متوقع. لقد هزمت هذه الدعوى و”احتجاج” اشخاص من امثال بطل مجزرة سبايكر، والغاط بالفساد والنهب والجريمة، نوري المالكي سيء الصيت، شر هزيمة في المجتمع قبل ان تهزم في ساحة القضاء نفسها. على الطائفي نوري المالكي هذا ان يخرس ويرد اولا للمجتمع على مساهمته ودوره في ازهاق ارواح (1700) شاب في سبايكر قبل ان يتفوه باي شيء اخر!

لقد تحدثوا رياءاً عن “تدنيس كربلاء”، ولكن من “دنس” كربلاء غير افعال السلب والنهب لمقدرات المجتمع على حساب جوع وفقر وعوز الاغلبية التي قاموا بها هم انفسهم؟! من قام باغراق المجتمع بالمخدرات والرذيلة غير عصاباتهم ومليشياتهم؟! من اشاع “بغاء زواج المتعة” استغلالاً لعوز وفقر النساء المجبرات على احط الاشياء لكرامتهن من اجل اعالة اطفالهن، غيرهم انفسهم؟! من اشاع اعمال القتل والاستئساد والبلطجة كنمط في المجتمع، غير النمط الذي شيّعته قواهم المليشياتية وعصاباتهم المنفلتة؟! من عّمم التكالب على الثروة والسيطرة والهيمنة، التمايز الطائفي والعشائري و…غيرها في المجتمع غيرهم؟! انهم، باعمالهم وممارساتهم وقيمهم وافكارهم دمروا ودنسوا المجتمع فعلاً، وسعوا لابعاده عن اي قيم انسانية. 

لقد بين هذا الحدث وعملية السخط الغاضبة العميقة والواسعة والاف الاشكال من التندر والاستهزاء والسخرية بهذه الدعوة وباحتجاج الاسلاميين عن ان هذا المجتمع، ورغم المساعي الدؤوبة للاسلاميين في السلطة على امتداد اكثر من عقد ونيف، هو مجتمع ينبض في المدنية والعصرية. بيّن عن انه مجتمع متطلع لقيم القرن الحادي والعشرين وليس لقيم القرووسطية البالية. بيّن ان هذا المجتمع ليس باسلامي الحياة ولا النهج ولا الامال، بل مجتمع متعطش للمدنية، للحياة، للفرح، للتحرر والمساواة. لقد كشفت دعواهم ونمط احتجاجهم عن مدى غرابتهم وبعدهم عن قضايا المجتمع وحاجاته وتطلعاته وامانية! لقد تبّين وبشكل صارخ انهم من عالم وصنف والمجتمع هو عالم اخر. 

لقد سعوا خلال كل السنوات بالمال والترغيب والتهديد الى سحق مدنية المجتمع. لقد خاب مسعاهم. لقد تبين مدى سطحية وسذاجة ظنهم هذا. لقد تبّين عن انهم خرقة بالية فعلاً على جسد المجتمع. ان لهذا المجتمع تاريخ حافل ومتقدم في المنطقة. للمرأة حضور في تاريخه، للمدنية تاريخ، لمواكبة العالم المتقدم تاريخ. انه مجتمع فن، علم، ثقافة، ادب، شعر، موسيقى، افكار ومدارس فكرية وادبية وسياسية. انه مجتمع كتاب وثقافة. انه مجتمع عشرات الشخصيات الفكرية، الثقافية، الفنية والادبية، السياسية والرياضية من كلا الجنسين الذين مثلوا مدنية هذا المجتمع على امتداد مايقارب القرن من الزمن، وهم لكثرتهم يصعب عدهم وحصرهم!

ليست هذه المنازلة هي الاولى مابين قوى التقدم والمدنية والعصرية وغد مشرق لمجتمع من اربعين مليون نسمة وقوى الظلام والطائفية، الطفيلية، اللصوصية، السلب والنهب، التي ديدنها هو الدوس على الكرامة والحريات والحقوق الابتدائية والاولية للانسان، قوى معاداة المرأة والاطفال والشباب، قوى النوح والبكاء و”الشهيد السعيد” واللطم. اذ تعفر وجههم بالامس بتراب قانون اغتصاب الفتيات، القانون الجعفري، وقبلها باندحار مسعاهم الفصل بين الجنسين في الجامعات و قبلها برفض مسودة قانون 137 لاحلال الشريعة محل قانون الاحوال الشخصية و…غيرها. كما انها لن تكون المنازلة الاخيرة.

ان قوى التقدم والحرية والمدنية والمساواة، حماة كل سمات عالم افضل للمجتمع، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العمالي العراقي، لن ترضخ ابداً لهذه المساعي المتهافتة، وستديم نضالها، متسلحة بغد مشرق للانسان في العراق، من اجل انهاء عمر هذه القوى وهذا الكابوس الجاثم على رقاب المجتمع في العراق والذي لم تجني الجماهير منه سوى الفقر، العوز، الجوع، مصادرة الحقوق والحريات، مصادرة الفرح والبسمة من شفاه المجتمع.

يدعو الحزب كل الجماهير الداعية للتحرر والمساواة لاغتنام تراجعهم هذا وان تشمر عن سواعدها لرسم افق وغد اخر للمجتمع بالضد من هذه القوى الطفيلية وافكارها وتقاليدها

 ومساعيها وامالها المعادية للاغلبية الساحقة للمجتمع. 

الحزب الشيوعي العمالي العراقي

4 اب-اغسطس 2019

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى