المقالاتعادل احمد

مشكلة العواصف الترابية في العراق!

عادل احمد

على الرغم من وجود مشاكل عديدة ومنها السياسية والاقتصادية يمر بها العراق، أضيفت اليها في السنوات القليلة الماضية مشكلة العواصف الترابية وقسوتها وتكرارها، بشكل غير مسبوق قياساً للسنوات السابقة، ويتوقع المختصون ارتفاع نسبة حدوث العواصف الترابية إلى 272 يوم في السنة. ان هذه المشكلة (العواصف الترابية) والتي تتسبب بكثرة الرمال والأتربة في الجو مما يتسبب بالاختناق وضيق التنفس بين الناس وبالأخص ممن يعانون من الأمراض الحساسية والربو(asthma) وكذلك يتسبب بانعدام الرؤية وزيادة الحوادث المرورية وتلوث المياه الصحية وتعطيل الأجهزة الإلكترونية والكهربائية نتيجة دخول جزئيات الغبارية اليها وكذلك تؤدي الى توقف الحياة جزئيا بسبب توقف العمل في المصانع والدوائر والخدمات الاجتماعية و تتوقف المدارس والمواصلات والأسواق والاعمال التجارية و…الخ. كل هذه المصائب أضيفت الى مصيبة أزمة الحكومة والسلطة والصراعات الرجعية بين التيارات البورجوازية المتنازعة على السلطة السياسية.

ان مشكلة العواصف الترابية هذه، ناتجة عن التغيرات المناخية في العالم من ناحية، بسبب قلة الامطار في منطقة الشرق الأوسط وخاصة العراق في السنوات الماضية والتي أدت الى تقليل من خصوبة التربة الزراعية وجفاف الأراضي ومن ناحية أخرى بناء السدود العديدة من قبل الحكومات في المنطقة والتي ينبع منها الأنهار والروافد قبل دخولها الى العراق ومنها تركيا وايران والتي أدت الى انخفاض مستوى المنسوبات لنهري دجلة والفرات بشكل كبير وخلق مشاكل الري والزراعة في العراق. ان قلة الامطار والجفاف وكذلك انخفاض منسوب نهري دجلة والفرات أدت الى حالة من تصحر الأراضي وخاصة في شمال وجنوب المناطق الغربية من العراق. وان الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة في نهاية الربيع والصيف، يؤدي الى تصحر الأراضي القاحلة وتفتت القشرة السطحية وتصبح هشة و رملية ناعمة. تحتاج الى الرياح والعواصف لنقلها الى داخل المدن ومناطق الصناعية. وقد أدى نقص المياه والأمطار إلى تراجع مساحة الأراضي الزراعية وفقدان الغطاء النباتي. وحسب بيانات وزارة الزراعة العراقية بأن المساحة التي تعرضت للتصحر خلال السنوات العشر الماضية بلغت نحو  27 مليون دونم من الأراضي الصالحة للزراعة والرعي ونحو مليوني دونم من الغطاء النباتي …

ان مشكلة العواصف الترابية يقابلها اهمال السلطات الحاكمة في العراق وعدم إيجاد الحلول المناسبة لها. والان مع ارتفاع مداخيل العراق من تصدير النفط التي بلغت عشر مليارات دولار ولكن المقدار المطلوب صرفه لحل هذه المشكلة ليس بالمستوى المطلوب نتيجة الفساد والنهب. ان بناء مشاريع تأهيل الغابات الاصطناعية وإقامة مشاتل كبيرة لزراعة الملايين من الأشجار وبناء السدود وتخطيط لمشاريع الري المتنوعة والاستفادة من مياه الأنهار لإصلاح الأراضي الزراعة وتشجيع الفلاحين بزراعة الأشجار وتعويضهم عن هذه الخدمة من اهم الخطوات الضرورية لتقليل العواصف الترابية في المدن والمحافظات.

بما ان الحكومة في العراق متأزمة وغارقة في الصراعات القومية والطائفية الرجعية ولا يهمها ما يحدث في التغيرات المناخية ولا يهمها الصحة في المجتمع  ولا يهمها المعيشة الإنسانية للمواطنين وان الفساد مستشري في كافة مجالات الحياة فان مشكلة التصحر والجفاف والعواصف الترابية تزداد يوم بعد يوم ولن تجد الحلول لها وتزداد معاناة الجماهير المحرومة بالإضافة الى الانقطاع الكهرباء وانعدام المياه الصالحة للشرب وزيادة الامراض و… فان تخصيص المبالغ المالية لمشكلة التصحر لن يكون في حسابات السلطة الحاكمة.

ان مشكلة التصحر والعواصف الترابية مشكلة حقيقية وواقعية في العراق يقتل العشرات ويتسبب بتعطيل الحياة في اغلب أيام السنة وتتسبب بخسائر ملايين الدولارات سنويا وتتسبب بنشر الأوبئة والامراض المتنوعة لهذا يتطلب الحل المناسب والجدي لها وبما ان السلطات لا تهتم بهذه المسألة فانه يتطلب احتجاجا جماهيريا من أجل الضغط على السلطات بوضع الحل المناسب لها. وان الضغط الجماهيري قادر على حل المشكلة التصحر وكذلك لحل مسالة الزراعة في العراق.  

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى