المقابلات

حول الحرب ضد داعش ومعركة الموصل.. حوار مع مؤيد احمد مع سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي العراقي

0

الى الامام: مجموعة اسئلة اريد ان اطرحها فيما يخص الحرب على الموصل ولكن ابدء سؤالي بـ: ما هو المفهوم الماركسي بصدد الحرب عموما؟. 

مؤيد احمد: هناك تعاريف كثيرة للحرب ولكن في التحليل الاخير التعريف الادق هو ان “الحرب استمرارا للسياسة بوسائل اخرى”. لابدأ بنقل مقتطف، ولو مطول الى حد ما، من كراس لينين المعروف “الاشتراكية والحرب”. 

يقول لينين “ان الحرب استمرار للسياسة بوسائل اخرى، اي وسائل العنف، هذه الكلمة المأثورة انما قالها كلاوزفيتس وهو من اعمق الكتاب في القضايا العسكرية. واعتبر الماركسيون بحق دائما هذه الفكرة اساسا نظريا للمفاهيم حول صفة كل حرب. ومن وجهة نظر هذه بالضبط، رأى ماركس وانجلس دائما الى مختلف الحروب.

طبقوا وجهة نظر هذه على الحرب الحالية، تروا ان الحكومات والطبقات الحاكمة في انجلترا وفرنسا والمانيا وايطاليا والنمسا وروسيا قد انتجت، خلال عقود، خلال ما يقرب من نصف قرن سياسة قوامها نهب المستعمرات، واضطهاد الامم الاجنبية، وسحق الحركة العمالية. وهذه السياسة، وهذه السياسة وحدها هي التي تستمر في الحرب الحالية”. 

وفي بداية نفس هذا الكراس يقول لينين “لقد ندد الاشتراكيون دائما بالحروب بين الشعوب باعتبارها عملا من اعمال البرابرة والوحوش. غير ان موقفنا نحن من الحرب يختلف مبدئيا عن موقف المسالمين البرجوازيين (انصار السلام ودعاته) والفوضويين . فنحن نمتاز عن الاوائل بكوننا ندرك الصلة الحتمية التي تربط بين الحروب والنضال الطبقي في داخل البلاد، وندرك انه يستحيل القضاء على الحروب دون القضاء على الطبقات ودون اقامة الاشتراكية، ونمتاز عنهم ايضا بكوننا نعترف تماما بشرعية الحروب الاهلية وطابعها التقدمي وضرورتها، اي الحروب التي تخوضها الطبقة المظلومة ضد الطبقة الظالمة، يخوضها العبيد ضد مالكي العبيد، الفلاحون الاقنان ضد الاقطاعيين، العمال الاجراء ضد البرجوازية. ونحن الماركسيين، نمتاز عن المسالمين والفوضويين بكوننا نقر بضرورة دراسة كل حرب على حدة دراسة تاريخية (من وجهة نظر مادية ماركس الديالكتيكية). فقد عرف التاريخ جملة من الحروب كانت تقدمية، رغم كل الفظائع والاهوال والكوارث والعذابات التي تنطوي عليها حتما كل حرب، ايا كانت، بمعنى انها كانت مفيدة لتطور الانسانية وساعدت في تحطيم اشد المؤسسات ضررا ورجعية.. ولذا كان من المهم دراسة الخصائص التاريخية المميزة للحرب الراهنة بالذات. 

دافع لينين والماركسيين والبلاشفة عن هذه الاراء والمفاهيم بصدد الحرب العالمية الاولى، وقاموا بالتحريض والدعاية على ضوئها واعدوا انفسهم للثورة الاشتراكية بمثابة الرد الثوري الوحيد بوجه حرب الامبريالية العالمية الاولى. لقد اثبت التاريخ المعاصر صحة هذه المفاهيم واهميتها بالنسبة لنضال البروليتاريا الثوري. ان ثورة اكتوبر في روسيا سنة 1917 كانت مرتبطة بالموقف الثوري من الحرب اي اسقاط البرجوازية الروسية وحكومتها واسقاط رأس المال والرأسمالية. 

فجميع المحاولات لطمس محتوى و”مضمون الحرب” والسعي لعرضها بمعزل عن السياسة التي هي استمرار لها ليست الا من اجل تحقيق اهداف سياسية معينة، خداع ضحايا الحرب والجماهير الكادحة والمضطهدة، اخفاء سياسات واهداف القوى التي تشارك في الحرب وسد الطريق امام تطور عناصر الازمة الثورية اثناء الحرب. فكما هو واضح، من مقتطف لينين اعلاه، ان الحرب التي تشنها البرجوازية فيما بينها امتداد للسياسة التي تمارسها وتتبعها قبل الحرب، هذا وانه من المعروف ان السياسة الخارجية لا تنفصل عن السياسة الداخلية للطبقة البرجوازية وحكوماتها. 

ان الحروب التقدمية في عصر الامبريالية ليست الا حروب الطبقة المضطهدة والفئات الكادحة للتحرر من براثن النظام الاقتصادي والاجتماعية والسياسي الراسمالي القائم، هي حروب الطبقة والفئات والشرائح التي تناضل من اجل تحررها، من هذا او ذاك من ابعاد مظالم النظام الطبقي والاجتماعي الراسمالي والظلم السياسي والخنق الفكري، هي حرب النساء والمظلومين بالضد من قامعيهم، هي حرب المجالس العمالية والجماهيرية المسلحة وحرب القوى المسلحة للحركة الشيوعية والعمالية والتحررية، وحروب الجماهير المسلحة ضد الارهاب والارهابيين وضد داعش وامثالها. هي مقاومة الجماهير وحربها الاهلية على شكل تظاهرات واحتجاجات الجماهيرية في تونس ومصر والعالم بوجه الطغاة، وهي حرب الدفاع عن الاشتراكيين والتحررين وسلطاتهم اينما كانوا..الخ. 

باختصار ان الحرب التقدمية هي الحرب التي تُشن من اجل تحقيق التقدم الاجتماعي والتحرر من براثن النظام الرأسمالي المعاصر. ليست الحرب بين القوى البرجوازية وحكوماتها ومليشياتها وقواها المسلحة من اجل تقاسم السلطة والنفوذ وتثبيت الرجعية حربا تقدمية، ناهيك عن ان تكون حرب بين قطبي الارهاب العالمي، حرب بين القوى البرجوازية الامبريالية والاقليمية او القوى المحلية الاسلامية والقومية فيما بينها، والتي تفرض الرجعية السياسية والدمار والتراجع المادي والمعنوي على المجتمعات. 

الى الامام: ماذا يعني تطبيق الرؤية الماركسية هذه تجاه تقييم الحرب على الموصل التي اصبحت موضع جدل كبير داخل الحركة الشيوعية في العراق والمنطقة؟. 

مؤيد احمد: فيما يخص الحرب على الموصل لا يمكن أعطاء تقييم ماركسي للحرب الحالية على الموصل بمعزل عن تقييم سياسة القوى المنخرطة فيها، انطلاقا من هذه المفاهيم والمبادئ العامة من جهة، ومن جهة اخرى، دون دراستها على حدة دراسة تاريخية وموضوعية. آخذين ذلك بنظر الاعتبار هناك جملة من المسائل تطرح نفسها هنا، وهي: تحديد ماهية القوى البرجوازية المنخرطة في هذه الحرب ومكانتها في الحروب والصراعات الدائرة في العالم الحالي.

ان ما يجري في العراق وسوريا ومنطقة الشرق الاوسط صراعات كثيرة وحروبا متنوعة لقد عددها احد الصحفيين البريطانيين بعشرة حروب متزامنة في العراق وسوريا فقط. غير ان كثرة هذه الحروب لا ينفي ان نجد المحاور والاقطاب الاساسية للحرب في سوريا والعراق والمنطقة. فمن حيث الاساس ان الحرب الحالية في سوريا والعراق هي حرب قطبي الامبريالية العالمية امريكا والناتو من جهة، وروسيا والصين من جهة اخرى، وحلفائهما الاقليميين، السعودية، تركيا وقطرمن جهة، وايران وسوريا من جهة اخرى. كما وهناك حرب قطبي الارهاب العالمي اي ارهاب الدولة (جميع الدول الامبريالية وحلفائهما) والارهاب الاسلامي وداعش. 

ان الحرب الجارية ضد داعش من قبل جميع هذه الدول تجري استمرارا لسياسة هذه الدول الامبريالية والاقليمية وصراعاتها في السيطرة وتأمين مناطق النفوذ أحدهما بوجه الاخر، وتحمل معها سمات هذه السياسات والصراعات الرجعية ولا تنفصل عنها. فمثلا ان الحرب التي تشنها امريكا بالضد من داعش في الوقت الراهن، وكذلك حرب روسيا بالضد من داعش والارهابيين من جبهة النصرة وفتح الشام، توضح بشكل كاف تناقضات “الحرب على الارهاب” والسياسات المختلفة التي يتبعها كل قطب فيما يخص الحرب على داعش والارهاب. ان القطب الامريكي وحلفائه ليسوا بصدد ضرب التنظيمات الارهابية عموما، انما بصدد ضرب داعش فقط حيث تستلزم مصالح الحرب والصراع بوجه القطب الروسي وايران ان تديم امريكا وحلفائها الاقليميين، دعم قوى فتح الشام اي جبهة النصرة والارهابيين الاخرين. كما وان روسيا تدخل في الحرب ضد داعش، بالاضافة الى مصالحها الاساسية في ضرب الارهاب، للابقاء على مكانتها فيما يخص نظام الاسد المجرم والجمهورية الاسلامية في ايران، جمهورية الاعدامات. ان عدم رؤية دور الصراع الامبريالي والاقليمي والسياسات التي تقف ورائها في الحرب الحالية ضد داعش، ليس الا نسيان او اغماض العين عن مضمون الحرب الجارية. 

ففي الحرب على الموصل كذلك، وبالرغم من عدم المشاركة المباشرة لروسيا في هذه الحرب، فان صراع الدول الامبريالية والاقليمية واصطدام مصالح التيارات القومية والاسلامية والطائفية تعبر عن نفسها بوضوح. ان عدم مشاركة روسيا المباشرة تعوض عنها مشاركة ميليشات تيارات الاسلام السياسي الشيعي التي تنقل النفوذ الايراني في هذه الحرب. فبالتالي ان اتفاق الكل على ضرب داعش ودحرها عسكريا والحق الهزيمة بها وطردها من الموصل والعراق، لا ينفي اصطدام المصالح ومتابعة تحقيق سياسات خاصة بكل قوة والصراع فيما بين هذه القوة الموحدة ظاهريا في دحر داعش. ان الدحر العسكري لداعش شكل من اشكال هذا الصراع الرجعي الجاري وليس كل الصراع. اي ان حرب الموصل ليست منفصلة عن مجمل صراعات القوى البرجوازية الامبريالية والاقليمية والمحلية الدائرة، ولذا ان الحاق الهزيمة العسكرية بداعش لا يخلصنا من صراعات هذه القوى ودورها في اعادة انتاج داعش اخرى وقوى ارهابية جديدة، وهذا معروف للجميع وسيدفع ضريبته المواطنين والجماهير الكادحة في العراق والمنطقة . 

لا شك ان الحرب على داعش ودحرها من قبل الحركة الشيوعية والثورية، الطبقة العاملة والجماهير والقوى التحررية والتقدمية، ومن قبل القوى التي تتبنى سياسة الدفاع وانقاذ الجماهير من الارهاب وداعش، ستعتبر ضمن الحروب التقدمية المعاصرة لذا من واجب كل انسان ثوري ان يؤيد، لا بل يشارك في دحر داعش في هكذا حرب. واضح ان حرب كهذه ستكون لصالح البشرية وتطورها وانقاذها من براثن هذا التيار الوحشي والعصابات المجرمة. وامتدادا لهذا فاننا مع دحر داعش العسكري وطردها في اية بقعة ليس في العراق وسوريا فقط بل في كل العالم، ليس هذا فحسب، بل اننا نؤكد على قلع جذورها لانقاذ البشرية من هذا الكابوس. فهذا هو موقفنا كحزب والذي هو باعتقادي موقف اي انسان يدق قبله لأمان البشرية المعاصرة وحرية الانسان ومساواته. 

غير ان هذا الموقف لا يعني ان لا نفضح ماهية سياسات القوى البرجوازية الامبريالية والاقليمية والمحلية في حربها ضد داعش والارهابيين الدائرة في سوريا والعراق وتحديدا في الموصل، ولا يعني ان نعطي هذه القوى صكا ابيضا كي تخرب البيوت على رؤوس الناس الابرياء في الموصل وغيرها من الاماكن، وان لا نحذر من السيناريوهات المقبلة التي ترسمها منذ الان لمستقبل ما بعد طرد داعش في الموصل، سيناريوهات اشتداد التقسيمات الطائفية والقومية وغرس روح العداء القومي والطائفي والديني في اوساط الجماهير، وجرها الى محرقة حروبهم وصراعاتهم الرجعية التي ستستمر لسنوات عديدة قادمة والتي ستنتج دواعش اخرى وارهابيين من كل شاكلة ولون. 

ان امريكا وتركيا التي تشارك في الحرب على الموصل هما مسؤلين مباشرين عن ظهور داعش واستمرارها، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني وبالتنسيق مع تركيا متهم بافساح المجال لداعش لاحتلال الموصل، وان القوى الميليشية لتيارات الاسلام السياسي الطائفية هي بشكل غير مباشر خلقت وتخلق الطائفية التي تقابلها وتعطي الارضية لنمو داعش بشكل مستمر. ان الحكومة العراقية تريد اسلمة المجتمع فكيف يمكنها ان تكون قوة للخلاص من داعش.

الى الامام: يتهمكم، قسم من اليسار، بأنكم تدافعون عن داعش عندما تقولون بأن هذه الحرب اي حرب “تحرير الموصل” كما يصفونها في الاعلام، هي حرب اقطاب دولية واقليمية ارهابية وراعية للارهاب. ويستندون بذلك على بيان الحزب الذي يدعو الى وقف الحرب فورا، بماذا تعلقون؟ وهل تعتبرون ان هذا الشعار هو شعارا دقيقا؟.

مؤيد احمد : في رد على سؤالك اود ان اقول: اولا، نحن في المقطع الاول في بياننا قلنا ان “الحرب الارهابية الدائرة بين الاقطاب الامبريالية العالمية وحلفائها الاقليميين والمحليين وبين داعش، ليست الا حربا بين قطبي الارهاب العالمي لا علاقة لها بمصالح جماهير العراق والبشرية المعاصرة وآمالها في التخلص من براثن داعش والارهابيين”. وهذا صحيح وحسب علمي لم ينتقد احد من اليسار هذا الجانب من البيان. هذا وان النقد الموجه الينا هو حول شعار او عنوان البيان وليس مضمون البيان. ثانيا: اننا لم نقل في عنوان البيان ايقاف “الحملة العسكرية” ضد داعش انما قلنا ايقاف “الحملة العسكرية على الموصل” فهناك فرق بين هذا وذاك. فلو كان العمل العسكري الصرف ممكنا بشكل مجرد عن السياسة والمضمون السياسي لقلنا بدون اي تردد ليضرب داعش من يريد ان يضربها ويدحرها، اذ ان ذلك وبشكل اكيد سيكون لصالحنا وصالح البشرية. ثالثا: ان الحملة العسكرية الجارية على الموصل هي حملة عسكرية خاصة بامريكا وتركيا والحكومة العراقية والحشد الشعبي والبيشمركة التابعة للبارزاني والحشد الوطني ضد داعش، وتدار رحاها فيما بين مليون ونصف مليون انسان رهينة داعش المجرمة ولم تتم استشارة احد من المواطنين في عموم العراق وكوردستان. كما ولم تتم مناقشة هذه السياسة وهذه الحملة داخل اوساط الجماهير كي تدلي برأيها، وليست لدى هذه الجماهير اية اداة ضغط للتأثير على سير هذه القوى لمعركتها على الموصل ونتائج التي ستتمخض عن صراعات ما بعد سقوط داعش. 

آخذين ما اشرت اليه اعلاه بنظر الاعتبار، اننا ليس فقط ضد داعش بالموقف السياسي انما ندعو الى مقاومة داعش العسكري، عن طريق تنظيم مقاومة الجماهير المسلحة التقدمية بوجهها وطردها من اي شبر من العراق وسوريا، كما وندعو الى تقوية نضال الشيوعيين والتحررين في العالم قاطبة من اجل قلع جذور داعش والارهابيين. ان حزبنا والحزب الشيوعي العمالي في كوردستان اصدرا وثيقة مشتركة بعد سيطرة داعش على الموصل في 10 حزيران 2014، دعينا فيها الى تنظيم مقاومة عسكرية جماهيرية بوجه داعش لدحرها عسكريا اذ ليس هناك رد سياسي مؤثر على داعش بدون دحرها اولا عسكريا. اننا دعينا في هذه الوثيقة الى تسليح الجماهير المستقل وعملنا على ان نخوض المقاومة المسلحة على داعش وننظم المفارز المسلحة، وعملنا كل ما في وسعنا من اجل انجاح هذه المهمة وتطبيقها. فتنظيم المقاومة العسكرية المسلحة ضد داعش والارهابيين كانت ولا تزال جزء من سياساتنا وضمن اجندة عمل حزبينا، واكدنا في ادبياتنا على الحكومة المركزية وحكومة الاقليم ان لا تعيق مبادراتنا بهذا الخصوص. 

وفي المقابل ان فضح سياسات الدول والقوى المشاركة في معركة الموصل مهمتنا كشيوعيين، فمن يتهرب من ادائها من اوساط الحركة “الشيوعية العمالية” واليسار هو الذي يقع في فخ الانجرار وراء سياسات البرجوازية الامبريالية والاقليمية والمحلية وينصاع للافكارالشعبوية فذلك مشكلتهم. ان موقفنا واداء مهمتنا بفضح سياسات تلك القوى والدول لا يقلل ذرة من حدة عدائنا لداعش، وذرة من ضرورة واهمية المقاومة المسلحة الجماهيرية ضد داعش ليس هذا فحسب، بل يضع دحر داعش والانتصار عليه عسكريا، هذا النضال على سكته الحقيقية ومساره المؤثر ويفتح الابواب امام قلع جذور داعش والخلاص النهائي من قبضته. 

لو ان العمل العسكري “الصرف” كان ممكنا وبمعزل عن السياسات المدمرة للقوى المشاركة في معركة الموصل، وبمعزل عن المآسي التي ستقع على سكان الموصل، لكان من واجبنا الدفاع الحازم عن هذه المعركة والتركيز على ضرب داعش العسكري. ولكن هذا غير ممكن في الامر الواقع لان السياسة والعمل العسكري مترابطان. ولذا اكدنا على ان معركة الموصل والسياسات التي تسيطر عليها ليست منعزلة واحدة عن الاخرى، وفضحنا ولا نزال نفضح جوهر وماهية هذه الحرب وللسياسات التي تحركها، ليس فقط لسد الطريق امام استمرار 10 سنوات اخرى او اكثر من استمرار دوامة وماسي الناجمة عن الارهاب وداعش اخرى.

على اي حال، اننا لسنا دوغمائيين، اننا حزب سياسي شيوعي نريد تقوية القوى الطبقية للثورة الاشتراكية وتقوية جبهة القوى التقدمية والافكار التحررية في المجتمع، ونريد ان تسمع الجماهير ارائنا ولا نريد ان يفهمنا احد بشكل خاطئ. اننا لسنا اصحاب ولع بالكلمات ولا نجادل بصدد العناوين انما نريد تعبئة طبقتنا لمعاركها الحاسمة والخلاص النهائي من القوى الرجعية من ضمنها داعش وامثالها. ان نص ومحتوى البيان واضح وصريح فيما يخص موقفنا من داعش ولا يستطيع احد ان يشوهه. استطيع ان اقول بان هناك عدم دقة من جانبنا فيما يخص صياغة عنوان البيان بهذا الشكل المختصر والمجرد، وبالتالي عدم دقة في الاخذ بنظر الاعتبار احتمالات استنتاج الاخرين الخاطئ من موقفنا تجاه داعش. 

بالرغم من هذا وحتى اذا اقدمنا نحن الشيوعيين على تصحيح اي اخطاء قد تقع في صياغة هذا او ذاك من العناوين والمطالب تجاه ما يحدث من الحروب والدمار والارهاب في المنطقة، فان المعضلة الاساسية باقية في مكانها وهي مسالة الخلاص من دوامة الحرب والدمار الدائرة في العراق والمنطقة، والتي تلعب الدول الامبريالية والاقليمية دورا اساسيا في استمراراها وتبقى مسالة القضاء على الارهاب وقلع جذوره مهمة حيوية واساسية امام الشيوعيين في هذه المنطقة. ان الاراء المختلفة حول هذا الرد الثوري لانقاذ العراق والمنطقة من براثن دوامة الحرب والدمار والارهاب مسالة مطروحة في اجندة الحركة الشيوعية العمالية للنقاش والبحث الجدي والعميق، فلا يمكن الاكتفاء بالصيغ العامة. فمن الطبيعي ومن دلائل تطور الحركة الشيوعية فتح ابواب النقاش بهذا الخصوص. هناك اراء مختلفة بصدد هذا الموضوع بما فيها داخل حزبنا، والتي انعكست في الموقف من مطلب ايقاف معركة الموصل كذلك. ان تركيز بعض القوى في الحركة الشيوعية العمالية في المنطقة او اليسار عموما على هذا او ذاك المطلب والتهرب من اصل الموضوع لا تقوى الحركة الشيوعية ولا تخدمها. 

ان ما هو مطروح للبحث هو تقوية الحركة الشيوعية للعب دورها الاساسي في تحرير هذه المجتمعات من براثن كل القوى البرجوازية ومن الارهاب الاسلامي وداعش. ان الاعمال العسكرية للبرجوازية الامبريالية وحلفائها الاقليميين والمحليين لا تحل هذه المعضلة المدمرة التي تواجهها البشرية والحركة الشيوعية العالمية لا بل تعقدها اكثر. 

الى الامام: هل ترون ان امريكا وحلفائها جادين بالقضاء على داعش ام هناك اشياء اخرى خلف اعمدة الدخان؟.

مؤيد احمد: ان امريكا ليست جادة في القضاء على داعش بالمعني الحرفي للكلمة ولكنها بدون شك تخوض الحرب ضدها في الوقت الحالي. واضح لا يمكن ان نتوقع تلك الجدية من دولة امبريالية تخوض الحرب والدمار وتشكل رأس ارهاب الدولة في العالم. ان سيطرة داعش منذ 2014 على الموصل اعطت فرصة اخرى جديدة لامريكا بان تتدخل عسكريا في العراق والمنطقة، بعد هزيمتها وترك قواتها العراق سنة 2011. فمنذ ذلك الحين بدأت ابواق الدعاية الرسمية لامريكا وحلفائها الامبرياليين في الناتو واجهزتها الرسمية، تطلق تصريحات وتؤكد على ان الحرب ضد داعش والارهاب قد تستغرق سنوات كثيرة، عقد من الزمن او اكثر. ان سياساتها بهذا الصدد كانت ولا تزال مفضوحة للعالم، والتي تتلخص في استغلال خطر داعش وسيطرتها على مناطق عدة في العراق وسوريا لادامة تدخلها العسكري وادامة استراتيجتها وسياستها الامبريالية، عن طريق “الحرب على الارهاب” وليس الحسم العسكري ودحر داعش عسكريا وبسرعة. 

ليس خافيا على احد قيام امريكا خلال الحرب على سوريا وبالتنسيق مع حلفائها تركيا والسعودية وقطر في تسليح وتقوية الارهابيين في سوريا وحتى افساح المجال، بعلم امريكا وتنفيذ تركي، لداعش لاحتلال سنجار والموصل. على اي حال، لا شك ان امريكا تخوض الحرب حاليا على داعش ولكن لها سياساتها واستراتيجتها الخاصة في هذه الحرب. فلا يمكن فصل اعمالها العسكرية ومواجهتها لداعش عنها. واقع الامر هو ان الارهاب الاسلامي، من القاعدة وداعش وفروعهما المختلفة في العالم وبالاخص في منطقة الشرق الاوسط وبلدان شرق آسيا، يشكل تهديدا مباشرا لمصالح امريكا وأمنها ومصالح وامن حلفائها في اوروبا ومنطقة الشرق الاوسط وآسيا، وبهذا المعنى انها مضطرة للحرب ضد داعش ولكن على طريقتها الخاصة. 

هذا وان امريكا تعرف جيدا بان الاسلام السياسي بمثابة حركة سياسية برجوازية وانظمة وقوى ستبقى قطبا اساسيا في العالم المعاصر، فهي تريد الاستفادة من هذا المخزون الرجعي العالمي بوجه الحركة الاشتراكية والثورية في هذه الدول وعلى صعيد عالمي. كما وتريد ان تجد حلفائها ضمن هذا المعسكر الرجعي في صراعاتها مع روسيا والصين. ففي اطار هذا الواقع وصراعاتها الامبريالية وهذه الاستراتجية الرجعية المناهضة للاشتراكية، تتعامل امريكا مع الارهاب الاسلامي من نمط داعش والقاعدة وغيرها. فلا يمكن استنتاج سياسات تفصيلية من قبيل كيف تتصرف امريكا وحلفائها العالميين وألاقليميين تجاه تعاملها مع الارهاب الاسلامي. اليوم وبشكل متزامن تقاتل داعش ولكن تقوي جبهة النصرة بوجه روسيا ونظام الاسد وايران .

النقطة الاهم هو ان الاسلام السياسي وارهاب الاسلام السياسي جزء من واقع العالم الحالي وعنصر في صراعات القوى على المسرح العالمي ومنطقة الشرق الاوسط. ولا بد وان تستخدمها امريكا في صراعاتها على الصعيد العالمي حسب مصالحها الاستراتيجية، وهذا ما اثبته تاريخ تعامل امريكا مع الاسلام السياسي وارهاب الاسلام السياسي.

ان الارضية الاقتصادية التي تجري عليها صراعات القوى الامبريالية والاقليمية هي ارضية الرأسمالية الامبريالية وتشابك علاقات رأس المال العالمي. ان هذه الارضية الاقتصادية اي الرأسمالية المعاصرة تمر باعمق واشد ازمة اقتصادية منذ 2008، فان العسكرتارية الامبريالية تتزايد وتهدد البشرية بالمزيد من الحروب والدمار. ان صراعات الامبريالية فيما بين روسيا وامريكا والصراعات بين القوى الاقليمية وخاصة في الشرق الاوسط تفتح المجال امام استمرار دوامة الحرب والارهاب، فامريكا تتعامل مع كل هذه الوقائع وما ارهاب الاسلام السياسي الا قوة ضمن هذه الحرب والصراعات العالمية والاقليمية الدائرة، وستستفيد منها وتتعامل معها حسب تلك الضرورات. 

آخذين ذلك بنظر الاعتبار، ان طرد داعش من الموصل وغيرها من المناطق العسكرية التي تسيطر عليها في العراق لها اهمية خاصة بالنسبة لامريكا، اذ ليس هناك روسيا تزاحمها فيها بالرغم من نفوذ تيارات الاسلام السياسي الشيعي في الحكم وبالارتباط مع ايران وميلشيات تيارات الاسلام السياسي الشيعي. فانها تريد طرد داعش وتقوي نفوذها السياسي والعسكري في العراق والتأثيرعلى المسارات السياسية فيه. فهي تريد ان تكون راعية التنسيق بين مختلف القوى القومية والاسلامية لتمرير سياستها، وتريد ان توطد مكانتها من خلال معركة الموصل ومخططاتها لادامة النظام السياسي الاسلامي والقومي والطائفي في عموم العراق.

الى الامام: كيف تنظرون الى داعش، هل هو قطب وأحد البدائل البرجوازية ام انه سيناريو مصطنع لابتزاز المنطقة؟.

مؤيد احمد: ان داعش جزء وامتداد لحركة الاسلام السياسي بالاساس، وهي اي داعش حركة سياسية فاشية وارهابية مرتبطة كذلك من حيث الارضية المادية بالحركة الاسلامية والقومية – الاسلامية في بلدان الشرق الاوسط والعالم العربي وباكستان والبلدان الاخرى في أسيا. انها مكون من مكونات طيف الحركة الاسلامية وبهذا المعنى جزء من البدائل المطروحة على الصعيد العالمي بوجه البرجوازية العالمية، لتقاسم السلطة والثروات وحيازة فائض قيمة عمل العمال في البلدان التي تريد ان تحكمها هذه القوى.

بالرغم من ان داعش من حيث تشكيلتها هي عصابات مجرمة وامتداد للقاعدة في العراق وتم انشائها وتقويتها بمساعدة السعودية وتركيا وقطر وبشكل مفضوح، غير انها ليست دمية بايدي امريكا وهذه البلدان اذ انها حركة فاشية تقويها وتغذي استمرارها على المسرح السياسي في العراق والمنطقة جملة من العوامل الموضوعية والذاتية. ان داعش تعيش على ارضية واسعة من وجود تيارات الاسلام السياسي وافكارها واحزابها وانظمتها وقواها ومليشياتها وارهابييها في بلدان مختلفة في العالم، فهي جزء من هذه الحركة العالمية للاسلام السياسي وجزء من قطب الارهاب العالمي. ان قوة داعش بمثابة قوة فاشية من جهة ثانية هو نتيجة لعدم وجود احزاب اشتركية جماهيرية ثورية وقوية في البلدان التي ينشط فيها الاسلام السياسي والقوى الارهابية الاسلامية. ان الجواب الثوري والحازم من قبل هذه الاحزاب لقيادة نضال الجماهير للتحرر من براثن الاسلام السياسي وارهابه وافكاره الرجعية، هو الذي سيسلب من هذه العصابات المجرمة كل اقتدار ويحولها الى مجموعات معزولة يمكن القضاء عليها بسهولة .

الى الامام: هل هناك طريق اخر، وهل مقبول اخلاقيا بأن يكون التخلص من داعش باي ثمن مثلما يهلهل نفس اليسار المشار اليه، اي هدم مدينة الموصل على راس اهلها؟ واذا كان صحيح لماذا لم تستطع امريكا والعالم من التخلص من الارهاب الاسلامي بعد اسقاط الطالبان وملاحقة عناصر القاعدة في افغانستان؟.

مؤيد احمد: ان جزءا من موقفنا في البيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي كان بشكل واضح يتحدث عن هذا الموضع، اي الكارثة المحتملة التي ستقع على سكان الموصل، “هدم مدينة الموصل على رؤوس اهلها”. حقيقة، لا يقبل احد في الحركة الشيوعية التصفيق لاحتمالات هذه الكارثة الانسانية ليس هذا فحسب بل لسيناريو رجعي والمخاطر والتهديدات التي ستنبثق من وراء هذه الحرب، حينما يقوم هذا الخليط من القوى، القابل للانفجار في اية لحظة، بتقسيم غنائم معركة الموصل. 

انه من المعروف انه من غير الصحيح الاستنتاج من سياسة عامة تجاه حرب ما حتى وان كانت “تقدمية” القبول بجميع معاركها، وعدم السماح بتأخير او الغاء بعض عملياتها، اجتنابا لحدوث كوارث انسانية محدقة. فلو نفترض جدلا باننا لا نمنع احدا من ضرب داعش، كسياسة عامة، فان ذلك لا يمكن الاستنتاج منه بان جميع المعارك والضربات يكون مسموح بها بدون اي اعتبار للكوارث المحتملة وهدم مدينة ما “على رؤوس الناس”. لا اعتقد ان تكون في الاستراتيجية العسكرية لاية قوة عسكرية، برجوازية كانت ام بروليتارية، ان لا تميز بين السياسة العامة وبين المعارك الفردية والتفصيلية في جبهة عريضة من الحرب. ان بعض نقادنا في اليسار حتى ينسون هذه الحقائق ويصبحون من دعاة ضرب داعش مهما كان الثمن. انهم لا يثيرون هذه المسألة ولا يهمهم او يكتفون بالقاء كلمات دعما لضحايا الكوارث. ان قسم من نقادنا يصفون الاعمال العسكرية لامريكا بكونها “ايجابية”. وقسم اخر يقبلون وقوع الضحايا في الموصل كثمن علينا ان نقبله في المعركة للخلاص من داعش، بدون ان يكون في ذهنهم ادنى فكرة عما يدور في دماغ المضحي في مدينة الموصل، وهو يعيش بين كماشة داعش والقصف الامريكي وهجوم الميليشيات. 

ان “الحرب على الارهاب” الذي تبنته امريكا ليست موجهة ضد الارهاب الاسلامي بالاساس، انه عنوان ومبرر للادامة العسكرتارية الامريكية، وتأمين التدخل العسكري وشن الحروب والضربات العسكرية الاستباقية تحت هذا المبرر. طبعا هذه العسكرتارية و”الحرب على الارهاب” هي لتحقيق مصالحها الامبريالية بوجه خصومها الامبرياليين العالميين، تأمين مناطق النفوذ والتأثير على مسارات الحياة الاقتصادية والسياسية في المجتمعات لصالحها على صعيد عالمي، بما فيها الشرق الاوسط. لقد تم العمل بـ “الحرب على الارهاب” منذ 2001 وتم اسقاط طالبان وطرد القاعدة من افغانستان اثر الضربات العسكرية لامريكا وتم اضعافهما وسلبهما مناطق للعمل الارهابي، غير انها لا زالت تنمو حتى في افغانستان. لو كانت الحرب على الارهاب هي التي تتحكم بترسيم السياسات في امريكا لما احتلت العراق سنة 2003. ان شن الحرب على العراق ونظرية الهجوم الاستباقي تحت ذرائع كاذبة قد فتحت ابوابا عديدة بوجه نمو الارهاب ليس على صعيد العراق فحسب بل على صعيد عالمي ايضا. ان صراع قطبي الارهاب العالمي العسكري لن ينجم عنه غير المزيد من الارهاب، وهذه حلقة مفرغة ودائرة مأساوية تعيشها البشرية المعاصرة. ان طريق الخلاص النهائي من الارهاب يبدء هنا يبدء من الخروج من دائرة الوهم بان “الحرب على الارهاب” لامريكا وحلفائها سينقذنا من الارهاب ومن داعش. انه الخطوة الاولى لسلك “الطريق الاخر” للخلاص من داعش.

الى الامام: ما هو الحل للتخلص من داعش والارهاب الاسلامي والى الابد؟.

مؤيد احمد: مثلما اكدت عليه في ردي على السؤال السابق، ان قلع جذور داعش مرهون باقتدار الحركة الشيوعية والاشتراكية وباقتدار الطبقة العاملة والجماهير التحررية في المجتمعات، التي وحدها باستطاعتها فرض التراجع على الاسلام السياسي ودحر القوى الارهابية على صعيد عالمي. 

ان من الواضح بان داعش والارهاب الاسلامي مربتط بشكل مباشر بتيارات الاسلام السياسي ووجودها بمثابة احدى الحركات الاجتماعية البرجوازية على صعيد البلدان التي تتنشط فيها هذه القوى. ان حركة الاسلام السياسي ناجمة عن ضرورات الصراع الطبقي في المجتمعات الراسمالية لصالح البرجوازية وحماية علاقة الانتاج الرأسمالية. ان تيارات الاسلام السياسي هي احدى الحركات السياسية البرجوازية في المجتمع الرأسمالي المعاصر التي تحمل الايديولوجية الاسلامية. لا يخفى على احد، ان جميع تيارات الاسلام السياسي هم المدافعين الاشداء عن الملكية الخاصة وعلاقة رأس المال والنظام الرأسمالي. تعيش هذه التيارات ضمن الاطار العام لرأسمالية عهد الاحتكارات، الرأسمالية الامبريالية وتفسخها وتفاقم تناقضاتها. 

ان الاسلام السياسي من حيث الاساس وبمثابة تيار سياسي وحكومي ليس الا تيار فاشي بوجه الحركة الاشتراكية والحركة العمالية الثورية. انها وبلعبها هذا الدور المتمحور بالاساس حول قمع الحريات والقتل وارساء حكم الميليشيات والاعدامات…الخ، يصعد الى منصة الصراع العالمي بوجه البرجوازية الامبريالية العالمية، ويريد ان ياخذ حصته من الاقتصاد والسياسة والمكانة العسكرية في العالم البرجوازي المعاصر. 

ان قلع جذور داعش والارهابيين وتيارات الاسلام السياسي لا يتم عن طريق “الحرب على الارهاب” الامبريالية وعملياتها العسكرية، ولا يتم عن طريق القوى البرجوازية القومية واشباه الليبرالية، انها مهمة الحركة الشيوعية والتحرريين، مهمة الطبقة العاملة والمضطهدين ومهمة النساء والكادحين الذي صعد الحركة الاسلامية من حيث الاساس بالضد من حركاتها التحررية. ان انشاء احزاب اشتراكية وشيوعية جماهيرية قوية في هذه البلدان هو الخطة الحاسمة لقصم ظهر الارهاب والارهابيين وداعش وتيارات الاسلام السياسي. ان هذه الاحزاب مدعوة ان تقدم البرنامج الاشتراكي امام جماهير العمال والكادحين والمضطهدين، وان تقدم على الاعداد لخلق الاجواء الثورية وتقوية عناصر الازمة الثورية في قلب الحرب الجارية في العراق منطقة الشرق الاوسط. اي ايجاد حركة سياسية ثورية تضع الاشتراكية في برنامج عملها، للخلاص من مآسي الارهاب والحرب الجارية باسم “الحرب على الارهاب” في المنطقة. 

ففي سياق هذا البرنامج الثوري والاجندة العملية، من الضروري اتخاذ خطوات انية عملية بوجه البرجوازية الامبريالية والاقليمية وفرض التراجع عليها للتخلي عن سياستها البربرية، وشن حملة عالمية بوجه الحرب كي يتركون العراق وسوريا واليمن وغيرها من البلدان التي حولوها الى ساحات المعارك والمجازر لتحقيق مصالحها وسياساتها المناهضة لكل ما هو انساني. وفي هذا الاطار كذلك تنظيم حرب الجماهير المسلحة والقوى التقدمية والتحررية ضد داعش والارهابيين. 

7 نوفمبر 2016

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى